سايكس ـ بيكو للجولان وإسرائيل: زلمان شوفال
في 16 أيار قبل 100 سنة تم توقيع اتفاق سايكس بيكو الذي تم فيه تحديد حدود اسرائيل الانتدابية، والذي ساهم إلى درجة كبيرة في تحقيق الحلم الصهيوني. الامر الذي حرك فرنسا وبريطانيا هو المصالح الجيوسياسية لهما وهناك جهات اخرى قامت بلعب دور ما مثل المطامح العربية القومية التي كان من المفروض أن تساعد الحلفاء الانجلوفرنسيين في الحرب ضد الاتراك والالمان، رغم أنهم بالفعل لم يلبوا التوقعات.
وقد جاء في الاتفاق أن منطقة السيطرة البريطانية المستقبلية ستشمل المناطق التي منها تم تشكيل الدول العربية المصطنعة بعد ذلك. وهي العراق والكويت والاردن. وفرنسا حصلت على المنطقة التي شملت سوريا ولبنان وقسم صغير من تركيا نفسها.
مارك سايكس البريطاني، كان صهيوني مسيحي مخلص، واعتبر أن اقامة كيان يهودي في وطنه القديم هو أمر تاريخي، ديني واخلاقي، لكنه اعتقد ايضا أن للشعب اليهودي في أرجاء المعمورة، ولا سيما في الولايات المتحدة، يمكن أن تكون مساهمة سياسية هامة لتحقيق الانتصار على المعسكر الذي ترأسه المانيا. وأنه بعد الحرب سيكون البيت القومي اليهودي في فلسطين بشكل طبيعي السند للمصالح البريطانية في المنطقة. كانت هذه هي نظرة الحركة الصهيونية برئاسة حاييم وايزمن. وكان للاتفاق الذي دعمه مايك سايكس تأثير كبير في وعد بلفور.
اتفاق سايكس بيكو الاساسي تمت المصادقة عليه وتوسيعه في مؤتمر سان ريمو في 1920. وبضغط من بريطانيا شملت المصادقة ايضا وعد بلفور، لكن موضوع الحدود النهائية لم يتم تحديده في حينه. وقد كان لذلك تأثير على هضبة الجولان. الحركة الصهيونية في نهاية الحرب العالمية الاولى طالبت بالاراضي حتى نهر الليطاني والمنطقة التي فيها منابع نهر الاردن. ورغم أن الجليل الاعلى كان مشمولا في البداية ضمن الاراضي الفرنسية، إلا أنه في 1924 تم توسيع الاراضي البريطانية إلى الشمال. وهذا بفضل المناطق العبرية، المطلة وتل حي وكفار جلعادي التي أنشئت في منطقة تسمى اليوم اصبع الجليل، حتى الحدود الدولية الحالية. نهر الليطاني الذي هو منبع نهر الاردن، جبل الشيخ ومعظم الجولان باستثناء 10 أمتار من حدود طبرية وايضا نهر بانياس، بقيت في أيدي الفرنسيين وبعد ذلك السوريين. هذا الوضع بقي قائما حتى حرب الايام الستة التي أعادت هضبة الجولان إلى ما كانت عليه والى ما كان يفترض أن تكون عليه في الاتفاق الاصلي.
توجد أهمية الآن لاتفاق سايكس بيكو ليس فقط بسبب مستقبل هضبة الجولان، بل ايضا لأن جميع الدول الوهمية التي تمت اقامتها نتيجة لهذا الاتفاق، وبعد مرور 100 سنة عليه، قد تفككت إلى قبائل وطوائف منفصلة. وسيكون هناك تأثير كبير لما يحدث بينهم الآن وفي السنوات القادمة، ليس فقط على مستقبل المنطقة واوروبا بل ايضا على الولايات المتحدة وعلى أمن دولة اسرائيل.
اسرائيل اليوم