«توتشكا» يجهض خططاً للعدوان في تعز ومأرب علي جاحز
في الوقت الذي يبدو فيه العدوان السعودي منهكاً ويبحث عن مخرج بعدما أفلست بنوك أهدافه، يفاجئ الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» العالم بأنه لا يزال يمتلك الخيارات ويدير المعركة وفق رؤية استراتيجية
بعد أيام من الغارات المكثفة التي شنها طيران العدوان السعودي على أغلب المحافظات والمعسكرات اليمنية، أطلقت القوة الصاروخية للجيش و»اللجان الشعبية» ليلة أول من أمس صاروخاً باليستياً جديداً من نوع «توتشكا» على قاعدة «العند» الجوية، في محافظة لحج الجنوبية، والتي باتت تحت سيطرة قوات «التحالف».
وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد الركن شرف لقمان، سقوط المئات من الغزاة والمرتزقة بين قتيل وجريح وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف العدوان بعد إصابة «توتشكا» هدفه بدقة في قاعدة «العند» الجوية عقب عملية رصد للموقع المستهدف جرت على الرغم من التحليق المكثف لطيران العدوان في أجواء بعض المحافظات.
وأشار لقمان إلى أن الدمار الذي خلّفه الصاروخ كبير ونجم عنه احتراق وإعطاب العشرات من العربات المصفحة والدبابات والأطقم، وطائرات «أباتشي» وأخرى من نوع «تايفون»، ومنظومات دفاع جوي، ومخازن أسلحة، وصهاريج وقود.
وأوضح أن الدمار شمل غرفة عمليات الغزاة وسكن وهناغر الضباط والمرتزقة، ما أدى إلى مقتل المئات، يحمل بعضهم رتباً رفيعة ومن بينهم القائد الجديد لشركة «بلاك ووتر» الكولونيل نيكولاس بطرس (أميركي الجنسية).
الحصيلة الأولية التي كشفت عنها المصادر الأمنية واطلعت عليها «الأخبار» تبيّن أن أكثر من 200 قتيل سقطوا؛ بينهم ما يزيد على 30 قتيلاً من «بلاك ووتر» و36 طياراً من المرتزقة جرى استئجارهم من أوروبا وأميركا وبريطانيا، وما يقارب 65 قتيلاً من القوات السودانية، إضافة إلى 33 مرتزقاً من فئة المحترفين من أريتريا وإثيوبيا، والبقية من الجنود الخليجيين والإماراتيين بالأخص. وأوضح مصدر مطلع في تصريح لـ»الأخبار» أنه لم يجر حتى ليلة أمس رصد قتلى يمنيين كون الضربة وقعت في مواقع ومبان وغرف عمليات تابعة للغزاة والمرتزقة وساحات التدريب الخاصة بهم. وبحسب الإحصائية، فقد دُمّر ما يقارب 23 دبابة حديثة إضافة إلى عربة اتصالات من النوع الأحدث عالمياً، كما أتلف قرابة 41 سيارة حديثة مجهزة برشاشات بسبب انفجار مخزن الصواريخ، وتدمير ما يقارب 12 طائرة «آباتشي» و9 طائرات «تايفون».
وكشفت مصادر مطلعة أن الحرائق وسحب النار شوهدت في المعسكر لوقت طويل ليل السبت، وأن سيارات الإسعاف والإطفاء شوهدت وهي تذهب وتعود من القاعدة وإليها باتجاه لحج وعدن، إضافة إلى تحليق «الأباتشي» فوق العند وانتشار كثيف للمسلحين والمرتزقة خارجها.
في غضون ذلك، أكد مصدر أمني لـ»الأخبار» أن العملية تعتبر إنجازاً استخباراتياً قبل أن يكون عسكرياً. وأضاف المصدر أنه «كان ثمة رصد منذ أيام لعمليات حشد وتجميع وتحرّك مكثف لشن هجوم واسع على تعز من أكثر من جبهة»، لافتاً إلى أن «التجمع كان يجري في أكثر من مكان؛ بينها معسكر لبوزة وقاعدة العند في محافظة لحج».
وفي حين كان إعلام العدوان ومؤيدوه قد تحدّثوا مراراً عن استعدادات كبيرة للهجوم على تعز، أكد المصدر أن قوات الغزو والمرتزقة كانت ليلة السبت ــ الأحد تتجمع في قاعدة «العند» للهجوم على تعز تحت تغطية مكثفة للطيران بأنواعه كافّة، وعلى هيلان في مأرب والجوف من جهة أخرى. وبحسب المصدر، فإن آليات وترسانة كبيرة كانت قد جهزت هناك، إضافة إلى مقاتلين يتجاوز عددهم 4 آلاف مقاتل؛ بينهم أبناء من تعز جرى تدريبهم. وأضاف المصدر أن «ثمة دفعة أولى أرسلت إلى تعز قوامها 1600 متدرب». ورأى المصدر أن استهداف معسكر «العند» أجهض كلياً مخطط السيطرة على تعز من جهة البر والبحر، تماماً مثلما أسقط «توتشكا» في باب المندب مخطط السيطرة على الساحل الغربي.
في غضون ذلك، استهدفت القوة الصاروخية للجيش و»اللجان الشعبية» في نفس الليلة أربعة زوارق حربية على مقربة من سواحل المخا كانت تستعد للتقدم نحو الميناء، بالتزامن مع خطة الهجوم على تعز.
أما في مأرب، فسقط أكثر من 25 بين قتيل وجريح من المسلحين المؤيدين للعدوان بعد صد الجيش و»اللجان الشعبية» هجمات عدة للمسلحين على مفرق الجوف في الجدعان، إضافة إلى تدمير آليات ومدرعات تابعة لقوات الغزو والمسلحين في كوفل وصرواح. وربط المصدر الأمني بين العمليات الاستخباراتية التي أفشلت التجمعات في «العند» وإفشال الهجمات على مناطق في مأرب. وقال إن تجمعات كبيرة كانت تنوي التقدم باتجاه هيلان بعد تجاوز مفرق الجوف، مؤكداً أن أكثر من 12 هجوماً نفّذته قوات الغزو والمسلحين من صباح أمس إلى العصر، وقال «واجهنا ضغطاً كبيراً مسنوداً بأكثر من 100 غارة جوية، لكننا كسرناها واستعدنا الأماكن التي كانوا يسيطرون عليها تحت تغطية الطيران في أوقات سابقة». وبحسب «الإعلام الحربي»، فإن من بين القادة الذين قتلوا في معارك مفرق الجوف: العقيد الدوحمي قائد كتيبة، محمد مبخوت سرحان، نجل القيادي سالم أحمد طوحل، حسن ناجي دربان، القيادي مبارك مبروك الرقيب، القيادي سعيد صالح الأقرع، محمد يحيى طوحل، نجل القيادي ناصر مبارك البخيتي وقيادي يدعى ابن ذيب دربان. أما القادة الميدانيون الجرحى فهم: حنتش يحيى سيف رقيب، فريد زايد البخيتي ومانع دهنان.
إلى ذلك، أصيب قائد ميليشيا مرتزقة العدوان السعودي في محافظة الجوف «صالح الروسا» وقتل عدد من مرافقيه خلال العمليات العسكرية التي دارت في مفرق الجوف مجدداً. يأتي ذلك، في وقت أكد فيه مصدر عسكري أن الجيش و»اللجان» تمكنوا من دحر المرتزقة من منطقة الصبرين في مديرية خب والشعف في الجوف.
(الأخبار)