التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 25/3/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
25 آذار 2016
المقدمة
ارخت احتفالات اعياد القيامة والفصح المجيد ظلالها على حجم ونوعية اصدارات مراكز القوى الفكرية والبحثية، واحتلت تفجيرات بروكسيل الاخيرة اولوية عالية لما تتركه من تداعيات على الاستراتيجية الاميركية واجراءاتها الأمنية في الداخل الاميركي.
سيتطرق المركز في قسم التحليل الى موضوعة بالغة الحساسية ويجري تغييبها بوعي عن التداول العام، الا وهي البعد “الاسرائيلي” في حملة الحرب الالكترونية التي اثارتها مؤخرا حادثة صدام شركة “آبل” مع الاجهزة الأمنية الاميركية على خلفية رفضها الاستجابة لطلب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل توفير “بوابة خلفية” لبرامجها الخاصة بهواتف “آي فون.” ومع استمرار السعي القانوني لمقاربة الأمر، تخلت وزارة العدل ومكتب التحقيقات “فجأة” عن مسعاهما لمقاضاة “آبل،” نظرأ لتقدم “طرف ثالث” قام بالمهمة لصالحها. الطرف الثالث لم يكن سوى “اسرائيل” وترويجها لقدراتها “الخارقة” في اختراق لوغاريتمات التشفير المعقدة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
روسيا في سوريا
اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى سياسات موسكو نحو الشرق الاوسط بأنها حزمة تميل الى “ردود الفعل على السياسات والافعال الغربية .. لتعزيز نفوذها الاقليمي. فالرئيس بوتين ينطلق من معادلة لا رابح ولا خاسر لتحقيق اهداف ديبلوماسية، ويسعى للحد من النفوذ الغربي من خلال استغلال الثغرات التي يتركها الغرب.” وزعم بالقول ان “موسكو تبدي استعدادها احيانا للتعامل مع الاسلاميين، على الرغم من خطابها المتشدد لمحاربة الارهاب.” واضاف ان موسكو “استفادت كثيرا من من العمل في المجالات التي فشلت فيها واشنطن بفرض خطوطها الحمراء .. ومضى بوتين الى تحسين علاقاته مع الاصدقاء والخصوم التقليديين في الشرق الاوسط على حد سواء، عبر التجارة وبيع الاسلحة ومجالات الطاقة.”
سوريا
استعرض معهد هدسون “فشل سياسات الرئيس اوباما في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية .. والتي اضحت حربا لا تمس دول الشرق الاوسط وطوائفه وعشائره فحسب، بل ازمة عالمية الابعاد تستقطب قوى اخرى للمنطقة، مثل روسيا.” وشدد المعهد على ان حالة “الفوضى الناجمة هي نتيجة استراتيجية ادارة اوباما الشرق اوسطية .. وكان يتعين عليها انتهاج خيارات اخرى ان كانت تقصد تقليص الوجود الاميركي في المنطقة.” واضاف ان الرئيس اوباما برر مواقفه بأنه كان يسعى “لتحقيق توازن جيوسياسي جديد في المنطقة. بيد ان ما فعله تمثل في خرق التوازن القائم لصالح نظام ثوري يشن حربا ضد حلفاء اميركا التقليديين وينشر الفوضى الدموية.”
http://www.hudson.org/research/12330-five-years-of-horror-in-syria
مسألة تمثيل قوى المعارضة المختلفة في مفاوضات جنيف كانت محطة اهتمام معهد الدراسات الحربية الذي اعتبر تمثيلها مختلا هناك، اذ ان “وفد المعارضة المشارك لا ينطق باسم معظم قوى المعارضة المسلحة ذات النفوذ داخل سوريا .. خاصة مجموعة جيش الاسلام الدمشقية، وبالتالي لا تستطيع تطبيق قراراتها الذاتية.” واضاف ان “الوسطاء الاقوياء داخل قوى المعارضة هم من سيقرر متى سيستأنف القتال في نهاية المطاف .. فالمجموعات المتناقضة مثل جناح تنظيم القاعدة في سوريا جبهة النصرة لديها العزم والقدرة على افشال اي تسوية يتم التوصل اليها، في المديين القصير والمتوسط.”
http://post.understandingwar.org/report/syrian-armed-opposition-powerbrokers
السعودية
استعرض معهد هدسون طبيعة “التحالف الاسلامي بقيادة السعودية، الذي يواجه مأزقا متوازيا في الاراضي السورية .. مشابه للمستنقع الذي تواجهه السعودية في اليمن، مما يطرح ظلالا من الشك حول فعالية الحكومة السعودية.” واوضح انه نظرا لتراكم الاخفاقات السعودية فان “الدولة الاسلامية وقوى اخرى .. باستطاعتها القول ان الدولة السعودية الثالثة قد انتهى مفعولها، وفقدت السلطة الملكية شرعيتها وقدرتها العسكرية لحماية المسلمين.” وخلص المعهد الى رسم صورة قاتمة لمستقبل العائلة المالكة في ظل صراعها “الايديولوجي .. مع ابي بكر البغدادي وامتداداته الاعلامية، (للظفر) بتبوء صدارة الايديولوجية الجهادية لسنوات عدة قادمة.”
اعرب معهد كارنيغي عن رأية بأن الحكومة السعودية ونتيجة لاخفاقاتها المتعددة في الاقليم “والانتكاسات التي تعرضت لها في سوريا” باتت ترسم سياساتها “باللعب على حافية الهاوية .. والاجراءات التي اتخذتها مؤخرا ضد حزب الله والحكومة اللبنانية قد تؤدي في نهاية المطاف الى اضعاف حلفائها وزعزعة الاستقرار” في لبنان. واعتبر المعهد ان لبنان “كان الضحية الاولى للسياسة السعودية الجديدة .. بخلاف سياسة التقارب مع دمشق منذ عام 2008، اذعانا منها بأنه يستحيل وضع حد للتأثير السوري على السياسة الداخلية في لبنان.” واضاف “من الواضح ان المملكة السعودية تسعى لتكبيد لبنان ثمنا باهظا جراء محاولته التوفيق بين علاقاته مع طهران والرياض .. بيد ان حظوظها بالنجاح ضئيلة جدا.” واستدرك بالقول ان “اي نجاح اقليمي محتمل سوف يترتب عنه ثمن معين تدفعه السعودية في لبنان، وحلفائها هناك سيكونون الضحية الاكبر للسياسة (السعودية) .. وفي افضل الاحوال ستؤدي الى تعميق الانقسام السياسي، واضعاف اكثر فاكثر قوى 14 آذار. في اسوأ الاحوال، من شأن سحب الدعم السعودي عن لبنان افساح المجال امام زيادة التدخل السياسي والمالي الايراني.” وشدد المعهد على ان “الولايات المتحدة اعربت عن هواجسها بشأن المناورة السعودية الاخيرة، كما انتقدتها فرنسا.”
الانفاق العسكري الاميركي
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من تأثير “الاعانات العسكرية لبرنامج الدفاع الصاروخي لاسرائيل والاضرار التي ستلحق ببرنامج الدفاع الصاروخي الاميركي .. عبر توظيف (اسرائيل) لمطالب متزايدة لما يمكن ادراجه تحت بند المساعدات الاجنبية للدفاع الصاروخي.” واوضح مذكرا اعضاء الكونغرس ان “الاستمرار في سياساتهم الراهنة، لتقديم ما مجموعه 145 مليون دولار، ستؤدي الى زيادة كبيرة في الدعم المقدم لاسرائيل .. على حساب برامج اميركية مخصصة للدفاع عن ارض الوطن ولقواتها المسلحة.” وشدد على تحذيره لصناع القرار بأن “كل زيادة مالية لصالح برنامج اسرائيل للدفاع الصاروخي ستعني حرمان برنامج الدفاع الصاروخي الاميركي من تلك الاموال، ومن المرجح ان تؤثر سلبا على جهود الابحاث والتطوير المستقبلية.”
http://csis.org/publication/fy17-budget-squeezes-mdas-research-and-development
“عقيدة ترامب“
سعى معهد ابحاث السياسة الخارجية الخوض في ملامح السياسة الخارجية للمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب “استنادا الى مواقفه المكتوبة وتصريحاته العلنية الممتدة على نحو 20 عاما.” واوضح ان “سجل ترامب يؤشر على بعض المحطات ومعالم تلك العقيدة،” مستدركا ان توصيفه “العقيدة ربما قد يشكل مصطلحا اشد رسمية .. اذ ان لدى ترامب جملة معتقدات تميل الى الانغلاق والنظر الى الداخل كنمط من انماط الواقعية الاحادية.” واستمد المعهد مقاربة من التاريخ القريب بالقول ان “معتقدات ترامب تسير بالتوازي مع تلك التي روجت لها لجنة اميركا اولا قبيل الاعداد للحرب العالمية الثانية.”