تصريحات نتنياهو حول الجولان: ما هو المخطط؟ حميدي العبدالله
أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو أنّ الجولان سيظلّ إلى الأبد تحت السيطرة الصهيونية، ولن تجري إعادته إلى سورية ولن تقبل تل أبيب التفاوض حوله. هذا الإعلان جاء عشية عقد جلسة نادرة وهي المرة الأولى لحكومة العدو في الجولان، وأعاد التأكيد عليها من موسكو.
ماذا تعني تصريحات نتنياهو وماذا تحمل للجولان السوري؟
معروف أنّ مشروع قرار تقدّم به رئيس حكومة العدو الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في 14 كانون الأول عام 1981 حمل اسم «قانون الجولان» أقرّه الكنيست، وبموجب هذا القانون تمّ «فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان». ونظراً للرفض السوري لهذا القرار، وأيضاً رفض الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، تغيير وضعية الجولان كأرض سورية محتلة، نفى مناحيم بيغن عند مناقشة مشروع القرار بالكنيست بأن يكون القرار المقصود به ضمّ الجولان، وعندما قال أحد نواب الكنيست إنّ هذا عملياً بمثابة ضمّ ردّ عليه بيغن قائلاً: «أنت تستخدم كلمة ضمّ، أنا لا استخدمها وكذلك نصّ القرار» وأضاف: «إنّ القرار لا يغلق الباب أمام مفاوضات إسرائيلية – سورية».
موقف نتنياهو الجديد إذاً يضيف جديداً إلى مواقف الكيان الصهيوني في الجولان، يتركز هذا الجديد في مسألتين أساسيتين:
ـ المسألة الأولى، أنه يذهب أبعد من الضمّ، ويلغي ما تحدث به بيغن حول تفسيره للقرار الصادر في عام 1981. صحيح أنّ كلام نتنياهو لا يأتي بجديد طالما أنه مجرد تصريح لرئيس الحكومة، ولم يتحوّل إلى مشروع قرار يقرّ في الكنيست الصهيوني، بمعنى آخر وضع الجولان لا يزال إلى الآن في الإطار ذاته الذي حدّده ما يعرف بقانون الجولان.
ـ المسألة الثانية، سعي حكومة نتنياهو لإنعاش الاستيطان في الجولان. إذ من المعروف أنّ حركة الاستيطان لا تزال ضعيفة للغاية في الجولان السوري بالمقارنة مع الضفة الغربية. وعلى الرغم من أنّ الجولان يعيش حالة من الهدوء، منذ عام 1973، بالمقارنة مع الأراضي الفلسطينية التي لم تهدأ فيها الانتفاضة والعمليات الفدائية، إلا أنّ وتيرة الاستيطان في الجولان ظلّت ضعيفة، وثمة تقديرات تشير إلى أنّ عدد المستوطنين في الجولان لا يتجاوز عشرين ألفاً، وهو عدد يوازي عدد سكان الجولان المتشبّثين بأرضهم ووطنهم.
سبب ضعف الاستيطان في الجولان، هو نتائج حرب تشرين عام 1973 التي بعثت برسالة قوية إلى المستوطنين، وسعي سورية الدائم لجعل قضية الجولان حاضرة في المحافل الدولية كأرض محتلة لا يمكن المساومة عليها.
اليوم تسود قناعة لدى حكومة نتنياهو بأنّ حرب الإرهاب على سورية قصمت ظهر الجيش السوري وقوته، وزال الخطر الذي كان يتحسّب له المستوطنون ومنعهم استيطان الحولان، لهذا جرى التشديد على ضمّ الجولان وإنعاش خطط الاستيطان وتقديم الإغراءات في محاولة لرفع عدد المستوطنين إلى 50 ألفا، كما صرّح أكثر من مسؤول صهيوني، ولعلّ الصور التي التقطت لنتنياهو وأعضاء حكومته وسط المناطق الخلابة في الجولان هي رسالة لإغراء المستوطنين العازفين عن الاستيطان في الجولان لتغيير مواقفهم.
(البناء)