تركيا وإسرائيل وحقل الألغام: دان مرغليت
السرعة التي تبشر فيها انقرة أنها قريبا ستعيد علاقاتها الطبيعية مع إسرائيل، تشير الى الضائقة السياسية التي وضع فيها رجب طيب اردوغان بلاده.
هذا نبأ جيد دائما، سواء كان أساسه يعكس واقعا مختلفا عن النغمة المعادية التي أدخلها في الحوار بين الدولتين منذ قضية القافلة البحرية أو اذا كانت مبكرة جدا، لكنها تضخم الانطباع بأن فجر نجاح مهم ينتظر إسرائيل.
العلاقات السليمة مع تركيا هي مصلحة إسرائيلية واضحة. فقد طلب بن غوريون في حينه اختراق الحصار المشدد للدول العربية على إسرائيل من خلال تطوير العلاقات مع إيران وتركيا واثيوبيا من اجل الوصول الى الجبهة الداخلية في مصر وسوريا ولبنان.
الآن الصورة الجغرافية تختلف (اتفاق السلام مع مصر والاردن والتفاهمات مع السعودية)، لكن الخطوة الإسرائيلية التي يقوم بها بنيامين نتنياهو تشبه سياسة «الاطارات» (هكذا سميت في عهد بن غوريون). ويمكن أن تكون ثمار سياسية في القريب.
مع ذلك، يمكن الافتراض أن العلاقة مع تركيا لن تؤدي الى ذروة التعاون الذي عرفناه عندما أُدير النظام العثماني في البلاد حسب دستور أتاتورك. استئناف العلاقة سيزعج روسيا ومصر اللتان هما عدوتين للنظام في انقرة بسبب تقربه من الاخوان المسلمين وحماس. لكن بالنسبة لإسرائيل هذه «مشاكل الاغنياء».
يجب الحذر من التفاؤل الكبير لتركيا، حيث أن «العجلة من الشيطان». اردوغان ينظر الى الغاز الذي ستقوم إسرائيل باستخراجه. ولكن من اجل اعطائه له يجب اطالة الانبوب وهذا مكلف جدا. واردوغان يأمل بالحصول على استثمارات إسرائيلية أو دولية. يجب الحذر من التقلبات التي اظهرها مع القدس، الامر الذي قد يعيد المقاطعة. في اللحظة التي يتصالح فيها مع روسيا فهو سيفضل غازها. والاستثمار في الانبوب سيزيد من التعلق الإسرائيلي بتركيا وليس العكس.
الامر الاساسي مرتبط بغزة. فعلى تركيا الكف عن استضافة قادة حماس الارهابيين. ويجب عليها اثبات استعدادها لوقف ذلك. عليها ايضا الكف عن الضغط على إسرائيل حول بناء ميناء مستقل في البحر الابيض المتوسط لصالح الارهاب في غزة. السفير السابق فيني افيفي، ذكر أمس أن هذه الفكرة كانت مقبولة في بداية القرن الواحد والعشرين ولكن ضمن قيود. يمكن أن هذا محبذ، لكنه ليس شأن أنقرة الوحيد.
جهات دولية تريد الحصول على الشكر بسبب هذه الخطوة التي فيها اشكالية. إسرائيل تفضل أن تعطي الفضل لمصر أو الولايات المتحدة فيما يتعلق بالميناء في غزة، ويمكن لتركيا ايضا، لكن ليس لها وحدها. يفضل التقدم ومن الضروري التقدم. ولكن مثل التقدم في حقل للالغام.
إسرائيل اليوم