عسيري ينفي مرض الملك سلمان و”السفير” ترد
استنكر السفير السعودي علي عواض عسيري، في بيان، «الموضوع الذي نشرته صحيفة السفير يوم الاثنين 21/3/2016م عن الوضع الصحي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، معتبرا انه «يعكس حالة الضياع والارتباك التي وصلت اليها الصحيفة المذكورة نتيجة الصعوبات المادية التي تعاني منها».
اضاف «أقل ما يقال في الموضوع المشار اليه انه مجاف للحقيقة ونتاج مخيلة واسعة سها عن بال صاحبها ان الرأي العام اللبناني والعربي يتابع بشكل يومي عبر محطات التلفزة ووسائل الاعلام المختلفة نشاطات هذا القائد الكبير واستقبالاته لرؤساء الدول وكبار المسؤولين من داخل المملكة وخارجها وآخرها خلال مناورات رعد الشمال اضافة الى ترؤسه جلسات مجلس الوزراء ومتابعته الملفات السعودية والاقليمية متابعة دقيقة وتواصله الدائم مع القادة الدوليين والعرب والمسلمين سعيا لتحقيق الأفضل للشعوب العربية والاسلامية وعنايته المستمرة بشؤون ابنائه المواطنين وسهره على امنهم وراحتهم وسلامتهم».
وتابع: «ولا يستبعد ان تكون هذه الصحيفة قد عمدت الى اختلاق موضوع عن قامة عربية واسلامية ودولية بمستوى الملك سلمان بن عبد العزيز بهدف لفت النظر، الا انها وللأسف أخطأت العنوان وعبرت عن افلاس إعلامي وأدبي لا يليق بالصحافة اللبنانية التي لطالما كانت مرجعا في الموضوعية والأخلاقيات».
واستنكر عسيري «الموضوع الذي نشرته جريدة الاخبار الثلاثاء 22/3/2016م وتناولت فيه قادة المملكة وجامعة الدول العربية»، وقال ان «اقلام السوء مستمرة في استهداف المملكة ضمن توزيع ادوار واضح ومبرمج يعكس التوجهات الهدامة لهذه الصحيفة وحقدها الدفين الذي تجاوز، كالعادة، حدود اللياقة والأدب وتضمن الفاظا شبيهة بأفكار كتابها ونفوسهم السوداء التي لا تملك الا السفاهة والتجريح لتغطية ما تقوم به بعض الجهات من اخطاء وفظائع».
وختم: «كم كنا نتمنى ان تقلع بعض وسائل الاعلام عن اسلوبها السلبي غير المبرر تجاه المملكة العربية السعودية وقيادتها وتواكب الجهود التي يقوم بها دولة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام لتهدئة الاجواء، الا ان هذه الوسائل تلتزم على ما يبدو بأجندات خارجية لا تضع مصلحة لبنان وعلاقاته بأشقائه العرب ضمن اولوياتها».
ونشرت “السفير” ردا لمراسها في باريس محمد بلوط، الذي وصفته الصحيفة بانه مؤتمن وموثوق ولا ينشر إلا ما يعرفه يقيناً، وبالوثائق حين يحتاج الأمر وجاء في الرد:
سعادة السفير علي العسيري، قرأت ردود فعلك عن «مخيلتي الواسعة»، وعن مقالتي في «السفير» التي وصفتها بمجافاة الحقيقة.
أود ان اوضح لك، اننا لم نسبق كثيرا من الصحافيين في التحدث عن «العته الوعائي الملكي». نحن في «السفير» لم نفعل سوى تقديم التشخيص الصحيح لحالته الذهنية والنفسية، وشرحنا انه يعاني من «العته الوعائي» كما يعلم الاميركيون والفرنسيون. تعلم دوائر القرار الامنية والدفاعية والسياسية في الغرب بحالة الملك سلمان، والمثال الاقرب لي بحكم عملي في باريس هو فرنسا.
يا سعادة السفير احيلك الى عدد صحيفة «لوموند» الصادر في ٢٣ كانون الثاني ٢٠١٥، اي في اليوم نفسه الذي تمت فيه مبايعة سلمان ملكا، ستجد فيه مقابلة مع السيدة فتيحة دازي – هيني التي تعمل خبيرة في معهد الدراسات الاستراتيجية لكلية الحرب الفرنسية، وهي مستشارة اساسية في قلب مؤسسة رسمية فرنسية، خبيرة في الشؤون السعودية، تعمل على تزويد مراكز القرار في الامن والدفاع والدبلوماسية والرئاسة الفرنسية بالمعلومات الضرورية للتعامل مع مملكتكم.
تقول السيدة دازي – هيني في المقابلة «ان الملك سلمان يعاني من مرض الزهايمر، ومن صعوبات في النطق، واتذكر خطابا له في الاليزيه (عندما كان وليا للعهد)، حيث كان يصعب عليه التكلم امام الرئيس الفرنسي». وتتابع «مع مرض تلف الخلايا الدماغية، كالزهايمر، لن يكون سلمان الملك الذي انتظرناه خمسة عشر عاما، وقد كان الملك الاكثر وعدا بين ابناء الملك عبدالعزيز، وسيكون مفاجئا ان يملك لوقت طويل، ولن يكون الا ملكا انتقاليا». اكتفي بهذا القدر، ويمكنك قراءة المزيد في المقابلة، التي لا تزال على صفحات «غوغل» تحت عنوان «صحة الملك سلمان» بالفرنسية، عن صراعات الاجنحة السعودية، ودور «هيئة البيعة»، او لا دورها اذا شئت.
وهذا كلام رسمي، من مركز دراسات تدعى خبيرته الى الجلوس الى المائدة الى جانب الملك سلمان في الاليزيه، وهي تتحدث عنه الى مؤسسات القرار الفرنسي، واجزم ان سفيركم في باريس قد قرأ المقابلة، لكنه لم يكن له جرأتك ليشكو في فرنسا الصحيفة الى اي وزير كما فعلت، او يتحدث عن مجافاة المراسل الذي اجرى المقابلة للحقيقة، وهو بالمناسبة، ليس بعيدا عنك في بيروت.
اما قولك لتفنيد ما جاء في المقال، ان الملك ظهر في مناورات «رعد الشمال»، ويستقبل ويودع شخصيات، فلا يفند شيئا. اسأل اطباءه في مشفى سليمان الحبيب في الرياض، عن «ومضات اليقظة» التي يتمتع بها مريض العته الوعائي. فخلال الساعات العشر من النهار، قد يحظى بساعتين او ثلاث من اليقظة، وهذا هو الفرق بين الزهايمر الذي لا يسمح باي يقظة، وبين العته الوعائي، وهو في طريقه الى تدمير الدماغ، تدريجيا.
وبناء على صورة الرنين المغناطيسي التي اجريت للملك في العام ٢٠٠٩، والتي اطلعت «السفير» على نتائجها، وبناء على التقرير الطبي الذي تلقاه الملك الراحل عبدالله عام ٢٠٠٩، والذي اطلعنا على مضمونه، قدمت توصيات بان يتجنب الاختلاط مع الاخرين لفترة طويلة، لان من شأن ذلك ان يؤدي الى ظهور سلوك عدواني. كما قدم التقرير الطبي توصية الا يرتجل اي خطاب، خصوصا وقوفا، وهو ما لم يقم به منذ ذلك الحين. ان من شأن المجهود الذهني الكثيف في مركز مراقبة التوازن فقدان السيطرة على البدن والسقوط ارضا.
تعلم سعادة السفير ان كل تلك التوصيات، التي حملها طبيبان الى الملك عبدالله في العام ٢٠٠٩، لا يزال الديوان الملكي ملتزما بها من خلال ملاحظات الاطباء لسلوكه. وهناك توقعات طبية خطية واضحة بأن مرضه سيتفاقم خلال عام ونصف، اذا لم يتعرض قبل ذلك للسقوط ارضا. وهناك طبيبان يتابعان حالته، باستمرار في مشفى سليمان الحبيب.
لست معنيا بقامة الملك العربية والاسلامية، وليست اساءة لتلك القامة ان اتحدث عن مرضها. المرض لم يكن يوما سبة. ما انا معني به يا سعادة السفير، هو اطلاع القراء، ما دامت صحافتنا حرة، عن احوال المريض الذي يحكم قلب العالم العربي، وكيف يتخذ قرارات، كالحرب على اليمن مثلا، رجل يعاني من العته الوعائي، ويحكم مع مرضه ملايين الانفس، والاقدار واذا كنت لا تثق بما اقول، يمكنك ان تشكوني، مع «لوموند» مثلا او من دونها، الى اية محكمة، وليأتِ كل منا بوثائقه، لنحسم الجدل، الذي تعرف جوابه في ضميرك، قبلي، وقبل الجميع.