الزعبي: لا مهادنة مع الإرهاب.. ولا مكاسب على حساب الشعب السوري
أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أن قرار مواجهة الإرهاب بالقوة العسكرية مدعوما بالإرادة الشعبية ودعم الحلفاء والاصدقاء بدأت تظهر مفاعيله على الارض بهزائم ساحقة مني بها الارهابيون وبفرار أعداد كبيرة منهم.
وبين الزعبي في حديث مع التلفزيون العربي السوري أنه لا مكان لتطبيق أي ناتج مسار سياسي قبل الانتهاء من مواجهة الإرهاب مشددا على أن أي مسار سياسي يفضي إلى الحل سيكون وفيا لدماء الشهداء وحقوقهم علينا و”هذا خط أحمر بالنسبة لنا“.
وأكد الزعبي أن الشعب السوري اليوم لديه الوضوح الكامل تجاه كل ما حاولوا التضليل والتآمر به على سورية خلال السنوات الخمس الماضية مبينا أن أهم التحولات اليوم هي “عملية هزم الإرهاب” في سورية وعموم المنطقة بكل الوسائل العسكرية والسياسية والأمنية والثقافية والعلمية.
ولفت وزير الاعلام الى أن الرأي العام الدولي وخاصة بعد تفجيرات باريس ووصول الإرهاب إلى مناطق مختلفة من العالم بدأ يدرك حقيقة ما كانت تقوله الدولة السورية منذ البداية.
وأوضح الزعبي أن سلوكيات مسؤولي النظام السعودي وتصريحاتهم حول الخيارات المتاحة واستخدام القوة العسكرية إضافة إلى إنشاء ما يسمى “تحالف إسلامي” ومناورات الشمال وإرسال طائرات الى تركيا تعكس حالة انفعالية تدل على حجم التخبط والارتباك وردود الفعل غير المحسوبة لدى النظام السعودي بعد الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري على الإرهاب في مختلف الجبهات.
وقال الزعبي: “إنه في المنطق السياسي المتوازن الذي تحكمه قواعد العمل السياسي والقانوني والمواثيق والاتفاقات والعهود لن يحدث تدخل بري ولكن منطق الإرهاب الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي الذي يتبناه النظامان السعودي والتركي قد يجعلهم يرتكبون هذه الحماقة” مبينا “أننا كسوريين يجب أن نتصدى لأي محاولة تدخل بري تجري دون موافقة الحكومة السورية لأهداف معروفة“.
ولفت الزعبي إلى أنه لا الناتو ولا الولايات المتحدة الامريكية ولا أحد يستطيع أن يمنح النظامين السعودي والتركي غطاء لارتكاب هذه الحماقة مشيرا إلى أن النظام السعودي تابع وليس صاحب قرار لأنه أحد مفاصل المشروع الامريكي في المنطقة ولم يتجاوز هذا الحد.
وأشار الزعبي إلى أن التحالف العثماني الوهابي يشترك في هدف واحد وهو العداء لسورية والشعب السوري والسعي لتفكيك الدولة السورية والنيل من مشروعها الوطني والقومي والنهضوي الذي لا ينسجم على الإطلاق مع خلفيات وطموحات نظام آل سعود ولا مع المشروع العثماني الاردوغاني في المنطقة.
وأوضح الزعبي أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في ريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الشمالي أظهرت رعونة وغضب رئيس النظام التركي وبدأ يستشعر المخاطر المتعلقة بانهيار مشروعه المرسوم للمنطقة من البوابة السورية مشيرا الى أن هذه الرعونة كانت واضحة عند اسقاط الطائرة الروسية وقتل الطيار الروسي.
وأكد وزير الاعلام أنه لن تكون هناك منطقة حظر جوي فوق الاراضي السورية لافتا الى أن مثل هذه المنطقة تحتاج الى موافقة الحكومة السورية.. ودون هذه الموافقة سيكون ذلك بمثابة عدوان.. والتعامل مع العدوان له مظلة قانونية حتى في ميثاق الأمم المتحدة.
ورأى الزعبي أن “الصراخ التركي المتعلق بالحديث عن مشروع كردي على الحدود السورية هو محاولة لتعظيم فكرة الأمن الداخلي التركي لتبرير انسحاب النظام التركي وتراجعه” مبينا أن الاتراك ليس لديهم على الاطلاق أي سند سياسي أو قانوني أو غير ذلك للتدخل في سورية لأن أمنهم يبدأ داخل حدودهم وليس خارجها.
وأشار الزعبي إلى أن النظام التركي الذي فتح حدود بلاده لآلاف الإرهابيين وسهل لهم الدخول الى سورية والاعتداء على شعبها يحاول خلق ذرائع “إنسانية” عبر استغلال الناس وتجميعهم على الحدود لتبرير ما يسميه “منطقة عازلة” واستثمار هذه المسألة في الابتزاز السياسي والإعلامي.
وفيما يخص بيان مجلس الأمن حول الاعتداءات التركية على الأراضي السورية أوضح الزعبي أن هذا البيان مقبول ولكنه غير كاف مبينا أن على مجلس الأمن فحص خروقات النظامين السعودي والتركي للقرار الدولي 2253 وغيره من القرارات المتعلقة بمكافحة الارهاب.
ولفت الزعبي الى أن وفد “معارضة الرياض” الذي شكله النظامان السعودي والتركي ذهب الى جنيف لإفشال الحوار بأوامر من هذين النظامين وعندما شعروا بجدية الدولة السورية استخدموا الحجج الضعيفة ووضعوا لائحة شروط موءكدا أن سورية تؤمن بالمسار السياسي لحل الازمة وليست لديها شروط مسبقة لبدء الحوار السوري السوري ومشددا على أنه لن يستطيع أحد أن يحصل على أي مكاسب سياسية على حساب الشعب السوري.
وأشار الزعبي الى أن الحكومة السورية أدخلت منذ بداية هذا العام /75/ قافلة اغاثة الى جميع المناطق المحتاجة مؤكدا أن طرح الملف الانساني كقضية سياسية أمر مرفوض بشكل كامل لأن هذا الامر من مسؤوليات الحكومة السورية وهي تقوم بأدائها مشيرا إلى أن أكثر من 85 بالمئة من المساعدات هي على نفقة الحكومة السورية ومن مال السوريين والنسبة الأقل من الأمم المتحدة.
وقال الزعبي: إن كلام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا حول “اختبار جدية الحكومة السورية بالملف الإنساني” هو كلام إعلامي وفيه تجاوز للبروتوكول والأصول ولم يطرح أساسا مع الحكومة السورية مبينا ان كل خطوة سيقوم بها ستكون خاضعة لاختبار الدولة السورية.
وأكد الزعبي أن لا مهادنة مع الارهاب أو وقف اطلاق نار مع التنظيمات الارهابية داعيا كل من غرر به الى القاء سلاحه وتسليم نفسه ضمن المصالحات الوطنية الجارية.