الفجور السعودي العثماني
غالب قنديل
مكافحة الإرهاب ستتواصل وخط التفاوض السياسي سوف يستمر بالتوازي ، هي المعادلة التي قدم بها الرئيس بشار الأسد خطة عمل الجمهورية العربية السورية التي تخوض ملحمة وطنية تحررية ضد الاستعمار وعملائه في المنطقة منذ خمس سنوات وتحظى بمساندة روسيا والصين إيران وسائر قوى المقاومة والاستقلال في المنطقة والعالم وفي الحقيقة إن هذه المعادلة التي رسمها الأسد كانت الدليل والموجه لتعامل الدولة الوطنية السورية مع فصول العدوان منذ البداية .
معركة سورية ليست حدثا ظرفيا عابرا بل هي حرب استقلال وطني ضد عدوان استعماري شنه المخططون الأميركيون بقوى زرعت وأنشئت في الداخل السوري في سنوات الخديعة والمراودة الفاشلة وجلب إلى صفوفها عشرات آلاف الأجانب وعمل هؤلاء بقيادة وإشراف غرف العمليات التي أدارها رؤساء أركان الجيوش الأميركية وقادتها في المنطقة الوسطى.
إنها مسيرة تحرير وطنية للتراب السوري الذي تجتاحه جيوش الإرهاب والتوحش متعددة الجنسيات التي قادتها وجندتها منظومة الهيمنة الاستعمارية في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة والصهيونية العالمية الحاضنة لكيان العدو وسخرت لها القدرات المالية والعسكرية والسياسية لدمى الاستعمار في المنطقة : حكومات تركيا وقطر والسعودية .
الدولة الوطنية السورية تواصل كفاحها لاسترجاع آخر حبة تراب ولتحرير جميع ربوع سورية وأهلها من سيطرة وحش التكفير الدموي ولتقطيع اوردة التدخل والعدوان عبر الحدود الأردنية والتركية وهذا الكفاح يتقدم ويحقق الإنجازات التي تسارعت بفعل مبادرة حلفاء سورية إلى الشراكة معها في القتال بعد سنوات من تدخل حلف العدوان بجميع حكوماته ودوله واستخباراته التي عاثت خرابا وقتلا في جميع مناطق سورية وانحائها فتحقق منذ مبادرة حزب الله ومن ثم إيران ومن بعدها روسيا شيء من التوازن الواقعي بعد خلل خطير في ميزان التدخلات وحسابات القوى.
التحول النوعي الذي لا يعترف به المعتدون هو نجاح الدولة الوطنية السورية في انتزاع ثقة غالبية شعبية كبيرة تعتز بهويتها الوطنية وتتمسك بوحدتها وقد اتسع نطاق هذه الكتلة العابرة لجميع المكونات والأنحاء السورية بفضل فطنة الدولة الوطنية وهو العامل الذي ظهرت نتائجه في مسار انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه مما صعق حلف العدوان بسرعة الإنجازات الميدانية وبالانهيارات المتلاحقة في صفوف جحافل الإرهابيين والمرتزقة واللصوص التي دحرت على أرض سورية ولذلك علا عويل تلك العصابات المنهارة والمتراجعة في صخب تبادل الاتهامات بينما خيم الاحباط والوجوم على الواجهات السياسية البائسة التي يكفي التعريف بها من خلال البيرقراطي المتعفن رياض حجاب الذي اشترته قطر وزادت السعودية على سعره البخس قليلا فاستحوذت عليه .
امام كل ما تقدم وعلى الرغم من التحذيرات الروسية والسورية فإن احتمال ارتكاب الرياض وانقرة لحماقات جديدة يبدو قائما وواردا فالفجور السعودي يتكرر بلا حد او سقف ويلوح متحدثو مملكة السياف والمطاوع بإرسال جيوش لم يجدوها لإنقاذ مملكتهم من هزيمة مبرمة في المستنقع اليمني الذي استحضروا إليه شركات المرتزقة فهربت أشهرها مذعورة (بلاك ووتر ربيبة البنتاغون ونجمة حروب الوكالة منذ احتلال العراق ) بعد مصرع الكولونيل الأميركي الذي كان يقودها.
اما الفجور التركي فلا يقل صخبا وسلطان الخيبة يتوعد ويتململ مع كل هزيمة تلحق بالعصابات التي اتاح لها التدريب وخطوط الإمداد والإسناد من داخل الأراضي التركية وشاركها بيع النفط المسروق وسرقة معامل حلب وأرسل ضباطه لقيادة تشكيلاتها وهو يهدد مجددا بإرسال جيوشه كذلك وهي الجيوش العالقة في مأزق عجزها عن صد الثوار الأكراد وإخضاع السكان المتمردين في تسع محافظات تركية باتت شبه خارجة عن سيطرة حكم الأخوان المسلمين .
الأتفه من كل ما تقدم هو ان الولايات المتحدة وشركاءها في الناتو وهذه المجموعة الذليلة من حكومات التبعية الاستعمارية يريدون لشعوب المنطقة وللسوريين بالذات ابتلاع كذبة حربهم على الإرهاب ومسخرة تباكيهم على معاناة السوريين التي هم مصدرها وسببها المحسوم والمعلوم .
في جميع كوابيسهم يهلوسون عن مكانة القائد المقاوم بشار الأسد الذي بات صموده رمزا لخيبتهم ولمذلة خسارتهم وقد عقد السوريون العزم على متابعة حرب التحرير الوطنية مهما طال الزمن ولن تكون بلادهم ممرا لأنابيب سعودية قطرية تركية إسرائيلية تكرس هيمنة الهيكل الصهيوني على المنطقة ولن تكون ملحقا بالتوحش الوهابي الأخواني كوسيلة استتباع للاستعمار الغربي ولنشر التخلف والارتداد الحضاري ولترويج الخضوع للغرب والصهيونية … مهما طال الزمن سورية تقاوم وتنهض وعلى تل أبيب ان تخشى النتائج وعلى سائر الحكومات العميلة في البلاد العربية أن ترتعد .