الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: انتخابات “آمنة”.. وإقبال متفاوت.. و”رسائل” بيروتية اللبنانيون يقترعون لـ”البلديات”: سقوط ذريعة التمديد

كتبت “السفير”: بعد انقطاع طويل عن كل أشكال التصويت والديموقراطية، بلغ حد “الجفاف”.. جرت أمس الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع في موعدها المقرر، من دون تسجيل حوادث بارزة، وهذا في حد ذاته حدث يرقى الى مستوى الإنجاز في زمن التمديد الذي ثبت انه “قهري”، لا “قسري”، كما حاولت ان تروج سابقا بعض مراكز القوى في السلطة المتآكلة.

أما على مستوى النتائج الاولية، فإن صناديق بيروت وبعلبك والهرمل وبريتال لم تحمل مفاجآت سياسية، مع فوز لائحة “البيارتة” في العاصمة، وتقدم لوائح ثنائي حزب الله ـ حركة أمل وحلفائهما في البقاع.

لكن الصورة بقيت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس غير مكتملة في زحلة، وسط تضارب في ارقام الماكينات الانتخابية للوائح الاحزاب المسيحية و “الكتلة الشعبية” وموسى فتوش، وإن تكن مصادر تحالف الاحزاب قد أكدت تقدم التحالف، خصوصا في الاقلام المسيحية، في انتظار حصيلة الاقلام السنية والشيعية.

ماذا عن تفاصيل اليوم الانتخابي الطويل؟

أمس، سقطت الأوهام المفتعلة التي عممتها الطبقة السياسية على مدى سنوات حول عدم ملاءمة الاوضاع الامنية والظروف المحلية والاقليمية لإجراء أي انتخابات، فكان التمديد الاول ثم الثاني لمجلس النواب، وكان الشغور الرئاسي “المستدام”، بحجة الضرورات التي تبيح المحظورات.. قبل ان يتبين البارحة، بالعين المجردة، ان بإمكان اللبنانيين ان يقترعوا، ويتنافسوا، بشكل طبيعي من دون ان تنعكس الازمة السورية وحرب اليمن وتظاهرات العراق والتجاذبات الروسية الاميركية على سلامة العملية الانتخابية.

وحتى عرسال، المعروفة بوضعها الامني الحساس، نتيجة وجودها على تماس مباشر مع الارهاب التكفيري، خاضت الاستحقاق البلدي بكثافة ونجاح، في تحد للجماعات المسلحة، وحتى لمنطق السلطة الذي كان يتسلح في السابق بخصوصية واقع عرسال لتبرير “موبقات” التمديد..

البارحة، سقطت الذرائع التي تم باسمها تأجيل الانتخابات النيابية، وحرمان اللبنانيين من فرصة اختيار نوابهم، في الموعد الدستوري المحدد، وبالتالي فإن أصوات الناخبين في الاحد البلدي والاختياري بدت بمثابة صرخة ضد الطبقة الحاكمة وإدانة لها، بعدما ثبت بالدليل القاطع انها سلبت المواطنين أحد أهم حقوقهم السياسية والديموقراطية، وفرضت عليهم تمديدا غير مشروع ولا مبرر للمجلس النيابي المنتهية ولايته.

والمفارقة، ان الانتخابات البلدية والاختيارية الناجحة عموما، باستثناء بعض الثغرات والمخالفات الموضعية، إنما تمت في ظل غياب رئيس الجمهورية وشلل مجلس النواب وتخبط الحكومة، ما يعني ان اللبنانيين يملكون قدرا من الوعي والمسؤولية، يمنحهم “اكتفاء ذاتيا” لخوض الاستحقاقات الدستورية بأفضل طريقة ممكنة، حتى لو لم يبق من الدولة سوى الوجود الامني الذي تتطلبه حماية العملية الانتخابية.

ولعل نسب الاقتراع المرتفعة في العديد من المناطق، والتي لامست أحيانا حدود الـ70 في المئة، تعكس توق اللبنانيين الى التعبير عن أنفسهم وخياراتهم، بعد سنوات من “التصحر” والاقامة الجبرية خلف قضبان أمر واقع مهترئ، فاحت منه روائح النفايات والصفقات.

.. وحدها بيروت، اقتصر منسوب الاقتراع فيها على حوالي العشرين في المئة، على الرغم من كل التعبئة التي سبقت الانتخابات، وخصوصا من قبل الرئيس سعد الحريري.

لكن ذلك لم يحل دون فوز “لائحة البيارتة” بكامل أعضائها، وعلى قاعدة المناصفة، وبفارق كبير عن لائحتي “بيروت مدينتي” و “مواطنون ومواطنات”، ما يضع المجلس البلدي الجديد أمام تحدي الإنتاجية والتناغم، في ظل تركيبة متداخلة، تشبه توازنات مجلس الوزراء.

ويمكن القول ان اللائحتين المضادتين حاولتا بإمكانيات متواضعة ان تحركا المياه الراكدة وتصنعا فارقاً ما، إلا ان الاصطفافات السياسية المقفلة وانخفاض معدل الاقتراع وانكفاء المعترضين واليأس من القدرة على التغيير.. كلها عوامل ساهمت في إعطاء الأفضلية للائحة “البيارتة”.

البناء: المشنوق 2016: البلديات إنجاز وعرسال نموذجاً… و2014: أرفض تحمّل مسؤولية إجراء الانتخابات الحريري وتحالف لائحته 15 من بيروت… والانتخابات لا تجذب خُمس البيارتة حلف أمل وحزب الله يتفوّق بقاعياً… وزحلة امتحان تحالف التيار والقوات

كتبت “البناء”: حسم إجراء الانتخابات البلدية وما وصفه بها وزير الداخلية نهاد المشنوق من إنجاز أمني وديمقراطي، سقوط ذرائع التمديد لولاية كاملة للمجلس النيابي على دفعتين، سواء الذرائع الأمنية أو التقنية، فالوزير المشنوق الذي قال في أيلول عام 2014 في حديث علني إنه لا يتحمل مسؤولية إجراء الانتخابات النيابية، هو نفسه الذي وصف الانتخابات البلدية امس بالإنجاز مقدماً عرسال نموذجاً، وهي التي تعيش الظرف الأمني الأشد قسوة قياساً بأي منطقة يمكن التذرع بوضعها الأمني السياسي لتعليق العمليات الانتخابية.

لكن الانتخابات البلدية قدّمت مثالاً للعزوف الشعبي عن الحريرية أولاً وعن السياسة ثانياً، مع ما حملته نتائج المشاركة البيروتية، حيث اشترك للتنافس في الانتخابات، الحريري ومعه تحالف حزبي عريض لم يحصد إلا 15 من أصوات البيارتة الذين لم يستنهض أكثر من خمسهم، وجود لائحتين منافستين قدمتا أفضل ما يمكن أن تحمله لائحة مدنية لناشطين شاركوا في الحراك الشعبي قبل أشهر اختاروا اللاسياسة عنواناً ومواصلة شعار “كلكن يعني كلكن”، ومقابلهم ناشط تغييري إصلاحي يقود حملة قدمت مرشحيها هو الوزير السابق شربل نحاس، ووفّر صمت حزب الله البلدي الفرصة للجميع لعدم تفسير ضعفهم بمشاركة الحزب، فمن يقف معه الحزب يستخدم حجة أن وجود حزب الله تسبب بحملة مذهبية تستهدف من يدعمهم، وبالمقابل حجة أن السلاح يخيف من يقف ضدهم.

الإنتخابات البلدية في البقاع منحت النائب وليد جنبلاط فرصة حسم تمثيل راشيا، ومنحت تحالف حركة أمل وحزب لله فرصة تأكيد القدرة على حسم تمثيل المدن والبلدات التي تشكلت فيها لوائح التنمية والوفاء بقوة دعم هذا التحالف، بينما بقي تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الذي خسر إمتحان إثبات القوة في بيروت، قد ربح نصف الإمتحان البقاعي، بينما كانت العيون كلها على نتائج زحلة التي تأخرت حتى ساعات الصباح الأولى، وبقيت غير محسومة بانتظار اكتمال نتائج فرز الصناديق، بعدما أوضحت النسبة الأغلب منها تقدّم لائحة تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب على اللائحتين المدعومتين من زوجة النائب الراحل إيلي سكاف والوزير السابق النائب نقولا فتوش.

دحضت المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل ذريعة الوضع الأمني للتمديد للمجلس النيابي وهذا يضع المجلس الدستوري امام امتحان جديد للطعن بالتمديد بعدما كان المجلس الدستوري رد الطعن المقدّم من التيار الوطني الحر.

تميز اليوم الانتخابي الطويل الذي بدأ يوم أمس عند السابعة صباحاً حتى السابعة مساء بنسبة اقتراع باهتة جداً في العاصمة بيروت التي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 20,14 ، فيما شهدت نسبة الاقتراع في زحلة 52.6 ، راشيا: 43.5 ، بعلبك: 62 ، البقاع الغربي: 42 والهرمل: 45 . وكانت العملية الانتخابية مرّت بسلام وتمت بأجواء هادئة من دون اية حوادث تُذكر باستثناء حوادث بسيطة في الاشرفية وجب جنين وزحلة عبر الإشكال المتعمد الذي افتعله مندوبو وناخبو القوات اللبنانية مع ناخبي الكتلة الشعبية ومؤيدي لائحة موسى فتوش، حيث اتهمتهم القوات بالرشى المالية وهذا ما نفاه وزير الداخلية والبلديات لـ”البناء” على هامش تفقده سرايا زحلة وسير العملية الانتخابية، مضيفاً “أن التقارير الأمنية تنفي تسجيل اي حالة رشى مالية”.

وكان المشنوق عقد مؤتمراً صحافياً مساء أمس، بعد اقفال صناديق الاقتراع في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، تحدث فيه عن مجريات العملية الانتخابية أمس، مشيراً الى ان المرحلة الأولى للانتخابات مرت بخير وسلام بنسبة عالية جداً وفي موعدها، وما رأيناه في مراكز الاقتراع كفيل بالإجابة على كل ّمن راهنوا أو عملوا على تأجيل الانتخابات، وأفضل قلم اقتراع كان في عرسال. أكد أنّ هناك حالة موثقة واحدة لتقديم رشى، مشيراً الى انّ الشخص المتهم تمّ توقيفه في زحلة وتجري متابعة لائحة أسماء بالتهمة ذاتها. وأوضح أنّ غرفة العمليات تلقت 650 شكوى وسجل 4 حوادث إطلاق نار و8 حوادث تلاسن و20 إشكالاً أمنياً، مؤكداً أنه تمّت معالجتها جميعاً.

واشارت قيادة الجيش إلى “عدم تسجيل حوادث أمنية، باستثناء بعض الإشكالات المحدودة في عدد من المناطق، بحيث عملت قوى الجيش بالتنسيق مع القوى الأمنية على تطويقها ومعالجتها بصورة فورية. وقد جرت هذه الانتخابات في أجواء من المسؤولية والحرية والديمقراطية.

ودعت الجميع إلى احترام نتائج العملية الانتخابية أياً كانت، والتعامل معها بصورة ديموقراطية وحضارية، وإلى التزام القوانين وشروط السلامة العامة، لا سيما الامتناع عن إطلاق النار ابتهاجاً أو اعتراضاً مع صدور هذه النتائج، وحذرت من القيام بأي عمل مخلٍّ بالأمن، تحت طائلة توقيف المخالفين وإحالتهم على القضاء المختص”.

وخطفت عروس البقاع زحلة الاهتمام عن العاصمة بيروت، وكانت محطّ ترقب من قبل القوى السياسية في ظل التحالفات الجديدة، حيث وصفت المعركة الانتخابية بأمّ المعارك بين الاحزاب المسيحية الثلاثة التيار الوطني الحر، القوات، والكتائب من جهة، الكتلة الشعبية من جهة ثانية المدعومة من تيار المستقبل، والنائب نقولا فتوش من جهة أخرى، فيما وزّع حزب الله أصواته على حلفائه في اللوائح الثلاث. وأشارت المعلومات الأولية الى ان لائحة “إنماء زحلة” للأحزاب حصلت على 68 من أصوات المسيحيين، وأن نتائج فرز 70 من صناديق الاقتراع أظهرت تقدّم لائحة الأحزاب والفارق بالأصوات لا يقلّ عن 3000 صوت.

الى ذلك فازت وكما هو متوقع لائحة البيارتة المدعومة من قوى السلطة بالكامل “زيّ ما هيّ”، على لائحتَي “بيروت مدينتي”، و”مواطنون ومواطنات في دولة”، لكن المفارقة تمثلت بتدنّي نسبة التصويت في بيروت التي عكست عدم التجاوب من قبل أهالي بيروت مع تيار المستقبل، رغم كلّ الشحن المذهبي والتعبئة وتقديم الإغراءات المادية وغيرها.

الاخبار: الحريري يربح بلديّة ويخسر الناس

كتبت “الاخبار”: فوز بطعم الهزيمة. هكذا هي حال تيار المستقبل وفريقه في بيروت. جمع التيار كل حلفائه، وجزءاً كبيراً من خصومه، لخوض معركة في العاصمة. لكنهم جميعاً لم يتمكنوا من حشد اكثر من 20 في المئة من الأصوات. ربح الرئيس سعد الحريري المجلس البلدي في العاصمة، لكنه خسر الناس.

في الكثير من دول العالم، تُعاد الانتخابات امام هذا الإقبال الهزيل الذي عبّر عن رفض 80 في المئة من الناخبين للخيارات المطروحة، أو للنظام الانتخابي برمته. صحيح ان الرئيس سعد الحريري يمكنه أن يفاخر بأن نسبة الاقتراع لم تختلف عن مثيلتها في الانتخابات البلدية عام 2010، إلا أن هذه المفاخرة لا تُخفي استياءه. مقربون منه تحدّثوا عن خيبته من الإقبال الضعيف أمس. فبحسب ماكينته، اقترع من “السنة البيارتة” نحو 55 ألف شخص. ما يعني ان زعامة الحريري، ورغم قيادته الحملة الانتخابية لـ”لائحة البيارتة” بنفسه، تبيّن أن 80 في المئة من أهل العاصمة لا ينجذبون لشعار “المناصفة” الذي رفعه، ولا هم معنيون بالعنوان العنصري الذي حمل لواءه الشيخ سعد ومرشحه لرئاسة البلدية جمال عيتاني، ألا وهو “بيروت لأهلها”. كان بمقدور حزب الله “إيذاء” الحريري لو انه حرّك ماكينته يوم الانتخاب، وصبّ كتلة ناخبيه لخصوم “لائحة البيارتة”. لكنه لم يفعل. ورغم ذلك، لم يتجاوز تأييد “لائحة السلطة” اكثر من ثلثي المقترعين.

لكن النتيجة تعكس أيضاً أن الاحتجاج على القوى النافذة كبر كثيرا خلال السنوات الماضية، إلا انه ظل موضعياً. وأن خصوم “قوى النظام” ليسوا اكثر من اصوات احتجاجية لا تقدر على التغيير. ففي مقابل “لائحة البيارتة”، تقف لائحتا “بيروت مدينتي”، و”مواطنون ومواطنات في دولة”. الأولى كانت صاحبة الحضور الأكبر بين الجمهور، افتراضياً على الأقل. قدّمت نفسها في صورة “ناصعة” وعصرية، مستفيدة من الزخم الذي حظي به الحراك المدني الصيف الماضي. والمفارقة أن النتيجة التي حصدتها أمس بدت كنتيجة الحراك نفسه. وظروف معركة هذه اللائحة كانت ملائمة للغاية لها: قوى اللائحة المنافسة غير متراصة (مثلا، الخلاف القواتي ــ المستقبلي والخلاف العوني ــ العوني وعدم مشاركة حزب الله في “لائحة البيارتة” والموقف الملتبس للنائب وليد جنبلاط)؛ راعي “لائحة السلطة، أي الحريري، لا يملك القدرة على الانفاق الانتخابي كما في السابق؛ المجلس البلدي السابق موغل في “الارتكابات”، وآخرها محاولة تهريب صفقة الرملة البيضاء المشبوهة؛ ازمة النفايات التي أوصلت جماهير القوى التقليدية إلى مرحلة غير مسبوقة من “القرف” والاحتجاج لم تُحل بعد، فروائح النفايات لا تزال تصل إلى منازل سكان العاصمة والضواحي، رغم رفع “الزبالة” من الشوارع. يُضاف إلى ذلك أن التكتيك الذي اعتمدته لائحة “بيروت مدينتي” كان يهدف إلى عدم استفزاز الكتل الطائفية والسياسية الكبيرة، من خلال تجنّب الكلام السياسي الصريح. فعلى سبيل المثال، تعمّد البرنامج الانتخابي للائحة “المجتمع المدني” عدم الإشارة إلى شركة “سوليدير”، لا من قريب ولا من بعيد، رغم ان هذا البرنامج مبني في الجزء الأساسي منه على “التخطيط المدني” للعاصمة. ورغم ما تقدّم، لم تتمكّن “بيروت مدينتي” من الوصول إلى عقل الجمهور العريض وقلبه، مع كل الدعم الإعلامي الذي تلقته. “المجتمع المدني”، بكل نسخه، عاجز عن مخاطبة الناس. ثمة فئة من الجمهور تقبل بهذا “المجتمع” متحدّثاً باسمها في قضايا جزئية، لكنها لا ترى فيه قائداً لها أو ممثلاً سياسياً لها.

بدورها، بدت لائحة “مواطنون ومواطنات في دولة”، كـ”رئيسها” شربل نحاس، “حالة شغب” في وجه النظام.

تبقى عبرة أساسية من انتخابات بيروت أمس، سترفضها قوى نظام ما بعد الطائف أو ستتجاهلها: فضلاً عن أن نجاح مؤسسات الدولة في تنفيذ الاستحقاق، صار بحد ذاته حجة على السلطة نفسها التي تمنع الانتخابات النيابية، فإن نتائج الجولة الاولى من الانتخابات المحلية، تظهر مرة جديدة عقم النظام الاكثري في الانتخابات العامة، وضرورة الذهاب جدياً نحو النظام النسبي، بدل صراخ السياسيين وتأنيبهم الجمهور بسبب عدم إقباله على الاقتراع؛ إلا إذا كان ضعف المشاركة في التصويت في العاصمة امس تعبيراً عن استسلام المواطنين للامر الواقع أكثر منه مظهراً من مظاهر لامبالاتهم بالانتخابات.

خارج بيروت، كانت زحلة الاختبار الاول للتحالف الجديد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وكانت النتيجة ايجابية لهذا التحالف. لكن خسارة لائحة الزعامة المحلية التقليدية المتمثلة بآل سكاف، لن تقفل بيتاً، كما ان نسب الاصوات الكبيرة التي حصلت عليها لائحة آل فتوش لن تنقل الراية من منزل الى آخر.

في بقية البقاع، لم تظهر مفاجآت، لكن تصويتا لافتا في الهرمل، اعطى اشارة قوية عن مواقف قواعد حزب الله من الترشيحات المفروضة عليه، تمثل بإسقاط ابرز الوجوه البلدية هناك مصطفى طه، بينما ثبت الحزب المعادلة في وجه محاولات الشيخ صبحي الطفيلي “التسلل” من بريتال.

الديار:الأكثريّة في بيروت تنتقم من الطبقة السياسيّة “البيارتة” تفوز بأقلّ من ربع الناخبين فجراً.. أرقام سكاف تتدهور وأرقام الأحزاب تتقدّم

كتبت “الديار”: ورقة التوت سقطت.. أين قانون الانتخاب؟

الانتخابات البلدية التي جرت امس دون تفاعلات او انفجارات او حتى هزات امنية، اثبتت ان الحيثيات التي تم الاستناد اليها للتمديد للمجلس النيابي مرتين، لجهة هشاشة الوضع الامني واحتمالاته لم تكن واقعية ولا منطقية.

حتى عرسال التي طالما ننظر اليها على انها “مركز الانفجار” شهدت، في ظل الاجراءات الامنية، انتخابات هادئة، بل وفي منتهى الهدوء، حتى ان وزير الداخلية نهاد المشنوق قال ان “احلى قلم اقتراع رأيته كان الذي ذهبت اليه في عرسال”.

ولائحة “البيارتة” التي هي عبارة عن كوكتيل يضم ممثلين لكل الاحزاب فازت بكل اعضائها، مع فارق ضخم بينها وبين “بيروت مدينتي”، حتى ان احد اعضاء اللائحة الفائزة لم يتورع عن وصف اللوائح المنافسة بـ “الاكسسورات”

هذا لا يحجب نقطة الضعف في ذلك الفوز اذ ان عدد المقترعين بقي دون الـ 18 في المئة وهو ما افسح في المجال للمناوئىن القول ان اكثرية اهل بيروت انتقموا من الطبقة السياسية التي عجزت حتى عن معالجة النفايات التي تكدست في المدينة وحولت حياة سكانها الى جحيم.

وما ان عرفت ارقام بعض اقلام الاقتراع التي اظهرت الفارق الكبير مع اللائحة المنافسة حتى توجه عدد من الشبان الذين حملوا اعلام تيار المستقبل الى “بيت الوسط” حيث استقبلهم الحريري بالتأكيد “اننا ابتداء من الغد سنبدأ العمل لصالح بيروت”.

وكان تعليق من النائب وليد جنبلاط الذي قال “ليس المهم الانتصار انما المهم ماذا بعد” ملاحظا ان “الحفل جميل ولكن كما يقولون راحت السكرة وجاءت الفكرة”.

وكان جنبلاط قد علق بالقول “حتى الشيخ سعد غير مقتنع بلائحة البيارتة” قبل ان يغرد عبر تويتر بعبارة “بيروت البيارتة خلصونا طلعوا النتيجة وروحوا ناموا”.

في زحلة بقيت الارقام تلعب حتى منتصف الليل تقريبا، وميريام سكاف التي تدعم لائحة “زحلة الامانة” صرحت بأن النتائج الاولية ايجابية قبل ان تبدأ الارقام بالتدهور لمصلحة لائحة الاحزاب بعد فرز نحو 50 قلما من اصل 114 قلما وكان الفارق بألوف الاصوات.

وفي كل الاحوال لم تظهر النتائج النهائىة حتى الثانية بعد منتصف الليل وان كانت مصادر “القوات اللبنانية” قد اكدت ان لائحة الاحزاب يمكن ان تفوز بالمقاعد الـ 21 اذا ما بقيت الارقام في التصاعد.

والواقع ان البانوراما الانتخابية في مدينة زحلة بدت امس مشوشة جدا لينعكس ذلك مساء اي بعد اقفال اقلام الاقتراع والمباشرة في الفرز وقبل ان تبدأ التظاهرة السيارة للائحة “انماء زحلة” في شوارع المدينة.

كما لم تظهر النتائج في بلدة رياق وحوش حالا حيث المنافسة بين لائحة “حزب الله” ولائحة “امل” فيما فازت لائحة الحزب بكامل اعضائها الـ15 في بلدة علي النهري برئاسة رئىس البلدية الحالي احمد المذبوح.

النهار: اللبنانيون قالوا “نعم” للانتخابات و”لا” للتعطيل والتأجيل بيروت لـ”البيارتة” و”دار السلام” نامت على “ضيم”

كتبت “النهار”: على رغم كل الكلام، يمكن ان تشكل المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية مفتاحاً لاستحقاقات أخرى مؤجلة أبرزها الانتخابات الرئاسية ثم النيابية، فان هذا التفاؤل يذهب هباء بعدما تبين ان السلطة السياسية مررت استحقاقاً ينفس الاحتقان ويعيد اظهار وجه من وجوه الديموقراطية التي تضمحل شيئاً فشيئاً، لكنه لا يبدل كثيراً في موازين القوى، ذلك أن للعوامل العائلية والعشائرية والمصلحية الضيقة أثرها البارز في الاختيار على الصعيد البلدي الذي تتراجع فيه الخيارات السياسية الى حدها الادنى. أما الانتخابات الرئاسية فصارت مرتبطة بارتباط الافرقاء بصراعات المنطقة والمحاور وحسابات الدول ومصالحها، ومثلها الانتخابات النيابية التي أراح تأجيلها النواب من الاعباء المعنوية والمادية للاستحقاق في ظل الازمات المالية والعسكرية التي يعانيها اكثر من طرف.

لكن الاكيد ان اجراء الاستحقاق الانتخابي، الاول منذ ست سنوات، اسقط كل الذرائع التي أفضت الى تمديدين لمجلس النواب لتعذر اجراء الانتخابات صادق عليهما المجلس الدستوري، علماً ان الظروف لم تتبدل مذذاك. أما الحماوة الانتخابية التي لم توحد “متحالفين” في اكثر من منطقة، فلم تتمكن من حشد الناخبين أمام مراكز الاقتراع، وخصوصاً في بيروت التي عجزت اللائحتان المتنافستان (“البيارتة” و”بيروت مدينتي”) عن جذب اعداد اضافية من المقترعين يتجاوز عددهم في جولات سابقة. واذا كانت زحلة شهدت أم المعارك، فان تعداد المقترعين كشف مدى “قرف” الناس من تلك “الحروب العبثية” على حد قول مواطنين عبروا عن ارائهم وقرروا عدم المشاركة، في مقابل مشكلة المجنسين المتجددة والتي تطل برأسها عند كل منعطف انتخابي. أضف بروز العامل الشيعي الاكثر تأثيراً في المواجهات ان في بيروت، أم في زحلة حيث اعتمد “حزب الله” توزيع اصواته على اللوائح الثلاث المتنافسة، في سابقة حاول من خلالها ارضاء الجميع من دون استعداء احد، فيما حسمت “حركة أمل” خيارها الى جانب اللائحة التي يدعمها النائب نقولا فتوش، في انفصال عن الحزب، وهو المشهد الذي سيتكرر في الانتخابات النيابية الفرعية في جزين حيث يدعم الحزب مرشح “التيار الوطني الحر” فيما تدعم الحركة المرشح بيار سمير عازار.

واعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان “المرحلة الاولى من الانتخابات تمت بخير وسلام بنسبة عالية جداً والاهم ان الانتخابات تمت في موعدها واللبنانيون أثبتوا انهم يستحقون الديموقراطية والحرية يحافظون عليها ويحترمونها في كل المناطق اللبنانية وانهم جاهزون للاستحقاقات المقبلة بالانتخابات الرئاسية وبعدها بالانتخابات النيابية”.

واستبق المشنوق اجتماع اللجان النيابية المشتركة اليوم، والتي تبحث في قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمل منه اجراء الاستحقاق المؤجل فأكد ان “الانتخابات الاولى التي يجب ان تجري في لبنان لاكتمال النصاب السياسي للنظام اللبناني هي رئاسة الجمهورية وبعدها تتم الانتخابات النيابية واي كلام آخر هو لفتح مشكلة وليس لتحقيق النتيجة”.

في العاصمة، فازت لائحة “البيارتة” ليس بعدد الاصوات وانما بحيازتها المقاعد الـ 24 استناداً الى مصادرها من دون أي خرق من اللائحة المنافسة التي نالت تعاطفاً جماهيرياً لم يتجسد في صناديق الاقتراع. وبدا مؤيدو لائحة “البيارتة” غير متحمسين للمشاركة لثقتهم بفوزها الاكيد، فيما تخاذل المتعاطفون مع اللائحة الاخرى لاعتقادهم أن فوزها مستحيل. واعتبرت “وكالة الصحافة الفرنسية” في تقرير لها ان “بيروت مدينتي” تعد نموذجاً جديداً من نوعه في لبنان يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية. وفي عداد مرشحي اللائحة المخرجة نادين لبكي التي أحرزت جوائز عدة عن افلامها التي تحاكي الواقع اللبناني ومشاكله الاجتماعية وذاكرة الحرب، والمغني والمؤلف الموسيقي المعروف أحمد قعبور، ورئيس تعاونية صيادي السمك في عين المريسة نجيب الديك. وقد خاضت الانتخابات على أساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج المدنية التي شهدتها بيروت الصيف الماضي على خلفية ازمة النفايات التي اغرقت شوارع العاصمة وضواحيها”.

المستقبل: عيتاني أعلن فوز اللائحة.. وكلمة للحريري بعد ظهر اليوم صوت بيروت للبيارتة

كتبت “المستقبل”: بإقبال فاق نسبة الاقتراع المسجّلة في انتخابات 2010، وفي وجه كل ماكينات التهويل والتجييش المضاد الهادفة إلى حرف البيارتة عن وجهتهم وأصالتهم، قالت بيروت كلمتها أمس وجددت الولاء والوفاء لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومسيرته الوطنية التي يواصلها الرئيس سعد الحريري من خلال انتخاب أبناء العاصمة لائحة البيارتة “زي ما هيّ” لرئاسة وعضوية المجلس البلدي الجديد في استفتاء بيروتي صريح يمنح الحريري ثقة متجددة بنهجه الوطني سياسياً وإنمائياً. وعلى هذين البعدين السياسي والإنمائي كان الحريري قد أكد صباحاً خلال الإدلاء بصوته معرباً عن ثقته بكون “بيروت ستظهر هويتها السياسية”، ثم شكر مساءً مع إقفال صناديق الاقتراع كل البيارتة الذين قاموا بواجبهم “لتبقى بيروت محروسة بأهلها”، وسرعان ما أعطى شارة انطلاق العمل البلدي لصالح العاصمة وأبنائها في كلمة مقتضبة مساءً أمام وفود احتشدت قبالة بيت الوسط للاحتفال بالفوز، ليعود رئيس “لائحة البيارتة”

اللواء: بيروت تحتفل بانتصار المناصفة في “لائحة البيارتة” زحلة تمتحن قدرة الأحزاب المسيحية.. وحزب الله يواجه معارك قاسية في بعلبك وبريتال

كتبت “اللواء”:اسدلت الستارة عن المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل.

ففي الأحد 8 أيار 2016، نجحت حكومة الرئيس تمام سلام، ونجح وزير الداخلية نهاد المشنوق، في إجراء هذه الانتخابات، وسط هامش واسع من الحرية، وحوادث وإشكالات قليلة جداً، وحياد يكاد يكون كاملاً للسلطة المعنية، على الرغم من الأجواء الصعبة التي شاعت قبل الانتخابات ووضعت معيقات أمنية وسياسية، على أساس أنها تحول دون إجرائها، لكنها ما لبثت أن سقطت بقوة الوقائع الجديدة التي أفرزتها هذه الانتخابات، فاتحة الباب أمام المراحل الثلاث الباقية: الأحد 15 في جبل لبنان و22 في الجنوب والنبطية، و29 أيار في الشمال وعكار.

الجمهورية: عودة الديموقراطية من الباب البلدي والنتائج الرسمية تكشف “الخبايا” اليوم

كتبت “الجمهورية”: غريب أمر القوى السياسية، تعجز عن أبسط واجباتها في انتخاب رئيس للجمهورية، وتتباهى في الفوز بمختار في الأشرفية، أو بلدية في البقاع من بين عشرات البلديات. تتذرّع بمخاوف أمنية لعدم إجراء الانتخابات النيابية، وهي في الحقيقة لا تخاف إلّا على مناصبها ومقاعدها. سقطت الذرائع الأمنية أمس عندما نزل المواطنون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجالسهم البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، فيما يستمرّ النواب في التقاعس عن النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، أو إقرار قانون للانتخابات النيابية. وقبل أن تعلَن النتائج الرسمية لانتخابات بيروت والبقاع، انهمكَ اللبنانيون في التدقيق في نتائجها السياسية، وحجم تصويت كلّ فريق ضمن تحالفاته، وأسباب انكفاء أعداد كبيرة من المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم. وفي المقابل سارَع البعض إلى الترويج بالفوز في مكان والتعتيم على التعثّر في أماكن. تَعدَّد الرابحون أمس، وكان أبرزهم الرئيس سعد الحريري الذي ضمنَ بحيوية لافتة انتصارَ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في العاصمة، والديمقراطية التي أعيدَت الروح إليها، ووزارة الداخلية والجيش وقوى الأمن التي وفّرت الأمن على رغم كلّ الأعباء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى