باسيل: نرفع صوتنا لحماية ميثاق العيش بين اللبنانيين
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في المحاضرة التي القاها اليوم في جامعة الجنان في طرابلس بعنوان “لبناننا لا طوائفنا، طائفتنا لا طائفيتنا” ، انه “عندما نرفع صوتنا بنبرة مسيحية عالية، لا يكون ذلك حماية للمسيحيين بل لميثاق العيش بين المسيحيين والمسلمين، لان لبنان لن تكون له قيامة الا على قاعدة العدل حيث لا تشعر طائفة او مجموعة بانها مغبونة”.
وقال باسيل: “عندما تلقينا الدعوة للمجيء الى الجنان، لم نفكر كثيرا لاننا مشتاقون لطرابلس ولاهلها، ولان طرابلس التي نعرفها جميعا باصالتها وبعمقها لم تتغير، هي على حالها التي نعرف ربما اصابها الالتباس كما اصابنا جميعا، كل واحد منا فرادة وجماعة، مناطق وطوائف، اصابها هذا الالتباس، انما تعود اصالتنا اللبنانية لتنتصر ونعود بذاكرتنا الى كل ما نعرفه عن المدرسة في طرابلس وقد تعلمنا في مدراسها، في الفرير وعبرين وغيرها، ونحن اليوم نأتي الى طرابلس لنتسوق ونتبضع عند الحلاب وغيره، ولنا صداقات طيبة في المدينة وكل عاداتها تعنينا، واشتقنا ونشتاق اليها، وهي التي ستنتصر حكما وقد فضلت العلم والثقافة”.
أضاف: “اننا نستذكر اليوم في هذا الصرح العلامة الدكتور فتحي يكن الذي ام المصلين في ساحة رياض الصلح وذكرنا بقول السيد المسيح احبوا بعضكم بعضا، ونأمل ان يكمل الدكتور سالم يكن مسيرة والده التي عرفناها بالمحبة، ونوجه التحية ايضا الى الدكتورة منى يكن التي بنت هذا الصرح”.
وتابع: “لقد اخترنا ان نأتي الى طرابلس والى هذا الصرح بالذات بتأن وتفكير ولو بعفوية، لنوجه رسالة الى الطرابلسيين والشماليين وكل اللبنانيين تحت عنوان لبناننا وليس طائفتنا وطائفتنا وليس طائفيتنا، لانه برأينا لبناننا هو اكبر من طائفتنا، ونحن مسيحييون ثانيا ولبينانييون اولا، مسيحيتنا يمكن لنا ان عيشها وحدنا وبيننا وبين ربنا ويمكن لنا ان عيشها في اي مكان في العالم مع اعترافنا بان ملذة عيشها في ارض المسيح في هذا الشرق هي اعظم بكثير، ومع ذلك يمكن ان نعيشها في اوروبا، في روما مثلا او في باريس، او في العديد من دول العالم، الا ان لبنانيتنا لا يمكن عيشها بدون ارتباط بارض، ولو ابتعدنا عنها كمنتشرين انما تبقى لنا هي نقطة الارتباط، كما ان لبنانيتنا، لنعيشها، نحن بحاجة الى ارض لبنان. وهكذا ايضا افهم عندما اقرا القرآن: “انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم”، يعني ان هناك شعوبا وليس شعبا واحدا او شعبا مختارا، وعندما اقرأ “ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ” يعني ان هناك امما عدة، وعندما يصبح الكلام عن امة واحدة ارى ان هناك اجتهادا اضافيا وهذا يخالف الاسلام لانه لا اجتهاد بوجود نص. والنص يعني ان لبنان امة او كيان ووطن نهائي والانتماء له من المسلمين اولوية ولا يمكن ان يصدق احد اذا قال مسلم لبناني ان اسلامه قبل لبنانيته كما لا يمكن ان نقبل نحن ان يقول مسيحي ان مسيحيته قبل لبنان، ونقول مجددا انا لبناني قبل ان اكون مسيحيا، اما ان نقول طائفتنا وليس طائفيتنا، فلأن انتماءنا لطائفة هو فعل ايماني، نمارسه يوميا مع الخالق ومع من يؤمنون مثلنا، اما الطائفية ففعل رفضي نمارسه سلبا تجاه الاخر وكاننا نرفضه فيما نحن في التيار الوطني الحر نعتبر انطلاقا من فكرة ان الانسان قيمة بذاته وليس بطائفته، اننا محكومون بان نكون صلة الوصل بين اللبنانيين، لان وعينا السياسي تأسس على ذلك وتأسس على مقولة ان لبنان اكبر من ان يبلع واصغر من ان يقسم”.
وقال: “انطلاقا من ميثاق التيار في بنده الرابع، فان لبنان اختبار انساني مميز بفضل ما يتميز به من تعددية وتفاعل وانفتاح على الحضارات، نحن نرى لبنان مشرقيا واللبنانيون مشرقيون وهذه ليست صفة مسيحية ولا هي جغرافية ولا هي عرقية بل صفة حضارية انسانية، وصفة لبنان المشرقية تضفي عليه انه بيت لكل الطوائف والاديان، وهو دار سلام وصلاة للمسيحيين والمسلمين وفي جوهر رسالة الديانتين هي مناخات الامن الاجتماعي والالفة بين الناس على اختلاف انتماءاتهم، وهكذا تتجلى انسانية الانسان. ودليلنا على ذلك صورة الحجرات الاية 13 “يا ايها الناس ان خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم”، الانسان الاخر المختلف، الاعتراف بالاختلاف، هذه هي الأمور التي يقوم عليها فكرنا السياسي، وهذا ما نجده في لبناننا وفي هذا الشرق، وهذا الارهاب التكفيري اليوم اول ما يصيب هو هذا الاخر الذي اقر به الاسلام الاخر، ان لم يكن اخا لنا في الدين فهو نصير لنا في الخلق واخ لنا في الانسانية، وهذا الاخر هو العيش الواحد وهو اكثر من تعايش، الا ان التعايش الاسلامي المسيحي لا يجب ان يعني ذوبان الجناح الملسم في الجناح المسيحي، او ذوبان المسيحي في المسلم لكي نحافظ على التنوع والخصوصية ولكي نبقي على قيمة لبنان. والخطر على كل ذلك هو هذه الموجة الارهابية التي هي خطر على المسلمين قبل ان تكون خطرا على المسيحيين، والملسمون هم الذين سيسقطون المشروع التكفيري والمناقض للدين الاسلامي”.