مقالات مختارة

اتركوا يعلون وشأنه: موشيه آرنس

 

وزير الدفاع موشيه يعلون يتعرض في الآونة الاخيرة للكثير من النيران، لا سيما في الشبكات الاجتماعية، بسبب أقواله عن حادثة الخليل التي أطلق فيها جندي من الجيش الإسرائيلي النار على مخرب فلسطيني مُصاب. في الوقت الحالي مع وجود الفيس بوك وتويتر، كل شخص يمكنه الكشف عن الغرائز الاكثر فظاعة لديه. فظيعون وليس لهم منطق ومشوشون. وهذا ما تحتاجه وسائل الإعلام من أجل السبق الصحافي.

يعلون شعر، مثل رئيس الاركان ورئيس الحكومة وغيرهما، بضرورة إسماع رأيه في قضية اطلاق النار في الخليل، حتى قبل انتهاء تحقيقات الجيش في هذا الموضوع وقبل اجراء المحاكمة المتوقعة، استنادا إلى الفيلم الذي تم تصويره في مكان الحادثة. لقد تحولت هذه القضية في هذه المرحلة إلى موضوع للجدل الجماهيري، حيث يشعر كل شخص بضرورة مساهمته والإدلاء بدلوه. إن يعلون هو صاحب التجربة الأكبر في التعامل مع المخربين، من بين المشاركين في هذا الجدل. فقد كان قائد لواء يهودا والسامرة في فترة قمع الانتفاضة الاولى. وكان رئيساً للأركان عندما تم قمع الانتفاضة الثانية في عملية «السور الواقي». وبالتالي لا شك أنه هو صاحب الصلاحية في كل ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكثر من اولئك الذين ينتقدونه. لهذا من الافضل لكل من يهاجمه أن يحترمه ويتركه لشأنه.

ما هي أوامر إطلاق النار في وضع يكون فيه جنود الجيش مقابل مخرب مصاب لا يشكل أي خطر على حياتهم؟ أغلب الظن أن هذه الأوامر لا تنص على اطلاق النار. وكيف يمكن للجنود معرفة أن المخرب المصاب لا يشكل أي خطر على حياتهم؟ من الواضح أنه يجب عليهم اتخاذ القرار خلال جزء من الثانية. إن قرار «عدم أخذ أسرى» ليس جزءاً من قرارات استخدام الرصاص الحي. وهناك فرضية تقول إن الرسالة التي تقضي بأن المخرب الذي حاول تنفيذ عملية إرهابية يجب أن يموت، ستردع مخربين آخرين محتملين. إلا أنه يصعب البرهنة على هذه الفرضية، وبدون شك هي لم توضع كي يقوم أحد الجنود بتنفيذها. يجب على هذا الجندي العمل حسب الأوامر وأن ينفذها على أفضل وجه.

إن المشاعر المتأججة في الجدل حول سلوك الجندي، على جانبي المتراس، تعكس حجم الغضب والاحتجاج على العمليات الإرهابية الاخيرة، والتصميم على معايير الاخلاق لدينا حتى في أصعب الظروف. ونحن نأمل أن توافق جميع الاطراف على نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي وقرار المحكمة العسكرية.

يمكن القول إن القاضي سيحاول تحليل الحالة النفسية التي كانت تسيطر على الجندي في تلك اللحظة، والضغوط التي وقع تحت تأثيرها وقدرته على اتخاذ القرار في تلك الظروف. القرار الذي يتلاءم مع أوامر اطلاق النار التي تعلمها اثناء تدريبه في الجيش الإسرائيلي. ويمكن القول ايضا إنه بعد فحص كل المعطيات والحقائق الموضوعية، سيكون هذا هو العامل الذي سيؤثر، أكثر من أي شيء آخر، في قرار الحكم.

إن مبدأ «الانسان بريء حتى تثبت إدانته» هو مبدأ مقدس في العالم المتنور. وهو ينطبق ايضا على الجندي مطلق النار من الخليل. لذلك يجب علينا أن لا نُبدي أي رأي إلى أن تقول المحكمة كلمتها. ونحن نأمل أن ينتهي الجدل المتقّد حول عمل الجندي بعد أن يقول القاضي كلمته.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى