السيد نصرالله: أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء
استبعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قيام عدوان اسرائيلي أو حصول حرب في المدى المنظور، معربا عن اعتقاده بأن اسرائيل لن تقدم على حرب دون موافقة اميركية، مشيرا الى ان “التجارب السابقة تؤكد ذلك وحرب تموز كانت بطلب أميركي من ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بهدف تغيير الشرق الاوسط“.
وأوضح السيد نصرالله، في مقابلة مع قناة الميادين، ان “اسرائيل لا تشن حرباً الا باذن اميركي، وقال إنه يستبعد أن تقوم إدارة الرئيس باراك أوباما ان تعطي اذنا بالحرب لأنها راحلة، واي حرب اسرائيلية على لبنان هي مغامرة ونتائجها مجهولة“.
واشار الامين العام لحزب الله الى ان “بعض العرب يعملون عند اسرائيل ومنها أنظمة وجواسيس، هذه الانظمة واضحة ومعروفة، والاسرائيلي عنده حسابات ويعمل لمصلحة كيانه، وبالتالي الحرب يجب أن يكون لها اهداف وتحقق نتائج والكلفة بالنسبة لاسرائيل مهمة جدا سواء البشرية أو المعنوية او الاقتصادية“.
ولفت السيد نصرالله الى ان “المقاومة من خلال جهوزيتها وعقلها وميدانها وموقفها أوصلت الاسرائيلي للتأكد أن اي حرب على لبنان كلفتها باهظة، وعليه أن يوازي بين الجدوى والكلفة”، موضحا ان “اسرائيل حريصة على ارواح المستوطنين وهذه نقطة ضغط يمكن استخدامها، فالاسرائيليون يعرفون ان المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكن أن تصل الى اي نقطة في فلسطين المحتلة، ونحن نتكلم عن حرب ندافع فيها عن بلدنا وشعبنا وأهلنا أي نحن في حالة معتدى عليها. اذا عندما نكون في هذا الموقع ونريد أن ندافع عن بلدنا والاسرائيلي يقول أنه يريد ضرب البنية التحتية واعادة لبنان 300 سنة الى الوراء، فنحن نؤكد أننا لسنا ضعفاء“.
واشار الى ان “المشكلة ليست في خزانات الامونيا في حيفا فقط، فهناك أيضا مصانع، والاسرائيلي يبدو أنه إما يملك ضمانات دولية وعربية أو حسن ظن بالانظمة العربية، وان هذا الكيات لا يتم استهدافه بصواريخ حقيقية فبنى مصانع بتروكيميائية ومصانع ذات طابع بيولوجي، مفاعلات نووية، مستودعات لما يبقى من النووي، ومستودعات لرؤوس نووية، وهذه المصانع والمفاعلات موجودة داخل المدن أو بجوارها، وبعضها ملاصق للمدن، وهذه أهداف اذا الاسرائيلي قام بتدمير بنيتنا التحتية فحقنا ضرب أي هدف يمكن أن يردع العدو“.
اضاف “لنتفرض أننا ضربنا هذه الاهداف الكيان الصهيوني الى أين سيعود، وعندما تكون هذه المركز داخل المدن ومن حقنا أن نقصف المدن، الاسرائيلي هنا سيقوم بالحسابات، ونحن لدينا لائحة كاملة بالمصانع والمخازن والمراكز واحداثياتها الدقيقة، مع الامكانات المتوفرة للمقاومة لا شيء سينفع والاسرائيلي يعرف أن كلفة الحرب باهظة“.
واعلن ان أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء، فالمقاومة مستهدفة اسرائيليا وعربيا، ونحن بعد التوكل على الله نعمل بجدية ونستبعد حصول حرب، مؤكدا انه “لنا قدرة على أن نضرب أي هدف داخل فلسطين المحتلة“.
واشار الى ان “هناك معاهد بيولوجية تصنع ما تحتاجه أو تصدره. وعندما انظر الى الكيان أقول هم يعرفون أن الحكومات العربية لديها صواريخ دقيقية، كيف بنوا المفاعل والمصانع داخل المدن كيف قاموا ببنائها بالمدن؟ لا أفسر ذلك سوى بالضمانات المقدمة من بعض الانظمة العربية“.
وأعاد الامين العام لحزب الله التذكير بأن الاسرائيليين في حروب تموز وغزة قالوا إن بعض المسؤولين في الحكومات العربية طلبوا أن لا تقف الحرب والاسرائيلي يعرف رغبات بعض الانظمة العربية، وأكد ان من حق المقاومة أن تمتلك سلاح ردع لمواجهة الإنتهاكات الإسرائيلية.
ودعا السيد حسن نصر الله إلى تأمين سلاح اسقاط طائرات الاستطلاع للجيش اللبناني، “لكن هذا الموضوع ممنوع”، وأشار إلى أن استمرار الطائرات الإسرائيلية بالاستطلاع هو من جملة التحضير لاي عدوان. وقال إن الاختراق الإسرائيلي للانترنت في لبنان خطير جداً، وإن هناك “استباحة إسرائيلية لسماء لبنان ليلا نهارا واختراق طائرات الاستطلاع للاجواء اللبنانية أخطر من اختراق الانترنت“.
وشدد السيد حسن نصر الله على أن الرد على اي اعتداء اسرائيلي بما يخدم أي هدف لحماية البلد وعلى الاسرائيلي أن يتوقع أي شيء منا، وقال إن “الانجاز الكبير للجيش والشعب والمقاومة لن نفرط به ولن نقبل أن يأتي الاسرائيلي ويقوم بمعادلة جديدة وأي خطوة هي مغامرة غير محسوبة”، وأضاف أن “الان في كيان العدو هناك من يفكر بهذه الطريقة ولكن أنا أقول لهم أنتم مخطئون ونحن لا نقبل بمعركة بهذا النوع ولا نقبل بالحلول الوسط“.
وقال السيد نصرالله إن “البعض ينتقد أن حزب الله مشغول في سوريا ولكن لدينا فريق يعمل فقط على الموضوع الاسرائيلي وكل ما يقوله الاسرائيلي”، وأشار إلى أنه ليس معني بأن يكشف عن سلاح المقاومة و”لكن من حق المقاومة والجيش اللبناني والشعب وجيوش المنطقة أن تملك أي سلاح يمكنها من الدفاع عن وجودها وسيادتها”، وقال أن معادلتنا واضحة “اي اعتداء على لبنان سيقابل بالردع المناسب”، وإن “لا أحد منا يقدم ضمانات ولسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو الاسرائيلي ولسنا معنيين بتقديم أي جواب، و” نحن لا نقدم ضمانات أمنية للعدو بل نقول له لا تعتدي“.
وتابع الأمين العام لحزب الله أنه لا يمكن تفسير بناء الإسرائيلي المفاعلات والمصانع داخل المدن سوى بالضمانات المقدمة من بعض الانظمة العربية، ولفت إلى أن “المقاومة مستهدفة اسرائيليا وعربيا ونحن بعد التوكل على الله نعمل بجدية ونستبعد حصول حرب“.
وفي الموضوع السوري، شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أن “المقاومة في لبنان عندما تتكلم بالموضوع الاسرائيلي، هذا المحور موجود فيه المقاومة اللبنانية والفلسطينية، سوريا، العراق، إيران ومعنا جزء من الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم وهو قناعتهم وثقافتهم ووجدانهم ما زال هنا”، وأضاف أن “توصيف المحور بالكامل غير دقيق، مثلا بعض المحليين السياسيين كانوا يعتبرون أنهم لقطوا شيئا على المقاومة بأن روسيا تتواصل مع اسرئيل، روسيا دولة كبيرة واحدى القوى العظمة لها علاقاتها ومصالحا تتقاطع مع قوية اقليمية ولكن لا نصنف روسيا بأنها جزء من محور المقاومة وهي لا تصنف نفسها بذلك”، وأشار إلى أنه في سوريا “فنحن وايران روسيا في موقع واحد في مجمل المعركة والتواصل على مختلف الجبهات نشعر أننا في موقع واحد“.
وعن قرار موسكو سحب جزء من قواتها من سوريا، قال السيد حسن نصر الله إن “البعض في العالم تعاطى بأن القرار الروسي في المجيء الى سوريا كان قرارا مفاجئا، ولكن هذا الامر كان يناقش مع القيادة السورية والايرانية ونحن كنا على اطلاع بهذه النقاشات، بوتين عندما أخذ قراره بالدخول الى المعركة لم يكن مفاجئا لايران أو لسوريا، بل نوقش على أعلى مستوى“.
وأعلن السيد نصرالله أن الانسحاب الروسي من سوريا هو انسحاب جزئي شبه كبير، وقال “حجم الموضوع أن قوة روسية جاءت ضمن تصور عسكري معين لاستعادة مناطق وتغيير المعادلة وتواكب عمليات الجيش السوري وحلفائه، ولكن عندما أسقطت تركيا الطائة الروسية حصل تهديد روسي بمنع خرق أي طائرة تركية للأجواء السورية وكان يمكن أن يحصل صدام تركي روسي، وهذا الامر دفع بروسيا أن ترسل قوة عسكرية لم يكن مقرر لها أن تأتي، الاتراك التزموا ضوابطهم وتم معالجة الموضوع وتهدأته، والان لم يعد هناك حاجة لبقاء هذه القوة“.
ولفت السيد حسن نصر الله إلى أن “النقاش بين العراق وروسيا وإيران كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الاركان، وتم تشكيل غرفة عمليات وطوارئ في بغداد فيها ممثلون عن العراق وروسيا وإيران وسوريا نتيجة النقاشات”، وقال إن “هناك اتصال مباشر مع روسيا ولكن لا ندخل معها بنقاشات عسكرية سياسية استراتيجة، نحن دورنا مساعد ولا ندعي أكثر من ذلك“.
وذكر السيد حسن نصر الله أن الاميركي يريد حلا سياسيا يخدم أهدافه وأهداف حلفائه، وهذا الهدف هو تغيير النظام والسيطرة على سوريا حتى تصبح سوريا دولة تابعة، وقال إن “ايران تريد حلا سياسيا في سوريا وكذلك القيادة السورية، ولكن الطرف الاخر كان يرفض بشدة”، ولفت إلى أن الاميركي أيقن أنه بالوسائل العسركية لا يمكن الوصول الى حل في سوريا، والبديل على الارض هو داعش والنصرة.
وأكد السيد حسن نصر الله أنه لا يصح أن يُمليَ الخارج على سوريا الحل السياسي بل يجب تركه الى السوريين أنفسهم، ولفت إلى أن “الاتراك يمكن أن يكونوا أكثر واقعية من السعوديين حيال شرط رحيل الرئيس الاسد، وشدد على أن “الذي يعطل أي تقدم في الحل السياسي هو السعودية، والذي يعقد الامور ويرفع سقف الشروط هو السعودي الذي لا يريد أن تنطلق العملية السياسية في سوريا“.
وأعلن السيد حسن نصر الله ان “الذي حقيقة يعتبرنا ارهاب هو آل سعود وليس السعودية، الدول العربية كنا نتمنى منها أخذ موقف”، وأضاف أن القرار اتخذ بسبب التراكم، المشروع السعودي في لبنان أنفق عليه الكثير من المال، منذ عام 2005 من اجل انهاء حالة المقاومة وحرب 2006 السعودي كان يعمل على ان تستمر الحرب وتحقق هدفها ونحن لدينا معطيات“.
وقال إن “العراق لم يستطع المجاملة في قرار مجلس التعاون الخليجي لأنه كان مستهدفاً، قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله ارهابيا هو قرار سعودي أولا والباقون يرضونها. السعودية تملك سطوة المال والاعلام والفتوى أي التكفير الديني والتكفيريين وتهدد بها من يعارضها“.
وشدد السيد نصرالله على أن مشروعهم في سوريا فشل وفي العراق فشل، وأيضا في اليمن فشل، السعودية عملت على مسح النظام الايراني بانفاق 200 مليار دولار في الحرب الصدامية على ايران، وقال إن “هناك حربا سعودية على ايران لا علاقة لها بالتشيع، والحرب على ايران سابقا قام بها آل سعود والعراق كان أداة”، وأضاف أن “كل الدنيا تعرف أن النظام السعودي عمل كي لا يحصل الاتفاق النووي وعندما حصل عمل على عدم توقيعه، والنظام السعودي سيعمل حتى لا ينفذ هذا الاتفاق“.
وأكد السيد نصر الله أن حزب الله له مكانة في العالم العربي والاسلامي، نحن لنا صدى في كل العالم والنظام السعودي لا يتحمل أن ينتقده أحد، وقال ما “جريمة الشيخ نمر النمر هو كان ينتقدهم فقط، النظام السعودي لا يتحمل الرفض والمعارضة يخاف من كلمة الحق وبالتالي كيف سيسكت حزب الله، لجأ الى مجموعات خطوات ومنها الضغط على اللبنانيين فوضعنا على لائحة الارهاب“.
وأعلن الأمين العام لحزب الله أن “كل ما قيل في موضوع البحرين أن حزب الله سلح أحدا في البحرين هو اتهام كاذب، نحن لم نرسل سلاحا الى البحرين، لم ندرب ولن نشكل أي خلايا ارهابية في البحرين”، وتابع انه “نحن لو قمنا بذلك لكان الوضع مختلفا”. وأكد أنه “نحن كنا ندعو الشعب البحريني الى السلمية واتباع القيادة العلمائية، نحن لم نشارك ولم نساعد ولن نتدخل وأي تهمة توجه لحزب الله بهذا الموضع تهمة كاذبة وظالمة، واذا بني القرار العربي على هذا الامر فهو قرار باطل، وأقول لوزراء خارجية العرب وداخلية العرب أن يدققوا بالامور“.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الحزب لا يريد صداماً مع أحد، وقال إنه “نحن نقاتل اسرائيل في المنطقة الحدودية، جاء من يستهدف محور هذ المقاومة فأضطرينا أن نذهب الى سوريا للمواجهة“.
وأكد السيد نصر الله أن “السعودية لا تريد الحوار، الايرانيين دائما يريدون حوار مع السعوديين، وظريف في أول مؤتمر صحافي له أعلن أننا نريد حوار مع السعودية، وطلب زيارة السعودية ولكن لم تحدد له الزيارة، السعودي لا يريد حوارا لا مع ايران ولا ومع سوريا ولا مع حزب الله. عندما رأى السعودي الخسارات الفادحة في المنطقة هل يذهب من موقع الضعيف؟ نحن ندعو الى كل أشكال الحوار ولكن المشكلة هو أنه يوجد نظام على درجة عالية من الغضب يقوم بمعركة مع حزب“.
وتمنى السيد حسن نصر الله على الجميع عدم تحميل الناس مسؤولية، وقال “منذ بضعة أيام قيل أن مجموعة أعتقلت في الكويت تهرب مخدرات ولكن هذا “حكي فاضي”، سيتم تركيب اتهامات لاناس مظلومين لان هذا جزء من سياق المعركة. العرب في الجاهلية الجهلاء لم يكونوا يعملون بهذه الطريقة“.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن علاقة الحزب مع كل الفصائل الفلسطينية ممتازة، وقال إن “منشأ العلاقة أن هذه الفصائل لها موقف واضح ومحسوم من اسرائيل، نحن تحالفاتنا على أساس سياسي ولم تقم على أساسي ديني أو فكري. وهذا تكوين 8 آذار، هناك قوى سياسية وطنية عروبية كانت أقرب الينا من بعض الاسلاميين المفترضين“.
وشدد السيد حسن نصر الله على أنه “منذ اليوم الاول لعودة الحريري شن هجوما على حزب الله، الحوار موجود بين حزب الله والمستقبل، لكن لم نرى ايجابية، هم يحاولون جمع الوضع اللبناني والطلبات السعودية“.
وبخصوص العلاقة مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، قال السيد نصر الله إن “علاقتنا مع روحاني قديمة، والجمهورية الاسلامية نظاما وقائدا وحكومة ما تكنه لحركات المقاومة وخصوصا حزب الله لا شك فيه، وأنا التقيت روحاني في ايران بعد انتخابه وكان لقاء موسعا وتم التأكيد فيه على العلاقة القديمة فيما بيننا“.
وتابع أنه “منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وكان الامام الخميني موجود كان هناك تيارات سياسية متفاوتة في وجهات النظر من بينها الموضوع القتصادي والسياسات الخارجية، ولكن في موضوع القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي، لا خلاف بين هذه التيارات بل اجماع على المستوى السياسي والرؤية العقائدية، وهناك علاقة وطيدة قديمة ومودة بين حزب الله والقيادات المختلفة في هذه التيارات، يهمنا ايران الداعمة للقضية الفسلطينية“.
وأعلن السيد نصر الله أن كل ما “يقال عن انسحابنا من سوريا غير صحيح، بقائنا في سوريا مرتبط هدف، ونحن نساهم في منع سقوط سوريا في ايدي داعش والنصرة، وكان واضح أن هذه الجماعات لا تتحمل انتخابات ولا ديمقراطية ويكفرون من يقف على صناديق الانتخابات، وإذا سقطت سوريا في يد داعش والنصرة ستذهب سوريا ويذهب لبنان“.
وقال إنه “نحن ذهبنا لهذا الهدف وطالما هذا الهدف يحتاجنا سنكون حيث يجب أن نكون، نحن حزب الله قدرنا ووظيفتنا ومصيرنا ومصير أخواننا في سوريا واحد”، وأضاف “نحن نريد حقن الدماء وأن تحقق بعض مطالب المعارضة المحقة“.