التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية
الاهتمام الاميركي الاكبر، شعبيا ورسميا، انتقل الى الانتخابات التمهيدية في ولايات متعددة، لا سيما وان حزمة من اثنتي عشر ولاية ستعقد انتخاباتها بالتزامن يوم الثلاثاء المقبل، 1 آذار، وما سيترتب عليها من صقل اللوحة الانتخابية. أهميتها الاستثنائية تتمثل في عدد مقاعد المندوبين عن الحزب الجمهوري التي يبلغ مجموعها 595 اي نحو 25% من العدد الاجمالي 1237 للفوز بترشيح الحزب في مؤتمره المقبل. بالمقابل، يعوّل الحزب الديموقراطي ايضا على نتائج تلك الولايات التي يبلغ تعداد مندوبيها 1400 مقعدا من مجموع 2383 في المؤتمر العام. اضافة لتلك الاهمية تتضمن تلك الولايات 130 مقعدا لصالح الحزب الديموقراطي منفصلة عن عدد المندوبين آنف الذكر، وتعرف “بالمندوبين الفائضين” الذين اعلن غالبيتهم العظمى عن تأييده للمرشحة هيلاري كلينتون.
سيستعرض قسم التحليل آفاق الاتفاق الدولي لوقف الاعمال العسكرية في سوريا، بنظرة فاحصة على الزاوية الاميركية وما تراه من حظوظ للنجاح وصدقية استمراره.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
سوريا
في سياق استعراض اتفاق وقف اطلاق النار اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن عظيم شكوكه بتنفيذ بنود الاتفاق قائلا ان “موسكو ودمشق تتقيدان بخطة السلام (الواردة) في قرار مجلس الأمن 2254، ولكن بشروطهما الخاصة وبصورة مؤقتة فقط .. وكوسيلة مرحب بها لدرء الهجمات المضادة” من قبل المسلحين. واوضح ان الاتفاق ينطوي على رسالة قوية من موسكو لأنقرة “اذا لم تسحبي دعمك للمعارضة وتغلقي الحدود، سنقوم نحن بذلك بمساعدة الاكراد السوريين .. نظرا لقناعة بوتين ان انقرة ستواجه صعوبة كبيرة في حشد الارادة السياسية الضرورية لارسال قوات فعلا الى سوريا، وعدم توفر الارادة لدى واشنطن بدعم تدخل عسكري تركي.” واضاف ان موسكو تقدمت بلعب دور “حامي الاكراد” في سوريا عبر مشروع قرار لمجلس الأمن يدين القصف التركي للقرى الكردية في سوريا.” وخلص بالقول ان “القادة الغربيين وجدوا انفسهم امام خيارين: اما قبول ما تقدمه موسكو (وقف اطلاق النار)، او التمسك بهدف يزداد صعوبة وهو الانتقال السياسي المشروط برحيل الاسد .. (فالاول) يعني ان تركيا ستجد نفسها عندئذ معزولة ومرغمة على الحد من دعمها (للمسلحين) وتبقى مسألة ملايين اللاجئين الذين انتجهم الصراع افضل وسيلة ضغط” للرئيس بوتين يستخدمها ضد اعداء الرئيس الاسد.
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/ceasefire-and-elections-in-syria-putin-still-a-step-ahead
اعتبر معهد ابحاث السياسة الخارجية اعلان السعودية بتعزيز حضورها العسكري المباشر في سوريا خطوة ايجابية كونها “قد تشكل من سخريات القدر لمظهر ناجح لسياسة الرئيس اوباما .. بعد حثه السعودية ودول الخليج الانخراط في اللعبة،” العام الماضي. واوضح ان قرار الرياض نضج “عقب فشل نفوذ الولايات المتحدة بالتأثير على سير المفاوضات في جنيف-3.” واضاف ان النتيجة التي خرجت بها الرياض “غياب تام لبديل عن قيادة اميركية للوقوف بوجه نظام الاسد .. والانضمام لأنقره كوسيلة ضغط مشتركة على واشنطن لحملها على اظهار مزيد من الحزم.” وخلص بالقول ان “الاعلان السعودي التركي المشترك” بتدخل عسكري مباشر في سوريا “يشكل سياسة اللعب على حافة الهاوية” للضغط على واشنطن.
http://www.fpri.org/article/2016/02/saudi-brinkmanship-syrian-war/
رحب صندوق مارشال الالماني بتعزيز علاقات التعاون بين تركيا والاتحاد الاوروبي “كنتيجة لأزمة اللاجئين السوريين .. وعقب توجيه انتقادات للاتحاد خلال العقد الماضي بتراجع نفوذه عند تركيا لحثها على ادخال اصلاحات ديموقراطية.” واوضح ان الجانب التركي استخدم ورقة مساومة بالغة الأهمية بادارته الهجرة غير المنظمة كوسيلة ضغط على الاتحاد الاوروبي ..” واثنى الصندوق على توجهات الاتحاد الاوروبي لتوسيع نطاق سياساته الخارجية “التي اثبتت جدواها .. وانضمام تركيا لذلك الجهد يصب في خدمة استراتيجة الاتحاد وسياساته الخارجية.”
http://www.gmfus.org/publications/eu-turkey-action-plan-imperfect-also-pragmatic
تمدد داعش
استعرض معهد كارنيغي ما اسماه “النزاع لتعاليم الدينية بين الدولة الاسلامية والسعودية،” مرجحا انه “تسابق الطرفين على كسب روح الوهابية ..” واوضح ان الحركات الجهادية والسلفية تقدمت في هذا المضمار “وقدمت نفسها على انها الوريث الشرعي للطريقة الوهابية واستحوذت على مواردها النصية،” كما ان الدولة الاسلامية “تشكل تتويجا لذلك الجهد.” واضاف ان شرعية “الاسرة السعودية الحاكمة مستمدة من دعمها المتواصل (للوهابية)، وان تضررت العلاقة بينهما فان المرجح انتشار الفوضى في عموم الجزيرة العربية.”
http://carnegieendowment.org/2016/02/18/kingdom-and-caliphate-duel-of-islamic-states/iu4w
تناولت مؤسسة هاريتاج ظاهرة تمدد تنظيم الدولة الاسلامية الى افغانستان وليبيا، مرتكزة الى تحذيرات اطلقها رئيس هيئة الاركان، جوزيف دنفورد، بان بلاده تنظر في شن “عملية عسكرية حاسمة” ضد قواعد التنظيم في ليبيا. وشككت المؤسسة في تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي اطلقها خلال جولته الاخيرة في اوروبا بأن “قوات التحالف الدولي حققت انجازات ضد داعش في سوريا والعراق، التي ان صحت ستوحي باخبار جيدة، لكنها ليست جيدة بما فيه الكفاية.” واضافت محذرة من “تمدد دولة الخلافة ابعد من حدود سوريا والعراق،” مما يستدعي تكثيف الجهود الحالية مع الحلفاء ضد داعش.
http://www.heritage.org/research/commentary/2016/2/brookes-fear-grows-as-islamic-state-spreads
الجزائر
اشار معهد كارنيغي الى التداعيات الداخلية التي سيتركها تدهور اسعار النفط على برامج التنمية الداخلية في الجزائر، عقب نجاح الدولة في “شراء” الاستقرار الداخلي عبر “الانفاق الاستراتيجي .. وتجاهلها للدعوات المنادية بالاصلاحات السياسية والاقتصادية.” واضاف ان الازمة تتفاقم في ابعادها اذا ما اضيف اليها “خلافة الرئيس بوتفليقة .. والعلاقة الضبابية بين الجيش والطبقة السياسية الهرمة، والشكوك المتزايدة حول قدرة الطرفين” ضبط ايقاعات التوازن بينهما. وانتقد المعهد سياسة الحكومة الجزائرية الراهنة لعدم انصاتها لتوصيات المجتمع الدولي المتمثلة “بخفض الانفاق الاجتماعي، (وتسليم) الاعانات، (والاستمرار) في برامج الرعاية الاجتماعية،” على الرغم من تراجع عائدات الدولة من النفط “وعزوف الاستثمارات الاجنبية” عن التوجه للسوق الجزائري. وحث المعهد الحكومة الجزائرية على “اعادة النظر بفرضياتها السابقة حول ادامة الاستقرار” ونضوج ظروف الاحتجاجات الشعبية التي تتزايد باضطراد.
http://carnegie-mec.org/2016/02/11/running-low-algeria-s-fiscal-challenges-and-implications-for-stability/itu8
ايران
الانتخابات الايرانية الجارية كانت محطة اهتمام المجلس الاميركي للسياسة الخارجية، متهما “الطبقة الحاكمة في ايران باتقان لعبة القط والفأر .. وترويج ديموقراطيتها للجمهور الغربي الساذج.” واضاف ان الأطر الثلاث الحاكمة في ايران “المرشد الاعلى ومجلس الخبراء ومجلس الشورى تحيل الممارسة الديوقراطية الحقة الى اضحوكة.” ومضى بالقول ان السلطات الايرانية المختصة قررت استبعاد 635 مرشحا من مجموع 801 لخوض الانتخابات “لدواعي ايديولوجية يعزز عزم (الاطر) حماية النظام وتوطيد التوجهات الايديولوجية للمتشددين.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3104
افغانستان
يحرص مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية على توجيه سهام انتقاداته لسياسات الرئيس اوباما، خاصة في افغانستان، نظرا لتلكئها في اعلان موعد نهائي لانسحاب القوات الاميركية، بل “مددت ببطء الفترة الزمنية التي تنوي الابقاء على قواتها العسكرية هناك.” واضاف ان البيت الابيض “لم يفلح يوما في الانتقال من انجاز الانسحاب الى حل يستند على الظروف الحقيقية لافغانستان والمنطقة. كما انه لم يعلن عن استراتيجية واقعية للتعامل مع حركة طالبان والفصائل الاخرى المعادية للحكومة.” واضاف ان اصرار الادارة على الاكتفاء بدور القوات الاميركية في مهام “التدريب والارشاد .. والاحجام عن توفير الدعم الجوي الاميركي للعمليات لا يشكل استراتيجية عالمية حقيقية.” وعبر عن خشيته من ان الرئيس اوباما “ربما” ينوي ترحيل الازمة الافغانية للرئيس الاميركي المقبل التي من شأنها “ان تصبح حبوبا سامة.”
http://csis.org/publication/afghanistan-uncertain-impact-year-transition