“البناء”: هل يعلن “داعش” سيطرته على عرسال؟
اشارت صحيفة “البناء” الى ان الأنظار توجهت في الساعات الماضية نحو الحدود الشرقية، حيث اندلعت معارك عنيفة بين تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة».
ولفتت مصادر عسكرية للصحيفة إلى «أن تنظيم داعش استفاد من الضربة التي تلقتها جبهة النصرة وحلفاؤها في أكثر من جبهة في الداخل السوري وعالجتها بطريقة أدّت إلى انتزاع نسبة 30 بالمئة من المساحة التي تسيطر عليها بين جرود قارة والجراجير السورية وعرسال اللبنانية، وأيضاً انتزاع السيطرة على ثلاثة معابر من أصل خمسة كانت تسيطر عليها جبهة النصرة في جرود عرسال».
ولفتت المصادر إلى «أن هذا الأمر وضع لبنان أمام تحدٍّ جديد بخاصة بعد أن دخلت «داعش» إلى عرسال بشكل علني». ووفقاً للمعلومات المسرَّبة تستعد “داعش” لإعلان بلدة عرسال بلدة تحت سيطرتها الحصرية».
واعتبرت المصادر «أن هذا الوضع سيطرح تحدياً كبيراً على لبنان لجهة القبول بالأمر الواقع والتخلي عن عرسال باحتلال داعش لها وقيام الدولة بواجباتها حيال هذه البلدة والدخول في مواجهة عسكرية مع داعش لإخراجها منها».
وإذ اعتبرت أن «المصلحة الوطنية تفرض الخيار الثاني»، رأت «أن الحكومة اللبنانية الحالية لم تجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار لأكثر من سبب بخاصة أنها تتذرع بمزاعم لا تطابق الواقع وتنفي الخطر من أساسه كما فعلت في السابق عندما رفضت الاعتراف بوجود الإرهاب في عرسال».
ولفتت المصادر إلى «أن الخطر الأكبر يتأتى من كون تنظيم داعش يملك مشروعاً في لبنان سقفه الأعلى إلحاق لبنان بدولته المزعومة وسقفها الأدنى امتلاك ممر آمن من عرسال إلى طرابلس عبر فنيدق وعكار، وبالتالي يجب الاعتراف الآن أن دخول داعش إلى عرسال يعني أن شيئاً أساسياً تغير في المنطقة وأن إنكار الحكومة لهذا المتغير وكأنه غير موجود أمر بالغ الخطورة لا سيما وأن هناك بلدات ومناطق لبنانية لا سيما القاع ودير الأحمر ورأس بعلبك وغيرها في دائرة التهديد المباشر».
وأكدت مصادر عسكرية أخرى لـ«البناء» «أن التدابير العسكرية التي يتخذها الجيش معطوفة على الاستعدادات والتحضيرات التي تقوم بها المقاومة مع الأهالي في المنطقة من شأنها أن تشكل سداً نارياً وسداً دفاعياً يمنع داعش من تنفيذ خططها في الداخل اللبناني، بخاصة أن الجيش في الأشهر الأربعة الأخيرة عزز قدراته واستعداداته لمنع هذا التسرب الإرهابي».
وسألت مصادر مطلعة لـ«البناء» «مَن سيحرّر عرسال في غياب القرار السياسي بخاصة أن أحداً من السياسيين المسؤولين في هذا الشأن لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب داخل مجلس الوزراء أو خارجه، تجنباً للتنسيق مع المقاومة والجيش السوري الذي ترفضه بعض القوى السياسية».
وشددت المصادر على «أن معركة عرسال لا يمكن أن تتم وفقاً للظروف القائمة بمعزل عن المقاومة وسورية، وبالتالي يصبح الوضع في جرود عرسال على وجهتين: دفاعية ويبدو أن هناك طمأنينة من قبل المصادر العسكرية حياله. وتطهيرية هجومية لتحرير عرسال وهنا تُبدي المصادر نفسها تشاؤماً حيالها».