تحقيق مستقيم وحذِر: دان مرغليت
الجيش الإسرائيلي هو المنظمة الاكثر تعرضا للاصابة من ظاهرة التحرشات الجنسية. ليس فقط بسبب حجمه وانتشاره، بل ايضا بسبب الالتقاء الدراماتيكي بين شابات صغيرات يخرجن من البيت ـ «الليلة الاولى بدون الأم» ـ وبين ضباط بالغين يقضون ايام طويلة خارج البيت.
منذ سنوات تجندت نشيطات من اجل حقوق النساء وقادة الجيش لتغيير الواقع بشكل كبير. ليس فقط المنع الجنائي الذي هو أساس الصراع، بل ايضا الحالة النفسية التي تمنع العلاقات التي كانت في الماضي شرعية وتلك التي لم تكن.
في السنوات الاخيرة تغلغل الواقع الجديد إلى وعي الجمهور. وفي العام الذي يوجد فيه غادي آيزنكوت رئيسا للاركان، صعد الامر درجة اخرى. فهو لم يبدأ في بناء الوعي المطلوب لكنه أضاف لبنة. النجاح يستدعي معالجة ناجعة وليس فقط جوهرية. والأحداث التي تدور في هذه الايام حول بوخارس هي البرهان على ذلك. شيء من النوع الذي لا يكفي لتحقيق العدالة، إلا أنه يمكن مشاهدته.
هذا لا يعني أن بوخارس (أو كل من قدمت ضده شكوى) مُدان مسبقا. وكما يعرف الجمهور عن الشكاوى الفعلية فلن تغيب عنا الحالات التي شكلت فيها الشكاوى انتقاما أو أن أساسها ضعيف مقارنة مع البداية. كل ذلك يتطلب التحقيق في ظروف ملائمة والحذر من التمسك بهذا الموقف أو ذاك.
أمس تم اضافة مجندة مشتكية هي ب. وبوخارس يقول إنها صديقة قريبة للمشتكية أ. وفي المقابل هناك مجندات يدافعن عن القائد. أمس بدا أن وضعه أصبح أكثر سوء، لكن من يعرف الجهاز يعرف أن الطريق طويل. ويبدو أن العمل الصحيح الان هو افساح المجال للتحقيق وايجاد شهادات مجندات، إذا كانت هناك.
الآونة الاخيرة عرفت عدد كبير من القضايا العامة التي تتعلق بالتحرش الجنسي. وقد تجاوزت اطار الجيش إلى الحياة المدنية. ووضعت ايضا معايير جديدة للعقاب بدون محاكمة، بما في ذلك من ايجابيات وسلبيات. مع ذلك، حادثة بوخارس مختلفة واستثنائية رغم عدم وجود تفسير لماذا.
وسواء اخطأ أم لم يخطيء، فان الظروف مثل البالون الفارغ أو الحقيقة الصعبة التي تحمل في ثناياها مواد لقصة ادبية كبيرة بعيدة عن الحسم القضائي المتوقع في القضية التي تضرب بيت بوخارس وعائلة مجندة مجهولة.
إسرائيل اليوم