مشكلة المعلمة الفلسطينية: تسفي برئيل
ليس هناك دليل أفضل حول المؤامرة اللاسامية من منح مبلغ مليون دولار، جائزة المعلم الافضل في العالم، لحنان الحروب وهي المعلمة من مخيم الدهيشة للاجئين التي أبدعت خطة تعليمية بعنوان «لا للعنف».
يا لخيبة الأمل ويا للاحباط. صحيح أنه لم يكن هناك أي إسرائيلي مرشح لهذه الجائزة، وحتى لو كان هناك مرشح فانه لن يستدعى إلى دبي لأن صندوق «فوركي» الذي منح الجائزة موجود هناك. هل هكذا وبشكل فظ تم تحطيم الاستراتيجية التي تعتمد على ادعاء التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل؟
اعطاء فلسطينية سلاحا دعائيا يصور أبناء شعبها على أنهم غير عنيفين، كمن يبذل الجهد لازالة الغضب والتوتر والكراهية ويقترح البديل للسكاكين والعمليات؟ كيف استطاع الحكام تجاهل ما يحدث في الشوارع؟ كيف تجرأوا على منح مليون دولار وهو قيمة جائزة نوبل لمن تقوم في نهاية المطاف بتعليم الاولاد كيف يقطعون الشارع بسلام؟
البابا ورئيس حكومة بريطانيا واشخاص آخرون سارعوا إلى تهنئة الحروب على فوزها، لكن إسرائيل لم تقع في هذا الفخ. فلم يتصل أحد من وزراء الحكومة أو رئيسها لتهنئة الفائزة أو تهنئة رئيس السلطة الفلسطينية. هناك من سارع للكشف عن هذه الخدعة وطلب معرفة كم ستتبرع الفائزة من هذه الجائزة لحماس. ليس هناك طريقة أفضل من هذه الطريقة لتبييض أموال تمويل المنظمات الإرهابية.
يجب ايضا فحص إذا كان على الحروب أن تدفع ضريبة على الجائزة ـ لأنها حصلت على هذا المبلغ وهي تحت السيطرة الإسرائيلية.
إن اهانة إسرائيل أعمق على ضوء الجهد الذي يتم بذله هنا لاقتلاع أي نوع من التعاون الإسرائيلي الفلسطيني قبل أن يزدهر. لقد قاموا باحراق المدرسة ثنائية اللغة وقامت وزارة التعليم بتحييد كتاب دوريت رببيان «جدار حي» الذي يتحدث عن علاقة بين عربي ويهودية. زواج بين يهودية وعربي تعرض للانتقاد. عروض مسرحية تتحدث عن مفارقات الفلسطينيين أو ترمز إلى فظاعة الاحتلال، تخسر الميزانيات الحكومية بتهمة التآمر ضد الدولة. كتاب المدنيات الذي يتجرأ على إصلاح التاريخ المشوه يتم إلقاؤه في القمامة ويتم طرد مؤلفيه إلى ما وراء جدار الوطنية.
الإسرائيليون لن ينكشفوا على الدعاية والتحريض الفلسطيني. لا يجب علينا أن ننقل أو نسمح لذلك بالدخول إلى الشعر والمنصة والسينما وكتب التعليم في إسرائيل. السور الواقي يجب أن يكون ناجعا ومحكم الاغلاق. لا يجب أن نسمع أو نرى أو نتحدث. ومن يدعو إلى عدم العنف في إسرائيل يتم تصنيفه على أنه مشتبه بالخيانة أو على الأقل غبي يؤمن بالتعايش في الفترة التي واضح فيها من هو العدو.
الانصياع لدينا سيكون كاملا وليس كما هو الحال لدى الفلسطينيين. هناك معلمة، أي امرأة، قامت بتأليف كتاب وأوجدت ألعابا تعليمية لتشجيع الاولاد على فهم الآخر ومواجهة المشكلات بطرق غير عنيفة.
المشكلة مع المعلمة الفلسطينية مزدوجة. فقد قامت بارشاد معلمين آخرين عن كيفية استخدام طرقها التعليمية، وبذلك قامت بنشر ثقافة عدم العنف تحت أنف السلطة الإسرائيلية ـ لكن الفشل الحقيقي في هذا الموضوع هو أنهم في إسرائيل لم يكتشفوا نشاطها قبل وقت ولم يهتموا بكونها تنافس على جائزة المعلم الافضل ولم يتابعوا عملية التحكيم. المفاجأة الصعبة كانت كاملة. من كان يعتقد أنه في جهاز التعليم الفلسطيني المملوء بالتحريض الذي يبرر جمود العملية السياسية، توجد خطة خطرة إلى هذا الحد حول تعليم اللاعنف.
هآرتس