تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 30/1/2016

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة

رصد النخب الفكريةفيمركز الدراسات الأميركية والعربية

المقدمة    

     اكتست واشنطن ببياض عاصفة ثلجية اقعدتها عن تواصل مواطنيها المعتاد، وتعطلت اعمال الدوائر الرسمية والمؤسسات الاخرى، ومنها مراكز الفكر والابحاث.

     سيستعرض قسم التحليل مسألة تأسيس”لوبي سعودي” التي برزت في خضم الصقيع والعاصفة الثلجية، وهي ليست المنفذ الوحيد لجماعات الضغط التقليدية التي تتقاضى اموالا طائلة مقابل جهود لا تسبب عرقا او عناء. الدوائر المقربة من السلطات السعودية، بما فيها مؤسسات وشركات الترويج والدعاية والضغط، توصلت الى نتيجة مفادها ان سعي الحكومة السعودية لاستمالة صناع القرار السياسي الاميركي اخفقت في مردودها وينبغي انشاء “مؤسسة” مستقلة تقتدي باللوبي “الاسرائيلي،” هيكلا وامكانيات. والنتيجة التي يسوقونها ستكون تكرارا للمسار القاصر الماضي.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

روسيا في سوريا

       استعرض معهد ابحاث السياسة الخارجية عناصر واهداف الاستراتيجية الروسية في سوريا، مشيرا الى انها “استفادت عاليا من تجربتها في القوقاز بعد تفكك الاتحاد السوفياتي،” واضحت العقيدة الروسية تنظر بعين اشمل لدورها في “عموم المشرق العربي .. وابعد ما يكون عن مباديء احترام سيادة الدول الاخرى،” التي تم ارساءها في معاهدة صلح ويستفاليا، 1648، التي وضعت حدا لحرب الثلاثين عاما التي اجتاحت القارة الاوروبية. وزعم ان استراتيجية روسيا “تهمل اعتبارات الحدود ومفاهيم السيادة الوطنية في سياق مكافحة التمرد ..” واضاف ان الصراعات الجارية في المشرق العربي “وانخراط مجموعات جهادية عابرة للحدود تبرز اوجه التشابه مع ازمة الشيشان في عقد التسعينيات .. وتأثر الصراع على نحو متزايد بمطالب الشيشان للأسلمة، وترابطها مع شبكات الجهاديين.” وخلص المعهد بالقول ان روسيا اعتمدت آنذاك “سياسة فرق تسُد واستقطاب حلفاء لها من بين صفوف اعدائها.”

http://www.fpri.org/articles/2016/01/method-madness-logic-russias-syrian-counterinsurgency-strategy

مصر

     تناول معهد كارنيغي ازمة الاقتصاد المصري والدور المحوري “للرئيس السيسي في صياغة الاجندة والتوجهات الاقتصادية العامة،” عبر اصداره مراسيم رئاسية متتالية “تتجاوز الهيئات الحكومية القائمة .. وتتميز بالتضارب والتناقضات،” مشككا في الوقت نفسه بفعالية ونجاعة تلك التدابير “بل قد تفاقم المشاكل القائمة او تسفر عن (نشوء) مشاكل جديدة.” واتهم المعهد الرئيس السيسي “بتسهيل عودة جماعات المصالح العسكرية في مصر، وحدود مداركه لطبيعة واسباب المشاكل البنيوية في مصر.” واضاف ان تركيز القيادة المصرية على “المشروعات العملاقة يعكس اعتقادا تبسيطيا بأن حجمها الهائل سيخفف معدل البطالة المرتفع،” اذ تشير الاحصائيات الى ارتفاعه لنسبة 12.8%. وفند المعهد الادعاءات التقليدية بتضخم الجهاز الاداري للدولة والذي “لا يعتبر كذلك نظرا الى العدد الكلي للسكان او القوى العاملة .. مقارنة مع المتوسط العالمي لبلدان مشابهة.” وخلص بالقول ان الرئيس السيسي “يخاطر في الوقوع بشكل دائم في الحلقة المفرغة للاقتصاد المصري.”

http://carnegie-mec.org/2016/01/28/ar-62598/it8j

     ايضا، استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الازمة الاقتصادية في مصر المتمثلة في “ركود النمو الاقتصادي، وانخفاض احتياط العملات (الاجنبية)، وارتفاع معدلات التضخم ونسب البطالة المرتفعة بين فئة الشباب.” واضاف انه نظرا لعمق الازمة “يسود الفتور فئات الشعب للقيام بانتفاضة جديدة .. والاحجام عن الدخول في مغامرات سياسية.” وحذر المعهد من بوادر “عدم الاستقرار تلوح في الافق سببها توترات تعصف بنظام السيسي.” واوضح ان اركان النظام المقصودة هي “تحالف مراكز قوى فضفاضة تضم مؤسسات رسمية مثل الجيش والاستخبارات والشرطة والقضاء .. وعشائر متنفذة في دلتا النيل، وقبائل في صعيد مصر، ومؤسسات اعلامية خاصة، وقطاع الاعمال.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/sisis-fracturing-regime

المفاوضات الفسطينية – “الاسرائيلية

     لفت مركز السياسة الأمنية الانظار الى جهود وزيرة الخارجية السابق، هيلاري كلينتون، في تنشيط المفاوضات المتعثرة بين “الفلسطينيين والاسرائيليين،” استند فيها الى المفرج عنه من مراسلات الوزيرة “عبر حثها الفلسطينيين التظاهر سلميا دون عنف ضد اسرائيل.” واضاف ان برقية مرسلة من السفير الاميركي لدى تل ابيب آنذاك، توماس بيكرينغ، شدد فيها على “حظر كلينتون من نشر الفكرة الجهنمية،” خشية تسربها للجانب “الاسرائيلي.” واوضحت برقية السفير الاميركي انه “باعتقاده ينبغي الحذر من عدم ظهور اي دور للولايات المتحدة في حفز، تشجيع او الظهور بالقوة الخلفية وراء التحرك المقصود لاسباب تدركينها افضل من اي فرد آخر.” وجاء في البرقية ايضا انه ينبغي “حشد المجموعات الليبرالية غير الربحية في اسرائيل” لتبني الفكرة والمبادرة لتنفيذها، فضلا عن اشراك “المنظمات غير الحكومية لدى الطرفين.”

http://www.centerforsecuritypolicy.org/2016/01/21/latest-hillary-clinton-email-dump-reveals-suggested-push-for-palestinian-protests/

الجزيرة العربية

     اثار معهد كارنيغي مسألة خصخصة الحكومة السعودية لشركة ارامكو للنفط وما تمثله من فرصة “للاعبين المصرفيين الدوليين لعب دور (مباشر) في استقرار المؤسسة النفطية .. في ظل مناخ تخضع فيه العلاقات الثنائية القديمة مع الولايات المتحدة الى تدقيق وفحص اكبر.” ولفت النظر الى آلية الحكم القائمة على “الملكية المطلقة، بيد ان سلطة الملك ليست كذلك .. فالسلطة التنفيذية في السعودية تخضع لشبكات من التحالفات تتحول باستمرار ضمن العائلة المالكة ..” واوضح ان من شأن خصخصة ارامكو ان “تعزز شفافية مصادر تمويل المملكة والتي يعارضها امراء اقل شأنا، لخشيتهم من تقلص مصادر الثروة والنفوذ ..”

http://carnegieendowment.org/2016/01/15/prince-and-politics-behind-saudi-aramco-ipo/isnl

الاكراد بين روسيا وتركيا

     تناول صندوق مارشال الالماني اوضاع الكرد في السياسات الروسية التركية المتباينة في اعقاب اسقاط تركيا للقاذفة الروسية مما اسفر عن “زيادة روسيا لسبل دعمها للاكراد السوريين .. وأمن المنطقة الكردية، بحكم الواقع، من سلاح الطيران التركي عقب تفعيل بطاريات اس-400 في قاعدة حميميم.” واضاف ان روسيا اضحت “لاعبا هاما ذو مصلحة في السياسات الكردية .. وقوة محورية في سوريا.” واردف انه من مفارقات الزمن ان حلفاء تركيا “مثل الولايات المتحدة والمانيا يقيمان علاقات ايضا مع الكرد .. وساهم الدعم الروسي في تحقيق وحدات حماية الشعب الكردية انجازات هامة.” وخلص بالقول ان اشد ما تخشاه انقره “انشاء القوى الكردية منطقة آمنة تربط جيب كوباني – عين العرب بعفرين كمنطقة متواصلة على محاذاة الحدود التركية.”

http://www.gmfus.org/publications/turkey-and-russias-proxy-war-and-kurds

توظيف الذكاء الاصطناعي

     استعرض معهد كاتو التقدم التقني في مجالات متعددة تسخر في خدمة وسائل الحرب “لا سيما الروبوتات والذكاء الاصطناعي .. مما وفر لقوات الحلفاء المشتركة سيطرة التكتيكات الهجومية على ارض المعركة” ابان حربي العراق واحتلاله. واستدرك المعهد بالقول ان العدوان “الاسرائيلي” على لبنان عام 2006 شهد اسثناء لتوظيف التقدم التقني، اذ اثبتت الحرب ان “مجموعات غير تقليدية مسلحة باسلحة متطورة مضادة للدروع تمتلك ارادة التصميم رجحت كفة الاستراتيجية الدفاعية.” وخلص بالقول ان نتائج تلك الحرب سجلت دروسا يحتذى بها خاصة وان “خوض المعارك البرية التقليدية اضحت اكثر فتكا واقل كلفة .. كما تم توظيف سلاح المدفعية بنجاح كبير بعد اصابته الاهداف بدقة.”

http://www.cato.org/publications/policy-analysis/technologies-converge-power-diffuses-evolution-small-smart-cheap

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى