التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 16/1/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
شكل خطاب الرئيس اوباما السنوي للأمة، “حالة الاتحاد،” نقطة انعطاف واستقطاب حادة سعى خصومه لاستغلال اوجه قصوره في خدمة مناخ الانتخابات الرئاسية والترويج لسياسة الحزب الجمهوري، على الرغم من خلوه من خريطة طريق واضحة وشاملة، كما يقال.
يتناول قسم التحليل خطاب الرئيس اوباما المعد بعناية كبيرة، مما اشغل الرئيس عن استقبال العاهل الاردني الملك عبدالله بشكل رسمي على الرغم من انه يزور اميركا بصورة غير رسمية، وابلاغه اعوانه ان مفردات الخطاب ورسالته هي الاولوية ليختتم به ولايته الرئاسية.
سيستعرض قسم التحليل ايضا خطاب وزير الخارجية جون كيري في اليوم التالي لخطاب الرئيس اوباما، اذ صوره على انه يشكل معالم السياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط وسوريا.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
استراتيجية مكافحة الارهاب
اعرب معهد كاتو عن اعتقاده بأن الاستراتيجية الاميركية “لمكافحة الارهاب” تلقى فشلاً نظرا لأن متطلبات “استراتيجية مسؤولة ينبغي ان تتجاوز اهداف تعطيل خلايا الارهاب وعرقلة خططها واحباط قدرتها على استقطاب عناصر جديدة، ويجب ان تتناول عامل الخوف الذي ينوي الارهابيون تثبيته ..” وحذر المعهد من نزعات القادة والسياسيين للافراط بردود الفعل والعمل الجاد على “احباط اي ردود فعل تأتي بنتائج سلبية .. وينبغي معالجة التهديدات الحقيقية بثقة وثبات.” ومضى في تحذيره من ان الردود التقليدية “تستنفذ اموالا طائلة تنفق على تدابير أمنية مشكوك بها، والنيل من الحريات، والتضحية بارواح الاميركيين في خضم الانسياق لمهاجمة تهديدات مبالغ فيها.”
فراغ جيواستراتيجي
وجه معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى اتهاما بالخذلان لسياسة الرئيس اوباما في الشرق الاوسط وانشغاله بهاجس الخشية من “تورط مكلف للولايات المتحدة .. في الحرب السورية،” على الرغم “من توفر عدة خيارات .. ولكنه آثر الاكتفاء بالحد الادنى في كل مرة، والاحجام عن الاجابة على ما سيحدث اذا لم تتصرف” اميركا. وشد المعهد على ان المحصلة العامة للسياسة الاميركية ادت “لفراغ اقليمي بسبب تردد” اوباما الاقدام على “فعل اكثر من اطلاق التصريحات .. مما حفز اطراف اخرى لملء الفراغ، ايران وحزب الله والميليشيات الاخرى العاملة بالوكالة عن ايران، من جهة، والمملكة السعودية وتركيا وقطر من الجهة الاخرى، بالاضافة الى تنظيم الدولة الاسلامية.” وحث المعهد الادارة الاميركية الاسترشاد بالتجارب العسكرية الاميركية السابقة في التدخل “ومن الضروري ان يتحمل شركاء واشنطن المحليين مسؤولية اكبر في صراعات الشرق الاوسط، والرئيس اوباما محق في هذا الصدد.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-obama-created-a-mideast-vacuum
المملكة السعودية
خصص معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى حيزا مميزا للتكهن بخليفة العاهل السعودي سلمان، مرجحا انه لن يعتلي “ولي العهد محمد بن نايف” المنصب، بل سيذهب لنجله محمد بن سلمان “ملك صحراء هوليوودي .. رغم الصعوبة التي تكتنف التنبؤ بكيفية حدوث عملية الخلافة.” واستعرض الوضع الصحي للعاهل السعودي بحذر مشيرا الى “تعليق أدلى به مسؤول أمريكي في أيلول/سبتمبر الماضي ومفاده أنه سيُعقد اجتماع في البيت الأبيض بين الملك سلمان والرئيس أوباما و”سيتم تدوين محتواه بدقة”.” ومن بين سيناريوهات الخلافة المحتملة “تعتبر حرب اليمن .. اكثر قضية قد تقضي على المستقبل المهني للأمير الشاب؛ فضلا عن ان واشنطن تعتبر الامير محمد بن سلمان غير مؤهل لتسلم السلطة.” ولفت النظر الى ان الامير الشاب اضحى محط اهتمام ومركز اتصال قادة الدول الاخرى بمن فيهم “وزير الخارجية جون كيري الذي اتصل به بدلا من الملك (سلمان) او الامير محمد بن نايف في محاولته لتهدئة الازمة السعودية – الايرانية المستجدة.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-next-king-of-saudi-arabia
التوتر السعودي الإيراني
الصراع السعودي – الايراني كان من ضمن اهتمامات معهد كارنيغي وما ينبيء به من تداعيات داخلية شديدة لا سيما “استمرار التهديد للسياسات السعودية من قبل شبكات الاسلاميين السنة، التي يتصدر جهاديوها الطائفيين المشهد السوري وبرزت قوى مستقلة لديها اولوياتها.” ولفت الانظار الى الحملة التي تقودها “السعودية لتجريم تنظيم الاخوان المسلمين التي لا تحظى بتأييد محلي .. (اما) تنفيذ حكم الاعدام بالشيخ النمر واستفزاز الصدام مع ايران فقد لقيا دعما وتأييدا داخل صفوف العناصر الاسلامية.”
ايران
استعرض المجلس الاميركي للسياسة الخارجية قدرات ايران التقنية، لا سيما في مجال الحرب الالكترونية مشيرا الى رصد “الخبراء .. نسبة تدني ملحوظة في الهجمات الالكترونية الايرانية – الأمر الذي يواكب بدقة جهود ايران للتوصل الى توقيع اتفاق نووي مع الدول الغربية.” واضاف انه بعد الانتهاء من توقيع الاتفاق النووي “عززت ايران قدراتها الالكترونية الهجومية، على المستويين السياسي والاستراتيجي.” ونبه المجلس من توفر امكانيات مادية اضافية لايران، من اصولها المجمدة في الغرب، للدفع ببلادها “لتصبح قوة الكترونية معتبرة في مستقبل ليس بعيد جدا .. والتي ستضحي مصدر تحدٍ شديد للولايات المتحدة.”
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3047
سلط معهد ابحاث السياسة الخارجية الضوء على ما اسماه ظاهرة التعاون النووي والصواريخ الباليستية بين ايران وكوريا الشمالية استنادا الى “ادلة معروفة .. وفي حال قررت ايران توكيل كوريا الشمالية بادارة برنامجها النووي خلال الفترة الزمنية الخاصة بسريان مفعول الاتفاقية المشتركة، يتعين علينا حينئذ احداث تحول جذري برؤيتنا لنوايا الجمهورية الاسلامية.” واضاف ان التعاون المشترك بينهما يمتد لنحو عقود ثلاثة “محوره تطوير الصواريخ الباليستية .. الذي يتنامي تهديده وتتسع دائرة انتشاره جغرافيا.” وحث صناع القرار التوجه لاستصدار اتفاق شبيه باتفاق التعاون المشترك يرمي للتأكيد على عدم “استمرار التعاون بين ايران وكوريا الشمالية لتطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية ..”
تركيا وروسيا
استعرض صندوق مارشال الالماني الابعاد والكلفة الاقتصادية الناجمة عن التوتر التركي – الروسي وما رافقه من “عقوبات اقتصادية.” وقال انه من المرجح ان يدفع “الاتراك والروس ثمنا باهظا لتلك العقوبات .. بيد ان الكلفة من من غير المرجح ان تؤدي لتراجعهما.” واوضح ان كلا البلدين يعتبر سورية من اولويات سياساته “بل ان الحكومة التركية تعتقد ان مصيرها يعتمد على الآلية التي ستدار بها عملية انهاء الحرب في سوريا، وتخشى ما تضمره موسكو من اهداف.” واردف انه بالنسبة لموسكو فانها “على استعداد للتضحية (بتداعيات العقوبات) بغية تحقيق اهدافها في سوريا .. بيد ان المخاطر الجيوسياسية عالية.” وختم بالقول ان “الحرب التجارية بين تركيا وروسيا من المرجح ان تستمر” الى اجل غير مرئي.
http://www.gmfus.org/blog/2016/01/12/expensive-fight-russia-and-turkey
تناول معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى اقامة تركيا قاعدة عسكرية لها في قطر “التي كانت تابعة لمحافظة نجد العثمانية والتي كانت تتبع بدورها لولاية البصرة العثمانية” في اطار “بسط نفوذها في الخليج العربي .. واستعداد حلفاء واشنطن في حلف الاطلسي (التبرع) لمواجهة تصاعد النفوذ الايراني، مما سيترتب على انقرة ضمان أمن الإمارة على نحو دائم.” واوضح ان من شأن تلك الخطوة “تعزيز استقلالية قطر عن السعودية، وتوفير الأمن لاولمبياد كأس العالم عام 2022 .. فضلا عن انها ستتيح لأنقرة مجموعة متنوعة من الخيارات في المنطقة، بعض ميزاتها عرضها معداتها العسكرية وربما تعزيز مبيعات عرباتها المدرعة من طراز ألتاي ومعدات اخرى.” اما ايران في نظر المعهد فانها “تعتبر القاعدة (التركية) خطوة عدائية .. ومن غير المرجح ان تؤدي الاشارات الموازية لتطبيع انقرة علاقاتها مع اسرائيل الى تحسين الاجواء بينها وبين ايران.” وخلص بالقول ان التواجد العسكري الاميركي المكثف في الخليج، لا سيما في قاعدة العديد القطرية، “سيصبح العامل الضامن لبسط الأمن بفعل الأمر الواقع للقاعدة التركية.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/turkeys-new-base-in-qatar