التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 22/4/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
واكبت النخب الاعلامية والفكرية الاميركية زيارة الرئيس الاميركي للرياض في لقاء قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، بعد اثارة زوبعة اتهام للسعودية تحملها مسؤولية تجنيد وتمويل المنفذين لهجمات 11 ايلول / سبتمبر 2001، وتهدد بمقاضاتها قانونيا.
يستعرض قسم التحليل مسألة الاسلحة الفضائية ممثلة بالاقمار الاصطناعية، وحرص الادارة الاميركية على اخراجها من التداول الاعلامي، رغم ما تمثله من قدرات عالية وثغرات تقنية تعد من خصائص الاقمار الاميركية امام القدرات “الصينية الفضائية المضادة.”
جدير بالذكر ان الصين لم تنخرط او تلتحق بضوابط النظام العالمي وفق القواعد التي ارستها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية، ابرزها معاهدة حظر استخدام اسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي، الأمر الذي يشكل “مصدر قلق رئيسي لصناع القرار في واشنطن،” ولعدم القدرة على “التنبؤ” بمسلك الصين لا سيما في التجارب التي اجرتها لاختبار الاسلحة المضادة للاقمار الاصطناعية، عام 2007، وما تلاها من تجارب متتالية.
من اهم مصادر قلق الاميركيين الخشية من توظيف الصين قدراتها التقنية المتنامية في مجال الفضاء لتدمير ارصدة واشنطن التقنية في الفضاء الخارجي، لا سيما الاقمار الاصطناعية الخاصة بالانذار المبكر.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
السعودية في قفص الاتهام
تزامنت زيارة الرئيس اوباما للرياض مع حملة منسقة من اعضاء الكونغرس تطالبه الافراج عن وثائق حجبت من تقرير التحقيق في احداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر 2001، والتي يرجح انها تدين السعودية لتورطها بتجنيد وتمويل الفاعلين. وفي الصدارة كان معهد كاتو الذي نبه الى “التغير الذي طرأ على التحالف مع السعودية، بعد ان استقرت العلاقة على اسس متينة.” واوضح ان من جملة العوامل التي اضرت ببوصلة العلاقة “تباين المصالح الاميركية والسعودية خاصة في مجالات أمن الطاقة وعداء الشيوعية او اختفائها كليا.” واضاف ان الهوة استمرت في الاتساع بينهما حول مسائل تخص الاستقرار في المنطقة “والتورط السعودي في ازمات مثل سوريا واليمن، ودعمها لمجموعات متشددة مختلفة كلها ساهمت في تعكير صفو العلاقة.” وخلص للقول انه بصرف النظر عن مصير الوثائق المحظورة فان العلاقة الثنائية تشهد توترات كبيرة تشكل عقبة رئيسية امام قيام علاقات مستتبة في المستقبل.
اوباما في الرياض
اعربت مؤسسة هاريتاج عن اعتقادها بضرورة مبادرة الرئيس اوباما لاصلاح العلاقات مع دول مجلس التعاون خلال المؤتمر، منها “يتعين عليه طمأنة زعامات الخليج بأنه على ادراك تام بالتهديد التي تمثله ايران لدول المجلس .. والأهم اظهار عزمه على اتخاذ ما ينبغي اتخاذه من اجراءات للردع والدفاع ضد تلك التهديدات.” ومضت بالقول ان على الرئيس اوباما “التأكيد على التزام الولايات المتحدة الراسخ للدفاع عن حلفاء تهددهم ايران .. باستثناء عُمان التي تتمتع بعلاقات طيبة مع طهران.” ومن بين مجالات التعاون الهامة لدول الخليج، اوضحت المؤسسة ان “على واشنطن عرض مساعدتها لحلفائها في دول المجلس لتحديث نظم الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وتطوير قدرات مشتركة للانذار المبكر .. والاعداد لعقد تدريبات عسكرية مشتركة مع دول مجلس التعاون، تتضمن اقامة بطاريات صواريخ الباتريوت المحمولة وايضا السفن الحربية الاميركية المسلحة بنظم دفاعية صاروخية، واستعراض القدرة على تحييد تهديد ايران الصاروخي.”
قلص مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من توقعاته لزيارة الرئيس اوباما التي يقوم بها “وهو في وضع الكسيح كالبطة العرجاء،” مع اقتراب نهاية ولايته الرئاسية “ويتصرف منفردا دون دعم الكونغرس الذي يخشى السعوديون منه ويعتبرونه معاديا بدرجة ما.” واوضح ان الانتخابات الاميركية لرئاسة هذه الدورة بالذات تتميز بشح كفاءة المتنافسين الثلاثة على صعيد السياسة الخارجية والأمن وخطابهم السياسي يخلو من اي مضمون حقيقي.” وختم بالقول ان “المرشح الرئاسي الوحيد الاوفر حظا بالنجاح ويأخذ في عين الاعتبار المصالح السعودية والاميركية المشتركة، هي امرأة.”
http://csis.org/publication/saudi-and-gulf-perspective-president-obamas-visit
ايران
تجددت معارضة سياسة الادارة نحو ايران على صعد متعددة، واعربت مؤسسة هاريتاج عن اعتقادها بأن نية الادارة “رفع العقوبات عن ايران سيكون لها صدى قويا هناك، وهي التي لا تزال على خلاف مع الولايات المتحدة في مروحة واسعة من قضايا الأمن القومي.” ولفتت المؤسسة الانظار الى ان “التوصل لفرض العقوبات استغرق عدة سنوات، اما رفعها فيندرج تحت مسار سيأخذ بعض الوقت .. نظرا للتعقيدات التي تلف ما تبقى من اجراءات عقابية.” واضافت ان الترسبات ومشاعر العداء القديمة بين الولايات المتحدة وايران “لا تشي بعودة الاستثمارات الاميركية للسوق الايرانية قريبا.”
اما المجلس الاميركي للسياسة الخارجية فقد اوضح معارضته لنهج الادارة الحالية التي “القت جانبا عددا من وعودها للكونغرس وللشعب حول جبهات اساسية،” وحرص الرئيس اوباما على “تفعيل الاتفاق النووي قد ادى الى مفاقمة الاوضاع في ظل تقديمه تنازلات كبيرة لايران في قضايا اخرى.” واضاف ان تجاهل الرئيس اوباما وفريقه المفاوض لتلك الوعود عززت سخرية القول انه على استعداد لمغادرة المفاوضات ان ادت “لاتفاقية سيئة .. وفي جولة المناورات الراهنة، توفر الادارة كل ما تستطيع (من ضمانات) للحيلولة دون مغادرة ايران.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3158
تركيا
رحب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى “بالعلاقات الدافئة بين تركيا واسرائيل، وما يعترضها من حجر عثرة هو عداء (الرئيس) اردوغان العميق لعلاقة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .. خاصة وان الاخير يحاول لعب ورقة القبارصة اليونانيين.” واوضح ان “العلاقات المصرية – الاسرائييلية هي الافضل منذ عقود .. واوضح السيسي موقفه بأن تطبيع اسرائيل علاقاتها مع تركيا لا ينبغي ان تأتي على حساب مصالح القاهرة .. اضافة الى عداء الاثنين (السيسي ونتنياهو) لسيطرة حماس، كما لا تريد مصر لتركيا لعب دور اكبر في قطاع غزة.”
الرئيس الاميركي المقبل
تناولت مؤسسة هاريتاج تركيبة مجلس الأمن القومي وما يتعين على الرئيس المقبل فعله لاعادة تنظيم هيكله. من ابرز اقتراحاتها “تحذير (الرئيس) من مستشارين للأمن القومي مفرطين في تشددهم او استقلاليتهم،” مشيرة الى تجربة الاميرال جون بويندكستر الذي عينه الرئيس ريغان مستشارا للأمن القومي، نهاية عام 1985، واضطر لتقديم استقالته في 25 تشرين الثاني / نوفمبر 1986 بعد كشف النقاب عن فضيحة ايران – كونترا. واوضحت ان تكرار ذاك الأمر “محفوف بالمخاطر ليس بعد التعقيدات القضائية فحسب، بل نظرا لافتقار مجلس الأمن القومي للخبرة والقدرات والمساءلة لادارة العمليات بشكل صحيح.” وقال تقرير هاريتاج ان مستشارين على غرار “هنري كيسنجر وزبغنيو بريجينسكي يديرون الاعمال بجدارة في بعض الاحيان، اما الثمن فهو عادة يتمثل في درجة عالية من الاستياء والخلل الوظيفي في سياق مسار صنع القرار.” واعتبر التقرير تعيين مساعد للرئيس لشؤون الأمن القومي من افضل الحلول شريطة “تمتعه بالرؤيا بعيدة المدى ويعكس آراء ومواقف الرئيس وليس مفروضا بالقوة على طاقم الأمن القومي ..”
كما تناولت مؤسسة هاريتاج اوضاع وزارة الخارجية في ظل رئيس جديد قادم بغية “تفعيلها في مسار متابعة السياسة الاميركية.” واوضحت ان “وزارة الخارجية ينظر اليها كحاضنة تحيزات سياسية داخلية ولديها اولويات سياسية مؤسساتية راسخة تمكنها الحصول على تأييد قوي لسياسات لا تنسجم مع تلك الاولويات.” لفتت النظر الى ان الادارات الاميركية المتعاقبة عالجت الأمر عبر “تعزيز التعيينات السياسية، التي تلقى استياء من طاقم الوزارة المهني.” ونبه الرئيس المقبل الى ان الرؤساء المتعاقبين “ضاعفوا اعداد طاقم مجلس الأمن القومي بغية تعزيز سيطرتهم المباشرة على شؤون السياسة الخارجية.”