صراخ السفهاء ورعب الصهاينة
غالب قنديل
خلال الأيام القليلة الماضية وفي مواجهة خطاب السيد حسن نصرالله نظم الإعلام السعودي وكذلك الاعلام الممول سعوديا في لبنان والمنطقة حملات تصدرها بعض الكتاب والمتحدثين الدائرين في فلك المملكة وقد تميزت تلك الحملات بطغيان السفهاء ولغتهم المشحونة بالتحريض والخالية من أي منطق سياسي ومن أي برهان او واقعة بل إن أشخاصا صدرت عنهم الشتائم لا تاريخ يشهد باستقلالهم في تكوين مواقفهم وآرائهم السياسية إن وجدت وهم غالبا معروفون بمدى تلوثهم الفضائحي في سيرهم السياسية بالمال السعودي وبالاستخذاء امام مواقع السلطة والنفوذ بدافع الجبن والرضوخ وتنفيذ التعليمات والدونية المفرطة امام أولياء النعم.
يجتر هؤلاء رواياتهم الممجوجة عن المقاومة وعن اشتراكها بالقتال في سورية إلى جانب الدولة الوطنية وقواتها المسلحة وهم ما زالوا يلوكون تعابير ومصطلحات افتضح أمرها من نوع الثورة السورية ليتاجرون بآلام الشعب السوري الذي شاركوا في مأساته المستمرة من خلال ما قدموه ونقلوه من السلاح والمال بالأمر السعودي لصالح زمر المهربين وقطاع الطرق الذي صاروا زعماء لجماعات التكفير والإرهاب داخل سورية من خمس سنوات وبالطبع فلكل عملياتهم اجور مدفوعة وحتى تصريحاتهم وبياناتهم تصدر على فاتورة هذا الشيخ او ذاك الأمير فتصدر بها اوامر الصرف تباعا.
قدم السيد نصرالله وثائق إثبات مقنعة حول حقيقة المشروع الصهيوني في سورية الذي يهدف إلى تمزيق وتدمير قوتها المجسدة بعنوان محوري هو الرئيس بشار الأسد وهو برهن على شراكة السعودية وتركيا مع إسرائيل والولايات المتحدة في هذا المشروع الذي تشارك المقاومة في التصدي له على أرض سورية فماذا قدم الذين لم يعرضوا برهانا او دليلا يبطل صحة استنتاج السيد نصرالله ويدحض رؤيته ومنطقه في تحليل الوضع السوري أوما قدمه السيد من براهين على مركزية القيادة الصهيونية في حلف العدوان على سورية .
وللمفارقة فإن خطاب السيد أطلق تفاعلات داخل كيان العدو تظهر مرة اخرى وبصورة حاسمة حقيقة دور المقاومة في المنطقة وموقعها كنقيض للدولة العبرية وللأسف فإن ذلك يضع جميع الحملات التي تستهدف حزب الله ودوره في سورية ولبنان في خانة الخدمات المباشرة للكيان الصهيوني الذي ما كان ليستغرق في دوامة من الرعب والبلبلة والاضطراب لولا مصداقية عبارة السيد نصرالله عن مستودعات حيفا ولولا تيقن الخبراء الصهاينة الذي بينهم وزراء وقادة كبار من ان إنذار السيد نصرالله قابل للتنفيذ من ضمن ما لدى الكيان الصهيوني من المعلومات عن قدرات حزب الله وإمكاناته العسكرية والتقنية وقد جاءت موجة الذعر الصهيونية إثباتا لدقة قائد المقاومة في إدارة الصراع المركزي ضد العدو الصهيوني.
إسرائيل بمراكز أبحاثها وخبرائها وقادتها تعتبر حزب الله مصدر الخطر الرئيسي وهي تتلاقى مع السعودية وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في خطوات عدائية تجسد ذلك المبدأ فما هو التقييم والتقدير الموضوعي لجوقات السفهاء والشتامين الذين يسددون ردهم الخالي من السياسة والمنطق ضد حزب الله ؟
إسرائيل بخططها ونهجها وتقارير مراكزها البحثية تعتبر انتصار الرئيس الأسد في سورية خطرا وجوديا وكابوسا خطيرا تماما كما تجاهر بذلك المملكة السعودية وتركيا وقطر وهو ما تردده شلة الأقزام في لبنان فمن يخدم هؤلاء الذين ينطقون بالحقد ويهذون بالكراهية والردح والشتيمة ولا يبسطون فكرة وحيدة جديرة بالاحترام أو تستحق المجادلة …
من يتابع تصريحات بعض الساسة اللبنانيين ومعظم مقالات الصحافة الخليجية والصهيونية يستطيع ان يجد الخيط الرفيع الرابط بين كل تلك الحلقات التي تلتقي بمضمونها في مكان واحد وهدف واحد وعنوان واحد وتتطابق احيانا في التفاصيل لكنها ومع مسارها الانحداري صوب الهزيمة باتت مفلسة لدرجة لم تبق فيها غير الشتيمة الناضحة من غل وجبن وكراهية .