التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 19/3/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
حيثيات الانتخابات التمهيدية لا زالت تحتل المساحة الاوفر من اهتمامات الرأي العام ودوائر صنعه من وسائل اعلام متعددة ومراكز ابحاث ومؤسسات عامة. واشتدت وطأة التنافس لدى الحزبين ومرشحيهما، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، واللذين سينالا ترشيح حزبيهما، على الارجح.
سيستعرض قسم التحليل آفاق اعلان روسيا “المفاجيء” لسحب قسم كبير من قواتها العاملة من سوريا، وانعكاساتها على الجدل الاميركي والرؤى المستقبلية في ظل شبه اجماع بأنها “حققت المهام المطلوبة منها.”
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
عقيدة اوباما
اثارت سلسلة مقابلات مع الرئيس اوباما ردود فعل متباينة لدى مؤيديه، ومشاعر الاحباط لدى خصومه لما اعتبر تقويض لمكانة وهيبة الولايات المتحدة وتنديد بحلفائها التقليديين. واعرب معهد هدسون عن اعتقاده ان المقابلة المنشورة في مجلة اتلانتيك تشير الى ان اوباما ينظر الى “حلفائه كمصدر ازعاج في غالب الاحيان .. اذ وصف كل من فرنسا والمملكة المتحدة بالمتسلقين.” واضاف ان رواية اوباما تشير الى مشاعر الغبن والضغينة التي تملكته لعدم تنفيذ “ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي بوعودهما لشغل مركز الصدارة في الاطاحة بنظام معمر القذافي .. فالاول انشغل بامور اخرى والثاني اثبت انه متباهي.” واضاف ان الرئيس اوباما “دهش لتلك المباغتة وتوصل الى قناعة مفادها انه لا يمكن للرئيس الاميركي ان يقود من الخلف .. واضحى غاضب من عدم القدرة على تطويع الواقع لاحلامه.”
http://www.hudson.org/research/12303-iranian-impunity
بالمقابل، اعتبر معهد بروكينغز سلسلة المقابلات المشار اليها بأن الرئيس اوباما “نجح في الظهور بمظهر شخصية تكنوقراطية حديثة، تتميز بالقدرة على التكيف والصمود امام مشاعر الحياة السياسية المثيرة.” واوضح ان اوباما “يتمتع بالحكمة والروية بينما (خصومه) متهورون .. واثبت انه رئيس تحركه ضوابط ايديولوجية يتحلى برؤيا عالمية متطورة بل متماسكة فلسفيا.” واردف المعهد ان الرئيس اوباما “لم يكن ذكيا فحسب، بل عبقري” في سرديته.
http://www.brookings.edu/blogs/markaz/posts/2016/03/12-how-iraq-warped-obama-worldview-hamid
سوريا
انفرد معهد كارنيغي من بين اقرانه في مراكز الابحاث الاخرى باسباغ تفسير واقعي لاعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته “نظرا لبلوغه كافة اهدافه.” واضاف ان روسيا “غير ملتزمة ببقاء الاسد بصرف النظر عن الكلفة، وما تبنيها لوثيقة الحل السياسي الا ترجمة لرؤيتها بأن المسار السياسي والمرحلة الانتقالية ستفضيان الى رحيل الاسد .. بكرامة دون ان يواجه مصير مشابه لمعمر القذافي.” واستدرك بالقول ان “وقف اطلاق النار الراهن هش مما يعزز اهمية الخروج الان” من سوريا. واستطرد بالقول ان اثبت وقف اطلاق النار فعاليته “سيكون بوسع روسيا اعلان النصر. اما ان اندلعت الاشتباكات مرة اخرى، فان المسؤولية لن تقع على كاهلها ..”
http://carnegie.ru/commentary/2016/03/15/well-timed-retreat-russia-pulls-back-from-syria/iv6k
جدد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى نظريته حول انشاء مناطق آمنة في سوريا “وضم اسرائيل للمناقشات المعنية بالمناطق الآمنة .. بل مساهمة اسرائيل في المستلزمات العسكرية.” واوضح ان “اسرائيل يمكنها ان تلعب دورا مساعدا فعالا من خلال مشاركتها المعلومات الاستخباراتية حول الديناميات على الارض وتقديم بعض المساعدة الانسانية.” وفي حال “نجاح اقامتها، فكيف سترد اسرائيل على ذلك.” واوضح ان الاجابة “تعتمد جزئيا على موقع المنطقة. اذ من غير المتوقع ان تحرك اسرائيل ساكنا ردا على انشاء منطقة على الحدود الشمالية مع تركيا، وقد تقدم بعض الدعم لانشاء منطقة آمنة على طول الحدود الاردنية السورية، نظرا لأهميتها من وجهة نظر عمّان.” واستشهد المعهد بدراسة صادرة في شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي قام بها مسؤوليْن في الشؤون الأمنية “الاسرائيلية” واللذين اعربا عن ان “لاسرائيل مصلحة استراتيجية والتزام طويل المدى بضمان سلامة المملكة الاردنية الهاشمية وأمنها واستقرارها وازدهارها،” مستطردا ان “اسرائيل توفر الدعم للاردن على صعد متعددة – ابرزها مساعدته في تحمل اعباء هجرة اللاجئين السوريين باعداد كبيرة.” وخلص بالقول ان “بامكان منطقة آمنة في الجنوب (السوري) ان تخدم كافة تلك المصالح.” واستدرك قائلا ان “معظم تلك التوصيات قدمت قبل التدخل العسكري الروسي .. (اما) اذا عارضت روسيا انشاء منطقة آمنة في الجنوب، فمن غير المرجح ان تساهم اسرائيل عسكريا في الجهود المبذولة لهذه الغاية.”
الدولة الاسلامية – داعش
اجرى معهد الدراسات الحربية تجارب نظرية على جملة خيارات محتملة من شأنها “توفير الاسس العملية لجهود الولايات المتحدة بتدمير تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة في العراق وسوريا.” واوضح انه ينبغي “تحقيق اربعة اهداف استراتيجية لضمان المصالح الوطنية الحيوية وتـوفير الأمن للوطن.” وحدد تلك المهام: تدمير تجمعات العدو؛ انهاء الحروب المذهبية والطائفية؛ وضع قواعد صارمة لضمان عدم اعادة تشكيل تجمعات العدو؛ تخليص العراق وسوريا من النزاعات الاقليمية والدولية.
ليبيا
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الدول الغربية المعنية من مغبة قصف مواقع الدولة الاسلامية في ليبيا، لما سيتركه من تعقيدات “على جهود استعادة الاستقرار” هناك. واضاف “قبل ان نضيف حربا رابعة في الاقليم، بعد العراق وسوريا واليمن، ينبغي علينا التقدم باستراتيجية متماسكة لتحقيق الاستقرار بالتزامن مع استهداف الدولة الاسلامية.” ونبه صناع القرار الى انه يتعين “كسب تأييد المجموعات الليبية المسلحة الاخرى لقوات خارجية على اسس دائمة .. وابراز قدرة المجتمع الدولي على توفير الدعم لليبيا بغية ترسيخ عملية حكم نافذة، واستغلال عائداتها النفطية لتوفير احتياجات المدنيين الملحة والتوجه بعدئذ الى شؤون التنمية.” واستطر بالقول ان التوجهات الغربية الراهنة “لشن حرب .. تقترب من تعريف الجنون التقليدي – اي تكرار ذات الاخطاء وتوقع نتائج مغايرة.” وحث صناع القرار على ان المضي بشن “حرب رابعة .. تستوجب تأييد من الكونغرس والشعب والحلفاء ايضا، او عدم القيام بها في المقام الاول.”
http://csis.org/publication/poking-hornets-nest-libya-war-four-and-time-we-get-it-right
افغانستان
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده بأن ادارة الرئيس اوباما لا تولي اهمية كافية لافغانستان، مذكرا انه لا ينوي المطالبة “بتعزيز مزيد من القوات الاميركية والانخراط في عمليات عسكرية مجددا” هناك. بل المطلوب رفد عديد القوات الراهنة “بعدد كافٍ من المستشارين .. وتوفير تعزيزات جوية منقولة للقيام بمهام الطواريء، ووحدات من القوات الخاصة والحرس .. لنحو 18،000 عنصر كحد اقصى وربما اقل من ذلك بكثير.” وحث صناع القرار على اعتماد “نجاح القوات الافغانية كمقياس لحجم تخفيض القوات (الاميركي)، وليس بناء على مواعيد نهائية بشكل تعسفي .. مما سيحفز القوات الافغانية القيام بمهامها وهو العنصر المفقود حاليا.”
http://csis.org/publication/afghanistan-shift-conditions-based-strategy-or-lose-forgotten-war
حلف الناتو
انعقاد قمة دول حلف الاطلسي، في شهر تموز المقبل، كان محور اهتمام صندوق مارشال الالماني لترابط الاهتمامات “بالازمة السورية وشرقي البحر المتوسط.” وحث الدول المشاركة على “اتخاذ عدد من الخطوات لتعزيز هيبتها في الشطر الجنوبي .. منها باستطاعة الحلف انشاء قوة انذار اكبر خارج بحر ايجه، ونشر وحدات من قوات الاحتياط في شرقي ووسط البحر المتوسط من مقرها في القاعدة البحرية والجوية في سيغونيلا؛ واتخاذ مبادرات جديدة من شأنها ردع الاخطار على أمن تركيا وسيادة اراضيها، بما فيها تنامي التواجد العسكري لروسيا في المنطقة؛ تكريس موارد اضافية ودعم سياسي لمشروع الحلف – بحوار المتوسط ومبادرة تعاون اسطانبول.” ولفت الصندوق انظار اعضاء الحلف الى “انفتاح واستعداد المنطقة العربية عقد تعاون اكبر مع حلف الناتو، والتي عادة لا يتم الاقرار بها.”
http://www.gmfus.org/publications/nato-world-disorder-making-alliance-ready-warsaw