بقلم غالب قنديل

مهزلة جنيف وسرعة الميدان

sana army3

غالب قنديل

فاقت فضيحة المعارضة المتهتكة والعميلة كل التوقعات في مهزلة جنيف حيث يستمر اللعي والتخبط تحت رعاية المشغلين الأميركيين والسعوديين والأتراك الذين حشدوا في مسرح الدمى خليطا يمتد بين قادة التكفير الإرهابيين وعملاء الموساد ومرتزقة المخابرات الغربية بجميع تلاوينها وخصوصا جواسيس بريطانيا وفرنسا من العلمانيين بالياقات وشويخات الأخوان المسلمين ومرابط البغال في أنقرة والرياض والدوحة حيث مال النفط الذي شرع يشح ما يخصص منه لواجهات الدمى السورية بينما يعلو جعير القتلة المحشورين بين مطرقة الجيش العربي السوري وسندان الرفض الشعبي لثورة المهربين واللصوص والتكفيريين وعملاء الأجنبي .

ذهول كبير يثير هلوسة دمى العدوان الاستعماري على سورية منذ المبادرة الروسية التاريخية بشقيها السياسي والعسكري وعنصر المفاجأة البارز هو نهوض الجيش العربي السوري والوحدات الشعبية والحليفة المشاركة في خطط متقنة وبمبادرات هجومية معدة ومرسومة حقق تحولات متسارعة في الميدان مما يؤكد ان وقتا غير قصير من الدراسة والتخطيط خصصته القيادة السورية للتنسيق الوثيق مع روسيا والمقاومة وإيران في تحضير مبادرة هجومية لتحرير المناطق السورية تباعا من قبضة الإرهاب انطلقت مع بدء الحملة الجوية الروسية وتزخيم قدرات الجيش العربي السوري وتحديث ترسانته في سياق اعادة تنظيم القدرات والهيكلية بما يناسب مهمة خوض حرب التحرير الوطنية وتحقيق الانتصار.

مسيرة التحرير تتقدم في جميع الجبهات والجيش العربي السوري يحظى باحتضان شعبي واسع ومتزايد وسط تعطش المواطنين لاستقبال طلائعه المقاتلة في مناطقهم الخاضعة لسيطرة العصابات المتناحرة التي هي التجسيد الحي لمضمون مواقع ومواقف جوقة الدمى في الواجهات العميلة التي تتغنى بالديمقراطية وتتبنى ديكتاتورية التوحش الدموي.

يحسد السوريون وفدهم المفاوض ورئيسه السفير بشار الجعفري على الجلادة والصبر وطول البال إزاء الروائح الكريهة لواجهات المعارضة التي لم تنفك تتاجر بآلام السوريين التي فاقمها هؤلاء الذين وصلوا قبل ثلاثة أعوام في فجورهم وعمالتهم حد مطالبة الولايات المتحدة باحتلال بلادهم وهم اليوم يتهمون الإدارة الأميركية بالتقصير لأنها عجزت عن خوض مغامرة الغزو العسكري لسورية ويصبون غضبهم على روسيا التي تريثت كثيرا وأمهلتهم ثلاث سنوات للانخراط في عملية سياسية عطلوها وخربوها لحساب الدول التي تحركهم لحسابها.

ساعة الفصل تقترب مهما بدت بعيدة زمنيا بحكم الوقت الضروري لنجاح الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة في تحرير سائر المناطق السورية لكن التسارع الجاري في انهيار عصابات الإرهاب وتساقط مواقعها تباعا يبدو مثل تسونامي أو دومينو لا يمكن السيطرة عليه بعدما نجحت قيادة العمليات في تقطيع الكثير من الأوردة على عبر الحدو السورية مع تركيا والأردن وبين الرفض الشعبي للمسلحين وتراجع الإمدادات وأصداء انتصارت الجيش وفاعلية عملياته وأسلحته الحديثة والمتطورة تتشكل حلقة الانهيار والتراجع والعجز عن التسييل السياسي لوجود عسكري تغرقه تشكيلات داعش والقاعدة ومثيلاتها إنه المأزق المسدود الذي قد يصل لحظة تحرك الكثير من المرتزقة للنجاة بجلودهم من مغامرة محكومة بالخسارة.

أسرع من التوقعات سارت فضيحة الواجهات وهزائم العصابات ومفاصل التحول تتلاحق من ريف اللاذقية والغوطة إلى أرياف حلب والبقية قادمة بالمزيد وسباق الزمن لايبدو أنه سيمهل الواهمين حتى الخريف الانتخابي الأميركي علما أن التوازنات المتغيرة دوليا وإقليميا ستحكم الرئيس الجديد وإدارته بمشيئة المؤسسة الحاكمة وليس من الفراغ أن يلوح حزب الحرب الأميركي بغزو ليبيا على طريقة العملية المشهدية التي شنت على غرينادا لاستعراض القوة في زمن حكم رونالد ريغان اما سورية الناهضة في حرب التحرير الوطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد فقد بات غزوها معادلا لحرب كونية وهو المعادل الذي منع ضربة أوباما قبل الانخراط الروسي فكيف الحال بعده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى