صدور رواية “أفول ” للدكتور فايز رشيد
صدر عن الدار العربية للعلوم “ناشرون” في بيروت, بداية العام الحالي 2016 , رواية للكاتب السياسي ,القاص والروائي د. فايز رشيد, بعنوان “أفول” . الرواية كما يقول رشيد هي عن: مشاهدات ,خفايا سياسية وتغلغل النفوذ الصهيوني في روسيا ,بيلاروسيا وأوكرانيا. قابل المؤلف كثيرين من الاختصاصيين, الإعلاميين والسياسيين المعنيين, ومن بينهم مستشارين لرؤساء تلك الدول, وبخاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستكمال تحديد ملامح وضع دقيق يحاول الوصول إليه في روايته الجديدة . يطرح رشيد أيضا فيها , مقاربة جديدة عمادها: الرؤية المكانية للحدث, انطلاقا من أهمية تحديد ظروف الواقع بين صورتين في مرحلتين , الأولى لمسها في عهد سوفياتي سابق, على مدى اثني عشرة عاما عاشها فيه, وبين أخرى جديدة, تحكمت فيها علاقة مرتبكة إلى حد ما, بين انشداد لمجد يبدو سحيقا في محاولة الوصول إليه , وبين آخر جديد يحاول استحضاره, في إطار من التصورات الجديدة ,التي قد تبدو مبهمة وغير مفهومة في كثير من الأحيان!. نعم , روسيا طرحت نفسها بقوة في منطقتنا العربية خلال الأشهرالثلاثة الأخيرة من العام المنصرم 2015, وما يزال هذا الدور يتفاعل صاعدا في تأثيراته على عموم المنطقة, الأمر الذي يعطي الكتاب أهمية فائقة, وبخاصة في سياق الظروف الحالية, حيث نعيش لامسين متلمسين تفاصيل الحدث .
ما يجب التنويه إليه أيضا: ان العنوان الذي اختاره رشيد لروايته الجديدة يضفي بعدا رمزيا على مضمون الرواية …كما أن هذا الفهم اليقيني للمؤلف في خيطه الدقيق الرابط بين الموضوع المطروح وبين استحضار الطريقة المروي بها ,حيث يبدو مبتعدا عن الفهم المتزمت للتقاليد الروائية الصارمة, والأشكال الجامدة للجنس الرواائي في عملية التقييم. فايز رشيد ومنذ روايته الأولى “وما زالت سعاد تنتظر” يقدم رؤيا جديدة لمفهوم الرواية , وينطلق من قاعدة “شاهدت فأروي” و “أشاهد فأقول” في إطارسردي جميل, ولغة روائية عالية وواضحة , تتمازج فيها الصورة الحقيقية في العديد من المشاهد بملامح تخيلية روائية درامية جميلة, تعطي إطارا سحريا خاصا لذاك الواقع المُتناول لمؤلف يعلن بكل الوضوح عروبته وفلسطينيته الأصيلة . باختصار: الرواية مهمة لكل من يريد معرفة الواقع الروسي الحالي بكل تفاصيله.