بان كي مون: لبنان يستضيف السوريين موقتا والمجتمع الدولي سيدعمهم وهدفنا ليس توطينهم في أي مكان بل عودتهم إلى بلادهم بسلام
جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تأكيد الالتزام “بالاستقرار والأمن والسلام في لبنان”. ولفت إلى أن لبنان “يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة إلى الفرد الواحد”، معلنا ان المجتمع الدولي سوف يدعم “اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان مؤقتا، إلى حين يتمكنوا من العودة بسلام وأمان إلى سوريا“.
واعتبر ان “قدوة بالغة الأهمية للمنطقة في التعايش والتعددية”. وإذ حيا الشعب اللبناني على صموده، رأى ان هذا الشعب بحاجة إلى أن يتعاون قادة أحزابه مع رئيس مجلس الوزراء “لكي تتمكن الحكومة من تلبية احتياجاته”، واضعا على رأس هذه الاحتياجات “أن تقوم الأحزاب السياسية بانتخاب رئيس للبلد. فطالما بقي منصب الرئيس شاغرا، ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران إلى المناعة والاكتمال“.
كما أعاد “تأكيد دعم الأمم المتحدة القوي للقوات المسلحة اللبنانية”، معتبرا ان “وفاة جندي لبناني شجاع في هجوم بقنبلة قرب الحدود السورية يوم أمس، يؤكد على أهمية هذه القوات، ليس لناحية أمن لبنان وحسب، وإنما لناحية الاستقرار في المنطقة أيضا“.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بان كي مون ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، في فندق فينيسيا.
وألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة استهلها بالقول: “لقد أشرفت زيارتي بصحبة الرئيس كيم والرئيس المدني على نهايتهاعلى نهايتها، وأود بهذه المناسبة أن أؤكد مجددا التزامنا القوي المشترك بالاستقرار والأمن والسلام في لبنان“.
أضاف: “لقد عقدنا اجتماعات مهمة بشأن مجموعة من المواضيع مع رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري ورئيس الوزراء السيد تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل. والتقيت أيضا بغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقد رأينا أنا والرئيس كيم عن كثب، الجهد المبذول في سبيل مساعدة المجتمعات المحلية اللبنانية الضعيفة واللاجئين الفلسطينيين والسوريين الذين تستضيفهم تلك المجتمعات.
لقد تأثرت جدا خلال لقاءاتي مع لاجئين فلسطينيين وسوريين وخلال زيارتي لمركز التنمية الاجتماعية الخاص بالمرأة اللبنانية والشباب“.
وتابع: “إن الأمم المتحدة، وجنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، متواجدون هنا لمساعدة لبنان في تأمين استقراره ودعم هذا الاستقرار من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية للمواطنين اللبنانيين الضعفاء، وكذلك اللاجئين السوريين والفلسطينيين. وسوف يدعم المجتمع الدولي اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان مؤقتا، إلى حين يتمكنوا من العودة بسلام وأمان إلى سوريا. يمكن للبنان الاعتماد على دعمنا الكامل لمواطنيه الضعفاء وكذلك اللاجئين السوريين“.
وقال: “أود في هذا المساء أن أوجه أربع رسائل لشعب لبنان وقادته:
فأما الرسالة الأولى، فهي إعادة تأكيد دعمنا القوي للبنان وهو يواصل صموده أمام أثر الحرب الدائرة في سوريا.
إن العالم مدين للشعب اللبناني والسلطات اللبنانية بالكثير بسبب سخائهما في إستضافة ما يربو على مليون لاجئ من سوريا، إضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين. فلبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة إلى الفرد الواحد. والمجتمع الدولي يعترف بهذا الإسهام ويجب عليه أن يؤازر لبنان في ما يبذله من جهود.
ويبقى استمرار الدعم القوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حيويا، من أجل مساعدة وحماية اللاجئين الفلسطينيين. وأكدت على ذلك في مخيم نهر البارد اليوم. اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يستحقون دعمنا الكامل.
إنني أرحب بالعدد القياسي من الالتزامات التي أعلن عنها في مؤتمر لندن، وأناشد البلدان المانحة أن تفي بتعهداتها في أقرب وقت ممكن.
وإن من واجبنا تجاه لبنان أن نقوم بسد الفجوة القائمة بين المساعدة الإنسانية في الأجل القصير، وبين التدابير المتخذة في الأجل الطويل، بما في ذلك برامج التعليم والعمالة.
ولقد أتاحت الشراكة بين لبنان والأمم المتحدة والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، تصميم مرفق ابتكاري للتمويل بشروط ميسرة لفائدة لبنان. فسيكون في مقدور الحكومة بفضل هذا المرفق أن تستثمر في المجالات ذات الأولوية التي ستوفر المعونة للمحتاجين وتحقق الاستقرار للبلد.
وأما رسالتي الثانية، فهي أن لبنان قدوة بالغة الأهمية للمنطقة في التعايش والتعددية ويجب أن يظل كذلك في زمن يشهد تفاعلات خطيرة جديدة في مجال القوة وظهور قوى متطرفة عنيفة.
وإنني أحيي شعب لبنان على صموده وأشيد برئيس الوزراء السيد تمام سلام على قيادته. ولكن شعب هذا البلد بحاجة إلى أن يتعاون قادة أحزابه مع رئيس الوزراء السيد سلام لكي تتمكن الحكومة من تلبية احتياجاته. وعلى رأس ما يحتاجه شعب لبنان أن تقوم الأحزاب السياسية بانتخاب رئيس للبلد. فطالما بقي منصب الرئيس شاغرا، ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران إلى المناعة والاكتمال.
وأما رسالتي الثالثة، فتتمثل في إعادة تأكيد دعم الأمم المتحدة القوي للقوات المسلحة اللبنانية. إن وفاة جندي لبناني شجاع في هجوم بقنبلة قرب الحدود السورية يوم أمس يؤكد على أهمية هذه القوات، ليس لناحية أمن لبنان وحسب، وإنما لناحية الاستقرار في المنطقة أيضا. وأنا سعيد جدا بأن اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية يعملون معا بشكل وثيق. وأود هنا أن أكرر دعوة مجلس الأمن أصدقاء لبنان إلى مواصلة تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية“.
وبالنسبة للرسالة الرابعة، قال: “وأخيرا، فإن جنوب لبنان يشهد أطول فترة من الهدوء النسبي منذ عام 2006، بعد مضي عشر سنوات على صدور قرار مجلس الأمن 1701. ويعود الفضل في ذلك إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وإلى القوات المسلحة اللبنانية.
على أنه ما زال هناك خطر لإساءة تقدير العواقب. فالأمم المتحدة تتوقع من لبنان أن يواصل الإسهام في إحراز التقدم وأن يفي بجميع التزاماته“.
وختم بالقول: “إن قدرة لبنان على الازدهار مرهونة أيضا بالتصدي للنزاعات الإقليمية الطويلة الأمد. وسوف لن تدخر الأمم المتحدة جهدا في سعيها نحو وضع حد للنزاع في سوريا، ونحو التوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط. إن هذه فترة حاسمة بالنسبة إلى المنطقة. ولقد آن الأوان لوقف العنف وإنهاء الظلم ومد الناس بالفرص التي يستحقونها من أجل بناء حياة أفضل. ولعل هذه الغاية التي من أجلها ستظل الأمم المتحدة ثابتة في شراكتها مع لبنان ومحافظة على متانتها“.