سلام يدعو الحكومة لجلسة استثنائية: غيمة عابرة وستمر: غاصب المختار
تسارعت التطورات الداخلية بعد قرار السعودية تجميد الهبة المالية لدعم الجيش اللبناني والتلويح الخليجي بتدابير اخرى ضد لبنان، وتسارعت معها المزايدات السياسية لتقديم اوراق اعتماد او تسجيل موقف شعبوي، فيما الحكومة تكاد تكون على كف عفريت، خاصة بعد اعلان وزير العدل اشرف ريفي استقالته من الحكومة، وفيما يعمل رئيس الحكومة تمام سلام على لملمة الوضع ومحاولة ايجاد حل للقرار السعودي عبر تفاهم في مجلس الوزراء الذي ينعقد قبل ظهر اليوم استثنائيا بدعوة من سلام، للبحث في الموقف اللبناني وتوضيح الامور حول سياسة النأي بالنفس وماذا ومن تشمل، بعد الاستنساب في تفسير هذه السياسة .
ويبدو سلام منزعجا جدا مما آلت اليه الاوضاع الحكومية بشكل عام، لكنه ما زال يتمتع بالصبر والهدوء، وهو ابدى اعتقاده ان القرار السعودي هو غيمة عابرة وستمر، واعتبر ان استقالة ريفي ليس وقتها في هذا الظرف.
وكان هذا الموضوع مدار حديث سلام مع بعض زواره الذين استفسروه عن مسار الامور، فقال: نحن لا يمكن ان نسكت وان لا نتحرك حيال ضيم او امر يتعلق بالسعودية، وعلينا ان نؤكد تضامننا مع المملكة في ما تواجهه مع العرب وبالنيابة عن العرب، بشكل لا لبس فيه. نحن مع الاجماع العربي ولا يمكن ان نكون خارج الاجماع العربي بأي شكل من الاشكال، ولو تم في لحظة ما اتخاذ موقف او قرار باتجاه اخر، وهذا لا يمكن ان يكون سياستنا الثابتة المبنية على الاخوة العربية، من باب حرصنا على العلاقة مع الاخ الاكبر للعرب وللمسلمين، السعودية. ونحن نتطلع الى الملك سلمان على انه الحاضن لكل العرب وبشكل خاص للبنان واللبنانيين، وله مآثر كبيرة تجاه لبنان ولم نر منها الا الخير بكل الوسائل وفي كل الظروف.
واوضح سلام انه دعا الى جلسة لمجلس الوزراء اليوم لاتخاذ الموقف المناسب الرسمي والمسؤول بما لا يفسح في المجال امام اي لبس او شك وعدم وضوح في الموقف اللبناني.
وعما اذا كان يتوقع ان يتم في الجلسة توضيح سياسة النأي بالنفس وكيفية تعامل لبنان الرسمي مع القضايا العربية المطروحة، قال: ننتظر حصول الجلسة لمواجهة هذا الامر ووضع الامور في نصابها. واذا رفض اي فريق سيتحمل الكل مسؤوليته، وانا كرئيس حكومة وناطق رسمي باسمها، مسؤول مع حكومتي عن تحصين البلد وصيانة علاقاته مع الاخوة العرب، وسأقوم بما يتوجب علي.
وحول ما اذا كان سيتم التأكيد على ان القرار اللبناني غير مصادر من قبل حزب او جهة كما جاء في البيان السعودي، قال: عندما تمت دعوتنا الى الانضمام الى التحالف العربي ـ الاسلامي في مواجهة الارهاب، اتخذت موقفا فوريا على مسؤوليتي الشخصية، بالموافقة، وربما انتقدني البعض، لكني كنت حريصا على وحدة الصف العربي.
وعن تفسيره للتشاور مع الوزير جبران باسيل حول الموقف الذي تم اتخاذه، قال: هذا الامر يتم تفسيره كما اني اتشاور مع الوزير باسيل على كل امر وعلى كل صغيرة وكبيرة. لكن لنوضح انه في مؤتمر مجلس التعاون الاسلامي في جدة لم يحصل معي تشاور لا من قريب ولا من بعيد، واتُخذ الموقف بعيدا عني وبدون علمي، اما في الموقف خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية تم التشاور معي في موضوع ذكر «حزب الله» في البيان وقلنا انه لا يمكن ان نوافق، وتفهم العرب هذا الموقف. لكن هذا لا يعني اننا لم نكن قادرين على تأييد المقررات والاعتراض على بند اذا كان يتعارض مع النأي بالنفس. اما الاشارة الى ان هناك تغطية كاملة، فهذا غير صحيح، وخصوصا في ما يتعلق بالاجماع العربي حول ما تعرضت له السعودية من اعتداء سافر لا يمكن قبوله بأي شكل على سفارتها، هذا امر لا لبس عندنا فيه.
وقال: نأمل ان تتفهمنا المملكة، وعشمنا كبير بالمملكة وبالملك سلمان. وانا اكرر مناشدة الملك الاب الكبير ان يعيد النظر بالقرار المتخذ وان يساهم معنا بتعزيز هوية لبنان وشخصيته العربية.
وحول التوضيحات التي اعلنها باسيل وهل هي كافية او مقنعة، قال: في مجلس الوزراء سنتخذ القرار المناسب. سندرس كل مستلزمات اعادة الثقة واعادة العلاقات الوطيدة بيننا وبين السعودية ودول الخليج كافة، بكل ما يستوجبه الامر.
وعما اذا كان يتوقع اجراءات اخرى من قبل المملكة خاصة بعد صدور معلومات عن ان «الآتي اعظم» وان المطلوب اعتذار رسمي، قال: هذا كله من الامور المتداولة لكن غير الرسمية، وانا لم اسمع بشيء عن طلب اعتذار رسمي من لبنان.
وحول مصير الحكومة قال: تداعيات الشغور الرئاسي على لبنان تتراكم سلبيا وبالتالي تظهر في محطات وبأشكال مختلفة، فلا يمكن ان يُدار البلد في اجواء متعثرة وفي نزاع دائم بين القوى السياسية حول مصالح خاصة.
واوضح ردا على سؤال حول انعكاس وقف دعم الجيش ان «قرار دعم الجيش اتخذ لتمكينه من مواجهة الارهاب وحفظ امن البلد، وانا اعتقد ان هذه الغيمة العابرة ستمر».
(السفير)