من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: القضاء يفتح مغارة أوجيرو
كتبت “الاخبار”: لم يخفت بعد زخم التحقيقات في فضيحة الإنترنت غير الشرعي. فبعد توقيف توفيق حيسو، أحد أبرز أصحاب الشركات المقربين من رئيس هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، اقترب المحققون أكثر فأكثر من هيئة أوجيرو. فقد علمت “الأخبار” أن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، الذي يتولى التحقيق في قضية الإنترنت غير الشرعي، استدعى عدداً من موظفي “أوجيرو”، بعضهم كشهود، وبعضهم الآخر لمحاولة تحديد مدى تورطهم في منح تسهيلات لحيسو، للحصول على إنترنت شرعي أكبر بأضعاف من السعات التي يدفع ثمنها.
ولفتت المصادر إلى الاشتباه في أن حيسو كان يحصل من أوجيرو على “كمية إنترنت” أكثر من ضعفي ما يدفع ثمنه. ولم يُعرف ما إذا كان هذا الفارق نتيجة لتلاعب تورط فيه موظفون في “أوجيرو”، أهدروا عملياً المال العام، وبالتالي يصبح حيسو متورطاً في “سرقة الإنترنت الشرعي”، أو أن الفارق بين ما هو مدوّن في العقود الرسمية وما يوزّعه حيسو هو نتيجة لحصوله على تقنية “غوغل كاش” التي تتيح له مضاعفة عدد المشتركين، من دون إضافة سعات الإنترنت لديه. ودهمت دورية من مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية أمس مكتباً لحيسو للتدقيق في وجود رابط تقني بينه وبين موزعي إنترنت يستفيدون بصورة غير شرعية من الـ “غوغل كاش”.
على صعيد آخر، أعلن النائب وليد جنبلاط أمس أنه كتب بيان استقالته من مجلس النواب، وأنه سيذيعه في الجلسة التشريعية المقبلة. وقال جنبلاط في مقابلة مع الزميل مرسال غانم على شاشة “أل بي سي آي”، إنه كان ينوي الاستقالة قبل أكثر من عام، وإنه أرجأ هذه الخطوة، لكنه مصمم عليها.
ورغم الاتصالات التي أجريت قبل المقابلة، لتخفيف حدة التوتر بينه وبين مقربين من الرئيس سعد الحريري، هاجم جنبلاط الوزير نهاد المشنوق، متهماً الأمنيين بأنهم “كلهم زبالة”. وبقدر ما هاجم المقربين من الحريري (المشنوق وعبد المنعم يوسف، فرع المعلومات) إضافة إلى قيادة الجيش، فإنه غازل حزب الله، من أمنه إلى النائب حسن فضل الله، وصولاً إلى أمينه العام السيد حسن نصر الله.
في مقابلته، أكد جنبلاط أنه لا يفتعل أزمة مع المشنوق، مستغرباً أن “تسبّب تغريدة صغيرة كل هذا الانفعال وتدفعه إلى الرد عبر مجلة عريقة، كمجلة نادين، وصحافية أعرق”. وقال: “تحدثت عن ملف الدعارة، وتساءلت عن أسباب حماية هذا الوكر منذ سنوات، وهو من مسؤولية قوى الأمن الداخلي”. وعن الشرطة القضائية، قال: “ليست للدروز وإنما رئيسها درزي، قد يكون ناجحاً أو فاسداً”. ولفت إلى أن “فرع المعلومات ولد على أيام رفيق الحريري، وكان الهدف إيجاد جهاز أمني للطائفة السنية، وكانت تحت ظل الشرطة القضائية”، داعياً إلى “طلاق بين المعلومات والشرطة القضائية”. وأكد أن “لا علاقة للرئيس الحريري بالأزمة التي حصلت، وأن سببها سوء تصرف في وزارة كبرى، وعندما تعود هذه الوزارة إلى أيام أحمد الحاج وعثمان عثمان وعصام أبو زكي فليخبروني”. وقال جنبلاط: “لا أثق بوزارة المشنوق ولا جهازها، إلى أن يثبت العكس”. وأشار إلى أن “كشف شبكة الدعارة لم يكُن ليتم لولا أمن حزب الله”. ولفت إلى أن “فرع المعلومات منتج أكثر من الشرطة القضائية بسبب الإمكانات التي يتمتّع بها”.
وفي ملف الإنترنت غير الشرعي، رأى أن “هناك مصالح سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة جداً، جعلت من المدير العام لأوجيرو عبد المنعم يوسف في الواجهة، وهي تؤخر التحقيق”. وأكد أن “يوسف يعرف حقيقة تضارب المصالح بين الحيتان المالية، ولكن هل سيدلي بدلوه، لكن ربما يقتلونه”! واعتبر أنّ “من الجيد وجود النائب حسن فضل الله على رأس لجنة الاتصالات النيابية، وإلا كانت قضية الإنترنت غير الشرعي قد دفنت”. واستغرب “كيف خرج اسم عماد لحود من القضية، وليخبرنا الوزير سمير مقبل بأن ليس لديه علاقة بهذا الموضوع” (لحود هو شقيق صهر مقبل). وقال: “نعم أنا أطلق النار على بعض الفاسدين في الجيش”. وأضاف: “لست مقتنعاً بأن تلك الأجهزة دخلت من دون علم الجهات المعنية في الجيش”. وهاجم جنبلاط الأمنيين، وقال إنهم “كلن في الزبالة مثلهم مثل السياسيين”. ورأى أن “أزمة النفايات ستنفجر من جديد إن لم يجرِ تلزيم حامي البحر في الكوستابرافا وبرج حمود، والحل الذي توصلنا إليه يشبه لامركزية النفايات من خلال توزيع الضرر”. وقال: “أكدنا أكثر من مرة عدم القدرة على اتهام حزب الله بالإرهاب، وإذا كان علينا اتهام الحزب بالتعطيل في الملف الرئاسي فيجب علينا أن نتهم أنفسنا في الانتظار”. وأشار إلى أن “السيد حسن نصر الله شريك في القرار المركزي الإيراني في سوريا والعراق واليمن، واليوم نوجه رسالة له بأننا نريد الوصول إلى تسوية معك بالثوابت التي تريحك ولا أمانع من لقائه بناءً على هذا الكلام”. ورفض جنبلاط “الكلام السعودي عن تخاذل الجيش أمام سلاح حزب الله”. وأكد رفضه المشاركة في أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لا يشارك فيها الحزب.
وقال إن الانتخابات البلدية “ستحصل ولم أطرح التأجيل مع أحد”. واعتبر أن “مشروعنا الانتخابي مع القوات والمستقبل غير متكامل، وحتى الساعة لم نتفق على تقسيم الدوائر، وبالتالي أصبح مشروعنا غير قابل للحياة”.
البناء: بدء محادثات اليمن… وجنيف السوري للاستئناف… وتفاهم روسي أميركي جنبلاط للانسحاب… ولا يمانع بعون رئيساً… ولن يشارك بنصاب بغياب حزب الله مبادرة مجلسية لبري… وسعودي أوجيه إلى الواجهة… ومصير يوسف للبحث
كتبت “البناء”: مع نهاية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية ولقائه بحكام الدول الخليجية، وخصوصاً القمة التي عقدها مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، تكشفت المعلومات المتاحة عن برود أميركي في الضغط على السعودية لتسريع مسار التسويات، بعد العبرة التي قدمتها تجربة اليمن، حيث لم تذهب السعودية لخيار التسوية ولم تترجّل عن حصان الحرب إلا بعدما بلغت حد العجز عن مواصلة استنزاف مؤكد، ولم تكن الاتصالات المشجّعة على وقف الحرب قد أدت إلى أي نتيجة خلال الشهور السابقة، وتتبع واشنطن كما تقول مصادر متابعة مع الرياض الوصفة التي أزهرتها تجربة اليمن، فتترك للسعودية خياراتها واختباراتها، حتى تنضج وتختار، وعندما تصير مواصلة الحروب والتصعيد مستحيلة والموارد في شح وعجز، والضغوط المحيطة بسياساتها تنتج الخسائر، ستأتي طلباً لحفظ مقعد درجة أولى في قطار التسويات، بينما كان كافياً لأوباما أن يعود وفي جعبته بقاء الأرصدة المالية السعودية في الخزائن الأميركية، وهذا وحده يتكفّل بتكبيل الأيدي السعودية عن المخاطرة بالمزيد من المعارك العبثية المكلفة، طالما أن العجز يضغط على الموازنة السعودية وسعر النفط يضغط أكثر.
عيون المتابعين لكل أزمات المنطقة وحروبها على المحادثات اليمنية التي انطلقت بعد طول انتظار في الكويت، لكونها بارومتر الدور السعودي وقدرته على الخوض في حروب الاستنزاف من جهة ومدى نضجه لخيار التسويات من جهة أخرى، ليبدو على إيقاع المحادثات اليمنية نجاح مساعٍ أميركية روسية لتثبيت الهدنة مجدداً والدعوة التي أطلقها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لاستئناف محادثات جنيف الأسبوع المقبل.
لبنانياً، كان حديث النائب وليد جنبلاط للمؤسسة اللبنانية للإرسال مليئاً بالسياسة، كاشفاً عن سلسلة من المواقف التي تبدأ بإعلان التمهيد لانسحابه من السياسة، موجّهاً جملة من الرسائل لوزير الداخلية نهاد المشنوق وقيادة الجيش حول ملفات الإنترنت وشبكات الدعارة، مميزاً الأمن العام اللبناني عن سائر الأجهزة، لكن أهم ما قاله كان في الشأن الرئاسي بإعلانه عدم الممانعة بانتخاب العماد ميشال عون إذا تمّ الاتفاق على ترشيحه بين الفرقاء، وتمسكه بالتوقف عن الحضور لتأمين النصاب إذا بدت فرصة لتحقق النصاب وكان حزب الله غائباً.
جنبلاط دعم مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ودعوته لتشريع الضرورة، بينما كان بري يطلق مبادرة لنقل الاحتكام في قضايا الخلاف حول أولوية إقرار قانون الانتخاب على أي تشريع، أم تأجيل قانون الانتخاب لما بعد انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية إلى الهيئة العامة للمجلس.
القضايا المتفجرة في الشارعين السياسي والإعلامي لا تزال تتفاعل، خصوصاً قضية الإنترنت غير الشرعي، التي كثرت حولها الأقاويل والمعلومات عن اتجاه شبه محسوم لتنحية مدير عام أوجيرو عبد المنعم يوسف وبدء البحث بالبدائل، بينما طفت على السطح مع زيارة الرئيس سعد الحريري للرياض قضية إفلاس سعودي أوجيه وانعكاساتها السياسية والمالية والاجتماعية.
ورغم كل ما يُقال عن تحريك الوضع اللبناني نحو التسويات السريعة يبدو أن الحلول لم تنضج بالمستوى الذي يمكّن المراقب من القول إن لبنان أصبح على موعد قريب مع حل لأزماته. وخلافاً لذلك يؤكد بعض الدبلوماسيين الأوروبيين أن طموح الغرب أن يحافظ لبنان على استقراره القائم من دون أن يتعرّض لهزة من هنا أو هناك، في ظل الإصرار السعودي على تفاقم الأزمة اللبنانية والرغبة في تفجيرها.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ”البناء” “أن الرياض ضغطت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لعدم لقاء وفد من حزب الله”، مشيرة إلى “أن لقاء السفير الفرنسي مانويل بون برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أزعج السفير السعودي علي عواض عسيري الذي استنفر مستاء من هذه الخطوة الفرنسية التي تثبت دور حزب الله في حل الأزمات في لبنان، في وقت تسعى فيه السعودية إلى تضييق الخناق عليه من خلال فرض القيود المالية وتصنيفه على لائحة الإرهاب”. وشددت المصادر على “أن ما حصل يؤكد أن الدبلوماسية الفرنسية رهينة التزام هولاند بالسياسة السعودية في ما يتعلق بالملف السوري”.
السفير: طهران تعتبرنا “الشيطان الأكبر” وحاورناها.. ونزاع العراق ليس مذهبياً أوباما يودِّع الخليجيين: عليكم بالإصلاح وكفى صراعاً مع إيران
كتبت “السفير”: ما كان قائما خلال الأعوام الثمانين الماضية، لم يعد على حاله الآن بين المملكة السعودية والولايات المتحدة. ليس انهيارا بالتأكيد، لكن اللهجة الودية التي خاطب بها الرئيس باراك أوباما مضيفيه السعوديين والخليجيين في الرياض بالأمس، بدت مفتعلة قليلا بديبلوماسيتها، وبعيدة كثيرا عن اللهجة اللاذعة التي استخدمها في مقابلة مجلة “أتلانتيك” الشهيرة قبل أسابيع، لكنها تحمل المضامين ذاتها. النصائح هي ذاتها بما يأخذ بالاعتبار مقتضيات احترام المضيف.
صحيح أن أوباما والملك سلمان عقدا خلوة استمرت ساعتين، لم يرشح عنها تفاصيل للإعلام، لكن الأكيد أن غيوما كثيرة خيمت على اللقاء، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، رجلا المرحلة والمستقبل الغامض. غيوم لم تتجمع من عبث، ومرتبطة بتداعي أعمدة العلاقة “التاريخية” التي تطورت تدريجيا بين “الحليفَين” منذ أربعينيات القرن الماضي عندما عقدت القمة الأولى على السفينة العسكرية الأميركية “كوينسي” بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت في العام 1945.
النفط الذي لم تعد المملكة تهيمن عليه لا إقليميا ولا عالميا، وصارت له بدائله، والخطر الشيوعي الذي تلاشى منذ 30 سنة، ركنان أساسيان في ما كان قائما بين واشنطن والرياض. والآن، تنتقل المملكة إلى جيل حاكم أكثر قلقا، وتحاول العبور إلى المستقبل وسط نيران إقليمية مشتعلة، وتحاول ترسيخ “الصداقة” مع حليفها الأميركي بصفقات المليارات على السلاح وغيره.
وماذا تسمع المملكة المضطربة في هذه الأثناء؟ توبيخ أميركي علني في قمة “كامب ديفيد” قبل عام حول ضرورة الالتفات إلى الخطر الداخلي الحقيقي الذي يكمن في مجتمعها، لا إلى الخطر الإيراني. وتسمع كلاما الآن حول ضرورات الإصلاح وحقوق الإنسان والاهتمام بمشاكل جيل الشباب وتوجيه اقتصادها لخدمتهم ومواجهة مخاطر الإرهاب المتنامي. وتقرأ المملكة تصريحات للرئيس الأميركي وهو يشير إليها صراحة بالمسؤولية عن صعود الإسلام المتطرف في دول متسامحة كإندونيسيا وغيرها.
وينفجر ما لا يسر من مفاجآت ولا يطمئن. في آذار الماضي، وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، يقول للكونغرس الأميركي، إنه لو سمح بصدور قرار يجيز لضحايا هجمات 11 أيلول على نيويورك وواشنطن، مقاضاة السعودية بتهمة دعم الإرهاب، فستجد المملكة نفسها مضطرة إلى سحب ودائعها وأصولها المقدرة بأكثر من 750 مليار دولار من الولايات المتحدة. وقبل وصول أوباما بأيام قليلة إلى الرياض، كانت صحيفة “نيويورك تايمز” تنشر تقريرا موسعا حول التهديد السعودي ومحاولات أوباما حماية الحليف السعودي.
ربما لم تصل العلاقات السعودية ـ الأميركية إلى مرحلة “دفنها” كما توقع كثيرون في الأيام الماضية. لكن الأكيد أنها ليست في احسن أحوالها، ولن تكون قضية تحقيقات 11 أيلول، سوى وسيلة إضافية لابتزاز السعوديين، بما كانوا يظنون سلاحهم الاقتصادي، أي أموالهم المفترض أنها كانت آمنة، ربما تماما كما جرى ابتزازهم لسنوات طويلة بما سمي “الخطر الإيراني” لتكديس المخازن السعودية بالسلاح الاميركي، قبل أن يفاجئهم أوباما (وبعد سنوات تفاوض سرية مع طهران) بأن عليكم التعايش مع إيران، وأن لا مصلحة لاحد الآن بالمواجهة معها!
وقد ودّع زعماء دول الخليج أمس الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، في قصر الدرعية في الرياض، أمس، على أمل عدم اللقاء به مجدداً، بعدما اشتكى بعضهم مرارا من فتور العلاقة مع إدارته. أما هو، فودّعهم، بعدما اتفق معهم على الاختلاف “تكتيكياً” حتى إشعار آخر، مقدماً لهم في ختام جلسات “المصارحة”، تطمينات من جهة حول الالتزام بأمنهم، ومن جهة أخرى النصيحة الأخيرة، بأن الدخول في نزاع مع إيران ليس من مصلحتهم.
وفي هذه الاجواء، ربما لم تكن مجرد صدفة، أن يكون أوباما في الرياض بالتزامن مع انعقاد مؤتمر التسوية اليمنية عند الجار الكويتي، ويتمثل معارضو السعودية لا بـ”أنصار الله” فقط، وإنما بحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. قال الأميركيون صراحة بعدما طالت الفرصة الممنوحة للسعوديين بحسم معركة اليمن (أو ربما توريطهم فيها)، إن الحرب الحقيقية في اليمن يجب أن تكون مع جماعات الإرهاب التي انتعشت في انحاء اليمن في ظلال العدوان السعودي الشامل.
غير ذلك، كان العراق المادة الدسمة في مباحثات أوباما مع الخليجيين، ربما لأن الرئيس الأميركي يسعى لإنجاز مهم قبل نهاية عهده في مجال محاربة “داعش” سيكون العراق مسرحه، وربما يكون معركة الموصل، بعدما تقلصت كثيراً فرص الوصول إلى تسوية سورية قريبة. لكن أوباما بدا كأنه يحذر الخليجيين، في المقابل، من أن أي إطالة لأمد الصراع في سوريا ستكون مكلفة، وأن “الغالب سيرث بلداً منهاراً سيتطلب سنوات عدة لإعادة بنائه”.
وتقارب إدارة أوباما أزمات المنطقة من منظورها، وهي تختلف “تكتيكياً” مع دول الخليج، بحسب كلام مستشاره بن رودس الذي شدد على أن اللقاءات في الرياض ساعدت على “تنقية الأجواء” وحاولت “المواءمة” بين الأهداف التي يتفق عليها الطرفان، والأساليب، وهي موضع الخلاف بينهما.
وحاول أوباما ترطيب الأجواء مع دول الخليج، قائلاً إن “ما ينطبق على الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحدث في أي لحظة”.
الديار: شكوى من “التأثير النووي” لنصرالله مطالبة اوباما بتجميد اتفاق فيينا حتى تخلي ايران عن “حزب الله” ما هو موقف البطريرك من ميثاقية الجلسة؟…الفاتيكان قلق من تحول لبنان الى دولة فاشلة
كتبت “الديار”: لم تستأثر الازمة الدستورية والسياسية في لبنان، بلحظة واحدة من القمة الاميركية ـ الخليجية. مصدر خليجي مسؤول قال لـ”الديار”: “اننا ناقشنا مع الرئيس باراك اوباما الازمات الساخنة، اما ازمتكم فهي “باردة” وثانوية، وتدور في فلك ازمات المنطقة”.
المصدر الذي اعتبر “ان ادارة الازمة، وتكريس الستاتيكو، افضل ما تستطيعون فعله، واقصى ما تستطيعون فعله”، استدرك قائلاً “ان حزب الله لم يعد مشكلتكم انتم بل هو مشكلتنا جميعاً، ونحن سنواصل الضغط عليه، وشددنا على الرئىس الاميركي رفع وتيرة الضغط عليه لانه بات يشكل خطراً حقيقياً على بلدان المنطقة”.
المصدر اشار الى “لقاءات موازية جرت بين اعضاء بارزين في الوفد الاميركي ومسؤولين سعوديين، واثناء هذه اللقاءات طرح ملف الحزب من كل جوانبه، بما في ذلك دعمه لتنظيمات فلسطينية لعبت دوراً سلبياً في بلورة تسوية ديبلوماسة للصراع، مع ما يعنيه امتلاكه اكثر من 100 الف صاروخ من تأثير على الامن الاستراتيجي للمنطقة ككل”.
امام المسؤولين الاميركيين، وبحسب ما يستشف من كلام المصدر الخليجي، اثيرت مسألة “التأثير النووي” للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، بصراحة، وبطرح معطيات محددة كانت الشكوى منه كونه يؤثر في قطاعات شعبية في العديد من بلدان المشرق العربي ما يمكن ان يفضي الى زعزعة الاستقرار الداخلي في هذه البلدان.
وكشف المصدر ان اوباما فوجىء بطرح مسؤول سعودي كبير تجميد تنفيذ اتفاق فيينا لحين تخلي ايران عن الحزب، ولم يعلق على هذا الطرح، موضحاً ان دوائر الادارة، بما في ذلك وزارة الخزانة، تطارد الحزب، على نحو منهجي، وعلى اساس ان محاصرته مادياً لا بد ان تفعل فعلها في الحد من سياسة الاستقطاب التي يعتمدها والتي يتعدى مفعولها الساحة اللبنانية.
وكشف المصدر ان الكلام الذي ادلى به المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنيئي والذي وصف فيه شباب “حزب الله” بأنهم “يسطعون كالشمس”، بدا وكأنه اخترق جدران القمة، وقد وضع التصريح امام الرئيس الاميركي الذي كان تعليقه مقتضباً بما مفاده ان هذا الكلام ليس بالجديد، وقد “دأبنا منذ زمن بعيد على سماعه”.
وقال المصدر ان اوباما جاء الى الرياض بمواقف جاهزة، وباجابات جاهزة، لا مجال لتغيير السياسات التي انتهجها حتى الآن بالنسبة الى سوريا، ولن يأمر بوارجه باعداد صواريخ التوماهوك للانقضاض على دمشق، لكنه اكد ان عداءه للرئيس بشار الاسد لا يقل، في اي حال، عن عداء القادة الخليجيين له. ما ظهر من المحادثات ان الرئيس الاميركي لا يثق لا بصدقية المعارضة السورية، ولا بفاعليتها، وكان من الصعب جداً بل من المستحيل، اقناعه بأن هناك فصائل معارضة “وطنية بالكامل”، ولا تمت بصلة الى تنظيم الدولة الاسلامية او الى “جبهة النصرة”.
وفي ما بدا دعوة من الرئيس الاميركي لعدم ذهاب المملكة بعيداً في علاقاتها الاستراتيجية، اوما شاكل ذلك، مع انقرة، اكد ان بلاده تنتهج سياسة ثابتة، ومنذ اللقاء الشهير الذي عقد في شباط عام 1945 بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس فرنكلين روزفلت “الذي اعتقد انكم مثلي تكنون له الاحترام الكبير، حيال المملكة، وبالتالي حيال “العقد الخليجي”.
النهار: القمة الأميركية الخليجية “تُنقّي الأجواء”تعهدٌ لردع أي عدوان على الحلفاء
كتبت “النهار”: طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ختام القمة الأميركية – الخليجية، دول الخليج العربية إلى أن الولايات المتحدة ستردع أي عدوان عليها. لكنه لم يذهب إلى حد اعتبار طهران “تهديداً مشتركاً” بل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على رغم اقراره باستمرار وجود “مخاوف حقيقية” من الجمهورية الإسلامية. إلى أن البيان الختامي للقمة حمل النبض الخليجي وعَكس تشدداً حيال طهران، مكرساً استمرار الهواجس الخليجية من التمدد الإيراني في سوريا واليمن والبحرين.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد اختتم القمة، معتبراً أنها “ستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة”، مشيداً بالمحادثات “البناءة” وما تم التوصل إليه، مؤكداً الحرص على “تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلام في المنطقة والعالم”.
وندّد البيان المشترك للقمة بدعم إيران لـ”الجماعات الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين”. وأعلن إجراء مناورات عسكرية مشتركة في آذار 2017. ورحب بجهود العراق لتخفيف الاحتقان الطائفي وإجراء مصالحة بين مكونات الشعب العراقي.
واشترط لعودة العلاقات مع إيران وقف ممارساتها وتدخلاتها في المنطقة. وكشف أن واشنطن عرضت إجراءات إضافية لدرء خطر الصواريخ الإيرانية. وأبرز ضرورة التيقظ لمساعي إيران الرامية إلى زعزعة المنطقة، ووجوب تقوية قدرة دول الخليج على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وتأكيد اتفاقات الدفاع المشترك ضد أي خطر، وزيادة تبادل المعلومات عن الأخطار الإيرانية في المنطقة.
وعن الأزمة السورية جدّد البيان دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة خاصة بقضية اللاجئين في أيلول.
وقال أوباما في ختام القمة بقصر الدرعية في الرياض: “نحن متحدون في قتالنا لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمثل تهديداً بالنسبة إلينا جميعاً”. وأضاف: “نظراً إلى استمرار التهديدات في المنطقة، ستواصل الولايات المتحدة العمل على زيادة تعاونها العسكري مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يشمل مساعدتهم على تطوير قدرتهم للدفاع عن أنفسهم. وأكدتُ مجدداً سياسة الولايات المتحدة التي تقضي باستخدام كل عناصر قوتنا لتأمين مصالحنا الأساسية في منطقة الخليج ولردع أي عدوان خارجي على حلفائنا وشركائنا ومواجهته”.
وفي ما يتعلق بإيران قال إنه “حتى مع الاتفاق النووي، ندرك جماعياً أنه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الايراني”، بما ينطوي عليه من نشاطات “مزعزعة للاستقرار” تقوم بها الجمهورية الإسلامية. وحض زعماء الخليج على التواصل مع القوى “الأكثر عقلانية” في ايران، من أجل “عدم المشاركة في تصعيد الحروب بالوكالة في المنطقة”، مشدداً على أنه “لا مصلحة لأي من دولنا في النزاع مع إيران”.
وفي موضوع سوريا تحدّث أوباما عن اتفاق وقف الأعمال العدائية المُعلن في شباط، مشيراً إلى “ضغوط هائلة” تواجهه بسبب “تواصل الخروقات” من النظام السوري. وفي ملف اليمن، اكتفى بدعوة أطراف النزاع إلى التزام وقف النار. وعن العراق قال إن على الولايات المتحدة ودول الخليج الانتظار لرؤية ما إذا كان هذا البلد سيحل أزمته السياسية قبل تعهد تقديم مساعدات اقتصادية، محذراً من أن الشلل يُبطئ جهود مكافحة “داعش”.
كذلك لم يغفل أوباما العوامل الاقتصادية في ظل انخفاض أسعار النفط، معلناً “حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي وقيام اقتصاد يحترم حقوق الإنسان”.
وأقر ببعض الفتور الذي اعترى العلاقات، بالقول إنه “ما ينطبق على الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحصل في أي لحظة”.
المستقبل:اوباما يشدّد على العلاقات الاستراتيجية مع السعودية القائمة منذ عقود طويلة القمّة الخليجية ـ الأميركية: مواجهة “داعش” واستفزازات إيران
كتبت “المستقبل“: اختتمت القمّة الأميركية ـ الخليجية الثانية أمس في الرياض بمساحة واسعة من الاتفاق على مختلف الملفات وخصوصاً الرئيسية منها، وأثبتت أن الشراكة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة هي مسألة استراتيجية وبما يؤمن استقرار وأمن وازدهار المنطقة، وفق بيان القمّة، ولا تنتقص منها أي اختلافات في الرأي في ملف أو آخر، كما أكد الرئيس باراك أوباما في مؤتمر صحافي عقده في ختام القمَة. والطرفان متفقان ومتحدان ضد الإرهاب الذي يهدد الأمن العالمي كله، وفي مواجهة استفزازات طهران، وفق أوباما، وهذا يسحب نفسه على ملفات أخرى مثل العراق وسوريا واليمن.
اللواء: جنبلاط يدعو نصر الله لتسوية.. والجيش لحملة تطهير ضد الفاسدين “تشريع الضرورة”: برّي لن يتراجع أمام المعترضين
كتبت “اللواء”: تتجه الأنظار إلى اليومين المقبلين، حيث ستتظهر رسمياً مواقف الكتل المسيحية المرتبطة بأحزاب “الكتائب” و”القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، من مبادرة الرئيس نبيه برّي في ما خص المزاوجة ما بين قانون الانتخاب وتشريع الضرورة.
ويبني رئيس المجلس على الشيء مقتضاه، لكن الدعوة لاجتماع هيئة مكتب المجلس ستصبح خياراً لا بدّ منه، في الأسبوع المقبل، لمناقشة الأجوبة، ومنها الانطلاق لتقرير جدول أعمال الجلسة، فضلاً عن عقد الجلسة بحدّ ذاتها، حيث سيستمع إلى وجهة نظر ممثّل “القوات” في هيئة المكتب أنطوان زهرا، وهو سينقل وجهة نظر كتلتي “القوات” و”التغيير والاصلاح” فضلاً عن استماع وجهة نظر كل من النائبين أحمد فتفت (عن كتلة المستقبل) ومروان حمادة (عن اللقاء الديموقراطي).
الجمهورية:أوباما: ندعم والخليج إنتقالاً بلا الأسد
كتبت “الجمهورية”: فيما عُلِّقت مفاوضات السلام السورية في جنيف حتى إشعار آخر، وسط تحذير روسي للمعارضة من أنّ تعليق مشاركتها فيها “يعني تضامنَها مع الإرهابيين، وهو ما يهدّد باندلاع مواجهة شاملة في سوريا”، وبدأت في الكويت أمس مفاوضات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة، تصدّرَت القمّة الأميركية ـ الخليجية الاهتمامات، حيث انعقدت في قصر الدرعية بالرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وخلصَ بيانها الختامي إلى اتّهام إيران بـ”زعزعة” استقرار المنطقة ودعمِها لجماعات إرهابية، منها “حزب الله”. واتّفقَ المشاركون في القمّة على “تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في آذار 2017، وزيادة تبادل المعلومات في شأن الأخطار الإيرانية في المنطقة”، مشترطين لعودةِ العلاقات مع إيران “وقفَ ممارساتها وتدخّلاتها”.
وفيما أكّد الملك سلمان “التزامَ دوَل الخليج بتطوير العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة”، أعلنَ أوباما في كلمته أنّه اتّفق مع زعماء دوَل مجلس التعاون الخليجي على استمرار العمل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، قائلاً إنّ بلاده والشركاء الخليجيين تعهّدوا باستمرار التعاون في التصدّي لتنظيم “داعش” في سوريا والعراق، ووقف تصعيد نزاعات إقليمية أخرى مثل اليمن وليبيا.