مقالات مختارة

روسيا والأزمة اليمنية:مَنْ كان بيته مِنْ زجاج… حميدي العبدالله

 

دأبت كل من السعودية والولايات المتحدة على توجيه الاتهام لروسيا باستهداف المدنيين في سورية عبر الغارات التي يشنها الطيران الروسي ضد مواقع التنظيمات المسلحة .

وعلى الرغم من أن موسكو أوضحت أكثر من مرة أنها لا تستهدف المدنيين في سورية، وليس ثمة ما يدفعها لاستهدافهم, إلا أن التصريحات الأميركية والسعودية واظبت على توجيه الاتهامات لروسيا.

الإصرار على توجيه الاتهامات لروسيا دفع ممثل روسيا في الأمم المتحدة للرد على هذه الاتهامات الكاذبة، ولم يكتف بالإدلاء بتصريحات تنفي استهداف المدنيين من قبل الطائرات الروسية، بل ذهب أبعد من ذلك كما أشار مراسل صحيفة «الأخبار اللبنانية» في نيويورك وقال إن الحكومات الغربية «تتاجر بالشأن الإنساني السوري، بينما تغض العين عن الجرائم التي تحدث في اليمن بشكل يومي», جرائم قال عنها حرفياً «تتم بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي تذرف دموع التماسيح على ضحايا في سورية وتميز بين ضحية وأخرى». وعن دور ومسؤولية الولايات المتحدة بالجرائم التي تقع في اليمن والتي اضطرت الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية الغربية، وهي أذرع السياسات الغربية لبسط السيطرة والنفوذ، إلى استنكار ما تقوم به السعودية وطيران التحالف العربي، بل إن إحدى هيئات الأمم المتحدة تحدثت عن جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية في اليمن، عن ذلك كله قال مندوب روسيا فيتالي تشوركين «إن الولايات المتحدة هي التي تشرف على تحديد الأهداف، وتزود الطائرات بالدعم والمساندة والذخيرة», أي أنها شريك كامل بالحرب على اليمن وتتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث هناك.

لم يقتصر رد روسيا على رد الاتهامات السعودية والأميركية على قاعدة «من كان بيته من زجاج لا يرمي الحجر على بيوت الآخرين» بل قررت إثارة وضع اليمن أسبوعياً في مجلس الأمن، وقررت إعادة النظر بسياستها التي لزمت الصمت وتجاهل ما يجري في اليمن على أيدي قوات التحالف التي تقودها السعودية، وبتواطؤ الغرب مع ما يحدث من خلال الصمت على الانتهاكات والتجاوزات التي تحصل هناك.

لا شك أنه إذا ما نفذت روسيا تهديدها بعرض قضية اليمن ومناقشة هذه القضية أسبوعياً في مجلس الأمن، فإن هذا السلوك ستترتب عليه نتائج كثيرة، أبرز هذه النتائج تسليط الضوء على الارتكابات والتجاوزات التي تقع في اليمن عبر أعلى منبر دولي، أي عرقلة أي قرارات وتسويات في اليمن تصب في مصلحة السعودية والولايات للمتحدة.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى