السيناتور بلاك: الحرب على سورية تنتهي حين ينتهي الدعم الخارجي للإرهابيين
أكد السيناتور الأمريكي عن ولاية فرجينيا ريتشارد بلاك أن النظامين السعودي والتركي يحاولان مع اقتراب محادثات “جنيف” حول الازمة في سورية التشدد في المواقف أملا في الحصول على بعض المكاسب موضحا أن الحكومة السورية وحلفاءها جادون “في تحقيق السلام” ولكن فرص نجاح هذه المحادثات “ليست كبيرة” والفرص الأكبر هي تحقيق الجيش السوري انتصارات ميدانية حيث إن انتصارات سورية في أكثر من محور ومكان ستنهي الحرب في البلاد وستعيد السلام “تدريجيا” إليها.
وأشار بلاك في حوار مع التلفزيون العربي السوري عبر سكايب الليلة إلى أن الولايات المتحدة تدعم ضم فصائل متطرفة بعضها على علاقة مع تنظيم القاعدة وتضغط لضمان مقعد لأصدقاء التنظيم على طاولة محادثات “جنيف” أي تنظيم ما يسمى “جيش الإسلام” الإرهابي مؤكدا أن التنظيم متورط في العديد من الجرائم ضد الإنسانية عبر هجومه على روضات الأطفال واتخاذ الأسرى كدروع بشرية.
وأعرب بلاك عن استغرابه من أن يكون أحد اقرباء الإرهابي “زهران علوش” الذي قتل في غارة جوية للطيران العربي السوري مؤخرا والذي يقيم في السعودية ويتقاضى راتبا من الديكتاتورية السعودية على رأس “وفد المعارضة” الذي شكل في الرياض حيث إنه يؤمن بالفكر الوهابي موضحا أن الطلب من الحكومة السورية مفاوضة رؤساء منظمات إرهابية قتلت آلاف السوريين “غير واقعي” وقال: “لدينا مشكلة حقيقية حيث يتم التأكيد على وجود مجموعة معينة واستبعاد مجموعات معينة من المفاوضات”.
ورأى بلاك أن هناك “انشقاقا كبيرا” ضمن الإدارة الأمريكية بشأن ما إذا كان الوفد الذي شكل في الرياض ممثلا شرعيا للمعارضة وقال: “إن وزارة الدفاع الأمريكية تؤمن بأن الرئيس بشار الأسد يجب أن يبقى في مكانه وبأن الإرهابيين هم تهديد كبير لكل الحضارة ليس لسورية فحسب بل للحضارة الغربية أيضا في حين إن هناك أشخاصا في وزارة الخارجية والبيت الأبيض والمسؤولين عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يميلون للوقوف إلى جانب الإرهابيين”.
وأشار بلاك إلى وجود توتر في السعودية وتركيا بسبب توجه الأحداث في سورية حيث بدأت تركيا تدرك أنه منذ بدء العمليات الروسية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية وتمكن الجيش السوري من تحقيق انتصارات ميدانية مهمة بدأت مواردها المالية والاقتصادية التي حصلت عليها من خلال الحرب على سورية بالجفاف والنضوب كما أن السعوديين يدركون أن نهاية الحرب تعني إمكانية إقامة خطوط نفط تجعل نفطهم اقل أهمية مبينا أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في الرياض ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في أنقره هي “محاولة لتهدئة حلفاء واشنطن”.
وأعرب السناتور الأمريكي عن أمله في أن يتم تحقيق نتائج إيجابية في محادثات جنيف المقبلة وقال: “إن نية السعودية وتركيا هي مهاجمة الحكومة السورية حتى النهاية رغم أن الشعب السوري أعلن موقفه بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2014 بأنهم يدعمون الرئيس بشار الأسد بشكل كبير وقد تم تأكيد ذلك في تقرير للمخابرات الألمانية نشر مؤخرا وتوصل إلى خلاصة بأن الرئيس الأسد لا يزال بعد خمس سنوات من الحرب الشخص الذي يتمتع بالتأييد الأكبر بين السوريين”.
وأضاف بلاك: “إن هناك أشخاصا في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين آخرين مخترقين ومتعاطفين مع الإخوان المسلمين يرغبون بإسقاط الحكومة السورية وإقامة حكومة تستجيب لرغباتهم وتنفذ أوامرهم وأوامر السعودية وتركيا”.
وأكد بلاك أنه من “السخافة” أن يتهم النظام السعودي إيران بتصدير الإرهاب في وقت يقوم هو بتصديره للعالم وينشر تعاليم التطرف الوهابي وهو مع النظام التركي مسؤولان عن نشوء تنظيم “داعش” الإرهابي موضحا أن أنظمة السعودية وقطر وتركيا تدعم الإرهاب في العالم وتريد تحويل سورية إلى “دولة تابعة لهم”.
وبين السناتور بلاك أن أي شخص يقوم بدراسة الوقائع سيدرك أن تنظيم “داعش” الإرهابي ما كان لينشأ لولا تحالفه بشكل فاعل مع الحكومة التركية التي تعد الشريك التجاري الأكبر له حيث تحصل على 44 ألف برميل من النفط يوميا من قبل التنظيم الإرهابي وعلى آثار مسروقة من تدمر إضافة إلى تجارة الأعضاء التي يقوم بها إرهابيو التنظيم.
وأكد أن الضربات الجوية الروسية في سورية فعالة للغاية وحققت نتائج كبيرة في وقت قصير وأن الكثيرين في البنتاغون “معجبون بنتائج الحملة الروسية حيث حققت هذه الضربات خلال أسبوعين أو ثلاثة إنجازات أكثر مما حققه التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن خلال عام كامل” مشيرا إلى أن “فشل التحالف الدولي ليس فشلا للجيش الأمريكي لكنه فشل للخارجية الأمريكية”.
وحول تجاهل وسائل الإعلام العالمية للمجزرة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي بحق أهالي قرية البغيلية بريف دير الزور أكد بلاك أن هذا النمط من التعامل مع الأحداث تم تأسيسه منذ بداية الحرب على سورية فالمجزرة هي جريمة حرب بكل المقاييس حيث قتل النساء والأطفال وتم رميهم في نهر الفرات.
وختم بلاك حواره بالقول: “إن سورية لديها قدر كبير في مجال الحريات الدينية وحقوق المرأة أكثر من أي بلد في العالم العربي” متمنيا أن تستعيد سورية أمنها واستقرارها في أقرب وقت.
وكان السيناتور بلاك أكد في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي أن تمويل الارهاب في العالم يأتي من السعودية وقطر مشيرا إلى أن الضربات الجوية الروسية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية أكثر فاعلية مما قام به التحالف الأمريكي.