مقالات مختارة

إسرائيل لا تنوي مهاجمة غزة بسبب الانفاق: عاموس هرئيل

 

ليس هناك نية لإسرائيل الآن لمهاجمة حماس في قطاع غزة، وهي لا تحاول استغلال تصريحات المنظمة حول حفر الانفاق بالقرب من الحدود مبررا لاجراء عملية عسكرية جديدة في القطاع. هذه هي الخلاصة التي تبلورت على خلفية المحادثات مع رؤساء الاجهزة الأمنية الإسرائيلية.

لقد حدث تصعيد واضح في الفترة الاخيرة في تبادل الاتهامات بين القيادة الإسرائيلية وقيادة حماس على خلفية الانفاق. في يوم الجمعة في مراسيم جنازات سبعة نشطاء من الذراع العسكري لحماس الذين قتلوا اثناء انهيار نفق في شرقي غزة، قال رئيس الحكومة في حماس، اسماعيل هنية، إن حماس تحفر الانفاق من اجل الاستعداد للمواجهة المستقبلية مع إسرائيل. وحسب اقواله فان الحفر يهدف إلى «الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتحرير الاماكن المقدسة».

وقد حذر رئيس الحكومة نتنياهو أول أمس من أنه في حال «هوجمنا من الانفاق في قطاع غزة فإننا سنرد بقوة شديدة ضد حماس، قوة أكبر من التي استخدمت في عملية الجرف الصامد. آمل أن لا نضطر إلى ذلك. لكن قدرتنا الدفاعية والهجومية تتطور بسرعة. وأنا لا أقترح على أحد أن يجربنا». التقارير حول حفر الانفاق أثارت القلق في مناطق غلاف غزة والانتقادات في المعارضة بالذات من اليسار ومن حزب المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل. عضو الكنيست عومر بارليف (المعسكر الصهيوني) أوصى الحكومة بأن تبادر إلى عملية عسكرية ضد الانفاق وعدم انتظار أن تضرب حماس أولا. أما رئيس الحزب عضو الكنيست اسحق هرتسوغ فقد طلب «التوقف عن التردد واعطاء الجيش الإسرائيلي الأمر لتفجير الانفاق والقضاء على هذا التهديد».

يبدو أن الجهاز الامني في الوقت الحالي يريد التهدئة. حيث يؤكدون هناك أنه يوجد جهد كبير للكشف عن الانفاق الهجومية التي تدخل إلى اراضي إسرائيل. ومع ذلك، يقولون في الاجهزة الأمنية إن إسرائيل ليست معنية بمواجهة عسكرية اخرى ضد حماس وأنها ستضطر للعمل فقط إذا كانت محاولة للتعدي عليها. وزير الدفاع موشيه يعلون ذكر أمس في مقابلة مع صوت إسرائيل أنه منذ انتهت الحرب الاخيرة في القطاع في صيف 2014، لم تطلق حماس «صاروخ واحد أو رصاصة واحدة» من القطاع إلى إسرائيل، وأن حالات الاطلاق القليلة مسؤولة عنها منظمات فلسطينية أصغر.

في إسرائيل قلقون من امكانية أن هذه الأنباء والتصريحات قد تؤدي إلى اعتقاد حماس أن إسرائيل ستقوم بمهاجمتها، لذلك هي ستبادر إلى العمل من اجل أن تبقي في أيديها افضلية المفاجأة. على هذه الخلفية يطلب المسؤولون في الاجهزة الأمنية من اعضاء الكنيست اظهار المسؤولية والامتناع عن التصريحات التصعيدية التي من شأنها أن تُظهر لحماس عن طريق الخطأ، أن إسرائيل تبحث عن المبرر لفتح النار ضدها في جولة عسكرية اخرى.

اعترف هذا الاسبوع ممثل وزارة الدفاع في نقاش لجنة الانتقاد السياسي أن تحقيق الحل التكنولوجي للكشف عن الانفاق في حدود القطاع يحتاج إلى مزيد من الوقت، وأن الاتصالات لخفض الميزانيات للمشروع ما زالت مستمرة. وزارة الدفاع تقول إن هذا المشروع سيكلف 2.8 مليار شيكل، وهذا البند لا يوجد في ميزانية الأمن للسنوات القادمة.

يقولون في الجيش الإسرائيلي إن احاديث سكان غلاف غزة حول سماع الاصوات التي تثير القلق من الحفر يتم فحصها بشكل معمق. يبدو أن قسم من هذه الادعاءات ينبع من الاجواء الصعبة في تلك المناطق في اعقاب الحرب حيث ظهر مؤخرا الادعاء حول اصوات حفر في المنطقة التي تبعد أكثر من 4 كم عن الجدار، الامر الذي تبين أنه غير صحيح بعد الفحص.

الجيش الإسرائيلي اتخذ أمس، لاول مرة في الاربعة اشهر الاخيرة، في الضفة الغربية خطوة استثنائية ـ فرض حصارا جزئيا على رام الله. وادعت الاجهزة الأمنية أن الحصار تم فرضه لاعتبارات تنفيذية، لكن يبدو أنه كان هنا تحذير إسرائيلي للسلطة بعد عملية أول أمس حيث أطلق أحد أفراد الاجهزة الأمنية الإسرائيلية النار وأصاب ثلاثة جنود إسرائيليين في حاجز على المدخل الشمالي لرام الله. وقد انشأ الحصار ازمة مرورية صعبة في رام الله خلال اليوم. وقد انتظر السائقون الفلسطينيون ساعات طويلة في سياراتهم من اجل الخروج من المدينة. في ساعات الليل المتأخرة أمس تقرر رفع الحصار من اليوم. حيث لم يفرض بشكل متساوي على الحواجز المختلفة. وقال السكان إن الجنود أنفسهم مشوشين ولا يعرفون ما هي الاوامر. ومنذ اسبوع يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا على بيت عور التحتا غربي رام الله بعد أن شارك أحد شباب القرية في عملية قتلت فيها فتاة إسرائيلية هي شلوميت غريغمان في المستوطنة القريبة بيت حورون.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى