العميد المتقاعد محمد عباس: تحرير تدمر سينعكس ايجابا على الساحة الامنية اللبنانية
أكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني محمد عباس في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد ، حول التداعيات العسكرية والسياسية للانجاز الذي حققه الجيش العربي السوري في تحرير تدمر، انها” معركة هامة جدا، اكدت على ان خطط العمليات التي تضعها القيادة السورية والتي تستند الى تكتيكات جديدة وخاصة الخطة التي وضعت لتحرير تدمر برهنت عن حرفية عالية ودقة في التنفيذ وشجاعة واقدام من قبل المنفذين .
واضاف عباس: لتدمر اهمية استراتيجية وعسكرية ، كونها تفتح بعدة اتجاهات شمالا باتجاه الرقة، وشرقا باتجاه دير الزور والحدود العراقية ، وغربا باتجاه القريتين ومهين وهذه المنطقة التي لا يزال قسم منها وخاصة القريتين وبعض التلال شمالها بيد تنظيم داعش.
وتابع : لا يمكن وضع اي خطة عمليات لتحرير دير الزور و الرقة او كلاهما او احداهما دون السيطرة على تدمر وهذا قد حصل بالفعل ، مما سيفتح في عدة اتجاهات، ولدى الجيش العربي السوري منذ الان وصاعدا افضلية عملية وتكتيكية وعملياتية، لان الجيش قادر على التحرك في منطقة مفتوحة بسهولة اكبر من المناطق المأهولة حيث يتمركز المسلحون بين المدنيين او في مناطق محصنة و ابنية.
وحول اتجاه المعركة بعد تحرير تدمر ، قال عباس: اذا كان اتجاه المعركة باتجاه دير الزور بعد الانتهاء طبعا من ريف حمص الشرقي، وفي تقدير ان العملية اللاحقة ستكون باتجاه القريتي وتنظيف ريف حمص الشرقي ، خاصة ان المسلحين لم يغادورا كليا ريف حمص الشرقي، فبعضهم غادر باتجاه دير الزور وقسم ىخر غادر باتجاه ريف حمص الشمالي الشرقي اي باتجاه شمال غرب تدمر لان باستطاعتهم الفرار من هذه المنطقة باتجاه الرقة ايضا، لذلك العملية ستحسم لاحقا بسرعة اكبر لان في المنقطة المفتوحة باستطاعة الاسلحة الثيقلة والدروع تحديدا التحرك بسرعة خاصة في ظل حماية جوية تؤمنها المروحيات والطيران الحربي.
وحول أثر تحرير تدمر على لبنان ، اعتبر عباس ان لهذه المعركة تاثيرات ايجابية على لبنان لان بحسب بعض المعلومات المتوفرة ، تنظيم داعش الارهابي كان يفكر باعادة تحريك خلاياه النائمة في عكار والشمال، وعمليات القاء القبض المتواصلة على شبان من هذه المنطقة ينتمون لداعش يؤكد وجود هذه الخلايا النائمة التي تنتظر الامر بالتحرك ، خاصة في ظل اجواء ومناخات لا تزال موجودة في الشمال وهي متعاطفة مع هذا التنظيم او غيره من التنظيمات الارهابية ، لذلك هذه العركة ستعرقل خطوات داعش في هذا الاطار، لان داعش كان لديه خطوط امداد من عرسال باتجاه ريف حمص الشرقي ، وبعد سقوط تدمر والقريتين لاحقا ستقطع هذه الخطوط ما يعني انه لم يعد باستطاعته التوجه غربا باتجاه البحر لانه يفتقر خطوط التموين ، هذه الخطوط كانت مفتوحة على عرسال وهو كان يراهن على استعادة بعض المناطق في القصير وغيرها وصولا الى الساحل، اي معركة مزدوجة يحرك خلاياه النائمة ثم يشن هجمات لاستعادة بعض النقاظ على الحدود اللبنانية- السورية التي توصله الى المنطقة، ولكن تموضوع تحريك الخلايا النائمة كان موضوعا خطيرا خاصة ان بعض الاطراف السياسية لديها حصان طروادة “داعش” لتحقيق بعض الاهداف الضيقة سواء في لبنان والبعض يدعم داعش عن قناعة فكرية وايديولوجية .
واضاف: معركة تدمر تؤكد انه يمكن هزيمة تنظيم داعش الارهابي عندما يكون هناك جدية واصرار من قبل اي طرف في مواجهة هذا التنظيم ، وهذا ما اثبته التحالف الروسي- السوري -الايراني والمقاومة ، فخلال اشهر قليلة تم هزم داعش وتحقيق انجازات ميدانية وذلك ما لم تقم به اميركا وحلفاؤها، بالرغم من ان الدعم الروسي الذي استقدم اقل بكثير مما لدى التحالف الاميركي من تقنية حديثة واقمار صناعية ومساندة 60 دولة تمتلك مقدرا هائلة ولم تستطع خلال سنتين من تحقيق اي نجاح بل هي لم ترد ايقاع خسائر في التنظيم، لان الاستثمار كان لا يزال قائما على هذا التنظيم وحتى اليوم بعض الدول الاقليمية وبعض الدول الغربية لا تزال تريد الاستثمار على هذا التنظيم والا لماذا هذا الغضب الشديد على هزيمة داعش، و نحن نسمع اصوات متناقضة من داخل الادارة الاميركية، فأصوات تقول ما حصل امر جيد ولكن مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية كان منزعجا من تقدم الجيش في تدمر.
وختم عباس قائلا: التدخل الروسي وخطط الدولة السورية ودعم الحلفاء ، اثبت نجاحا خلال فترة ويمكن ان يعمم هذا النجاح لو كان هناك فعلا نية وارادة حقيقية في مواجهة هذا التنظيم الارهابي وغيرها من سائر التنظيمات الارهابية الموجودة في سوريا، ففي العراق مثلا ، كل اندفاع او تقدم يحرزه الجيش العراقي في مواجهة داعش يتم كبحه من قبل الادارة الاميركية لانها لا تريد انهاء الملف العراقي قبل تحقيق بعض الاجندات التي تبتغيها في العراق.