تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 8/4/2016

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة

رصد النخب الفكرية

في

مركز الدراسات الأميركية والعربية

المقدمة    

     القضايا والاهتمامات الداخلية ترخي ظلالها على معظم نواحي الحياة الاميركية، في ظل مناخ تسعير السباق والتنافس الانتخابي بين المرشحين عن الحزبين، لحصد اكبر نصيب من اصوات المندوبين تمهيدا لدخول المؤتمرات الحزبية، في شهر تموز المقبل.

       وانشغلت معظم الوسائل مطلع الاسبوع بنتائج وتوقعات الانتخابات في ولاية ويسكونسن التي جاءت حصيلتها مفاجئة للطرفين: خسارة دونالد ترمب وخسارة هيلاري كلينتون.

       في ظل تلك الاجواء “المشحونة،” تم “تسريب” وثائق تتعلق بحسابات مصرفية خارج الحدود الاميركية، لاثرياء وشخصيات سياسية وعالمية، تعرف “باوراق بنما.”

       سيستعرض قسم التحليل جملة من الاسئلة المرافقة للتسريب: توقيت العملية “عمدا،” ربما لخدمة اغراض ذاتية للمؤسسة الحاكمة، منها طلب الرئيس اوباما من الكونغرس اصدار تشريعات جديدة لردم الهوة القائمة في النظام الضريبي؛ والاشادة بالنظام الاميركي للحيلولة دون التهرب من الضرائب؛ وكذلك العلاقة العملية بين الاجهزة المصرفية الاميركية ونظيرتها في بنما “الصغيرة،” لحماية سرية معاملاتها المالية.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

داعش والرئيس المقبل

       اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن اعتقاده بهزالة التوقعات الغربية ممثلة في “التحاف الدولي .. لهزيمة دولة داعش وجيشه قبل انتخاب رئيس اميركي جديد،” مناشدا الرئيس المقبل الاقرار “بعدم نجاح السياسة الحالية ضد عدو خطير يشكل محور اختلالات في (خريطة) الشرق الاوسط.” واضاف ان المرشحين لمنصب الرئاسة “تجنبوا تقديم اي تعليق جدي: اذ يختبيء الجمهوريون خلف شعارات مبهمة (مثل) “اقصفوهم” بينما لم تقدم هيلاري كلينتون اي تفاصيل محددة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.” واستعرض جملة من الخيارات المتاحة وابرزها “الاستمرار في برنامج الادارة الاميركية الحالي .. (او) اضافة بعض الدعم (العسكري) وتكثيف الضربات الجوية وغارات القوات الخاصة بشكل اكبر .. (او) تحريك عدد محدد (اضافي) من القوات القتالية الاميركية، بما يقارب كتيبتين تضم كل منها من 3000 الى 4000 عنصر.” كما اعرب المعهد عن عظيم خشيته من “امكانية تحقيق الهجوم الروسي-السوري-الايراني مكاسب حقيقية ضد تنظيم داعش في سوريا .. وانتصار روسيا وحلفائها ضد (التنظيم) قد يشكل تهديدا ليس اقل خطرا من (تهديد) داعش” على التفوذ الاميركي في الاقليم.

http://carnegie-mec.org/2016/03/31/great-expectation-in-tunisia/iwbr

       في المقابل، اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاستراتيجية الاميركية الراهنة “مقيدة الى حد بعيد في سوريا وليبيا واليمن والعراق .. نظرا لأن اي نجاح استراتيجي كبير يتطلب الشروع ببناء (مؤسسات) الدولة، واستعادة الاستقرار واحياء مجالات التعاون بين المجموعات الطائفية والعرقية المنقسمة، والاقاليم والعشائر.” واوضح ان من شروط تحقيق ذلك “ترسيم اهداف استراتيجية كبيرة وواضحة من شأنها توفير الموارد والخطط والآليات لمساعدة تلك العناصر التي تبدي استعدادها وقدرتها على تحسين اوضاعها.”

http://csis.org/publication/syria-and-iraq-how-should-these-wars-end

العراق

       اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان الكرد المساندين للقوات العراقية بحاجة الى مساعدة في سياق تضافر جهود الطرفين “لشن هجوم على الموصل .. على الرغم من معارضة البعض لمشاركة اي طرف آخر باستثناء الجيش العراقي” لتحرير المدينة. واوضح انه على الرغم من التطورات الايجابية التي ظرأت على بنية الجيش العراقي “منذ استعادته مدينة الرمادي .. الا ان تحديات استعادة الموصل هي اكبر بكثير” نظرا لضخامة حجم رقعتها “فضلا عن تعثر جهود الجيش العراقي في الهجمات الاستطلاعية.” واضاف ان “الجيش العراقي بحاجة الى مساندة، وان لم يوفرها الكرد فان الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران او من القوات التركية” تتأهب لاتخاذ مواقعها القتالية “لا سيما وان الميليشيات الشيعية لا تخضع لسلطة الحكومة المركزية .. ومن شأنها مفاقمة موجات العنف الطائفية ان تحركت باعداد كبيرة خارج مناطقها في بغداد والجنوب.”

http://csis.org/publication/helping-kurds-recapture-mosul

تونس

       اشار معهد كارنيغي الى توسع الهوة بين “النخب السياسية في تونس وعموم المواطنين،” نتيجة التحولات الاجتماعية الجارية، مناشدا الاولى “العمل لاستعادة الثقة مع الشعب، وتقوية المؤسسات الديموقراطية، والتمسك بحقوق المساواة والعدالة الاجتماعية المنصوص عليها في الدستور.” واوضح ان استعادة الثقة “شرط اساسي لجهود استعادة شرعية الدولة .. كما انها حيوية للحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي.” وحث النخب السياسية ايضا على “الاستجابة لطموحات غالبية التونسيين الذين يتطلعون لدولة اكثر عدلا، كما جاء في الاجابات الواردة في استطلاعات الرأي.”

http://carnegie-mec.org/2016/03/31/great-expectation-in-tunisia/iwbr

ايران

       استعرض معهد المشروع الاميركي جانبا من الجدل الداخلي في ايران حول الموقف من برنامج تطوير الصواريخ قائلا “حتى القوى المعتدلة تؤمن بأهمية برنامج الصواريخ الايراني .. كعنصر اساسي في (استرايجية) الدفاع، لادراكها ايضا ان البلاد تفتقر لجيش تقليدي قوي.” وعليه، يستنتج بالقول، فان القوى الايرانية المتعددة تعتبر البرنامج الصاروخي “كسلاح ردعي يعتمد عليه كليا تقريبا للرد وردع الخصوم كالولايات المتحدة واسرائيل او السعودية.” واعتبر ان قدرات ايران الردعية المتوفرة “محدودة (تشمل) الصواريخ الباليستية، والقدرة على شن عمليات ارهابية وحروب غير متماثلة عبر مجموعة من الوكلاء مثل حزب الله اللبناني، وقدرات اخرى غير تقليدية كتطوير قدراتها في مجال الحرب الالكترونية.” وخلص بالقول انه “بدون توفر تلك القدرات للرد، فان ايران ستشعر بانها مكشوفة استراتيجيا.”

http://www.aei.org/publication/irans-missile-happy-moderates/

الصراع في آسيا الوسطى

       اهتمت النخب الفكرية والاعلامية الاميركية باندلاع الاشتباكات في اقليم ناغورني قره باغ، بين اذربيجان والجيش الارمني، من بينها مؤسسة هاريتاج التي حذرت القوى المختلفة من ان “ايران (اضحت) احدى القوى القائمة في اوراسيا وتنظر لنفسها بأنها تستحق وضعا خاصا في المنطقة. كما ان كل من ارمينيا واذربيجان كانتا جزء من الامبراطورية الفارسية يوما ما .. واصطفت تيران الى جانب ارمينيا في الحرب السابقة في بداية عقد التسعينيات.” واوضحت ان ايران “استغلت علاقتها مع ارمينيا كاحدى السبل لتقويض اذربيجان .. واذا ما قدر لاندلاع حرب كاملة هناك، فان ارتداداتها ستشمل عموم المنطقة.” وحثت المؤسسة صناع القرار في واشنطن الى انه “ينبغي عليها الانتباه من نشوب حرب اقليمية والتي قد يكون لها تأثير مباشر على المصالح الاميركية، وكذلك على أمن شركاء وحلفاء اميركا.”

http://www.heritage.org/research/reports/2016/04/the-nagornokarabakh-conflict-us-vigilance-required

       اما معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى فقد نظر للصراع بين ارمينيا واذربيجان من منظار صراع اوسع بين روسيا وتركيا، قائلا “يتوفر لدى موسكو سبل وفيرة من شأنها استفزاز انقره، تشمل حالة الارتداد وعدم الاستقرار الناجمة عن أزمة ناغورني قره باغ، اذ تحتفظ تركيا بعلاقات وثيقة مع اذربيجان، ولدى روسيا قوات منتشرة في ارمينيا.” واضاف ان قلقا عاما “يسود اوساط المراقبين (الغربيين) نظرا لارسال روسيا انظمة دفاع جوية متطورة لسوريا دون التطرق لقدراتها القوية في التشويش وحرمان السيطرة (على منطقة آمنة) لردع هجوم تركي على ابواب عتبتها الشرقية.” وحذر قائلا انه في ظل عدم السيطرة على تداعيات اشتباكات اذربيجان وارمينيا “فقد تؤدي لنشوب صراع اقليمي مباشر بين تركيا وروسيا.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/is-armenia-the-next-turkish-russian-flashpoint

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى