معارك عنيفة بين أرمينيا وأذربيجان.. وبوتين يدعو إلى وقف النار
اندلعت معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان حاليا الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.
وأعلنت أذربيجان أن الجيش الوطني فرض سيطرته من جديد بالكامل على عدة تلال استراتيجية وبعض المراكز السكنية وتم ” تحرير التلال بالكامل حول قرية تاليش والمركز السكني سيسولان وكذلك على المرتفع الاستراتيجي الهام “لالتبس“”.
وأعلنت باكو عن تدمير 6 دبابات و15 بطارية مدفعية ودشم محصنة والقضاء على أكثر من 100 عسكري أرميني، خلال الاشتباكات الأخيرة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني، أوفيك أبراميان، إن قوات بلاده حملت الجانب الاذربيجاني خسائر كبيرة، وهي تسيطر على الوضع كليا، مشيرا إلى أن المؤسسات الدفاعية الأرمينية مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل نشر الاستقرار في منطقة النزاع.
وأكد ابراميان أن القوات الأرمينية أجبرت الخصم على التراجع وكبدته خسائر جسيمة وفرضت سيطرتها الكاملة على الوضع.
وأعلن النائب الأول لوزير الدفاع الأرميني أن القوات المسلحة الأذربيجانية شنت هجمات لا مثيل لها منذ إعلان وقف إطلاق النار في 1994، وأشار إلى أن القوات الأرمينية شنت هجوما معاكسا لائقا.
وتجدر الإشارة إلى أن الوضع في قره باغ تأزم بشكل خطير في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت، 1 إلى 2 أبريل/نيسان. ويتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص انتهاك الهدنة. ويفيد الطرفان بوقوع اشتباكات عنيفة مع استخدام الطيران والمدفعية.
ودعا الرئيس الأرميني، سيرج سركيسيان، إلى عقد جلسة لمجلس الأمن القومي مساء السبت لبحث الوضع في قره باغ.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس أرمينيا يعود حاليا إلى بلاده من الولايات المتحدة بعد حضوره قمة الأمن النووي في واشنطن.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعا في وقت سابق طرفي النزاع إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، وأعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة، دميتري بيسكوف، أن الرئيس شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في قره باغ.
وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي “يشعر بالأسف لأن الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة”، وأضاف أن جهودا نشطة، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسوية النزاع، بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسيا وأرمينيا وأذربيجان) ودوليا في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة).
ودعت وزارة الخارجية الروسية أيضا طرفي النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا “ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتخلي الفوري عن العنف”، منوهة بأن روسيا شرعت بالتشاور مع الشركاء في مجموعة مينسك.
كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأرميني والأذربيجاني إدوارد نالبانديان وإلمار ماميدياروف، داعيا إلى التأثير على الوضع لوقف العنف في قره باغ.
وقالت الخارجية “استكمالا لرد فعل الرئيس الروسي على استئناف الأعمال القتالية على خط التماس في قره باغ، وللخطوات التي تقوم بها روسيا من أجل تطبيع الوضع بما فيها الاتصالات مع الشركاء في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تحادث لافروف مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان داعيا إلى التأثير على الوضع من أجل وقف العنف“.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير سيرغي شويغو أجرى اتصالين هاتفيين السبت مع نظيريه الأرميني سيران أغانيان والأذربيجاني زاكير غاسانوف، حيث جرى الحديث حول ضرورة ايجاد تدابير سريعة لتهدئة الوضع في منطقة النزاع.
وكان النزاع اندلع بين البلدين عام 1988 على إقليم قره باغ الجبلي حين أعلنت الأغلبية الأرمينية لسكان الإقليم الذي كان منطقة اذربيجانية ذاتية الحكم، عن الخروج من جمهورية أذربيجان السوفيتية.
ردود الفعل على استئناف النزاع في قرة باغ
أعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد الوضع في قره باغ ودعت لوقف العمليات القتالية.
وقالت موغيريني، في بيان، إن “الأنباء عن القتال على امتداد خط التماس تثير قلقا بالغا”، داعية “كافة الأطراف لوقف العمليات القتالية فورا والالتزام بالهدنة.. على كافة الأطراف التحلي بضبط النفس والامتناع عن خطوات أو تصريحات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد“.
وبحسب موغيريني، فإن الاتحاد الأوروبي عبر عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين جراء القتال.
وقالت:” الاتحاد الأوروبي يدعم وبشكل كامل جهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، نحن نتوقع من الطرفين أن يلتزما بالهدنة، وأن يمتنعا عن استخدام القوة، وأن يبذلا كل ما في وسعهما لإحلال السلام في الإقليم المتنازع عليه“.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير:” يجب وقف كافة الأعمال القتالية في منطقة النزاع بإقليم قرة باغ“.
وأضاف شتاينماير، الذي يشغل حاليا منصب رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي:” أدعو كافة الأطراف إلى وقف كافة الأعمال القتالية فورا، واحترام الهدنة“.
مجموعة مينسك الخاصة بمشكلة قره باغ تناقش تبعات استخدام القوة في الإقليم
هذا، وناقش الرؤساء المناوبون لمجموعة مينسك الخاصة بمشكلة قره باغ والتابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي موضوع استخدام القوة العسكرية في الإقليم، ودعوا إلى وقف العمليات القتالية فورا.
جاء ذلك في بيان مشترك عن الرؤساء المناوبين في المجموعة (السفراء: إيغور بوبوف – روسيا وجيمس وورليك – الولايات المتحدة، وبيير أندريو – فرنسا).