التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 2/4/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
2 نيسان – ابريل/ 2016
المقدمة
تميز انعقاد مؤتمر قمة الأمن النووي نهاية الاسبوع الماضي بشخصيتين، الرئيس الروسي الغائب، والرئيس التركي الحاضر. الاول غاب لدواعي سياسية تتعلق بهيبة روسيا بعد استردادها موقعها القيادي عالميا، كما يعتقد؛ والثاني حضر ضمن جو ازدراء وربما انتقام ديبلوماسي عالي المستوى: لم يفلح اردوغان بلقاء ثنائي مع الرئيس باراك اوباما (وكأنه يكرر غلطته مع استجدائه السابق للقاء الرئيس بوتين)، وقصدت الادارة ان تحصر لقاءه بنائب الرئيس، جو بايدن، لكن في مقر اقامة اردوغان. واستبق عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والاكاديمية الوازنة حضوره باصدار عريضة على شكل “كتاب مفتوح” يعربون فيه عن عظيم قلقهم من تدهور مسالة الحريات في تركيا، واعتقال الصحافيين والمعارضين على السوء.
سيتناول المركز في قسم التحليل انعقاد المؤتمر، الذي حضره نحو أكثر من 50 مندوب ورئيس دولة الى جانب عدد من كبار الشخصيات الرسمية الاخرى، وغاب عنه ممثلو ايران وكوريا الشمالية. اما التمثيل الروسي فكان على مستوى رسمي متدني. البيت الابيض روج له بأنه حقق عددا من الانجازات وفق المهام المرسومة. الخطر الحقيقي، في رأينا، يكمن في تنامي تهديد القوى المتشددة والتكفيرية شن هجوم بستخدام سلاح نووي او اشعاعي.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
روسيا في سوريا
اعرب المجلس الاميركي للسياسة الخارجية عن اعتقاده بفعالية سياسة موسكو في سوريا “وما اعلان (الرئيس) بوتين الانتصار .. اسهاما في توفير الحماية لحليف روسيا فحسب، بل اثمرت ارباحا سياسية.” واضاف ان التدخل الروسي “سمح لموسكو للخروج ولوجزئيا من حالة العزلة الدولية. واردف ان “الدول الغربية لم تخفف اجراءات العقوبات على روسيا، ومع ذلك استطاعت موسكو التموقع كلاعب اساسي في الشرق الاوسط.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3142
يمضي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تكرار رؤيته “للصراع الطائفي” بالدرجة الاولى، في كل من العراق وسوريا. واعتبر ان عوامل الازمة ثلاثية الابعاد “القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية؛ حرب أهلية طائفية وعرقية على نار هادئة في العراق؛ وحرب أهلية شرسة في سوريا .. تطيح بمستقبل كافة السكان السوريين وفي العراق الذين اضحوا لاجئين او مشردين في الداخل.” واضاف ان وطأة تلك النزاعات ادت “لشلل برامج التنمية في العراق وقلصت حجم الاقتصاد السوري الى نحو 20-35% من معدلاته السابقة.” ودق ناقوس الخطر ايضا من استمرار تدفق اللاجئين عل “الاستقرار والازدهار الاقتصادي لكل من لبنان والاردن وتركيا .. كما ادت لنشوء ازمة في اوروبا والولايات المتحدة حول الارهاب وقبول اللاجئين.”
http://csis.org/publication/comparative-metrics-isis-and-failed-state-wars-syria-and-iraq
مؤتمر “الأمن النووي“
غابت السعودية عن حضور القمة بوفد رفيع المستوى، وتساءل معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان كان ذلك رسالة “ازدراء واستخفاف” منها بالقمة النووية، التي دشنها الرئيس اوباما عام 2009 عقب تولية مهام رئاسته الاولى. واضاف المعهد ان السفير الاميركي في الرياض، جوزيف ويستفال، التقى مع ولي العهد محمد بن نايف الذي “كان من المتوقع ان يترأس وفد بلاده،” فضلا عن مسؤولين آخرين زاروا الرياض والتقوا محمد بن سلمان. واعتبر المعهد غياب السعودية “تناقضا حادا مع مشاركة دول شرق اوسطية اخرى .. واستمرار انزعاج السعودية من واشنطن حول الاتفاق النووي مع ايران، وربما ايضا بالسخط من (تقرير مجلة اتلانتيك) والانتقادات العديدة الموجهة للسعودية.” واستطرد بالقول ان الرئيس اوباما يعد لزيارة الرياض نهاية الشهر الجاري “ومن المقرر ان يجتمع وزير الدفاع آشتون كارتر مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان” قبل بدء زيارة اوباما بيوم واحد. وخلص بالقول ان “ثمة كثير من الامور المحيِّرة” تسود العلاقات الاميركية السعودية “وليس هناك متسع من الزمن لسوء الفهم ومؤشرات حملة علاقات عامة يمكن ان تفسر على انها (ازدراء) استخفافات.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/saudi-snub-at-the-nuclear-summit
وجهة نظر الهند في الملف النووي بأكمله كانت محور اهتمام معهد كارنيغي لناحية موقفها “ضد الارهاب الذي لا لبس فيه،” وهي التي تبنت منذ زمن عقد مفاوضات دولية للتوصل الى “اتفاقية شاملة،” تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية، سياسيا وتقنيا. واضاف المعهد ان الهند تخشى “تهديدات الارهابيين الساعين للحصول على اسلحة دمار شامل.” واعتبر المعهد حضور رئيس الوزراء ناريندرا مودي نبأً سعيدا للرئيس اوباما خاصة وان الهند “احجمت وللحظة عن الارتباط ببيانات مشتركة تصدر عن مجموعات دول متشابهة في الاراء، بدافع تباينات اجرائية وليس بالمضمون.” واوضح ان صدور “اعلانات جديدة من (رئيس الوزراء) مودي قد يوصل للهدف ببراعة والحفاظ على الزخم السياسي الناجم عن مسار قمة الأمن النووي.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/saudi-snub-at-the-nuclear-summit
معركة الموصل
حث معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى دول التحالف المشاركة بفعالية لتحرير الموصل “وعقد تفاهمات بينها وبين حكومة الاقليم الكردي وايصال رسائل واضحة المضمون، بأن معركة تحرير الموصل قد تكون مختلفة تماما عن الجهد العسكري الشاق الذي رافق (استعادة) تكريت والرمادي.” واعرب عن اعتقاده بتراجع الاهتمام الجمعي بتحرير الموصل، لا سيما وان “مستقبلها معلق .. تحت رحمة عبودية الدولة الاسلامية، او انضمام اهاليها لجهد المحررين فاتحين لهم ابواب مدينتهم.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-liberation-of-mosul-has-begun
“الدولة الاسلامية“
تابعت مؤسسة هاريتاج ظاهرة “نمو تنظيم الدولة الاسلامية في عموم المنطقة،” كمدخل لانتقاد سياسة الرئيس اوباما الخارجية والذي “لم يرتفع لمستوى التحدي (المفروض) في ليبيا.” وحذرت المؤسسة من نجاح التنظيم انشاء موطيء قدم في مدينة سرت الاستراتيجية “والتي قد تحتضن احدى اكبر مجموعات الدولة الاسلامية، وفق بعض التقديرات، ان لم تكن اكبرها على الاطلاق خارج سوريا والعراق.” وشدد على ان التنظيم الليبي “يبدو انه على علاقة وثيقة بالدولة الاسلامية (الام) وقد يمضي للسيطرة على اصول النفط الليبية ..”
http://www.heritage.org/research/commentary/2016/2/brookes-fear-grows-as-islamic-state-spreads
اردوغان في واشنطن
استبقت حملة انتقادات واسعة زيارة الرئيس التركي لواشنطن، انضم اليها “مؤيدو تركيا” في المؤسسة الحاكمة، وآخرين. وذهب معهد المشروع الاميركي الى مدى بعيد اشد وضوحا من اقرانه بالقول انه “يستحيل الحاق الهزيمة بداعش في ظل بقاء (اردوغان) في السلطة.” واعتبر المعهد ان اردوغان يرفض الاقرار “بالخطاب الصادر عن السنة لتبرير اعمال البعنف في عموم المنطقة والذي يضاعف معدلات تعرض تركيا ذاتها للارهاب وينال من جهدها في محاربة شمولية الارهاب.” واعتبر المعهد ان اردوغان يعاقب الجهة الخطأ، لا سيما “فرضه حظر على الصحافة، عقب تفجيرات انقره” العام الماضي. واضاف ان اردوغان “يستخدم منبر بلطجيته لوسم الكرد وناشطي حماية البيئة والاكاديميين والصحافيين واعضاء (منافسه) فتح الله غولن بالارهاب دون تقديم الادلة او التزام اجراءات قانونية .. واوعز لقواته الأمنية احتجاز واعتقال اولئك المعارضين لاجندته السياسية او انتقدوا تنامي الفساد بين افراد المقربين.”
http://www.aei.org/publication/why-its-impossible-to-defeat-isis-with-erdogan-in-power/
النظام العربي
اعتبر معهد كارنيغي ان الدول العربية مجتمعة “مرّت في مراحل انتقالية .. منذ اوئل تسعينيات القرن الماضي، محورها قطاع الأمن” الذي اضحى معضلة في سياق “معضلات الاصلاح.” واوضح ان “الحالة السياسية والمؤسسية الهشّة (للدول العربية) تشكل عقبة كأداء ..ودفعت التطورات بقطاعات الأمن الى التورط في الفساد والتواطؤ مع الشبكات الاجرامية والجماعات المسلحة، مما عزز مقاومة هذا القطاع للاصلاح.” واردف ان “قطاعات الأمن اصطفت وفق خطوط طائفية واثنية وحزبية واكدت على استقلالها الذاتي التام .. وحافظت على الانظمة الاستبدادية وحكومات الحزب الواحد، او الحكومات غير التمثيلية.” ومضى ان “مرحلة ما بعد الصراع المسلح .. وتورط قطاع الأمن بحدة في صراعات اوسع نطاقا، يربك عملية الاصلاح ان لم يعرقلها تماما، واصلاحه صعب للغاية.” وختم بالقول ان الدول العربية “تواجه مهاما تبدو عصية على الحل: اعادة بناء مؤسسات الدولة والعقود الاجتماعية في عصر التغيّر العالمي .. من المؤكد ان الفشل سيكون مآل المقاربات التقليدية لاصلاح قطاع الأمن، او التي تختزله في علاقة مبسطة بين اصلاحه وارساء الديموقراطية.”
http://carnegie-mec.org/2016/03/30/dilemmas-of-reform-policing-in-arab-transitions/iw6o