“السفير”: انتخابات بيروت أظهرت تراجع وهج تيار “المستقبل”
اشارت صحيفة “السفير” الى اقتصار منسوب الاقتراع في بيروت، على حوالي العشرين في المئة، على الرغم من كل التعبئة التي سبقت الانتخابات، وخصوصًا من قبل رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري.
ولفتت الصحيفة الى ان ذلك لم يحل دون فوز «لائحة البيارتة» بكامل أعضائها، وعلى قاعدة المناصفة، وبفارق كبير عن لائحتي «بيروت مدينتي» و «مواطنون ومواطنات»، ما يضع المجلس البلدي الجديد أمام تحدي الإنتاجية والتناغم، في ظل تركيبة متداخلة، تشبه توازنات مجلس الوزراء.
واعتبرت الصحيفة أن اللائحتين المضادتين حاولتا بإمكانيات متواضعة أن تحركا المياه الراكدة وتصنعا فارقاً ما، إلا أن الاصطفافات السياسية المقفلة وانخفاض معدل الاقتراع وإنكفاء المعترضين واليأس من القدرة على التغيير.. كلها عوامل ساهمت في إعطاء الأفضلية للائحة «البيارتة».
وخلصت “السفير” الى ان الفوز الذي حققته لائحة ائتلاف السلطة لا يحجب الحقائق الآتية رغم فوزها:
– تراجع وهج «تيار المستقبل» على مستوى العاصمة، بفعل الغياب الطويل لرئيسه عن لبنان وتقلص قدرة شعاراته التقليدية على التأثير في البيارتة الذين اختار قرابة 80 في المئة منهم الامتناع عن التصويت.
– افتقار تركيبة «لائحة البيارتة» الى الانسجام، بعدما ضمت تناقضات نافرة وفاقعة، من قبيل الجمع بين «التيار الوطني الحر» و «المستقبل» في وعاء واحد، الأمر الذي انعكس تراجعًا في الإقبال المسيحي، وتململاً في اوساط جزء من قواعد التيار، بلغ حد الصدام العلني بين فريقي زياد عبس ونقولا صحناوي في الاشرفية وتسرب جزء من الاصوات المسيحية الى لائحة «بيروت مدينتي»، مع الاشارة الى أن الأقلام الارمنية التي تخضع لنفوذ “الطاشناق” التزمت بلائحة «البيارتة».
– قرف المواطنين من الاحزاب ونقمتهم عليها، بعد تراكم الفضائح والارتكابات طيلة الفترة الماضية وصولا الى جريمة النفايات، فكانت النتيجة انكفاءً احتجاجياً للناس، وبالتالي عجز ائتلاف السلطة الذي ضم مروحة واسعة من القوى المسيحية والاسلامية عن استقطاب الناخبين.
– إخفاق القوى المعارضة لـ «لائحة البيارتة» في توحيد صفوفها وتقديم بديل متكامل، ما أدى الى تبعثرها وتوزعها على لائحة «بيروت مدينتي» ولائحة الوزير شربل نحاس غير المكتملة «مواطنون ومواطنات».
– شعور شريحة واسعة من الناخبين بأن أصواتهم لن يكون لها وزن أو تأثير نتيجة عدم اعتماد النسبية في الانتخابات.