وفاة المعمارية البريطانية عراقية الاصل زهاء حديد
توفيت في الامس المعمارية البريطانية عراقية الاصل زهاء حديد عن عمر ناهز 65 عاما، وقالت شركتها إن حديد اصيبت بنوبة قلبية توفيت اثرها .
واضافت ان زهاء حديد كانت قد اصيبت بالتهاب القصبات في وقت سابق من الاسبوع الحالي، واصيبت بنوبة قلبية بينما كانت تخضع للعلاج في مستشفى بمدينة ميامي بولاية فلوريدا الامريكية.
وكانت زهاء حديد اول امرأة تفوز بجائزة المعهد الملكي البريطاني للعمارة اعترافا منه بعملها. وقالت عند تسلمها الجائزة في شباط / فبراير الماضي إنها فخورة بأن تكون اول امرأة تفوز بها، ولكنها اردفت “نرى الآن معماريات كفوءات طيلة الوقت. لا يعني ذلك ان العمل سهل، فالتحديات احيانا كبيرة جدا. ولكن حصل تغير كبير في السنوات الاخيرة وسنواصل هذا التقدم.”
وصممت زهاء حديد العديد من المباني في انحاء شتى من العالم، من هونغ كونغ الى المانيا الى اذربيجان، ومن آخر تصاميمها احد الملاعب التي ستستخدم في بطولة كأس العالم في قطر عام 2022.
ولدت زهاء حديد في بغداد عام 1950، وهي الابنة الوحيدة للسياسي والاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد الذي تبوأ مناصب وزارية في حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم، ولها شقيقان.
ودرست الرياضيات في الجامعة الامريكية ببيروت – وصممت مبنى في حرم الجامعة انجز عام 2014 – قبل ان تتوجه لإكمال دراستها في الجمعية المعمارية بلندن.
وتخرجت في عام 1977 من جمعية المعماريين في لندن، واسست عام 1979 شركة Zaha Hadid Architects.
وفي عام 1982، فازت بالجائزة الاولى في مسابقة للعمارة في هونغ كونغ عن مشروعها “القمة The Peak”.
كانت زهاء حديد انسانة من طراز فريد. فلم تكن واحدة من اعظم المعماريين البريطانيين بل كانت واحدة من اعظم المعماريين العالميين في القرن الـ 21 واواخر القرن الـ 20.
اكتسبت زهاء حديد شهرة كبيرة في بريطانيا لتصميمها لمركز الرياضات المائية لاولمبياد 2012 في لندن، ولمراكز ماغي في اسكتلندا.
وفازت بجائزة ستيرلينغ للعمارة مرتين، وكانت اول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر للعمارة. كانت زهاء حديد امرأة استثنائية خصوصا وانها تمكنت من انجاز ما انجزته في عالم يهيمن عليه الرجال.
في عالم هو عالم رجال بالدرجة الاولى، كانت مصممة على ليه وسبكه وقولبته بحيث يتحول الى العالم كما تراه هي – الى عالم زهاء حديد.
كانت تصاميمها معاصرة ومستقبلية ذات خطوط حسية واضحة، ونجحت في اضفاء لمسات انثوية على الحداثة.
ولكن زهاء كانت تواجه مشكلة في بريطانيا في ان تؤخذ مأخذ الجد كما كانت تستحق.
فقد كانت تتعرض للكثير من الانتقادات، ولم تكن تكلف بكل الاعمال التي كانت تعتقد انها تستحقها، وكان ذلك مصدر ازعاج لها خصوصا وانها كانت تنال تقديرا كبيرا في الخارج، لا اعلم لماذا كان ذلك، ولكنه بالتأكيد ليس لأنها لم تكن معمارية عظيمة.
سينظر الى زهاء حديد في السنوات المقبلة باعتبارها قدوة لكل المعماريين، وخصوصا النسوة منهم اللواتي يأتين الى بريطانيا من الخارج، للإثبات لهن بأنه بإمكانهن تحقيق النجاح في هذا البلاد رغم العراقيل والصعوبات التي توضع في طريقهن.
وفي عام 1994، فازت بالجائزة الاولى في مسابقة بريطانية عن مشروعها لدار اوبرا كارديف في ويلز.
وفي عام 1997، حازت على الجائزة الاولى في مسابقة MAXXI للمتحف الوطني لفنون القرن الواحد والعشرين بروما.
وفي 1998 نالت العضوية الشرفية في جمعية المهندسين الالمان.
وفي 1999 اتمت مشروع LF One/Landesgartenschau في فايل ام راين بالمانيا، وفي 2000 نالت العضوية الشرفية في الاكاديمية الامريكية للفنون والآداب.
وفي 2001 انهت مشروع Hoenheim-Nord Terminus في ستراسبورغ الفرنسية.
وفي 2002 أتمت منصة قفز المتزلجين في اينسبروك بالنمسا، وحازت على وسام الامبراطورية البريطانية من الملكة اليزابيث الثانية.
وفي 2003 حازت على جائزة ميس فان دير روه عن مشروعها Hoenheim-Nord Terminus، وأتمت مركز روزنثال للفنون العصرية بسينسيناتي الامريكية.
وفي عام 2004 نالت جائزة بريتزكر للمعمار.
وفي عام 2005 أتمت مبنى المقر المركزي لشركة بي ام دبليو للسيارات في لايبتسيش بالمانيا، ومركز فينو للعلوم في فولفسبورغ بالمانيا، والتصميم الداخلي لفندق بويرتا اميركا بمدريد، ومتحف اردروبغارد بكوبنهاجن، ومشروع Viaduct Housing السكني بالعاصمة النمساوية فيينا، كما حازت على العضوية الشرفية في الاكاديمية الملكية للفنون ولقب أفضل معمارية للعام 2005 بميامي.
وفي عام 2006 وصلت الى نهاية مسابقة RIBA بتصميمها لمبنى شركة بي ام دبليو، واتمت مركز “ماجي” في فايف باسكتلندا.
حازت على ميدالية RIBA الذهبية للعام 2007 لتصبح اول امرأة تنال هذه الجائزة، وجائزة المعهد الامريكي للمعماريين بلندن وميدالية توماس جيفرسون الذهبية للهندسة المعمارية والجائزة الاسكتلندية للتصميم عن مركز ماجي.
وقالت رئيسة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين جين دنكان عندما بلغها نبأ وفاة زهاء حديد “هذه انباء سيئة للغاية، فالسيدة زهاء حديد كانت امرأة ملهمة، وكانت من طراز المعماريين الذين نحلم بأن نكون مثلهم.”
ومضت للقول “كانت ذات نظرة ثاقبة ولا تخشى التجربة، وخلفت – رغم صغر سنها – ارثا عظيما. فقد تركت خلفها تصاميم رائعة في مجالات شتى، من المباني الى الاثاث ومن الاحذية الى السيارات، تصاميم تمتع وتدهش الناس حول العالم. لقد خسر عالم العمارة نجمة اليوم.”