…والمجد الباطلُ إلى زوال ناصيف ياسين
بينما كان سكّانُ الجولان المحتلّ يحتفلون بعيد استقلال سوريا ، عمد رئيس وزراء العدوّ الصهيونيّ بنيامين نتنياهو إلى عقد مجلس وزرائه في الجولان – لأوّل مرّةٍ منذ احتلاله عام 67 – وإعلان ضمّه نهائيًّا إلى الكيان الصهيونيّ ” وإلى الأبد ” طالبًا من المجتمع الدوليّ الإعتراف بذلك ، لا سيّما وأنّ ” إسرائيل ” كانت قد أكّدت – من طرفٍ واحد – على اعتبار سكّانه العرب ، من أصحاب ” الهويّة الإسرائيلية ” عام 1981.
هذه الخطوة الإسرائيلية ، لها حوافزها ، دون شكّ ، ودوافعها التي شجّعت الإرهابيّ نتنياهو على الإقدام عليها ، في هذا الوقت بالذات ، وتتلخّص بالأمور الآتية :
– بذَلَ محمود عباس قصارى جهده ، في دفع جهازه الأمنيّ للتّآمر والتعاون مع ” الأمن الإسرائيليّ” للتّخفيف من وطأة الإنتفاضة الفلسطينية المجيدة ، الثالثة ، حيث اتّفق ” الأمنان ” على مشروعيّة قتل الشباب الفلسطينيّ : على شُبهة النوايا ، حيث يمضي الصهاينة قُدُمًا في بناء ” مستعمراتهم ” في الضفة الغربية ، دون رادعٍ سلطويٍّ : محلّيٍّ أو دوليّ .
– أثبتت الوقائع ، من خلال التصريحات المباشرة ، أنّ السعوديّة ومصر ، شاورتا ” إسرائيل ” بأمر جزيرتَي ” تيران وصنافير ” في عملية نقل ” المُلْكيّة ” عليهما ، قبل الإقدام الفعليٰ على ذلك ، ما أمّن للصهاينة جانبًا مهمًّا من ناحية البحر الأحمر ، بل وكرّس إمكانيتهم في مساعدة عصابات الإرهاب التكفيريّ في شبه جزيرة سيناء ، ضدّ الجيش المصريّ لإرباكه على الدوام ، مع تضييق الحصار على قطاع غزة .
– إعلان نتنياهو بشأن الجولان ، عملٌ استباقيٌّ لِما يدور في جنيف حول بحث الأوضاع في حلّ الصراع على الأرض السورية ، و ” تهديدٌ ” مُبطَّنٌ ” منه ، حتى لا تطالَ المحادثات منطقة الجولان ، علّه يتدارك بذلك تطوّراتِ الصراع على الحدود فيما بعد .
– إطمئنانُ الصهاينة لدور أردوغان في رئاسة منظّمة المؤتمر الإسلاميّ لمدّة ثلاث سنواتٍ قادمة ، لا سيّما بعد بيان المؤتمر الختاميّ بإدانة ما سُمّيَ بِ ” تدخُّل إيران ” في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ، والتأكيد على وسْمِ ” حزب الله ” بِ ” الإرهاب ” لكسب مشروعيّة أيّ عدوانٍ على سوريا ولبنان لاحقًا ، خصوصًا فيما يتعلّق بالجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا .
– راحة البال ” الإسرائيلية ” من ناحية الأردن : سواٌ منها ما يتعلّق بدور الملك الأردنيّ ، أو تمدُّدِ عصابات الإرهاب التكفيريّ : فكلاهما في خدمة الصهاينة : سيّان ، لا سيّما إذا تمّ التعاون بين ” وفد الرياض / أنقرة ” في حصّته من حُكم سوريا ، بالإتّصال مع أقرانهم في الأردن ، والأطراف ” المُسَعْوَدَة ” في العراق .
تبدو الصورة – ظاهريًّا – ضبابيّةً ، داكنةً ومُكفهرّة في المنطقة ، حسب هذا المنوال … إلّا أنّ صاعقًا واحدًا هو القادر على ” فرملة ” كل هذه الإندفاعات : يتجسّد بالمقاومة التي أثبتت جدواها بالتجربة الحيّة على أرض الواقع … وستبقى هي الأمل القادر على قلب موازين القوى ، مثلما يُعلّمنا تاريخ حركات الشعوب : ما بُنِيَ على باطل ، فهو باطل … والمجدُ الباطل إلى زوال ؟!!