من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: السعودية تهدّد مع جماعتها بمقاطعة جنيف… ومقترَحٌ أميركيّ بوفود منفصلة كيري إلى الرياض السبت للوساطة… وموسكو: سيأتي غيرهم إذا قاطعوا جعجع يتهرّب من مسؤولية إقناع حلفائه بترشيح عون… وبكركي للإجماع
كتبت “البناء”: اقتربت الكأس المرّة من الشفاه السعودية ومعها شفاه الجالسين وراء موائدها، فجنيف التي كان مقرّراً أن تستضيف الاثنين لقاء الحوار المرتقب بين الحكومة السورية ووفد المعارضة، للمرة الأولى بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي حسم الأمر الرئيسي في العملية السياسية السورية، وهو شكل المرحلة الفاصلة بين التفاهم بين الحكومة والمعارضة وبين أول انتخابات وفقاً لدستور جديد، بحصرها بمشاركة المعارضة بحكومة وحدة وطنية في ظلّ الدستور الحالي، والرئيس الحالي، وضمن حدود الصلاحيات التي يمنحها الدستور لكلّ من الرئيس والحكومة، وصار على الذين بنوا أوهامهم وأحلامهم على رحيل الرئيس السوري الاختيار بين البقاء خارج العملية السياسية، أو تجرّع هذه الكأس المرة.
الارتباك الذي يصيب السعودية ومن اختارها مرجعاً له من المعارضين، لم تنفع معه المواقف الفرنسية المؤيدة، وفرنسا ارتضت من يوم إقالة وزير خارجيتها الاستقلالي دومينيك دو فيلبان بسبب معارضته للغزو الأميركي للعراق، أن تكون كصوت مذياع في سيارة فاخرة هرمة تحطمت في الوادي ولا زال صوت المذياع مرتفعاً.
الدلع السعودي على الأميركيين، انطلاقاً من حالة الإنكار التي تعيشها السعودية،
ردّت عليه مصادر ديبلوماسية روسية بالقول، إنْ قاطَعَ الائتلاف وجماعة مؤتمر الرياض جنيف، فسيجلس سواهم على مقاعد المعارضة، وجاء الموقف الروسي بعد نهارين من المشاورات الروسية الأميركية المكثفة والمتواصلة، لإنجاز الترتيبات النهائية للقاء جنيف، بعدما ضمّ وفد جماعة الرياض ممثلاً لـ”جيش الإسلام”، وأصرّت الجماعة على مقاطعة اللقاء إذا منع من سمّته كبير المفاوضين محمد علوش من المشاركة، أو إذا تمّت إضافة أيّ أعضاء للوفد، بعدما قالت موسكو علناً إنّ جماعة الرياض لا تستطيع اختصار المعارضة، وأصرّت على مشاركة مكونات المعارضة المستبعَدَة أو التي تتشكّل من خارج جماعة الرياض، خصوصاً لجان الحماية الكردية وقوات سورية الديمقراطية وهيئة التنسيق المعارضة.
انتهى سجال اليومين غير المباشر بين موسكو والرياض، باتفاق أميركي روسي على تأجيل الموعد لأيام قليلة من جهة، واستضافة وفدين منفصلين من المعارضة، ولم تتضح كيفية حلّ معضلة وجود “جيش الإسلام” في الوفد المفاوض، فيما أوردت مصادر قريبة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أنّ الحلّ قد يكون بعد إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والوفود المعارضة، وتوزيع معاوني دي ميستورا بين الوفود في غرف منفصلة، لجولات تفاوض حول محاور وآليات تطبيق القرار الأممي.
يحمل وزير الخارجية الأميركي هذه الأفكار إلى الرياض ومعها دعوة لبدء حوار مباشر بين طهران والرياض، وفقاً لما قالته مصادر إعلامية روسية، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر كان موضع تشاور روسي أميركي.
لبنانياً، الهدوء ما بعد العاصفة، حيث انصرفت الأطراف السياسية إلى التشاور والتقييم وتجنّب التسرّع في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، بعد التطورات الناجمة عن الترشيح المزدوج لكلّ من الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد ميشال عون، والتشاور والتقييم ليس موضوعهما الاختيار بين الترشيحين، كما تفيد نتائج استشكاف مواقف الأطراف الرئيسية، بل البحث عن صيغة لتحقيق إجماع على آلية إنتاج الرئاسة سواء بمرشح واحد أو بمرشحَيْن، وما إذا كان طرح المرشحين سيتمّ بالتزامن أم بالتتابع، وكان أبرز مَن تحدّث عن الحاجة إلى الإجماع البطريرك الماروني بشارة الراعي، بينما تساءلت الأوساط المتابعة عن سرّ تهرّب جعجع من بذل أيّ مسعى أو جهد لتسويق التفاهم الذي أعلنه مع العماد عون على اعتماد ترشيحه، وسجلت بذلك مؤشراً لعدم الجدية فيما كان للتشاور والتقييم بُعْدٌ ثانٍ لدى الأطراف الرئيسية يطال كيفية التعامل مع جلسة الثامن شباط التي ستحلّ من دون أن تكون الطبخة الرئاسية قد نضجت، حيث لن يكون سهلاً تفادي أزمة الحضور والمقاطعة، بغير التأجيل الذي يحتاج مبرّراً وغطاء توافقياً أيضاً.
يبدو أن حزب الله قرر أن يلتزم الصمت مجدداً حيال الملف الرئاسي، فأوساطه ترفض الإدلاء والتعليق على لقاء معراب ومصير جلسة الثامن من شباط، مكتفية بالقول “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، وكتلة الوفاء للمقاومة لم تجتمع كما كان مقرراً لإعلان موقف من خطوة معراب من دون توضيح الأسباب.
ويبدو أيضاً أن هذه العدوى انتقلت أيضاً إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يؤكد بحسب ما ينقل عنه زواره لـ”البناء” أنه يتحلى بالصبر. وكذلك كتلة المستقبل التي قررت تجنب التصريحات، واعتبار أن قلة الكلام مفيدة أكثر على حد قول الوزير نهاد المشنوق من عين التينة.
السفير: “العهد السعودي الجديد” لن يدفع.. والجيش يبحث عن تمويل بديل ورثة الملك عبدالله يتنصلون من “المليار”.. والحريري مُحرَج
كتبت “السفير”: لولا البيان الصادر عن وزارة الداخلية اللبنانية السبت الماضي، لما كان معلنا، ولا معروفا، أن هبة المليار دولار السعودية للبنان، غداة اقتحام عرسال وأسر العسكريين، قد ماتت، على مسافة قريبة من وفاة صاحبها الملك عبدالله بن عبد العزيز.
هكذا، وبسطرين مقتضبين، انهت وزارة الداخلية الرحلة الطويلة للهبة السعودية الثانية ذات المليار الواحد لمكافحة الارهاب. النعي ورد عرضا في بيان خصصته الوزارة السبت الماضي، لتعليل إلغاء عقود لتجهيز مطار بيروت تقنيا، بانقطاع التمويل المقرر لها عبر الهبة السعودية الثانية، وتوقفها “لاسباب تتعلق بالواهب” من دون ان توضح ماهيتها، فيما كان ينبغي أن يصدر الاعلان عن الرئيس سعد الحريري، الذي حضر خصيصا الى بيروت يوم الجمعة في الثامن من آب 2014، للاعلان من السرايا الكبيرة بأنه يحمل هبة المليار المخصصة “لمواجهة الارهاب”، بعدما وضعها الملك عبدالله في عهدته شخصيا، وليس في عهدة الحكومة اللبنانية، من أجل تجاوز الاجراءات البروتوكولية، وبالتالي التفاهم على آلية سريعة لصرفها، وفق احتياجات المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية.
غير أن البيان نفسه الصادر عن وزارة الداخلية، ترك للحكومة اللبنانية مسؤولية البحث عن مصادر تمويل اخرى للوفاء بالعقود الموقعة (تصل الى نحو 700 مليون دولار)، وأبرزها تلك المتعلقة بتسليح الجيش اللبناني، خصوصا بطائرات تنسجم واهداف الحرب على الارهاب، وعلى الارجح، ستضطر الحكومة الى إلغاء تلك العقود في ظل واقع الأزمة المالية والاقتصادية.
ماذا عن “الاسباب التي تتعلق بالواهب” لتعطيل هبة المليار؟
ينبغي البحث عنها في الخلافات المتفاقمة داخل الاسرة الحاكمة في السعودية حول من ينبغي له ان يمول “الهبة”، سواء من المالية العامة السعودية، او من ورثة الملك الراحل عبدالله.
وفي المعلومات، أنه عندما توفي الملك عبدالله في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، جرى حصر ارثه المقدر بـ 38 مليار دولار، وقد تبين ان نصف المبلغ قد جرى تخصيصه، بقرار من الملك عبدالله قبل وفاته، لمؤسسة الملك عبد العزيز العالمية للاعمال الانسانية. كما تبين انه كان قد مول هبة المليار، تحت اشراف الرئيس الحريري، من ماله الخاص، وليس من المالية العامة، وهو ما تدفع به المالية العامة السعودية في معرض تبرير قرارها القاضي بالتوقف عن تمويل الهبة.
ووفق معلومات “السفير”، فان الورثة يطالبون المالية العامة بتعويضهم المبالغ التي صرفت في اطار هذه الهبة. وهناك سجالات فقهية وشرعية تدور في المحاكم السعودية بهدف تحديد الجهة السعودية التي ينبغي ان تمول عقود التسلح التي ابرمها لبنان، علما انه عندما تمت الاستعانة برئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري اعطى جوابا يصب في خانة إلزام ورثة عبدالله بتمويل الهبة وليس الديوان او وزارة المال!
الديار: معركة الرئاسة زادت تعقيدا بعد شروط عون وعدم انسحاب فرنجية عون يقاطع الجلسات حتى ينسحب الجميع وفرنجية اتخذ قراره بعدم الانسحاب الكتل كلها مصدومة بعد ترشيح جعجع لعون والتريث سيد الموقف
كتبت “الديار”: اعتقد كثيرون انه بعد ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون ان الامور ستنفرج وتقترب معركة الرئاسة من حصولها ويجري الانتخاب في مجلس النواب، خلال شهر ورجحت انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، على اساس ان ينسحب الوزير سليمان فرنجية للعماد ميشال عون.
لكن الامور زادت تعقيدا وشكل ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون صدمة لدى الكتل كلها، مما جعلها تعيد النظر في قراراتها السابقة، وبدءا من الوزير وليد جنبلاط الذي كان قد استقبل الوزير سليمان فرنجية واعلن تأييده بترشيحه للرئاسة، اجتمع الحزب التقدمي الاشتراكي واتخذ قرارا بتأييد ترشيح النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية مع تثمين ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتقدير البيان الذي صدر عن معراب.
اما حزب الكتائب فيتجه ايضا إما الى تأييد الوزير سليمان فرنجية بنسبة ضئيلة وإما الى الحياد وترشيح الرئيس امين الجميل مرشح تسوية، او وضع اوراق بيضاء.
وهنالك 6 مستقلين من النواب سيضعون اوراقا بيضاء مما يرفع عدد المحايدين بين هنري حلو والكتائب والـ 6 اصوات من النواب المستقلين الى 22 نائبا، وهذا يجعل الانتخاب صعباً للحصول على 65 نائبا – اي الاكثرية زائد واحد لانتخاب رئيس للجمهورية.
لكن بدلا من ان تطلق مبادرة الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون ديناميكية جديدة لرئاسة الجمهورية، اصابت الجميع بالجمود، فعادت الكتل الى مواقفها السابقة من ترشيح النائب هنري حلو، الى تردد حزب الكتائب، الى الاوراق البيضاء لدى المستقلين، الى عدم صدور اي بيان عن الرئيس نبيه بري وعدم جمع كتلته لاتخاذ موقف ما بين المرشح العماد ميشال عون والمرشح الوزير سليمان فرنجية.
كذلك لم يصدر عن حزب الله اي بيان جديد سوى انهم ذكروا بأنهم يؤيدون منذ الاساس العماد ميشال عون.
اما الدكتور سمير جعجع ففي حلقة تلفزيونية على برنامج “بموضوعية” مع الزميل وليد عبود، فاعتبر ان الكرة اصبحت في مرمى حزب الله، وبالتالي على حزب لله ان يجمع الـ 57 نائبا الذين يشكلون 8 اذار واضافة 8 نواب من القوات فيصبح العدد 65 نائبا مع 4 نواب مستقلين
وفق معلومات الدكتور سمير جعجع سيؤيدون العماد ميشال عون وهذا يعني 69 نائبا يؤيدون العماد ميشال عون، ولذلك فهو ينتظر بسرعة من حزب الله اتخاذ الموقف.
واعتبر الدكتور سمير جعجع ان حزب الله ما لم يتخذ موقفا بجمع 8 اذار كلها، فان حزب الله لا يريد انتخابات رئاسية.
اما حزب الله فليس له موقف جديد اعلنه امس، لكن المطلعين على موقفه هو انه يدرس الوضع الرئاسي وانتخابات رئاسة الجمهورية، في ضوء وجود مرشحين من 8 اذار، وبال تالي، فانه يؤيد العماد ميشال عون لكن لا يعتبر ان الاطراف الحليفة معه هي في جيبه، وانها رهن اشارته، وان حدود العلاقة مع الوزير سليمان فرنجية هي التمني عليه وليس لاعطائه اوامر، وكذلك مع الرئيس نبيه بري، فهنالك تنسيق مع الرئيس نبيه بري، لكن ليس هنالك اوامر من حزب الله للرئيس نبيه بري، وللرئيس نبيه بري حيثيات هامة في صفوف الطائفة الشيعية ولدى حزب الله، لذلك فان حزب الله سيقوم بمشاورات ضمن 8 اذار مع الاطراف، لكن نظرية ان اطراف 8 اذار هي في جيب حزب الله هي نظرية خاطئة لا تنطبق على الواقع الحقيقي لحزب الله، وان هنالك عدة مرات حصلت احداث كانت 8 اذار ليست على موقف واحد بل كانت منقسمة حول مواقف تشريعية او نيابية او وزارية، وكان كل طرف يصوّت وفق قناعاته، حتى ان حزب الله مع التيار الوطني الحر لم يكن دائما على وفاق كامل مئة في المئة، بل كان هنالك خلاف عدة مرات وتمايز في الرأي بين التيار الوطني الحر وحزب الله وهذا لا يعني ان خلافا كبيرا قد حصل، لكنه تمايز في الرأي، وهو يعتبر ان التيار الوطني الحر ليس حزبا في جيب حزب الله يأمره كما يريد وهذا ينطبق على مكونات 8 اذار، والدليل على ذلك ان ما يحصل في 8 اذار يحصل في 14 اذار، فـ 14 اذار التي يرأسها الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة الاسبق، اختلف مع الدكتور سمير جعجع حول رئاسة الجمهورية، وتسمية المرشح للرئاسة رغم انهما في 14 اذار وفي تكتل واحد، وفي تحالف استراتيجي.
كما ان هنالك تمايزاً في الرأي بين تيار المستقبل واطراف من المسيحيين المستقلين او غيرهم، داخل 14 اذار، حتى ان امانة 14 اذار بوجود الدكتور فارس سعيد اختلفت مع الدكتور سمير جعجع في شأن النظرة الى التحالف مع العماد ميشال عون، وتميل امانة 14 اذار الى تأييد الوزير سليمان فرنجية وتأييد خيار الرئيس سعد الحريري باختيار الوزير سليمان فرنجية، على عكس ما ذهب اليه الدكتور سمير جعجع وأيد العماد ميشال عون، واصبح في مواجهة مع الرئيس سعد الحريري عبر مرشحين يتخاصمان احدهما مدعوم من الرئيس سعد الحريري وهو الوزير سليمان فرنجية واحدهما مدعوم من الدكتور سمير جعجع وهو العماد ميشال عون.
الاخبار: الحريري لفرنجية: باقون معك!
كتبت “الاخبار”: اكد الرئيس سعد الحريري في اتصال مع النائب سليمان فرنجية أنه مستمر في دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية طالما بقي مرشّحاً. فيما أكدت مصادر في 14 آذار أن تيار المستقبل “مقتنع بأن فرنجية لن ينسحب من السباق، وبأن الموقف السعودي منه ثابت ولن يتغيّر”
لم تغيّر “مشهدية” معراب، ودعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون، في موقف الرئيس سعد الحريري. ورغم حرص الأخير على عدم الظهور بمظهر “الرافض للإجماع المسيحي” بعد التحالف المستجدّ بين عون وجعجع، علمت “الأخبار” أن الحريري أكّد لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في اتصال جرى بينهما أول من أمس، استمرار تيار المستقبل في دعم ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية.
ونقلت مصادر بارزة في 14 آذار عن تيار المستقبل أنه “سيبقى الى جانب ترشيح سليمان فرنجية، ما بقي مرشحاً، ولا تغيير في الموقف المغطّى سعودياً”. وأضافت أن المستقبل “مقتنع بأن فرنجية لن ينسحب من السباق، وبأن الموقف السعودي منه ثابت ولن يتغيّر”. وأكّدت المصادر أن هذا أيضاً هو موقف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، “وكلّ من الأطراف الثلاثة يعبّر عن موقفه بالطريقة التي تناسبه: جنبلاط بالعودة الى مربع ترشيح هنري حلو، وبري بعدم الحكي، والمستقبل بعدم الترشيح العلني”. وأشارت الى أن ثلاثي بري ــ الحريري ــ جنبلاط “لا يرى أن اجتماع معراب يختصر التمثيل المسيحي أو يمثل إجماعاً مسيحياً”.
مصادر أخرى قالت لـ”الأخبار” إن “الحريري أبلغ فريقه حرصه على ألا يبدو تيار المستقبل مستاءً من الإجماع المسيحي”، إلّا أنها أكّدت أنه “أعطى إيعازاً بمقاطعة جعجع”.
وبحسب مصادر “وسطية”، فإن “جعجع كان سبق أن عقد اتفاق جنتلمان مع الحريري يقضي بعدم ترشيحه عون إذا لم يعلن الحريري ترشيح فرنجية رسميّاً”، لكنه “انقلب على الاتفاق بعدما استفزّه اللقاء الثاني بين الحريري وفرنجية في باريس وما دار خلاله، وبعد أن نُقل إليه عن لسان رجل الأعمال جيلبير الشاغوري أن فرنجية سيزور الفاتيكان ويلتقي البابا فرانسيس بحضور البطريرك بشارة الراعي والحريري، قبل أن يتبيّن أن هذا الكلام عارٍ من الصحة، وينفيه الراعي وفرنجية معاً”.
ولم يخرج موقف جنبلاط أمس عن سياق التوقعات التي رُسمت له خلال الأيام الماضية، مع إعلان كتلة اللقاء الديموقراطي تمسّكها بترشيح النائب حلو لرئاسة الجمهورية، هرباً من تسجيل موقف واضح، وخشية أن يُحسب الموقف “اعتراضاً على الإجماع المسيحي”، خصوصاً في ظلّ ترحيب غالبية الأطراف بـ”التوافق المسيحي”. وقد رحّب بيان كتلة اللقاء الديموقراطي بـ”المصالحة المسيحية ــ المسيحية”، وأكد “استمرار ترشيح حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار”، مثمّناً “خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية”. ورأى أن “الترشيح الحاصل لعون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني، مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية”. وقد تلقى جنبلاط اتصالاً من عون شاكراً له موقفه، فيما ثمّن جعجع موقف الزعيم الاشتراكي “الميثاقي بطبعه”.
مصادر 14 آذار: تيار المستقبل مقتنع بأن فرنجية لن ينسحب وبأن الموقف السعودي منه لن يتغيّر
وعلمت “الأخبار” أن الوزير وائل أبو فاعور وضع الوزير يوسف سعادة في أجواء الموقف العلني الذي سيصدر عن الكتلة. وقالت مصادر مقرّبة من زعيم الاشتراكي إن وائل أبو فاعور الذي عاد من الرياض أول من أمس، بعدما التقى مدير المخابرات السعودي خالد الحميدان والحريري، عاد بأجواء سعودية سلبية تجاه جعجع، وبانطباعات عن أن “لا أحد مستعجل على الرئاسة اللبنانية”.
النهار: واشنطن لا تتبنّى مرشحاً وتذكّر بـ”ثوابت” تريّث داخلي واسع و8 آذار بحكم المؤجلة
كتبت “النهار”: اتسمت الحركة السياسية في الساعات الاخيرة بتريث القوى السياسية الرئيسية في تحديد مواقفها من ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بما خالف الكثير من التوقعات ان تحفل نهاية الاسبوع باكتمال فصول الفرز السياسي حول هذا الترشيح. واذا كان بعض الانطباعات بدأ يروج لمنطق ان ترشيح العماد عون يسير بدوره على خطى ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية بمعنى ان الترشيحين مطروحان لكنهما عالقان من دون أي امكان لحسم احدهما، فان أوساطاً مطلعة تواكب حركة الاتصالات الناشطة في كل الاتجاهات قالت لـ”النهار” إن ثمة فارقاً بين ردود الفعل التي اعقبت كلاً من الترشيحين بما يجعل الحديث من الآن عن مصير مشابه لهما متعجلاً.
ذلك ان البعد المتعلق بالمصالحة المسيحية على قاعدة ترشيح عون جعل القوى المعنية تتريث كثيراً في اتخاذ مواقف فورية من الترشيح الذي أعلن من معراب لان هذا البعد يكتسب حساسية عالية يصعب على المؤيدين لترشيح عون كما على رافضيه تجاهله. ولفتت الاوساط الى انه اذا كان “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب وليد جنبلاط أصدر موقفه أمس على قاعدة الانفتاح الكبير على التقارب المسيحي – المسيحي ومن ثم ترك الجسور قائمة في كل من اتجاهي عون وفرنجية ولو أعلن “اللقاء” تمسكه بترشيح النائب هنري حلو، فان هذا الموقف بدا “نموذجياً” حيال مرحلة اعادة الحسابات والتروي في اتخاذ المواقف النهائية التي بدا فيها ان العماد عون ورئيس حزب “القوات” نجحا في
احداث نقلة مهمة ونوعية في اتجاهها عبر البعد المسيحي لمبادرتهما.
وعلمت “النهار” ان البيان الصادر عن “اللقاء الديموقراطي” أمس بعد إجتماعه برئاسة جنبلاط، جاء “مدروسا بدقة” وفق توصيف مصادر المجتمعين بما فيه تأكيد إستمرار ترشيح النائب حلو. وقد رحب “اللقاء” بالمصالحة المسيحية – المسيحية وأكد استمرار ترشيح النائب حلو لكنه “ثمن خطوة ترشيح فرنجية ” كما اعتبر ان ترشيح عون “يلتقي مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني”. وأشاد جعجع بهذا البيان فيما اتصل عون بجنبلاط شاكراً له هذا الموقف.
غير ان العلامة الفارقة في تريث القوى الاساسية برزت خصوصا عبر اتجاه واضح لدى “حزب الله ” الى الامتناع عن اتخاذ أي موقف سريع مما جرى في معراب اذ ألغت كتلة “الوفاء للمقاومة ” اجتماعها الاسبوعي أمس وسط معطيات تشير الى ان الحزب ربما أحرجه شكلاً على الاقل الضغط الكبير الذي مارسه جعجع في تحميل الحزب مسؤولية ترجمة دعمه للعماد عون بعدما توافر لعون دعم “القوات”، فلم يرد الحزب الانخراط في رد مباشر أو غير مباشر على جعجع لئلا يخضع موقف الحزب لتفسيرات لا تلائمه.
في المقابل، من المقرر أن يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مؤتمراً صحافياً في الخامسة والنصف عصر اليوم في بكفيا لإعلان موقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي والذي وصفته مصادر كتائبية لـ”النهار” بإنه “يتخطى الترشيحات الحالية”.
على صعيد متصل، علمت “النهار” من مصادر سياسية شاركت في الاتصالات الرئاسية الاخيرة أن جلسة الانتخاب المقررة في 8 شباط المقبل صارت بحكم المؤكد مؤجلة بسبب فقدان النصاب، وسيكون الغياب عنها مشتركاً بين 8 و14 آذار ,وهذا يمثل مؤشراً لكون موقف المقاطعة ستتخذه 14 آذار إذا كانت الجلسة ستفضي الى نتائج لا تقبل بها. وأعتبرت ان المواقف التي لم ترفض ترشيح عون لا تعني أنها تؤيده وقد إقتصر التأييد حتى الان على جعجع والموقف النظري لـ”حزب الله”. ورأت ان إحياء النائب جنبلاط إسم المرشح حلو هو بمثابة التحصّن وراء حاجز المرشح المستقل مع أرجحية تأييد فرنجية على عون. وفي الوقت نفسه لا يزال “المستقبل” مع ترشيح فرنجية.وأشارت الى أن عدم صدور موقف عن “حزب الله” لا يعني التخلي عن عون وإنما يعني عدم جهوزية الحزب حالياً لإتخاذ موقف. وأوضحت إن هناك أكثرية تدعم فرنجية حالياً تصل الى أكثر من النصف زائد واحد مع أخذ الأصوات الخمسة للكتائب والتي ستشكل فارقاً، في الاعتبار.
وأبلغت اوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي “النهار” أن الفرملة التي طغت على مواقف مختلف الاطراف تعود الى أن البوانتاج الدقيق لما يمكن أن تنتهي اليه جلسة الانتخاب إذا ما انعقدت يشير الى توزّع الاصوات بين العماد عون والنائب فرنجية مناصفة تقريباً مع فارق صوت أو صوتيّن لأحدهما مما يشكل مغامرة في وجه الجميع وخصوصاً العماد عون الذي يشترط الاجماع قبل النزول الى الجلسة.
المستقبل:الراعي يؤكد أنّ ترشيح جعجع لعون “لا يكفي”: لرئيس مقبول داخلياً وإقليمياً ودولياً الرئاسة: “حزب الله” يكتشف “النأي بالنفس”
كتبت “المستقبل”: لا المناشدات الوطنية الروحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لإنجاز الاستحقاق، ولا المبادرات التسووية الهادفة إلى إنقاذ البلد، ولا التحذيرات الدولية من “المنحى الخطر” للفراغ على الاستقرار اللبناني كما نبّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس عشية استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني، ولا حتى ترشيح الخصوم ولا الحلفاء يجدي نفعاً رئاسياً طالما أنّ “حزب الله” على اعتصامه بحبل الشغور والتعطيل الخانق للجمهورية. وبعد طول عناد ومكابرة، يبدو أنّ الحزب اكتشف أمس أهمية انتهاج سياسة “النأي بالنفس” لكن بما لا يصب في الصالح الوطني العام إنما في صلب أجندة إطالة عمر الفراغ حتى إشعار إقليمي آخر. فبينما تكاد تكتمل صورة مواقف التكتلات والكتل حيال مشهدية “لقاء معراب” بتظهير حزب “الكتائب” مساء اليوم حقيقة تموضعه بين بنشعي والرابية أو خارجهما، آثر “حزب الله” النأي بنفسه عن واقع الترشيح “القواتي” للنائب ميشال عون متعمّداً ومعتمداً في سبيل ذلك إرجاء اجتماع كتلته النيابية الذي كان مقرراً أمس للتملّص حتى من التعليق على المصالحة العونية – القواتية.. إن لم يكن على واقع ترشيح رئيس حزب “القوات” سمير جعجع لمرشح الحزب الأصيل للرئاسة.
اللواء: “الترشيح المأزوم”: الكُتل تنأى بنفسها .. والتصدُّع يضرب “تحالفات الأمس” “المستقبل” تعتبر النصاب في ساحة حزب الله .. و8 آذار لن تُشارِك بجلسة يقاطعها السُنّة!
كتبت “اللواء”: رحى الرئاسة يدور، ولكن على نفسه.
ثمة جعجعة ولا أحد يرى طحناً.
هذا هو الانطباع العام، في اليوم الخامس لدعم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وما خلا حركة السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون والذي لم يقدم أوراق اعتماده بعد نظراً للشغور الرئاسي والذي التقى على مدى ساعتين جعجع في معراب أمس، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، في ظل دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كلا من المملكة العربية السعودية وإيران للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، وفي ظل تأكيد مصدر مأذون في وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس لا تميل إلى مرشّح على حساب آخر، وجل ما يعنيها هو انتخاب رئيس في أسرع وقت مناسب.
الجمهورية: تخوُّف من تحوُّل المبادرات محارق.. وجنبلاط يعود إلى ترشيحه الأول
كتبت “الجمهورية”: فيما تترقّب الأوساط نتائجَ لقاء الفاتيكان غداً السبت بين البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يبقى المشهد الرئاسي أسيرَ الغموض، ويتجاذب سباقَه المرشّحان: رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس تيار”المردة” النائب سليمان فرنجية الذي نفى المعلومات التي تتحدّث عن زيارته للفاتيكان، فيما استحضَر رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط مجدّداً مرشّحَ “الاعتدال والحوار” النائب هنري حلو، مُعيدَه بذلك إلى سباق الترشيح الرئاسي، بعدما رحّبَ بالتقارب الحاصل بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وثمَّنَ خطوةَ ترشيح فرنجية “في اعتبارها تشَكّل مخرجاً من الأزمة”. وبينما رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ “قلّة الكلام أكثر إفادة”، ظلّ “حزب الله” معتصماً بالصمت ومؤاثِراً التريّث، بدليل عدم اجتماع كتلة “الوفاء للمقاومة” أمس. أمّا حزب الكتائب فينتظر أن يتبلور موقفه مساء اليوم.
إستبعدت مصادر ديبلوماسية حصول أيّ تطوّر إيجابي سريع في الاستحقاق الرئاسي، مؤكدةً أنّه بات يرتبط عميقاً بمستقبل الأوضاع الجارية في المنطقة وخصوصاً بالوضع السوري، وتخوّفَت من أن تتحوّل المبادرات المطروحة عمليةَ حرقٍ لبعض الترشيحات المتداولة، لأنه لم يظهر في الأفق الإقليمي أيّ معطى يشَجّع على انتخاب رئيس للبنان في هذه المرحلة. وتوقّعَت أن لا يُقارب هذا الملف قبل تبلوُر معالم الحلّ السوري على الأقلّ.