رصاص طائش يصيب الطفل ساري في دير كيفا
لم يكن يوم الأحد الماضي يومًا طبيعيًا لعائلة سلّوم في منطقة دير كيفا في قضاء صور. فخلال تحضير الغداء، وإشعال “المنقل” للشوي، فوجئت العائلة بسماع صوت رصاص قريب، في حين كان يلعب الطفل ساري سلّوم على الشرفة. فهرعت الوالدة إلى الخارج لمعرفة ما يجري، لتُصدم برؤية الدم يسيل على جسم ابنها، فظنّت أن فحمة من “المنقل” حرقته، ولدى محاولة الوالد رفع طفله عن الأرض، دخلت يده في ظهره، نتيجة رصاصة اجتاحت جسده، فدخلت من العنق لتخرج من الظهر .
الطفل ساري الذي نجا بأعجوبة، ويبلغ 3 سنوات و7 أشهر، كان يلهو على شرفة منزله “بأمان” وبراءة، على عكس من قرّر أن “يرفّه عن نفسه” بألعابٍ قاتلة.. مجموعة شباب يمارسون هوايتهم بالرماية، في منطقة جبلية، تحيطها المنازل، من دون تقدير عواقب “تسليتهم” هذه.
وبينما تستمرّ التحقيقات، تمّ تحديد مطلقي النار، والمسؤولين عمّا جرى، بالاضافة إلى كلّ من كان حاضرًا في المكان، ولكن لم يتمّ تبليغ العائلة بالفاعلين، خوفًا من ردّة الفعل، إلى حين انتهاء التحقيق.
وعن وضع ساري الصحي، تشير داليا سلّوم، عمّة ساري، إلى أنه “بعيدًا عن الآلام الصاعقة التي يشعر بها، فقد تأذّى شريان عصب الجسم من الجهة اليمنى، ما أدى إلى شلل في يده اليمنى، وفقد الطفل توازنه، كما أنه غير قادر حاليًا على استخدام رجله اليمنى بشكل طبيعي إذ فقدت قوّتها”، مضيفة إن “إصابة كهذه في العنق، وفق ما أبلغنا الطبيب المعالج، غالبًا ما تؤدي إلى مقتل الشخص بشكل فوري، ونجاته نعمة من الله“.
وإذ تؤكد العمّة أن ما جرى ليس استهتارًا في إطلاق النار فقط، تتساءل “من أين تمكن من أطلق النار، على الحصول على هذا السلاح، الذي وبحسب ما تبيّن من التحقيقات الأولية، أنّه قد يكون كلاشينكوف وليس سلاح صيد“.
أمّا الطبيب الذي عاينه وعالجه فور دخوله مستشفى جبل عامل، فأكد للعائلة أن الاصابة جاءت مباشرة في اتجاه الصبي، بحسب العمّة داليا.
يُشار إلى أنّها ليست المرّة الاولى التي يؤدي الرصاص الطائش إلى حادث مأساوي، فكانت الطفلة بيتينا رعيدي (8 سنوات) قُتلت جراء رصاص أطلق خلال جنازة في منطقة البترون الشهر الماضي.