من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: هذه هي خيارات فرنجية.. وبري والحريري وجنبلاط و”حزب الله” جعجع “يحتضن” عون: أنا الزعيم!
كتبت “السفير”: لن يكون سهلاً تجاوز مشهدية معراب الثنائية بعد الآن. هذا في السياسة، أما في الرئاسة، فالأمر مختلف.
وهذه المشهدية نتاج سياسات متراكمة، أقله من العام 2005 حتى الآن، عنوانها الكبير إدارة الظهر للمكون المسيحي، وآخرها الإدارة الخاطئة لمبادرة ترشيح سليمان فرنجية، خصوصاً من قبل “تيار المستقبل”، وتحديداً رئيسه سعد الحريري.
بهذا المعنى، لم يستدرج سمير جعجع خصمه المسيحي الأول ميشال عون الى معراب، بل ثمة من استدرجهما معاً الى مشهدية مشتركة، بدا معها أن “الحكيم” هو “المنقذ” و “الزعيم الماروني الحقيقي” وصانع السياسات والخيارات.. والأهم “صانع الرؤساء”…
وما افتقد إليه المسيحيون منذ تاريخ آخر حروبهم في نهاية الثمانينيات، من وحدة ولو بحدها الأدنى، وجدوا أن هناك من بين قياداتهم من ينبري لهذا “الدور التاريخي”، بحيث قرر أن “يضحي” مجدداً، كما “ضحى” في السابق، خصوصاً من أجل الطائف.. فكان “جريئاً حيث لا يجرؤ الآخرون” من حلفاء، برغم الأكلاف الآنية والمكاسب البعيدة المدى.. وهذا هو بيت القصيد في معراب: “الأمر لي”.
ويصح القول إنه منذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل أحد عشر عاماً، وما تركته من ندوب واصطفافات في الجسم السياسي والطائفي اللبناني، هذه هي المرة الثانية التي يشهد فيها اللبنانيون “يوماً تاريخياً” يكاد يغطي بمشهديته الشكلية ومضمونه البعيد المدى على اليوم التاريخي الأول، لحظة قرر “الجنرال” على مسافة قريبة من هذه الأيام، أن يوقع التفاهم الأول من نوعه بين “التيار الوطني الحر” و “حزب الله” في كنيسة مار مخايل في السادس من شباط 2006.
عشر سنوات على ذلك “التفاهم”، كان خلالها ميشال عون عرضة لحروب عالمية بكل معنى الكلمة منعته من أن يعيّن “صهره الثاني” قائداً للجيش ولولا تدخلات ملوك ورؤساء، لما أمكن له في بعض الأحيان أن يضمن حقيبة وزارية لوريثه و “صهره الأول” جبران باسيل.
والأصح أن ذلك التفاهم لم يكن إلا نتاج “حرب إلغاء” تعرض إليها عون، بمجرد أن قرر مغادرة منفاه الطوعي، فتكاملت أدوارُ بعض الداخل والخارج لمنعه من العودة.. وعندما قرر “التمرد”، كان “التحالف الرباعي” بالمرصاد.. ولحظة أثبت أنه “تسونامي مسيحي”، عوقب بحرمانه من مجرد مقعد وزاري.. وفي كل محطة، كان هناك من ينبري ويردد “هذه ليست خيارات شريك لبناني. بل نتاج قرارات سعودية وغربية، وتحديداً أميركية”. هذه القاعدة أريد لها أن “تغطي” قرار رفض ترشيح عون للرئاسة أو رفض شامل روكز لقيادة الجيش، برغم مجاهرة السفير الأميركي السابق ديفيد هيل أمام قيادات لبنانية بحماسة بلاده للأخير.
أمس تحديداً، خطف سمير جعجع مساحة سياسية وشعبية كبيرة من زعامة “الجنرال”، وهذا أمر مشروع في السياسة. ربما صار “الجنرال” الزعيم الأكثر تمثيلاً لكنه لم يعد الزعيم المسيحي الأول. صار الهامش بينه وبين جعجع ليس كبيراً. بدا “الحكيم” هو “المستقبل”. كل الحواجز السياسية والنفسية التي حاول تكسيرها وتبديدها، ونجح حيناً وفشل حيناً آخر، صارت خلف ظهره. أخذ صك البراءة الكبير وصار صاحب مبادرة ومشروعية لا يستطيع أحد أن يشكك فيها بشهادة ومشهدية يوم الثامن عشر من كانون الثاني 2016: “الجنرال” مرشحي.. وهذا هو “خطاب القسم”!
قد يزعج ذلك الحلفاء، وهو لا يقيم حساباً إلا لسعد والسعودية. لكن في النهاية هم يدركون أنه إذا أمسك بناصية القرار المسيحي مستقبلاً وصار مرجعية مارونية، هم سيأتون إليه وليس هو من يتوسل موعداً لا مع ملك ولا مع ولي عهد ولا مع من يمثلهما في “الدائرة اللبنانية”.
وإذا تم تعداد العناوين العشرة المأخوذة من “ورقة إعلان النوايا” بين “التيار” و “القوات”، فإن القول بأن جعجع قد جنح نحو خيار “8 آذار” لا يبدو دقيقاً. هنا تحديداً، ينبغي التدقيق في مضمون “الإطار السياسي لهذا الترشيح”، بوصفه يشكل نقطة التقاء بين الجانبين، بمعزل عن التلاعب اللفظي اللاحق، وهو المضمون الذي لم يطلع الرأي العام اللبناني على أي حرف من حروفه حتى الآن، ولكن تكفي مقارنته بمحاولة “قواتية” سابقة لإبرام تفاهم سياسي مماثل مع “المردة” على مسافة قريبة من مبادرة الحريري لترشيح فرنجية.
الاخبار: جعجع: عون مرشحنا للرئاسة “عرس معراب” يُربك الحريري وفرنجية ويوتّر برّي وجنبلاط
كتبت “الاخبار”: فعلها سمير جعجع. أدار ظهره لحلفائه، ورشّح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. ترشيح أعاد خلط الأوراق الرئاسية، وتوزّع القوى السياسي بين فريقَي الانقسام السياسي، من دون أن يُطلق صافرة الانتخابات. في المحصلة الأولية، يبدو الرئيس سعد الحريري الخاسر الأول: خسر جعجع ولم يربح سليمان فرنجية
السؤال الأساسي اليوم يتمحور حول هوية الجهة الإقليمية أو الدولية التي غطّت سمير جعجع في قراره ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة. عارفو جعجع يجيبون عن السؤال بما لا يقنع الكثير من أهل السياسة. يقولون إن جعجع أجرى قراءة للأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، ورأى متغيرات، فقرر المبادرة، بلا غطاء إقليمي أو دولي.
في الداخل، لم يعطه آل الحريري شيئاً مقابل كل ما أعطاهم إياه طوال السنوات العشر الماضية. كان سعد الحريري يتخلى عنه عند كل منعطف، ليتوّج هذه “التجارب المريرة” بترشيح سليمان فرنجية إلى الرئاسة. أما في الإقليم والعالم، فيرى جعجع بوضوح سقوط الرهان على إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. أضيف إلى ذلك الحضور الروسي المباشر في سوريا، والاتفاق النووي بين أميركا وحلفائها من جهة، وبين إيران من الجهة الأخرى. كان جعجع يراكم الخسائر في محوره، فقرر فتح ثغرة في الجدار مع خصومه.
يرى رئيس حزب القوات أن خطوة ترشيحه عون إلى الرئاسة ستمنحه حضوراً كبيراً في “البيئة المسيحية”، وتنزع عنه الصفات السيئة التي ورثها من تجربته في الحرب الأهلية. كذلك، تلامس خطوته “الشعور العميق بضرورة توحيد الصفوف في زمن تغيير الخرائط”. أدار الحريري ظهره لجعجع، فوجد الأخير نفسه محشوراً في الزاوية: من سيخسر أكثر من خطوته؟ الحريري حطّم تحالف 14 آذار بدعمه فرنجية، فقرر جعجع الهرب إلى الأمام في “خطوة محسوبة”. دعم عون يمنح غريمه السابق دعم شريحة واسعة من الجمهور المسيحي، تعوّضه خسارة “جمهور تيار المستقبل” الذي لم “يُقَرَّش”. في أي انتخابات نيابية مقبلة، سيحوّل التحالف بين القوات والتيار الوطني الحر جعجع من “ملحقٍ” بتيار المستقبل، إلى حاجة للحريري. يمكن أي تحالف من هذا النوع أن يفوز بغالبية المقاعد المسيحية، حتى ولو أجريت الانتخابات وفق أسوأ قانون انتخابي (قانون الستين مثلاً). في المحصلة، ما قام به جعجع أمس يولّد له ربحاً صافياً، سواء أتمكّن عون من الفوز بكرسي بعبدا، أم لم يحقق ما يصبو إليه.
منذ يوم أمس، بات جعجع لاعباً في السياسة، بعدما ظلّ هامشياً طوال عشر سنوات. وتؤكّد المصادر أن السعودية وتيار المستقبل حاولا ثني جعجع عن خطوته، وآخر المحاولات جرت ليل أول من أمس، باتصال من مسؤول سعودي رفيع المستوى، إلا أن جعجع أصرّ على موقفه. أما عون، فحظي ببساطة بما تحدّاه الحريري وفرنجية في الحصول عليه سابقاً: دعم مسيحي وحظوظ للوصول إلى قصر بعبدا.
وكيف سيُتَرجَم “عرس معراب” رئاسياً؟ خطوة أمس أعادت خلط الأوراق الرئاسية، وزادت من حدة الانقسام داخل فريقي الانقسام التقليدي، 8 و14 آذار، لكن من دون أن يعني ذلك انطلاق قطار الانتخابات الرئاسية. في 8 آذار، كان حزب الله على علم بما يدور بين عون وجعجع. كان الوزير جبران باسيل يتولى وضع قيادة الحزب في صورة ما يجري على خط الرابية ــ معراب. ورغم أن أي بيان أو موقف لم يصدر عن حارة حريك، فإن مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار أكّدت أن حزب الله يرى مرشّحه للرئاسة أقرب من أي وقت مضى إلى قصر بعبدا، رغم أن المخاض الرئاسي سيطول. كذلك، يرى الحزب أن تيار المستقبل سيرضخ في النهاية، وسيؤيد ترشيح عون.
في عين التينة، لم يكن المشهد الصادر من معراب مريحاً. تقول مصادر الرئيس نبيه بري إن “تطويب جعجع زعيماً للمسيحيين من خلال ترشيح عون بهذه الطريقة أتى بعد اتفاق سياسي بين الرجلين، ولا يمكننا إصدار موقف قبل الاطلاع على تفاصيل الاتفاق. لكن في جميع الأحوال، نحن نؤيد سليمان فرنجية، ولا يراهننّ أحد على أن حزب الله سيغيّر رأينا، وقيادة الحزب تعرف ذلك. وإذا أراد فرنجية الانسحاب، فسنسعى إلى إقناعه بالاستمرار في السباق”.
فرنجية بدا متوتراً أمس، بحسب مصادر قريبة منه. وتوتره ناتج من مضمون الحدث المعرابي، ومن الشكل. في المضمون، يرى أن حظوظه الرئاسية تتراجع. أما في الشكل، فأزعجه أن “حليفه” الجنرال ميشال عون لم يبلغه بما كان يجري إعداده إلا صباح أمس، عندما اتصل به باسيل ليخبره أن جعجع سيرشح عون مساءً. ولهذا السبب، قالت المصادر، صدر عنه ما صرّح به بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، حين قال: “ما زلت مرشحاً، ومن يريدني يعرف عنوان منزلي”. وعلمت “الأخبار” أن باسيل بصدد زيارة فرنجية قريباً. ولفتت مصادر مطّلعة على تفاصيل المفاوضات السياسية إلى أن فرنجية محرج، لأنه سبق أن قال إنه سيدعم ترشيح عون إن كانت للأخير حظوظ. وما جرى أمس يرفع من حظوظ عون. أما المُحرَج الثاني، للسبب ذاته، فهو الحريري، الذي قال لعون في أثناء تواصلهما، إنه سيؤيده إذا حظي بترشيح مسيحي. وها هو عون يحوز دعم الأكثرية المسيحية، وبغطاء كنسيّ.
البناء: جعجع يخلط الأوراق ويسعى لانتزاع دور بيضة القبان الرئاسية بترشيح عون جنبلاط الخاسر الأكبر في الجبل فهل يلجأ إلى سيناريو الـ70 لإيصال فرنجية؟ قطبة مخفيّة بين واشنطن وطهران بدون الرياض أم قوطبة أميركية على إيران؟
كتبت “البناء”: ما أقدم عليه رئيس حزب القوات اللبنانية، ليس حدثاً محلياً في البلد الذي يشكل خزان خيار المقاومة وقيمتها المضافة في زمن الحرب المفتوحة عليها، وفي زمن التفاهم الأميركي الإيراني الذي يشكل الملف النووي رأس جبل الجليد فيه، والتفاهم الروسي الأميركي الذي يشكل جنيف السوري مساره الرئيسي الحاسم، وكلاهما يسير من وراء ظهر السعودية، وخلافاً لمشيئتها فهل انشقّ سمير جعجع عن الخيار السعودي لحساب مظلة أميركية تكفيه لخطف دور بيضة القبان الرئاسية التي مثلها النائب وليد جنبلاط حتى ساعة إعلان جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية؟
الانشقاق الذي قام به جعجع عن السعودية والرئيس سعد الحريري صار شبه أكيد، والغطاء الأميركي تؤكده معلومات تتراوح بين الإيحاء الأميركي لجعجع وعدم ممانعة قيامه بالخطوة، ولكن هل هو الانشقاق الذي يحقق المصالح الخاصة بجعجع من ضمن منظومة خلط أوراق لا تنتج رئيساً وتزيد حالة التفكك والاستقطاب الطائفي والاحتقان، أم من ضمن منظومة تفاهم دولي إقليمي، أيّ أميركي إيراني لإنتاج رئيس، وقفت فيه إيران في حوارها مع أميركا تتبنّى ترشيح مرشح حليفها الأبرز حزب الله، وهو العماد ميشال عون، وتقول لا بديل عن عون إذا أردتم تشاركاً فهاتوا حلفاءكم إلى هذا الخيار لنصنع التسوية، وجاءت واشنطن بجعجع ضمن صيرورة صناعة الرئاسة على قاعدة التفاهم؟
إذا كان الأمر كذلك فسيظهر في موقف حزب الله الذي لن يكتفي في هذه الحالة بتأكيد تبنّي الترشيح، بل سيصارح حلفاءه في الثامن من آذار بمضمون التفاهم ويدعوهم للمشاركة في إنجاح مفاعيله، ويدعو العماد عون للانفتاح على الآخرين وفي مقدّمتهم تيار المستقبل لطمأنتهم والتوصّل إلى تفاهم على قانون الانتخابات النيابية الذي لم يغب عن إعلان جعجع، وإذا لم يحدث هذا من جانب حزب الله، فسيكون الموقف الأميركي مثيراً لريبة حزب الله كما نظر إلى ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ويعتبر الهدف من الترشيحين واحداً وهو زيادة التعقيد في الملف الرئاسي وليس إنتاج رئيس جديد، وبالتالي أخذ البلد من اصطفاف الثامن والرابع عشر من آذار السياسي، إلى استقطابات واصطفافات واحتقانات لا تنتج رئاسة ولكنها تزيد التأزّم، فيدعو عندها كتلتي الرابع عشر من آذار والثامن من آذار لاستعادة تماسكهما والتصرّف كطرفين متقابلين لا بدّ للتفاوض بينهما أن يشكل الطريق لملء الفراغ الرئاسي.
الموقف الأميركي سيترجم بمواقف حلفاء واشنطن الأقربين، خصوصاً الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، فإنْ تبع الخطوة تشاور وطني عام أنتج اتفاقاً على قانون انتخاب يطمئن الجميع، خصوصاً الحريري وجنبلاط اللذين يشكل تفاهم عون وجعجع انتخابياً مصدر ذعر لهما، فدوائر كزحلة وبيروت الأولى والشوف وعاليه، لن يبقى فيها تمثيل جنبلاطي وحريري إلا بقانون يعتمد النسبية، لأنّ التصويت المسيحي، من القوتين الحاسمتين سيشكل تهميشاً للتصويت المقابل في ظلّ النظام الأكثري.
الذهاب إلى مقاطعة جلسة الانتخاب محرج للجميع، خصوصاً الذين دأبوا على اعتبار مقاطعة التيار الوطني الحر وحزب الله تخريباً مرفوضاً وخاضوا حرباً على المقاطعة، والمشاركة السلبية تكريس للهزيمة لا يمكن القبول بها من جانب الحريري وجنبلاط، فيبقى أمام جنبلاط قيادة سيناريو شبيه بالذي قاده والده الراحل كمال جنبلاط عام 1970 وانتهى بفوز الراحل سليمان فرنجية بصوت واحد، فيما كان جنبلاط يتبنّى ترشيح الراحل الياس سركيس، وقيل يومها إنّ الصوت المرجّح لمصلحة فرنجية جاء من كنف نواب كتلة جنبلاط، فهل يقدم جنبلاط على قبول التحدّي والدعوة إلى تنافس انتخابي بين المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، الذي أعلن عقب موقف جعجع أنّ ترشيحه مستمرّ، وهل كان الإعلان منسّقاً مع جنبلاط ليعلن تبنيه في اجتماعات الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلته النيابية، تشجيعاً للحريري على مواصلة السير بالترشيح؟
في هذه الحال وفي كلّ حال، لن يصير جعجع بيضة القبان الرئاسية، بل الرئيس نبيه بري، الذي سيقرّر موقفه في ربع الساعة الأخيرة كرئيس للمجلس النيابي معنيّ بإدارة العملية بما يضمن بلوغها شاطئ الأمان ضمن ضوابط عدم غياب مكوّن طائفي رئيسي، وخصوصاً تيار المستقبل، وضمان تماسك تحالفه مع حزب الله وقياس قراءته للترشيح المستجدّ، ومدى صلته بتفاهم أميركي إيراني، أم بمشروع عبث أميركي لتعطيل الرئاسة وخلط الأوراق، وصولاً إلى إحكام العزل السياسي المسيحي لحزب الله، بتصويره لحليفيه المسيحيين كعاجز عن إيصالهما إلى الرئاسة، رغم أنّ كلاً منهما جاء بتثقيل لترشيحه من قوة وزانة في ما يفترض أنه معسكر الخصوم.
الديار: القوات اللبنانية تؤيد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية في خطوة مفصلية ضبابية في البنود العشرة لوثيقة الاتفاق وتناقض ضمن البنود لإرضاء الأطراف فرنجية مستمر في معركة الرئاسة لكن الحلف المسيحي الجديد عائق أمامه
كتبت “الديار”: سيستمر الوزير سليمان فرنجية في ترشحه لرئاسة الجمهورية، لكنه بات امام عائق كبير هو التحالف بين اكبر قوتين مسيحيتين هو التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية اللذان يمثلان اكبر قوة مسيحية تشكل 70 في المئة من المسيحيين في لبنان.
واذا كان حزب الله وحركة امل يشكلان 70 في المئة و 80 في المئة من الشيعة، ويلزمان الناس بانتخاب الرئيس نبيه بري، فان مبدأ الاكثرية المسيحية التي اصبحت عند العماد ميشال عون و الدكتور سمير جعجع يمنع على الوزير سليمان فرنجية اجتياز خط الرئاسة دون تسوية معينة غير موجودة.
لكن الوزير سليمان فرنجية سيستمر في ترشحه مؤيدا من تيار المستقبل والوزير وليد جنبلاط والمستقلين من المسيحيين حلفاء 14 اذار، ولن يتراجع عن خطوته خاصة ان ترشيح العماد ميشال عون جاء من معراب من مركز الدكتور سمير جعجع الذي له عداء كبير وتاريخي مع الوزير سليمان فرنجية. اما الدكتور سمير جعجع فالتقط الكرة ودرس الامور، ووجد انه لا يمكن ان يقبل الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، وما دام ان الرئيس الحريري لم يشاوره في ترشيح الوزير سليمان فرنجية، رد عليه بترشيح العماد ميشال عون، معتبرا ان العماد ميشال عون يلتقي مع القوات اللبنانية على قواسم مشتركة اكثر مما تلتقي القوات اللبنىانية مع الوزير سليمان فرنجية، ولذلك ايد الدكتور سمير جعجع في خطوة مفصلية وتاريخية العماد عون لرئاسة الجمهورية.
ومع تأييد الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون وتأييد الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية، فان خريطة سياسية جديدة قد تم رسمها في لبنان، وان كان المرشحان هما من حركة 8 اذار، وقاسمهما المشترك هو حزب الله وتقريبا سوريا.
الا ان وجودهما في 8 اذار لا ينفع بشيء، ذلك انهما متخاصمان على الرئاسة، ولن يتراجع اي منهما؛ فلا العماد ميشال عون مستعد للتراجع، خاصة بعد تأييد القوات اللبنانية له وحصوله على سد منيع من القوة المسيحية الكبرى ولا الوزير سليمان فرنجية سيتراجع، لانه يعتبر الامر يمس كرامته وتاريخه السياسي، وبالتالي سيستمر في ترشحه لرئاسة الجمهورية.
والان ينتظر الجميع موقف الاطراف من اعلان الدكتور سمير جعجع تأييده لترشيح العماد ميشال عون، فالوزير وليد جنبلاط دعا خلال 48 ساعة الى اجتماع كي يعلن الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي موقفه من ترشيح العماد ميشال عون، بعد تأييد الدكتور سمير جعجع له.
والرئيس نبيه بري قد يصدر بيان عنه في شأن تأييد الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون.
ولا نعرف اذا كان حزب الله سيصدر بيانا في شأن تأييد الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون، مع ان قناة المنار لم تنقل من معراب مباشرة الخبر الا عند حضور العماد ميشال عون فقط. وقبل ذلك لم تشارك في نقل الاحداث وما يجري في معراب، بل نقلت لحظة وصول عون الى معراب والبيان الصحافي الذي اصدره العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وقرأه الدكتور سمير جعجع.
على ان بعض الاخبار تقول إن العماد ميشال عون سيكون وسيطاً بين الدكتور سمير جعجع والسيد حسن نصرالله، لتقريب وجهات نظر القوات وحزب الله في المرحلة المقبلة.
واذا قرأنا البيان الذي يتضمن وثيقة الـ 10 نقاط، فاننا نرى انه يجب دعم الجيش اللبناني معنويا وماديا وتمكينه مع سائر القوى الامنية من التعامل مع مختلف الحالات الامنية، بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الاراضي وكلمة التعامل مع مختلف الحالات شيء وفرض الامن من قبل الجيش والقوى الامنية امر آخر، لذلك تم اعتماد كلمة التعامل مع مختلف الحالات كحل وسط ما بين سلاح حزب الله وما بين دور الجيش والقوى الامنية الشرعية.
النهار: “الانقلاب المسيحي”: عون مرشّح جعجع
كتبت “النهار”: مع ان ما جرى في معراب لم يشكل “المفاجأة” الكاملة العناصر بعدما كثر الحديث في الايام الاخيرة عن اقتراب اعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع دعمه لترشيح رئيس “تكتل الاصلاح والتغيير” النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فان رؤية معراب الحاشدة احتفاء بـ”مرشحها” الرئاسي ترفع نخبه وهو الذي زارها للمرة الأولى أمس لم يكن أقل من تطور استثنائي نادر.
والواقع ان جعجع الذي يشغل المراقبين والأوساط السياسية منذ بروز الاشارة الاولى الى التباين الحاد الذي حصل بينه وبين الرئيس سعد الحريري حول توافق الاخير مع النائب سليمان فرنجية على ترشيحه للرئاسة، “أقدم” أمس في توقيت كان كثر يعتقدون ان جعجع سيتجنبه في ظل تصاعد الضجة الكبيرة التي أثارتها تخلية الوزير السابق ميشال سماحة وتالياً التريث في انجاز التفاهم العوني – القواتي على اعلان دعم عون للرئاسة. وبدا واضحاً ان ثمة معطيات حملت الثنائي المسيحي على استعجال الخطوة التي وصفاها بانها “تاريخية”، عزاها مطلعون الى استعدادات كانت تجري لقيام النائب فرنجية بزيارة لروما يلاقي فيها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويعقد لقاءات مع مسؤولين فاتيكانيين الامر الذي يعني المضي قدما في معركة ترشيح فرنجية. لكن الأمر لا يبدو انه يقف عند حدود التوقيت المباشر، إذ تبين ان الفريقين العوني والقواتي أحدثا ما يشبه الانقلاب الصاعق في الوقائع المتصلة بالمعركة الرئاسية وحساباتها كما بالواقع السياسي المسيحي كلاً وعلاقات افرقائه بالشركاء من الطوائف الاخرى تحت لافتة كبيرة هي استعادة استقلالية القرار المسيحي.
واذا كان كل من جعجع وعون حرص على التوجه الى سائر الأفرقاء بلغة الانفتاح وعدم التحدي، فان ذلك لا يحجب الصدى القوي الذي أحدثه هذا التطور من كل الجوانب سواء على المستوى المسيحي أو على صعيد علاقة كل من الفريقين بحلفه السياسي العريض في 14 آذار و8 آذار. وبرزت في هذا السياق الزيارة العاجلة التي قام بها النائب فرنجية لبكركي ليعلن منها انه “مستمر في ترشيحه”.
وقالت مصادر الفريقين لـ”النهار” انه بعد “اعلان النيات” الذي صدر في 2 نيسان 2015، بدأت المرحلة الثانية من التنفيذ التي ركزت على موضوع الرئاسة. وطوال شهرين انعقدت لقاءات في شكل شبه يومي كان محورها النائب ابرهيم كنعان وملحم الرياشي مع العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع للتوصل الى هذا الاتفاق في ظل تكتم شديد ضماناً لنجاح ما يقومان به.
وفي كل اللقاءات، توسّع الطرفان في البحث في “اعلان النيات”، فناقشا مستقبل علاقتهما وعلاقة المسيحيين بالدولة ومع الشريك الاخر في الوطن، وما بعد الرئاسة أي مستقبل الجمهورية ككل ودور الجميع فيها، وعندما تكونت لديهما رؤية مشتركة متكاملة للكثير من المسائل والقضايا لتقوية الجمهورية، رتّبا لقاء الإعلان الرئاسي في الطريقة التي صدرت أمس. وحفاظاً على أمن الجميع وضعا خطة المؤتمر الصحافي الذي اعلن فيه جعجع الموقف، بعدما زار الرياشي بكركي وأطلع البطريرك على أمر الإعلان، ثم زارها الوزير جبران باسيل، وبعده العماد عون ليأخذ بركة البطريرك قبل التوجه الى معراب.
وأكد الطرفان ان هذا الترشيح ليس تحدياً لأحد والاهم انه ليس رد فعل على ترشيح الحريري لفرنجيه، وما يطمحان اليه ان تكون مبادرة جامعة أو قدر الممكن، كما أكدا ضرورة ان يشمل التفاهم كل المسيحيين وألا يقصي أحداً، فضلاً عن أنه ليس موجها ضد الشريك المسلم بل سيتوجهان إلى هذا الشريك للتوصل الى تفاهمات.
والواقع ان ترشيح جعجع لعون من معراب وسط “المراسم” الاعلامية والسياسية والنيابية والحزبية التي اتخذت فيها والتي بدا واضحاً ان قيادة “القوات” حرصت عليها لاطلاق كل الدلالات التي تتجمع عند دورها المحوري في الاستحقاق الرئاسي ومن خلال التحالف “التاريخي” مع الخصم التاريخي المسيحي سابقاً، أثار مفاعيل شديدة التناقض مسيحياً ولبنانياً اذ بدا من جهة حدثاً دراماتيكياً نظراً الى الانقلاب في علاقة فريقين خاضا معارك دموية ومن ثم لم يتفاهما إلا تحت وطأة الضعف الهائل الذي أصاب المسيحيين. لكنه بدا من جهة أخرى حدثاً مبشراً باعادة التوازن الى الواقع الداخلي من خلال الأثر الذي يمكن ان يحدثه تحالف اثنين من أكبر الاحزاب والتيارات المسيحية. ولفت في هذا السياق ان جعجع عزز “استدارته” الكبيرة نحو حليفه الحديث وخصمه الاول السابق بالتركيز على النقاط “السيادية” التي وردت في “اعلان النيات ” بين الفريقين ليعلن تبني “القوات” ترشيح عون وليدعو “القوى الحليفة في 14 آذار وثورة الارز الى تبني هذا الترشيح”. أما العماد عون الذي شدد على ان “الجميع لهم موقعهم في هذا الوطن”، فتمنى “ان نشهد الاجماع ولو لمرة لاننا نريد صون الجميع مسلمين ومسيحيين”.
المستقبل: جعجع يرفع نخب عون.. و”الكتائب” يحدد موقفه الرئاسي غداً فرنجية لـ”المستقبل”: لن أتراجع
كتبت “المستقبل”: قُضيَ الأمر. أضحى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون مرشح “معراب” لرئاسة الجمهورية وفق ما أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء أمس وسط أجواء احتفائية عارمة استهلّها باستقبال حزبي حافل أعدّه للضيف الرئاسي واختتمها برفع نخب عون مرشحاً “قواتياً” لسدة الرئاسة الأولى. غير أنّ النشوة العونية لم تكد تكتمل بانتزاع تنازل جعجع عن سدة الترشيح إلى الرئاسة الأولى، حتى جاء الرد الرئاسي صريحاً ومقتضباً من مرشح التسوية رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية بقوله لـ”المستقبل” ليلاً: “لن أتراجع”، مؤكداً بعد زيارته بكركي أنّ لقاءه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي كان “جيداً جداً”، وأردف موضحاً إثر اللقاء: مستمر بترشّحي للرئاسة.. و”اللي بدّو منّي شي بيعرف عنواني”.
اللواء: انتفاضة جعجع على 14 آذار: ترشيح عون وخلط الأوراق حسابات جديدة “للمستقبل” برّي ينتظر.. حزب الله حذِر وفرنجية من بكركي : ما زلت مرشحاً
كتبت “اللواء”: 18 كانون الثاني 2016: هل هو “انتفاضة” جديدة للدكتور سمير جعجع على حلفائه في 14 آذار؟ أم هو خطوة جدية لدعم النائب ميشال عون وهو في الثمانين من العمر، في سعيه الحثيث للوصول إلى بعبدا؟ أم هي واحدة من مناورات “الحكيم” في سن النضوج السياسي، وهو يقترب من طي عقده الستين لإخراج رئيس “التيار الوطني الحر” خصمه السياسي على مدى ثلاثة عقود على الأقل من السباق إلى قصر بعبدا، وبالتالي اخراجه كشخص من الحياة السياسية، في تمهيد لا يخفى على المراقبين، من انه يندرج في إطار وراثته سياسياً، أياً تكن الاحتمالات؟
الجمهورية: جعجع يخلط الأوراق الرئاسية… وفرنجية مستمرّ
كتبت “الجمهورية”: فَعَلها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد طول تمهيد، فانسحب من السباق الرئاسي متبنّياً ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون في لقاء تاريخي شهدته معراب التي وطأها عون للمرة الأولى وباتت الكرة، في رأي المراقبين، في ملعب ثلاثة: الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فيما رئيس مجلس النواب نبيه برّي ينتظر ما ستؤول اليه حصيلة المواقف ليبني على الشيء مقتضاه.
لاقت خطوة جعجع تفسيرات كثيرة، فالبعض أدرجها في إطار ردّ على الحريري، ومن خلفه الرياض لتبنّيهما ترشيح فرنجية، وبعض آخر تحدّث عن أن خطوة جعجع أحدثت كتلة وازنة من شأنها أن تغيّر في المعادلة الداخلية حتى ولو لم تحصل إنتخابات الرئاسة. ولكن العلامة الفارقة في إعلان جعجع كانت دعوته لقوى 14 آذار الى تأييد عون.