من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: تقرير الجيش يكشف معدات “سيراغون”.. ويشكك بـ”أوجيرو” وقائع خطيرة في ملف “الإنترنت”: إسرائيل في كل بيت لبناني
كتبت “السفير”: برغم انهماك معظم اللبنانيين باستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، فان جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، امس، شكلت، بما تضمنته من وقائع ورد معظمها في تقرير مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، إدانة للنظام السياسي اللبناني، ولكل منظومات الفساد والزبائنية التي لا تقيم وزنا لأمن البلد ومصالحه العليا. وهي منظومات مصالح عابرة للطوائف والمناطق، والأخطر أنها مقيمة في صلب الدولة، بكل إداراتها ووزاراتها ومؤسساتها من دون استثناء، وتستفيد من “مافيات” و”محميات” لها امتداداتها من لبنان الى روسيا والولايات المتحدة، مرورا بسوريا وتركيا وقبرص.
غير أن النقطة الأخطر التي تضمنها تقرير مخابرات الجيش المؤلف من 15 صفحة “فولسكاب” بعنوان “ملف الانترنت غير الشرعي”، هي المتعلقة باكتشاف معدات إسرائيلية مستوردة مباشرة من شركة “سيراغون” الاسرائيلية التي بدت بصماتها واضحة في ملف التجسس الاسرائيلي في الباروك في العام 2009، الأمر الذي يعيد طرح سؤال انكشاف البلد أمنياً أمام شركة، معظم من يتولى ادارتها هم ضباط إسرائيليون متقاعدون أمضى معظمهم خدمته العسكرية ضمن وحدات للتجسس التقني في قلب المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.
أما النقطة الثانية التي ينبغي التوقف عندها، فتتمثل في ضرورة مبادرة الحكومة اللبنانية الى وضع يدها على مجمل قطاع الاتصالات، وبالتالي تكليف الوزير المختص، باعداد استراتيجية للقطاع تضع فيها حدودا لأدوار القطاعين العام والخاص، بحيث يتكامل الاثنان في توفير أفضل وأسرع نوعية خدمة، شرط أن تكون قانونية وتوفر أعلى درجة حماية لأمن الدولة وخصوصية كل فرد في آن معا.
ولا يقتصر الأمر بطبيعة الحال على وزارة الاتصالات، إذ أن منظومة الفساد تملك نفوذاً في معظم مفاصل الدولة، من الجمارك إلى الأمن والقضاء، بدليل أنه يمكن للكشّاف الجمركي أن يهرب قطعة الكترونية بخمسين ألف ليرة، أما المخلص الجمركي فيكفي أن يتقاضى 500 دولار لقاء إدخال محطة كاملة بطريقة غير قانونية!
ويمكن القول إن تجربة لجنة الاتصالات النيابية تستحق أن تشكل نموذجاً للعمل التشريعي الحقيقي، في ظل الموت السريري الذي أصاب مجلس النواب. فهذه الرقابة غير المحكومة بعصبيات السياسة وانقسامات “8 و14 آذار” العقيمة، صارت مطلوبة وضرورية من أجل اعادة ضخ فسحة من الأمل لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، خصوصاً وأن الاعلام يضج يومياً بالفضائح في معظم الوزارات والادارات والمؤسسات.. وكلها تتوقف عندما يضع القضاء يده عليها، والدليل ما حصل فقط في السنتين الأخيرتين.
وحسناً فعل رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله عندما رفض إدانة رئيس هيئة “أوجيرو” عبد المنعم يوسف، كما يشتهي البعض سياسياً، وذلك مخافة تغطية رؤوس كبيرة، كان يجب أن ترمى في السجون منذ لحظة تفكيك شبكة الزعرور. ويسجل في السياق نفسه لنواب كتلة “المستقبل” أنهم شكلوا بحضورهم جلسة اللجنة، أمس، ومداخلاتهم الصريحة، نموذجاً للتفاعل السياسي من خارج المتاريس المألوفة، خصوصاً أن الملف تجاوز البعد المتعلق بعبد المنعم يوسف نفسه.
وبينما كان يُخشى أن تتجه الأمور نحو إقفال الملف قضائياً، في ظل شبهات لم تستثن أي جهاز أمني أو قضائي، فإن مبادرة قيادة الجيش إلى تعميم التقرير، الذي وضعته مديرية المخابرات، على النواب المشاركين في اجتماع اللجنة، أمس، وضع النقاط على الحروف، ورمى الكرة في ملعب القضاء.
أما القضاء المالي والعدلي، فيفترض به أن يستكمل ما أفصح عنه في اللجنة، أمس، من معطيات بحق بعض المتورطين، لكن الأهم أن ينتقل الى موقع المبادر فيستعيد ملف الباروك، ويطلب من الخبراء اجراء تحقيق تقني يقارن بين نوعية التجهيزات التي استخدمت سابقا وتلك التي صودرت مؤخرا.
واللافت للانتباه أن النائب العام الاستئنافي القاضي سمير حمود أبلغ لجنة الإعلام، أمس، أن التجهيزات فككت في محطة الزعرور قبل صدور القرار القضائي.. وأيضاً قبل وصول المكلفين بالمهمة، ما يعني وجود خرق في مكان ما (إما في “أوجيرو” التي كلفت فرقها بالمهمة أو في قوى الأمن أو في الجيش الذي كان مكلفاً بالمساندة، بأرجحية الاحتمال الأول، استنادا الى “داتا” اتصالات يملكها أحد الأجهزة الأمنية).
والخرق لم يتوقف عند حد إبلاغ المتورطين بضرورة تفكيك التجهيزات، بل استتبع بعملية حذف لكامل “الداتا” المتعلقة بهذه المعدات، من داخل هيئة “أوجيرو”، حسب إفادة أحد الضباط المشاركين في الجلسة.
ومن بين المعطيات الخطيرة التي تكشّفت في اجتماع اللجنة، أمس، أن موظفاً في “أوجيرو” كان قد تصرف بالمعدات التي تم تفكيكها في الباروك في العام 2009، وعندما انكشف أمره، حوكم وحبس لمدة سنتين.. والغريب في الأمر أنه أعيد إلى وظيفته نفسها في “أوجيرو” فور إخلاء سبيله (هذه الواقعة أكدها وزير الاتصالات بعد مراجعة الهيئة وتعهد تالياً باتخاذ إجراء بحق الموظف ومن أعاده).
يُذكر أن تقرير الجيش يفيد بأن متهمين باستجرار الانترنت غير الشرعي (عيون السيمان)، استعادا مع شركاء آخرين التجهيزات الخاصة بمحطة الباروك (التجسس)، وعندما تم الكشف مؤخرا على معدات في مكتب شركتهما في الروضة (شرق بيروت)، تبين أنها تتضمن تقنيات مصنعة في شركة “سيراغون” الاسرائيلية من دون وجود أية اشارة للشركة المذكورة (الا من خلال mac address للمعدات…).
ومن الواضح أن تقرير الجيش يصيب “أوجيرو” في الصميم، إذ أنه يفيد أن المعدات من نوع cisco التي “تلزم” الهيئة الموزعين المرخصين كافة بتركيبها من شركة BMB تحتوي processor نوع EZCHIP من صنع اسرائيلي!
ووفق اعترافات موقوف آخر، فان “أوجيرو” تلزم أيضا الشركات بتركيب ASR routers 11x series وما فوق “وجميعها تحتوي “سي بي يو” (CPU ) من نوع EZCHIP الاسرائيلي الصنع!”.
وحسب افادة الشخص نفسه “يرجح أن تكون بعض وصلات Dragonwave المستخدمة في لبنان من صنع شركة “سيراغون”(Ceragon ) الإسرائيلية.
يذكر أن وزير الاتصالات أبلغ اللجنة بحيثيات وجود عبد المنعم يوسف في باريس، كما كان أوضح لـ “السفير” أمس. كذلك فسّر حرب غياب توفيق شبارو عن اجتماع اللجنة بسبب مشاركته في مؤتمر للاتصالات في الولايات المتحدة الأميركية.
ومن المقرر أن تستأنف لجنة الاتصالات مناقشة هذا الملف في الحادي والثلاثين من أيار، بعد انتهاء الانتخابات البلدية.
البناء: النصرة تبدأ هجوم خان طومان… والبنتاغون متلعثماً.. ليست ضمن الهدنة أردوغان يُخرج أوغلو من حزبه لحساب الصهر “البيرق” ملك النفط والغاز ولايتي حلب ستتحرّر… ونصرالله اليوم… و”الإنترنت” ينتظر عودة يوسف
كتبت “البناء”: لم تترك جبهة النصرة لحليفيها التركي والسعودي فرصة الاتهام للجيش السوري بخرق نظام التهدئة، فأعلنت في بيان رسمي بدء الهجوم في الريف الجنوبي الغربي لحلب على مواقع الجيش السوري، حيث تكبّدت خسائر فادحة في المعدات والعناصر، رغم استخدام الانتحاريين في طليعة الهجوم، لتبدو الأيام المقبلة أشد سخونة من التي مضت، رغم ما عرفته مدينة حلب من هدوء نسبي في يوم التهدئة الأول، وليس معلوماً مدى صمود التهدئة في يومها الثاني، ولا كيف ستتعامل واشنطن مع المهلة التي تنتظر حسمها للموقف من إعادة العمل بأحكام الهدنة الثابتة بدلاً من نظام التهدئة المؤقتة في حال حسم أمر عدم شمول النصرة بها، كما ورد في الاتفاق الروسي الأميركي وقرار مجلس الأمن، وما يرتبه ذلك من مطالبة الجماعات المسلحة المشاركة في مفاوضات جنيف عبر وفد جماعة الرياض بالانسحاب من مناطق سيطرة النصرة أو إعلان الخروج من الهدنة والمفاوضات السياسية. وقد جاء التعليق الأميركي متلعثماً وخجولاً بما أورده الناطق بلسان وزارة الدفاع الأميركية مساء أمس، عن عدم شمول جبهة النصرة بكل إجراءات وقف الأعمال العدائية.
مع الترقب المحيط بالحرب الفاصلة التي تنتظر شمال سوريا والتي تشكل تركيا محرّكها الأول، بعدما قبضت ثمنها سلفاً من أوروبا إعفاء لمواطنيها من تأشيرات الدخول، تشهد تركيا ما يفتح باب مستقبل حزبها الحاكم على مصراعيه، بعدما أمر الرئيس التركي رجب أردوغان رئيس حزبه وحكومته داوود أوغلو بالاستقالة من رئاسة الحزب والحكومة، فيما نددت أطراف حزبية مؤيدة لأوغلو بضغوط أردوغان ووصفت دور أوغلو بالعقل المفكّر للحزب والدولة، فيما يشبهه بعضهم بدور الرئيس فؤاد السنيورة مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، قالت مصادر إعلامية تركية إن ما جرى هو حرب الصهر التي ينتظرها أردوغان للمجيء بصهره وزير الطاقة الذي تصفه بعض الصحف بملك النفط والغاز ومدير عمليات داعش لبيع النفط المنهوب في سوريا والعراق بيرات البيرق، ليصير رئيساً للحكومة والحزب معاً، وهي خطوة قد تتهدّد وحدة الحزب وقوته ومصداقيته كحزب مؤسسي وديمقراطي.
في لبنان ليس من سياسة مع الانتخابات البلدية، التي تحجب الضوء عن كل شيء، وربما تشكل محور كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم وفقاً لبعض التوقعات، رغم أهميتها في التوقيت كأول إطلالة بعد حجب قناة المنار عن القمر نايلسات وفي ذروة معارك حلب، ولا يمكن للسيد نصرالله ألا يتطرق لكل من الملفين في إطلالته، بينما ينتظر كل شيء لما بعد الانتخابات البلدية، وخصوصاً ملف الإنترنت غير الشرعي الذي يبدو أنه سينتظر عودة مدير عام “أوجيرو” عبد المنعم يوسف من غياب يزداد غموضاً.
الكلام السياسي الوحيد الذي سمعه اللبنانيون عن أحداث المنطقة كان ما قاله مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور علي ولايتي، الذي قال إن حلب ستتحرر كما تحرر جنوب لبنان، بينما يزور لبنان للمشاركة في مؤتمر اتحاد علماء المقاومة.
خطفت زيارة مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي إلى لبنان الأضواء، فضلاً عن المواقف التي أطلقها، حيث أعلن بعد زيارته ضريح الشهيد عماد مغنية في روضة الشهداء أن “سورية وإيران ستحميان محور المقاومة ومركزها الأساسي في جنوب لبنان، لأن هذه المقاومة مصدر فخر للمسلمين والعالم العربي والإسلامي”، مشدداً على “استمرار إيران في دعم المقاومة لتحرير كامل الأراضي المحتلة”. وأعرب ولايتي عن تفاؤله بسير الأمور في سورية وقال: “كما استطاع الجيش السوري وحلفاؤه تحرير العديد من المناطق السورية سيحررون حلب من التكفيريين والإرهابيين”.
كما زار ولايتي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله… واستعرضا أوضاع المنطقة
وقالت مصادر مطلعة على الزيارة لـ”البناء” إن “الهدف من زيارة ولايتي الى لبنان هو المشاركة في مؤتمر اتحاد علماء المقاومة وسيلقي كلمة خلاله ولم يأت بمهمة سياسية محددة. ومن الطبيعي أن يلتقي السيد نصرالله الذي كان لقاء تشاوري وتبادل للآراء ووجهات النظر في ملفات المنطقة، خصوصاً تطورات الأزمة السورية والوضع الميداني في حلب وآفاق الحل السياسي ومفاوضات جنيف في سورية ومآل ومصير المنطقة والعلاقة بين السنة والشيعة واستعرضا الوضع الإقليمي والعلاقات الإيرانية -السعودية”.
وأكدت المصادر أن “الطرفين لم يتطرّقا الى تفاصيل الوضع الميداني في حلب، لأن هذا الأمر له تقديراته العسكرية والأمنية ويخصّ القيادة العسكرية السورية”، كما نفت المصادر أن يكون اللقاء بحث في الملفات الداخلية اللبنانية.
في غضون ذلك، يُطل السيد نصرالله عصر اليوم حيث سيلقي كلمة متلفزة عبر شاشة “المنار” خلال احتفال لهيئة دعم المقاومة الإسلامية يتطرّق فيها للتطورات السياسية.
وقالت مصادر مطلعة لـ”البناء” إن “السيد نصرالله سيتناول في كلمته الملفات الداخلية وعلى رأسها الانتخابات البلدية الذي سيكون العنوان الأبرز لا سيما وأن بعض القرى والمناطق تشهد تعقيدات في تشكيل اللوائح، كما سيتحدّث عن بلديات الضاحية وسيقارب هذا الاستحقاق من زاويته الهامة ومحدداته وظروفه الواضحة، حيث سيشدد على تحالفات الحزب سواء الشيعية مع حركة أمل أو الوطنية مع التيار الوطني الحر وغيره من الأحزاب وبالتالي سيلزم الحزب بهذا الموقف الذي سيصل حد التكليف الشرعي”، كما سيعرج السيد بحسب المصادر على موضوع وقف بث قناة المنار على نايل سات.
وأضافت أن “السيد نصرالله سيتطرق الى مشهد المنطقة ككل وموقف حزب الله منه، لكن لن يدخل في تفاصيل ما يجري في حلب الذي يعتبر عنواناً تفصيلياً سورياً يعني أولاً القيادة السورية، لكن سيتناوله من باب موقع حلب وتأثيرها في الحرب على سورية”.
وشدّدت المصادر على أن “لا جديد في الشأن الرئاسي، وما قاله السيد نصرالله منذ فترة أثبت صحته بأن حزب الله لن يتخلّى عن ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ورفض إيران التدخل في هذا الملف وبالتالي لن يكون عنواناً رئيسياً في كلمته بل سيتناول قانون الانتخابات الذي شهد حراكاً في اللجان النيابية المشتركة مؤخراً وسيعلن موقف حزب الله منه ورؤيته للمرحلة المقبلة”.
على صعيد فضيحة الإنترنت غير الشرعي، عرضت لجنة الإعلام والاتصالات مجدداً هذا الملف في جلستها أمس، التي كانت دسمة لجهة المعلومات التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية والقضائية، فاطلعت اللجنة على تقرير قدّمته استخبارات الجيش يفيد بأن هناك معدَّات “إسرائيلية” كانت مركّبة في بعض المحطات، وفق ما أوضح النائب حسن فضل الله الذي كشف عن “عمليات حصلت لتضييع بعض الأدلة بعد تفكيك تلك المعدّات”. وأكد “أننا لن نقبل بتضييع هذه القضية ولفلفتها”، واعداً “بعدم التعمية عليها وبالمحاسبة والمساءلة”. وقال: “للقضاء وقت كافٍ حتى انتهاء الانتخابات البلدية للبتّ في هذا الملف، وما نطلبه العدالة الكاملة ونرفض التسويات”.
من جهته، جزم وزير الاتصالات بطرس حرب، بأن “لا تغطية على أحد ونترك الثقة للقضاء والتحقيقات سرية”، وقال “نطالب ايضاً بكامل الحقيقة في موضوع “غوغل كاش”، معلناً أنه “سيطالب بعقد جلسة خاصة لطرح الملف”، لافتاً الى انه “لا يمكن أن نقبل بالتغطية على أحد والحاكم هو القضاء وليس نحن”. وأشار حرب الى ان مدير عام هيئة “أوجيرو” عبد المنعم يوسف تعرّض لحادث في فرنسا وهو بحاجة لراحة طبية لمدّة عشرة أيام”. وقد حُدّد 31 من الشهر الحالي الموعد المقبل لاجتماع اللجنة.
الاخبار: الحريري “خائف” من انتخابات العاصمة
كتبت “الاخبار”:الرئيس سعد الحريري خائف من الانتخابات في بيروت. يُفاجئ مقرّبون منه سامعيهم بهذه العبارة، قبل أن يضيفوا: “كان قلقاً من الانتخابات البلدية في كل لبنان”. أحواله في السعودية ليست على ما يُرام، بحسب ما بات معلوماً. هو سياسياً متروك كما مالياً. هذا السبب الذي انعكس شحّاً في لبنان دفعه إلى خيار التسوية، حيث يستطيع، من البقاع إلى الشمال فإقليم الخروب، وصولاً إلى بيروت.
فحيث لم يتمكّن من إرساء توافق مع حلفائه أو حتى خصومه، انسحب من المعركة وأعلن الحياد (برجا، سعدنايل، جب جنين…)، إلا حيث فُرِضَت عليه فرضاً، كما في صيدا. قلقه في بيروت ناجم من عدة أمور. “لا خَيل عنده يهديها ولا مال”. ومجلس بلديته الحالي، أثبت فشلاً ذريعاً في إحداث تغيير ولو طفيف في حياة سكان العاصمة المستمرين بالنزوح عنها. ولم ينجح المجلس سوى في تبديد أموال دافعي الضرائب، في صفقات عقارية حاول أن يتوّجها بصفقة الرملة البيضاء المخزية. ولم يجد الحريري “لهفة” من البيارتة، تدفعه إلى الاطمئنان إلى النتيجة.
بعض المقرّبين منه يحذّرون: فانخفاض التصويت لدى الناخبين السنّة والشيعة الذين لا يرون في العاصمة معركة تعنيهم، سيمكّن الذين ينافسون “لائحة البيارتة” من جمع نسبة أصوات تُحرِج الحريري، ولو لم يتمكنوا من الاختراق. ويشير مقرّبون من رئيس تيار المستقبل إلى وجود جيل شاب لم تعد الشعارات الحريرية تغريه. يُضاف إلى ذلك أن الرجل اعتاد خوض معاركه السياسية منذ عام 2005، إما تحت شعار “مواجهة قتلة رفيق الحريري”، أو في وجه حزب الله والتيار الوطني الحر. فقد الرئيس السابق هذه الأسلحة في معركته الحالية، بعدما اختار أحد حلفاء “القتلة” أنفسهم لرئاسة الجمهورية، وتحالف مع التيار الوطني الحر في “لائحة البيارتة”. كذلك أفقده حزب الله سلاح مواجهته، بعدم خوض الانتخابات البلدية في العاصمة، فضلاً عن تحالف الحزب مع “المستقبل” في لوائح المرشحين للمقاعد الاختيارية في عدد من أحياء بيروت. خلاصة الأمر أن الحريري يخوض معركة لا خصم له فيها، بالمعنى الذي اعتاده طوال السنوات العشر الماضية. فريق العمل اللصيق بـ”الشيخ سعد” لا يخشى اختراقاً للائحة “البيارتة”. لكن عينه على النسبة التي ستسجلها اللوائح الأخرى. ومن هنا، يبدي الحريريون اهتماماً بنسبة تصويت مناصري الاحزاب المسيحية المتحالفة معهم. فبرأيهم أن الرأي العام غير الحزبي سينحاز إلى لائحتي “بيروت مدينتي” و”مواطنون ومواطنات في دولة” (الوزير السابق شربل نحاس)، إما اقتناعاً، وإما تعبيراً عن القرف من أحوال المدينة، وخاصة في الأشهر الماضية وما شهدته من روائح فساد ونفايات. أما الحزبيون، فلا يبدون حماسة للمشاركة. وماكيناتهم لم تُظهر إمكانات تعبوية تتيح لهم دفع عشرات الآلاف إلى صناديق الاقتراع يوم الاحد المقبل.
الديار: واشنطن : دولتكم ليست في حالة الموت السريري ابراهيم يدق جرس الانذار : نحن في دائرة خطر الوجود هل تتحقق المعجزات في زحلة بـ7 أعضاء لكل لائحة ؟
كتبت “الديار”: بماذا أسرّ ذلك السفير الذي يرى، ويسمع، ما لا يراه وما لا يسمعه، الآخرون في اذن مرجعية سياسية؟ “اذا كنتم تراهنون على تسوية اقليمية وشيكة من اجل فكفكة أزماتكم، فعليكم تغيير هذا الرهان لأن الصراع الاقليمي سيتصاعد أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة، وسترون ما هو اسوأ بكثير”.
السفير أضاف “لا ريب ان رئيس المجلس النيابي عندكم نبيه بري يمتلك فائضاً من النوايا السليمة، والحس السليم، في مقولته حول التفاهم السعودي – الايراني، اما ما يوضع من سيناريوات سواء في الرياض أم في طهران، فينبئ بأن السعوديين يعملون على تعبئة كل امكاناتهم في الاقليم لمطاردة الايرانيين، كما ان الايرانيين خبراء في هذا المجال”.
ومعلومات السفير تقول “ان السعوديين يعتبرون ان الايرانيين استنزفوا كل طاقتهم، والدليل ان قاسم سليماني ذهب الى موسكو لاطلاق صيحة استغاثة بأن دمشق ستقع في أيدي “داعش” و”النصرة”، مستجلباً السوخوي لكي تعيد ترتيب خارطة القوى على الارض، ولكن في نطاق يتيح للنظام ان يبقى واقفاً على ساق واحدة”.
ويقول السعوديون عن انفسهم انهم لم يستنزفوا سوى القليل القليل من امكاناتهم، وهم في انطلاقة استراتيجية متعددة الوجوه، وستكون لها تداعياتها في المدى القصير كما في المدى البعيد.
ويشير السفير الى ان الايرانيين يقرون بأن الضغوط التي مورست على واشنطن عقب توقيع الاتفاق النووي جعلت المردود الاستراتيجي، بما فيه المردود الاقتصادي بطبيعة الحال، محدودا للغاية، ودون أن يكون بالامكان العودة الى ما قبل فيينا.
غير ان الايرانيين الذين لا تنقصهم الحنكة بأي حال، والذين يعرفون الكثير عن خفايا (ونقاط الضعف) لدى انظمة المنطقة، يرون ان السعوديين انما يلعبون على حافة الهاوية.
وهم يعتبرون ان خطة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان هي خطة على الورق أعدها خبراء دوليون يتعاملون مع الأرقام بصورة مجردة، ودون اي اعتبار للوقائع المعقدة، بل وللوقائع الهائلة، ان في المنطقة أو في المملكة “حيث راقصو العراضة يحاولون ان يرقصوا الروك اند رول”.
النهار: زحلة “عروس” الاستحقاق في المنازلة الثلاثية ” البيارتة” و”بيروت مدينتي” تحدي الخرق
كتبت “النهار”: تحيي الصحافة اللبنانية اليوم ذكرى السادس من أيار باستذكار قوافل شهدائها الذين سقطوا على طريق الشهادة لرسالة الحقيقة والسيادة والاستقلال، وقت تعاني أصعب الظروف التي مرت بها في تاريخها والتي ساهم واقع ازمات لبنان المتعاقبة في زيادة تفاقمها. لكن المفارقة وضعت ذكرى شهداء الصحافة هذه السنة في موقع متزامن مع اقتراب العد العكسي لبداية استحقاق ديموقراطي يتمثل في الانتخابات البلدية والاختيارية في ما يؤمل ان يفتح باباً عريضاً واسعاً لتغيير حقيقي في المجالس والسلطات المحلية يعوض بعضا من الخلل الديموقراطي الهائل الذي ابتلي به لبنان منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي التي تقترب من طي سنتها الثانية في 25 أيار الجاري.
وعشية الجولة الاولى من الانتخابات في بيروت والبقاع، بدا لافتاً انشداد الانظار الى معركة حقيقية استنفدت الاهتمامات والتقديرات المسبقة في عاصمة البقاع زحلة في المقام الاول، فيما تشوب الانتخابات في بيروت جملة تساؤلات تتمحور على ما اذا كان سيكون متاحا تحقيق خرق في لائحة الائتلاف السياسي والحزبي العريض على يد احدى اللوائح المنافسة.
والحال ان المشهد الانتخابي في بيروت قبل 48 ساعة من فتح صناديق الاقتراع في السابعة صباح الاحد المقبل يرسم واقعاً محفوفاً بالاثارة نظراً الى اكثر من عامل تتحكم بنتائج الانتخابات ومن ابرزها:
ان لائحة “البيارتة ” التي تضم مرشحين لائتلاف واسع من القوى والاحزاب في مقدمها “تيار المستقبل” و”الجماعة الاسلامية ” و”التيار الوطني الحر ” و”القوات اللبنانية ” والكتائب و”أمل” وشخصيات سياسية نافذة تتمتع مبدئياً برصيد سياسي كبير يفترض ان يضمن لها الفوز وتحقيق المناصفة في المجلس البلدي المنتخب طبقا للشعار الاساسي الذي يتمسك به الرئيس سعد الحريري والقوى المسيحية. لكن هذه اللائحة تجد نفسها في مواجهة التحدي الكبير الذي يتمثل في قدرة ماكيناتها الانتخابية على تجييش الناخبين وحملهم على النزول بكثافة الى مراكز الاقتراع لئلا تخترق الاهداف التي وضعتها لنفسها وتتعرض لمفاجآت وخروقات غير محسوبة. واسترعى الانتباه في هذا السياق ما أفضت به الى “النهار” مصادر مواكبة للاستحقاق البلدي والاختياري في بيروت من ان الحملة التي يقودها الرئيس الحريري “مهمة جداً” لكنها لم تواكب بعد بحملة مماثلة في شرق بيروت مما يثير علامات إستفهام عن مواقف بعض أطراف اللائحة التي يؤيدها الحريري. ولفتت الى ان الاخير يجازف بتحركه في واقع أمني دقيق مما يتطلب من شركائه في اللائحة ان يبادلوه بالمثل خلال الساعة 48 المقبلة.
في المقابل، تبرز من أربع لوائح كاملة او مجتزأة منافسة للائحة “البيارتة” اسهم لائحة “بيروت مدينتي” التي تمكنت واقعياً في أقل من ثلاثة أسابيع من حصد رصيد معنوي واعلامي لا يمكن إنكاره نظراً الى “الجاذبية” التي تحظى بها شخصيات المرشحين والمرشحات الذين ينتمون الى نخب من المجتمع المدني ويرفعون لواء التغيير الجذري. لكن هذا الرصيد الذي يأمل اعضاء اللائحة في ان يحقق لها خرقا للائحة “البيارتة”، سيكون امام اختبار دقيق هو حمل مؤيدي “بيروت مدينتي” على الاقبال بكثافة أيضاً وكذلك مواجهة ماكينات انتخابية مقتدرة لدى الاحزاب. وايا تكن نتائج الانتخابات، فان اليوم الفاصل سيشكل اختبارا فريدا للائحة “بيروت مدينتي” التي تعتبر تجربة رائدة للمجتمع المدني من جهة، كما للائحة “البيارتة” في تعاملها المنفتح الديموقراطي مع نخب تتوخى التغيير وتحمل الفائز على الاتعاظ بالنفحة الواسعة التي احدثتها لائحة منافسة في الرأي العام.
المستقبل: دعا أهل بيروت الى منع التشطيب والخرق وأكد أنه لن يسمح بأن تغرق العاصمة في الزبالة بعد اليوم الحريري: بيارتة ونص
كتبت “المستقبل”: قبل يومين من موعد الاستحقاق، وفي قلب “المنارة” وناديها الرياضي، كان الرئيس سعد الحريري و”لائحة البيارتة” على موعد أمس مع أهل بيروت “أهلي وإخوتي وأحبائي”، ليؤكّد أنهم “بيارتة ونص كمان”، وليشدّد على أن قرار بيروت بيد أهلها: “أنتم أهل بيروت أباً عن جدّ. أنتم قرارها، أنتم كرامتها، أنتم روحها، أنتم أبوها وأمّها، وخط الدفاع الأوّل عن تاريخها ودورها”.
ولأن أولويات العاصمة بيئية قال الحريري في المهرجان الانتخابي الحاشد بحضور رئيس “لائحة البيارتة” جمال عيتاني وأعضائها ونواب العاصمة ومخاتيرها وحشد شعبي، أن لا شيء “يمنعنا أن نكون أحسن وأجمل وأنظف مدينة.. وأنا شخصياً لن أتهاون مع أي تقصير، ولن أسمح أن تغرق بيروت في الزبالة بعد اليوم”.
الجمهورية: احد البيارتة وزحلة وبعلبك الهرمل… وملف النفايات يُطل مجدداً
كتبت “الجمهورية”: مع بدء العدّ العكسي لانطلاق قطار أولى الجولات الانتخابية البلدية بعد غدٍ الأحد، ارتفعَت حماوة التحضيرات وبدأت صورة التحالفات تتّضح تباعاً بعد اكتمال عقدِ اللوائح في كلّ مِن بيروت والبقاع وبعلبك
ـ الهرمل، فيما بلغَ الاستنفار الحكومي والإداري واللوجستي والأمني ذروته. وعلى وقع هذه الضجيج الانتخابي انعقد مجلس الوزراء في السراي الحكومي، في وقتٍ تابعت لجنة الإعلام والاتّصالات النيابية ملفّ الإنترنت غير الشرعي.
دعا رئيس الحكومة تمّام سلام أهالي بيروت إلى جعلِ الثامن من أيار الجاري “يوم عرس وطني تُظهِر فيه المدينة حيويتها، وتُجدّد مجلسَها البلدي مؤكّدةً أنّها الحاضنة الجامعة، الحريصة على التوازن بين جميع مكوّناتها والمتمسكة بوحدة الصف والعيش المشترك بين جميع أبنائها”.
وأملَ في “أن يشكّل نجاح الانتخابات البلدية والاختيارية، بفضل جهود وزارة الداخلية والبلديات وكلّ القوى الأمنية، مدخلاً لاستعادة الممارسة الديموقراطية الغائبة عن حياتنا السياسية منذ سنوات، وإجراء الاستحقاقات الانتخابية الأهم، أي انتخاب رئيس للجمهورية وتجديد المجلس النيابي”.
من جهته، كرّر الرئيس سعد الحريري دعوته أهالي بيروت للنزول إلى صناديق الاقتراع وانتخاب “لائحة البيارتة” التي تكرّس صيغة المناصفة والعيش المشترك. وقال في مهرجان انتخابي نظّمته هذه اللائحة أمس: “إذا أردنا أن نجعل بيروت مرفوعة الرأس، يجب أن نجعل قرار بيروت في يد أهلها”.