إسرائيل تكذب: جدعون ليفي
شاب له صوت أمريكي ـ شعر بلون فاتح، زيارة اسبوعية في الكنيس ـ يعود من ركض الصباح ويقرر الانضمام إلى مقاطعة إسرائيل. لقد سمع عن بي.دي.اس والقمع والاحتلال وهو يجمع كل ما هو موجود في بيته مما تم انتاجه في إسرائيل أو شركات تتعامل معها ـ كل البيت تقريبا ـ ويبدأ بإطلاق النار على المنتجات. فجأة يأتي شاب آخر ويقترح عليه اقتراح إطلاق النار على التوراة. فهي ايضا من انتاج إسرائيل. مطلق النار يرتدع. لقد فهم الرسالة التي توجد في نهاية الفيلم: «لا تقاطعوا الله. اشتروا البضاعة الإسرائيلية».
هذا الفيلم تم بثه من قبل «هيوفال.كوم» وهي جمعية أسسها زوجان من تنيسي. هو عمل في فيدرال اكسبرس وهي مختصة في تأهيل العائلات والتأهيل مع إسرائيل، هذا ما كتب في الموقع. هدفهما هو احضار متطوعين من أمريكا ومساعدة الإسرائيليين الذين هم المستوطنون. على موقع الجمعية يمكن التبرع بالاموال وايضا الصلاة من اجل المستوطنين. في فيلم آخر في الموقع يظهر جنود أمريكيون متقاعدون وهم يتطوعون في كرم لمستوطنة هار براخا ويصرخون: «هورا، هورا».
جمعيات اليمين كثيرة. لكن الشاب الذي اقنع صديقه بعدم مقاطعة إسرائيل قال له شيئا آخر: «معظم الفلسطينيين غير مقموعين. ومن يُقمع منهم يكون ذلك على يد حكومته. إسرائيل تقدم لهم فرص العمل، الكهرباء بالمجان وخدمات صحية واطنان من المساعدات الانسانية. كنت هناك وشاهدت». اطنان من المساعدة أم لا ـ هذه الاقوال المضحكة لا توجد فقط في «هيوفال. كوم»، فلهذه البضائع الآن يوجد مسوقون أكثر جدية ـ حكومة إسرائيل، من المشكوك فيه أن هناك من هم جديين من الأمريكيين الذين يشترون ذلك.
ما قاله الدعائي في الفيلم يقوله ايضا رئيس حكومة إسرائيل لنظيره البريطاني ديفيد كاميرون الذي أفلتت منه كلمة انتقاد نادرة حول الاحتلال في القدس حيث قال له نتنياهو: «فقط سيادة إسرائيلية في القدس تضمن للسكان العرب في المدينة شوارع، عيادات، اماكن عمل… وهذه الامور لا يحظى بها أحد في أنحاء الشرق الاوسط». هذه اهانة لثقافة كاميرون. يمكن الاشتباه بالطبع أن دعائيي إسرائيل يرشدون «هيوفال. كوم» وأمثالها. ويمكن أن أدمغة كبيرة يفكرون بشكل مشابه. ولكن لا يمكن تجاهل التغيير المحرج الذي بدأ في الدعاية الإسرائيلية.
حينما لم يعد أحد في العالم يتحدث بجدية عن عملية السلام ولا أحد يخطر بباله أن الحكومة تريد التقدم وحل الدولتين بقي كنصب تذكاري، يجب على الدعاية اعادة اكتشاف نفسها من جديد. لا يمكن القول «لا يوجد شريك» لأنه من الواضح أنهم لا يريدون. لا يمكن القول «دولتان» لأنه من الواضح أنهم لا ينوون. يجب قول شيء ـ لذلك هم يذهبون الآن إلى الدعاية الكاذبة مثل تلك التي لا يستطيع حتى جورج اورويل تخيلها في عام 1984، فهو لم يذهب بعيدا إلى هذا الحد.
الدعاية الإسرائيلية الجديدة تشمل ثلاثة مباديء، اثنان منها على الاقل اكاذيب كاملة: لا يوجد احتلال والفلسطينيون يعيشون برفاهية. نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبلي هي التي تصيغ النهج الجديد في اعقاب نتنياهو. «الاحتلال ليس احتلالا»، قالت بجدية ليوسي فيرتر («هآرتس»، 26/2). وأضافت شيئا حول الأحقية في التوراة.
هذه بالطبع أنباء جيدة: حسب المتحدثون في إسرائيل فان وضع الفلسطينيين ممتاز. فهم ليسوا مقموعين وليسوا محتلين ـ نبأ سار. وهناك ايضا أنباء جديدة: العالم غبي وكذلك الإسرائيليين، لذلك يمكن بيعهم كل شيء وبثمن بخس. والأنباء الافضل ـ إسرائيل الرسمية تخرج من المخزن سلاحها القوي: يوجد الله لذلك لا يوجد احتلال. في بداية عهد الاحتلال تجول هنا عدد من الغرباء الذين حاولوا بيع هذه البضاعة. وهي لم تقنع الكثيرين. إن اخراج هذا السلاح من جديد يؤكد أن الادعاءات الإسرائيلية قد انتهت وبقينا فقط مع الهذيان والاكاذيب.
هآرتس