تقرير مركز ترشيد السياسات الصحية CENTER K2P في الجامعة الأميركية في بيروت: الحد من أعباء السكري النوع الثاني
أطلق مركز ترشيد السياسات الصحية K2P CENTER في الجامعة الأميركية في بيروت الخميس 7 نيسان 2016 وبمناسبة اليوم العالمي للصحة تقريرا خاصا بمرض السكري، انسجاما مع العنوان الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية لهاذا العام: داء السكري، والذي سيشكل محور الانشطة الصحي في مختلف بلدان العالم للتوعية من هذا المرض الصامت ومخاطره ومضاعفاته، التي يمكن الحدّ منها بالوقاية والمتابعة والمعرفة، وفق المركز، وذلك بالتكامل بين المرضى والأطباء والهيئات الصحية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.
التقرير الذي شارك في إعداده أطباء وباحثون من المركز حدد العناوين الرئيسية للتعاطي العلمي السليم مع هذا المرض، كما حدد المسؤوليات والمهام واستخلص الحلول استنادا الى البراهين والحقائق العلمية الدامغة، التي تصب جميعها في خدمة الهدف الأساسي، الذي يساعد على الحد من انتشار المرض، وبالتالي التخفيف مما يرتبه من مخاطر صحية وأعباء مادية، وكل ذلك في سبيل التكامل لتوفير أفضل العلاجات والخدمات الصحية.
وكالة أخبار الشرق الجديد تنشر تفاصيل التقرير الذي يمكن متابعته أيضا على الموقع الخاص بـK2P على الرابط: http://www.aub.edu.lb/k2p
اعدت التقرير فاطمة طفيلي
كيف نحد من أعباء مرض السكري من النوع الثاني؟
يشير مركزCENTER K2P الى أنحوالى نصف مليون لبناني أو ما يعادل 12.2% يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، الأمر الذي يزيد الأعباء الصحية على المرضى من جهة وعلى النظام الصحي من جهة أخرى. فما مدى فعالية الخدمات الطبية للحد من أعباء هذا الداء، الذي يعتبر السبب الرابع للوفاة في لبنان؟.
ويؤكد المركز أن مرض السكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes Mellitus هو من الأمراض التي باتت تشكل خطرا عالميا، وأن نسب انتشاره في ازدياد حاد ومقلق، مشيرا الى أن المعطيات العلمية، التي جمعها مركز ترشيد السياسات الصحية في كلية العلوم الصحية (Knowledge to Policy, K2P Center) تشير الى أن هذا الداء تسبب بوفاة 1.5 مليون شخص عالميا عام 2012 وأنه مرتبط بشكل وثيق بأمراض القلب والأوعية الدموية، الفشل الكلوي، فقدان البصر وبتر الأطراف السفلية.
وقد أجمعت البراهين العلمية الموثقة في المنتج العلمي (K2P Evidence Summary) بشكل قاطع على أن لاقتران الرياضة بتغييرات في النظام الغذائي نتائج ملموسة على المريض من حيث الوقاية والسيطرة على مرض السكري. كما أن الأعشاب الطبية الصينية، إن تم تناولها مع الأدوية المحددة وفق الوصفة الطبية الخاصة بكل مريض، تساهم بشكل إيجابي في الوقاية والسيطرة على السكري، وفي ضبط معدلات السكر في الدم، وفي الحد من الاعتلال العصبي، أي الضرر الذي يصيب الجهاز العصبي.
إفادة النظام الصحي من تقنيات العصر والحوافز المالية:
برهنت الدراسات على فعالية اعتماد وتطبيق نموذج إدارة الحالات (Case Management model) المبني على دعم المريض عبر تشجيعه على استخدام التكنولوجيا: متابعة المريض عبر استخدام الإنترنت، وحثه على مراقبة معدلات السكر لديه وضغط دمه عبر استخدام تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها.
ولفت التقرير الى أن دراسات عدة أظهرت أهمية الحوافز المالية الممنوحة للمرضى ولمقدمي الخدمات الصحية على حد سواء. فهي ساهمت في تحسين معدلات السكري HbA1c والكوليسترول LDL وضغط الدم، وتلقي الدواء. كما ساهمت في تثبيت الإلتزام بالفحوصات الدورية.
على مستوى تقديم الخدمات الصحية، فقد ساهم دمج ممرضين متخصصين في مجال مرض السكري بشكل إيجابي في التحكم بهذا المرض. وأدى استخدام تقنية التلفزة المنزلية للأغراض الطبية الصحية Home telehealth إلى الحد من حالات استشفاء المرضى وتقليص فترة بقائهم في المستشفى.
أدلة واقترحات:
بناء على البراهين العلمية، يقدم ملخص الأدلة الاقتراحات التالية للحد من أعباء داء السكري من النوع الثاني:
– اعتماد تغييرات في نمط الحياة تهدف الى تخفيض الوزن ورفع معدالت ممارسة الرياضة والحركة الجسدية، ضبط النظام الغذائي، وتحسين الصحة النفسية.
– الإلتزام بتناول أدوية السكري مع إمكانية استخدام الأعشاب الصينية.
– اعتماد ممارسات دقيقة في مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
– تطبيق برامج وممارسات جديدة في الرعاية الصحية بما يشمل اتباع نماذج إدارة الحالات، الدعم بالتقنيات التكنولوجية، وتحويل المهام بين مقدمي الرعاية الصحية.
– تمكين المرضى من خلال التثقيف والتوعية وتعزيز ممارسات الرقابة الذاتية.
– تقديم حوافز مالية للمرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية.
نص التقرير الصادر عنCENTER K2P كاملا:
تقييم ومعالجة الأمراض غير المعدية: فعالية التدخلات الطبية التي تهدف إلى الحد من أعباء مرض السكري من النوع الثاني
الرسائل الأساسية
المشكلة:
– يعتبر مرض السكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes Mellitus من الأمراض التي باتت تشكل خطرًا عالميًا على الصعيد الصحي، حيث أن نسب انتشاره في ازدياد حاد ومقلق.
– يتسّبب مرض السكري من النوع الثاني، على الصعيد الطبي والاجتماعي والاقتصادي، بالكثير من الأعباء على الأفراد والمجتمعات.
– أبرز العوامل التي ثبت ارتباطها الوثيق بهذا المرض هي السمنة المفرطة، التدخين، قّلة الحركة البدنية، التقدم في السن، الأمية والفقر.
– ساهمت طبيعة النظام الصحي وترتيباته التي لا تتصدى بالشكل الكافي لمعالجة هذه العوامل المسببة، في ارتفاع نسب انتشار داء السكري من النوع الثاني.
فعالية التدخلات الطبية على مستوى المريض:
– أظهر اقتران الرياضة بتغييرات في النظام الغذائي نتائج ملموسة من حيث الوقاية أو السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني.
– تساهم المراقبة الذاتية في ضبط معدالت السكر في الدم ولكن بنمط غير مستدام.
– ساهمت التدخالت المكثفة للتحكم بضغط الدم في الحّد من حالات اعتلال شبكية العين بسبب السكري retinopathy، كما ساهمت، لكن بشكل ضعيف، في الحد من نسب الوفيات بسبب السكري. بالمقابل لم يكن هناك أي تأثير بارز على معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية، احتشاء عضلة القلب myocardialinfraction، أو فشل القلب الإحتقاني congestive heart failure.
– ساهمت التدخلات المكثفة للتحكم بمستوى السكر بالدم في الحّد من حالات الاعتلال العصبي neuropathy .
– لم يكن هناك استنتاج ذو دلالة علمية في ما يتعلق بمساهمة تدخلات الطب النفسي في ضبط معدلات السكر بالدم، على الرغم من ملاحظة تحسن في حالات الاكتئاب.
– ساهمت الأعشاب الطبية الصينية بشكل إيجابي في الوقاية من داء السكري من النمط الثاني، وفي ضبط معدلات السكر في الدم، وفي التعافي من الاعتلال العصبي.
على مستوى ترتيبات النظام الصحي: التدخلات على مستوى الحوكمة
– ساهم اعتماد وتطبيق نموذج إدارة الحالات(Case Management model) الذي يتضمن تدخلات دعم المراقبة الذاتية وتشجيع استخدام التكنولوجيا، في ضبط معدلات السكر في الدم.
التدخلات على المستوى المالي
– ساهمت الحوافز المالية الشخصية في إحداث تغيير سلوكي على مستوى المرضى من ناحية التعاطي مع مرض السكري.
– أما على مستوى مقّدمي الخدمات الصحية، فقد ساهمت الحوافز المالية في تحّسنٍ جزئي للقدرة على التحكم بانتشار السكري.
– أما الحوافز المالية المقّدمة على عّدة مستويات ( المرضى ومقدِّمي الخدمات الصحية)، فقد ساهمت في تحسين معدلات السكريHbA1c والكوليسترول LDL وضغط الدم، وتلقي الّدواء. كما ساهمت في تثبيت الالتزام بالفحوصات الدورية.
التدخلات على مستوى تقديم الخدمات الصحية
– ساهم نظام تحويل المهام (task shifting)، بالإضافة الى دمج ممرضين متخصصين في مجال مرض السكري بشكل إيجابي في التحكم بمرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك ضبط معدلات السكر في الدم وضغط الدم، رفع نسب الرضى لدى المرضى، والحد من معدلات الاستشفاء والوفيات.
– أدى استخدام تقنية التلفزة المنزلية للأغراض الطبية الصحية Hometelehealth إلى الحد من حالات استشفاء المرضى وتقليص فترة البقاء في المستشفى.
– ساهم تثقيف المرضى في تحسين معدلات السكر في الدم بعد الصوم، معّدلات مخزون السكر في الدم (HbA1c)، الوزن، ضغط الدم، التشخيص والرقابة والالتزام بإرشادات الدواء. كما ساهم أيضًا في تحسين سلوكيات المرضى في ما يتعلق برعاية أنفسهم ورعاية القدمين، الحّد من حالات ارتفاع أو انخفاض السكر والحد من الحاجة الى تناول الدواء.
– ساهمت التدخلات التي تتمحور حول المريض ضمن إطار الرعاية الصحية مثل تقديم الإستشارات، التثقيف، التذكير، التقييم، تعزيز الإرشادات، إلى جانب التدخلات التي تتمحور حول مقّدمي الخدمات الصحية مثل نظام الملاحظات والتّقييم الإلكتروني، بشكل إيجابي في تحسين معدلات التزام المرضى بالأدوية والعلاجات.
التدخلات المتعددة المستويات
– إن اعتماد أسلوب الرعاية المتكاملة يساهم بشكل ملموس وفّعال من حيث التكلفة والفعالية، في الحّد من حالات بتر الأطراف السفلية وتقرحات القدمين.
– ساهمت التدخلات الطبية ذات الأوجه والمراحل المتعددة في تحسين ورفع مستوى أداء مقدمي خدمات الصحية.
إقتراحات للحلول
على مستوى المريض:
– إعتماد تغييرات في نمط الحياة تهدف الى تخفيض الوزن ورفع معدلات ممارسة الرياضة والحركة الجسدية، ضبط النظام الغذائي، وتحسين الصحة النفسية
– تجنّب استبدال أدوية السكري بوصفات العلاج التقليدية أو الأعشاب.
– اعتماد ممارسات دقيقة في مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
على مستوى ترتيبات النظام الصحي:
– تطبيق برامج وممارسات جديدة في الرعاية الصحية بما يشمل اتباع نماذج إدارة الحالات، الدعم بالتقنيات التكنولوجية، وتحويل المهام بين مقّدمي الرعاية الصحية.
– تمكين المرضى من خلال التثقيف والتوعية وتعزيز ممارسات الرقابة الذاتية.
– تقديم حوافز مالية للمرضى ولمقدمي خدمات الرعاية الصحية.