في يوم المنار
غالب قنديل
في يوم التضامن مع المنار والأصح مع حرية الإعلام اللبناني والعربي والدفاع عن تنوعه من الأجدى بنا تداول أفكار واقعية وعملية دفاعا عن حرية الإعلام العربي المستقل والمتمرد على التعليب الأميركي السعودي الذي يستهدف الكلمة الحرة وحق الجمهور في المعرفة والاطلاع بحرية على الأخبار والمعلومات والمواقف .
أولا ثبت بالتجربة خلال الأشهر القليلة الماضية ان السلطة السياسية في لبنان تبيح الإعلام اللبناني الذي رضخت نظريا لاعتباره مرفقا سياديا وهي لم تترجم هذا المبدأ بقرارات واضحة كما تفعل في جميع القضايا السيادية وبالتالي المطلوب توليد حركة ضغط شعبي وسياسي في المجتمع اللبناني دفاعا عن إعلامنا الوطني المهدد بالتعليب والتنميط وبالمحرمات السعودية الأميركية الإسرائيلية فالحكومة لم توفد وزيرا إلى القاهرة يبحث الموضوع باسم الدولة اللبنانية بوصفه مسا بالسيادة الوطنية وهي ما تزال ترجيء بند المنار في جدول أعمالها الطويل وهو أصلا يستحق جلسة طارئة وليس هامشا ثانويا في جلسة عادية .
ثانيا يوجب التحرك الجدي تشكيل لجان متابعة تقود حملة رسائل إلى السلطات المصرية والسعودية تعتبر المس بقناة المنار وبأي قناة لبنانية عدوانا على لبنان وحرية التعبير وتنظيم عرائض وتجمعات ضغط على مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات تنفيذية عاجلة تضع باقة القنوات التلفزيونية الوطنية تحت حماية الدولة اللبنانية وتؤمن تأهيل جورة البلوط تقنيا والسير في تعاقد مع الأقمار المتاحة بدءا من القمر الروسي والتحرك العاجل نحو الرياض والقاهرة بموقف قوي وواضح يناسب الطابع السيادي لقضية الإعلام اللبناني.
ثالثا لبنان شريك في عرب سات وهو في الترتيب السابع من حيث حجم الحصة كما يروي المسؤولون ويمكن له بهذه الصفة ان يطلب حجز حيز ترددي من رزمة بث أقمار عرب سات لحساب باقة القنوات اللبنانية والقنوات الراغبة في البث من لبنان وذلك سيكون مشروعا مربحا للدولة اللبنانية لكن السؤال من يغيب الحضور اللبناني عن مجلس إدارة عرب سات منذ قرار الشركة بحجب المنار ولأية أسباب ودوافع؟ ومن سيحقق في التقصير والإهمال؟.
رابعا ثمة مدار لقمر صناعي محجوز لدى الاتحاد الدولي للاتصالات باسم لبنان وسورية وفلسطين والأردن والعراق ويمكن التحرك لتكوين شراكة على هذا الأساس لإطلاق قمر صناعي للبث التلفزيوني وهو مشروع حين ينطلق جديا سيطرح التحدي الحقيقي على عرب سات ونايل سات ويسمح بفرض شروط مختلفة في التعامل مع الباقة اللبنانية وسيحول لبنان إلى شريك في معادلة البث الفضائي العربي وعلى فكرة كلفة القمر الصناعي لا تعادل عشرة في المئة من كلفة ترحيل النفايات التي كدنا ندفعها بعد استدانتها والبلد واقف على رجل واحدة!.
خامسا دعوة جميع القنوات العربية الرافضة للتعليب إلى النزوح الجماعي نحو القمر الروسي والبث معا ضمن حيز ترددي يحجز لهذه الغاية والأمر يطال اكثر من ستين قناة فضائية يمكنها رفع الصوت رفضا للابتزاز دفاعا عن حريتها بدلا من الانتظار المضجر لتدابير المنع الزاحفة لا محالة او الرضوخ لخطاب منمط ومحنط .
سادسا الانتقال الفوري لتنفيذ خطة البث الرقمي في كل لبنان ومنع تعطيلها المتمادي خلافا للقانون والدستور الذي يفرض عدم المس بمبدأ سلطة مجلس الوزراء وباستمرارية الحكم بحيث لا يجوز تعطيل تنفيذ خطة حكومية دون قرار حكومي جديد ينقض قرارا سابقا او يعدله.
ختاما لقد أمضينا سنوات نلاحق قرارات المنع والعقوبات المتلاحقة ضد قنوات عربية حرة تتقدمها المنار والعالم والقنوات العربية السورية والمسيرة اليمنية وسواها فكفانا لطما وتأسفا ولندرك حقيقة الصراع والتناقضات التي يمثل الإعلام الحر طرفا مباشرا فيها ودوره فاعل ومعروف في تكوين معادلات القوة وليكن الشعار في هذه القضية “خطوة عملية أفضل من دزينة خطب ومن كلام رفع العتب “.