هيومن رايتس ووتش: القوات التركية تنكل باللاجئين السوريين
نشرت هيومن رايتس ووتش، الثلاثاء 10 مايو/أيار، شريط فيديو وثق عن قرب وكثب كيفية تعامل القوات التركية مع اللاجئين السوريين على حدودها.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن أفرادا من حرس الحدود التركي اعتدوا بالضرب وأطلقوا النار على سوريين كانوا يحاولون الوصول إلى تركيا هربا من الصراع في محافظة حلب الحدودية.
وأفادت المنظمة في تقرير استند إلى لقاءات مع ضحايا وشهود وسكان سوريين محليين بأن خمسة أشخاص بينهم طفل قتلوا في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2016، فيما أصيب 14 آخرين بجروح خطيرة نتيجة إطلاق حرس الحدود النار على سوريين وضربهم.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية التركية تقول إنها تتبنى “سياسة الباب المفتوح” للسوريين، رغم أنها شيدت جدارا جديدا على الحدود.
وفي السياق، قال جيري سيمبسون، وهو باحث أول في قسم اللاجئين في هيومن رايتس ووتش: “رغم أن كبار المسؤولين الأتراك يزعمون أنهم يستقبلون اللاجئين السوريين بحدود وأذرع مفتوحة، إلا أن حرس الحدود يُمارسون القتل والضرب ضدهم”، مضيفا: “إنه لأمر مروّع أن يُطلقوا النار على رجال ونساء وأطفال مصدومين، فارين من القتال والحرب العشوائية”.
ويظهر تسجيل فيديو، نشرته هيومن رايتس ووتش، لقطات لجثة ظهرت عليها آثار الضرب والدماء، كما أظهر الشريط جثة رجل آخر عليها علامات حمراء وبنفسجية على الظهر والذراعين.
كما نشرت المنظمة الحقوقية مقتطفات من لقاءات مع 4 من الضحايا و5 شهود و6 من السكان السوريين من المنطقة وصفوا 7 حوادث، في مارس/آذار وأبريل/نيسان، أطلق فيها حرس الحدود التركي النار أو اعتدوا بالضرب على 17 سوريا من طالبي اللجوء واثنين من المهربين.
وقالت المنظمة إن اللقطات الخاصة ببعض الضحايا والجثث التقطها حارس أمن في مخيم للنازحين.
تجدر الإشارة إلى أنه وحتى مطلع أبريل/نيسان، أنهت تركيا بناء ثلث جدارها الإسمنتي المقاوم للصواريخ والذي سيمتد على مسافة 911 كلم على الحدود مع سوريا.
إلى ذلك، أكدت هيومن رايتس ووتش حق تركيا بتأمين حدودها مع سوريا، مشيرة إلى أنها أيضا ملزمة باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر طرد طالبي اللجوء على الحدود حينما يكون طالبوه عرضة لخطر الاضطهاد والتعذيب، أو عندما تكون حياتهم وحريتهم مهددتين.
وأضافت المنظمة أن تركيا ملزمة باحترام المعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة القاتلة والحق في الحياة والحرمة الجسدية، بما يشمل الحظر المطلق على اخضاع أي شخص لمعاملة غير إنسانية أو مهينة.
وتتمة للموضوع، تطرقت “رايتس ووتش” في تقريرها إلى أن العنف الممارس ضد اللاجئين السوريين وعدم السماح لهم بعبور الحدود نحو تركيا هي نتيجة لإغلاق الاتحاد الاوروبي لحدوده في وجه طالبي اللجوء.
ففي مارس/آذار 2016، أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة مثيرة للجدل مع أنقرة لمنع تدفق اللاجئين على أوروبا، والتزم بتقديم 6 مليار يورو كمساعدات للسوريين في تركيا، وإحياء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، والنظر في السماح للمواطنين الأتراك بالسفر دون تأشيرة.
ونصت الصفقة على أن ترجع أوروبا طالبي اللجوء واللاجئين، بما يشمل السوريين، الذين يصلون إلى اليونان على متن قوارب على اعتبار أن تركيا مكان آمن لهم، علما بأن الصفقة تُلزم الاتحاد الأوروبي أيضا بإنشاء مناطق “أكثر أمنا” داخل سوريا.