بين المؤسسة والميدان: بوعز بسموت
جزء من المؤسسة الجمهورية يلعب بالنار. فهو لا يريد دونالد ترامب. هذا واضح جدا وهو مشروع ايضا. لكن الهجوم على المرشح المتقدم في الوقت الحالي داخل الحزب مع مرشحين اثنين من الجمهوريين للرئاسة في 2008 و2012، جون مكين وميت رومني، قد يحول ترامب إلى مقدس معذب. المفارقة صعبة جدا: إنهم لا يريدون الادعاء أنه غير ملائم. وفي المقابل، الجمهور يصوت لترامب.
في بداية المنافسة لم يشعر البعض من المؤسسة بالميدان ـ الامر الذي سمح لترامب بالتحليق. واليوم ايضا يبدو أن المؤسسة لم تفهم الميدان، وهذه المرة بتدخله الفظ حيث أنه سيساعد الملياردير على الانتصار. بداية الحل جاءت الليلة مع وصول نتائج الانتخابات التمهيدية في كنزاس وكنتاكي ولويزيانا ومين. وحتى الآن فانه كلما هاجموا ترامب كلما زادت قوته.
خلافا للانتخابات التمهيدية عند الديمقراطيين، فانه صحيح أن ترامب يحظى بالانتصار في 10 ولايات من أصل 15، لكنه لم ينجح بعد مثل هيلاري في الهرب. تيد كروز الذي كرهته المؤسسة إلى أن جاء ترامب في 16 حزيران، نجح بشكل لا بأس به في الولايات التي كانت فيها الانتخابات التمهيدية تقتصر فقط على من يمثلون الجمهوريين (مثل التي جرت هذه الليلة).
ورغم عدم تأييد أي جمهوري للسناتور تيد كروز الذي لا تربطه علاقة جيدة مع زملائه في واشنطن. إلا أن المؤسسة ترددت في البدء بين بوش وبين روبيو وعارضت كروز وتجاهلت ترامب. المؤسسة الآن في مشكلة: ما الذي ستفعله في حين أنها لا تريد أي من المتقدمين، ولا سيما الذي في المكان الاول.
مايك هاكبي، حاكم اركانسو السابق، والذي كان مرشحا للرئاسة هذا العام ايضا، يحذر المؤسسة من تحويل الانتخابات التمهيدية من انتخابات إلى تعيين. الجمهور لا يحب هذا. قد تحترق الارض وتحرق البيت. 78 في المئة من مؤيدي ترامب اعلنوا أنه بغض النظر عما يفعله ترامب فانهم لا ينوون تغيير رأيهم. وما لا يقل أهمية هو المعطى التالي: في يوم الثلاثاء العظيم فاز ترامب بأصوات 70 في المئة من الناخبين الذين يريدون أن يكون الرئيس القادم من الخارج. الخارجي ليس روبيو ولا كروز، بل ترامب. ترامب يتفوق ايضا في جميع المعايير، الامر الذي سيزيد من نجاحه ووجع الرأس الذي سيسببه للحزب.
يمكن أن المؤسسة تفعل الكثير وبشكل متأخر، ويمكن أن الجمهور الجمهوري قد ضاق ذرعا بواشنطن وهو خائب الأمل بسبب الوضع الاقتصادي ويعتبر الملياردير منقذ. لقد جندت المؤسسة للمعركة ميت رومني الذي تحول إلى حامل راية معاداة ترامب. رومني، لمن نسي، خسر في 2012 أمام اوباما، وفي 2008 أمام مكين. وهذه الانتخابات هي من اجل اعادة أمريكا منتصرة. ورومني ليس هو الشخصي الصحيح.
عدم نسيان العدو
يمكن أنه لا خيار أمام المؤسسة وأن عليها المهاجمة. الآن وإلا فلا. يمكن أن مفاجآت اخرى في انتظارنا. أما الآن فان القصة الكبيرة هي كيف يمكن كبح ترامب. ولا يجب أن ينسى الجمهوريون من هو العدو الحقيقي لأنهم سيحولون هيلاري كلينتون إلى أمل الجمهوريين. وبذلك خسارة الميدان كليا.
اسرائيل اليوم