حطيط للشرق الجديد: الفشل هو الحصيلة المرجحة لاي تحرك عسكري تركي او سعودي في سوريا
قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد حول الاحتمالات الواقعية لترجمة التهديد التركي والسعودي بعملية عسكرية جديدةعلى سوريا لتعديل التوازن، انه بعد الفشل الذي شهدته أروقة فيينا لمعسكر العدوان على سوريا والذي تكرر في ميونيخ خاصة في مسألة تجميد الصراع من اجل منع انهيار المجموعات الارهابية المسلحة، هذا الفشل المتكرر وضع معسكر العدوان على سوريا امام احتمالين اما الاقرار بالهزيمة والذهاب الى تفعيل المسار السياسي بشكل يكرس الواقع كما هو او القيام بعمل عسكري او التلويح به لوقف الانهيار.
وتابع حطيط قائلا: “يبدو ان الولايات المتحدة قائدة المعسكر العدواني على سوريا اختارت العمل الثاني ولكنها تعلم ان تهديدها المباشر بإقحام قوات أطلسية او قوات اميركية في الميدان هو أمر يتنافى مع المفهوم الاستراتيجي للحلف الاطلسي الذي قرر اقفال الجبهات خلال الفترة ما بين 2010 و 2020 لذلك اختارت اميركا كما يبدو عملية التهديد والتهويل بالعمل العسكري من أجل انتزاع ما تسميه وقف اطلاق النار في سوريا ووضع حد لعملية الانهيار الدراماتيكي الذي تشهده جماعاتها الارهابية المسلحة من اجل ذلك لجأت الى أدواتها السعودية والتركية”.
ورأى حطيط ان ما صدر عن السعودية وتركيا من تهديد بالتدخل العسكري وبعمليات عسكرية لا يعدو كونه نطقا بما قرره الاميركي، مضيفا، لكن السؤال هنا ، هل تدفع أميركا هؤلاء الى الدخول في الميدان السوري؟ .
واجاب حطيط ، نحن امام احتمالات ثلاثة:
الاحتمال الاول، هو الاحتمال الواقعي المنطقي الذي يقودنا الى القول بان أي عمل عسكري بري تلجأ اليه اميركا عبر تركيا والسعودية هو محكوم بالفشل الميداني الذريع وسيراكم الخسارة لان هذا العمل اما ان ينطلق من الجنوب بمحاربة داعش على بعد 500 كلم من الحدود الاردنية وهذا من الناحية الميدانية القائمة في الواقع اليوم ضرب من الخيال لذلك يستبعد العمل من الجبهة الاردنية، او من الجبهة الشمالية ونحن نعلم انها قسمان شرق الفرات وغربه، في شرق الفرات ستصطدم القوى بالأكراد الذين يملكون السيطرة على كامل الحدود وضمن عمق 40 كلم الا بعض النتوءات في هذه الحالة ستصطدم القوى بهذا العامل الكردي الذي ترعاه اميركا وهذا امر مستحيل ان تسمح به اميركا، اما غرب الفرات ما بين جرابلس وعفرين فستصطدم هذه القوى بالقوات العربية السورية وهذا امر يناقض كل ما اتفق عليه الان، فضلا عن انه محكوم بالفشل الذريع لذلك من الناحية المنطقية هذا الاحتمال واحتمال التدخل من اي اتجاه نستبعده.
الاحتمال الثاني، هو ان تقدم اميركا على تشكيل قوى من الوحدات الخاصة تنقلها الى الرقة لتسبق القوات العربية السورية للوصول اليها، وفي هذه الحالة يمكن اعداد قوى من الوحدات الخاصة تركية او سعودية او من دول التحالف ولكن هذا الامر لا يبدو ايضا يمتلك حظوظا كثيرة من النجاح لان سورية اعدت ما ينبغي لمواجهة هذا الاحتمال وبدأ الحديث عن قوات سورية تتحضر للوصول الى مشارف الرقة، لذلك هذا الاحتمال مستبعد.
الاحتمال الثالث، ان يكون الحديث عن هذا الموضوع هو مجرد تهديد او تهويل للابتزاز للحصول على مكسب، وهذا ما نراه، لكن المكسب الذي يعول عليه هؤلاء، أي تنازل سوريا وحلفائها عن العمل في الميدان لصالح الارهابيين، هذا رد عليه الرئيس الاسد البارحة بشكل قاطع انه مهما كانت الظروف والضغوط فان قرار سوريا والحلفاء في مكافحة الارهاب قرار نهائي لا رجعة عنه.
وختم حطيط قائلا: “اعتقد ان كل ما نسمعه الان من تدخل تركي وسعودي في سوريا، انما هو من طبيعة الصخب، حتى ان البعض الذي يقول ان حماقات قد ترتكب، استبعد مثل هذه الحماقات لان المسألة تتعدى ارتداداتها تركيا والسعودية لتصل الى اميركا وحلفائها”.