الجيش السوري يتمدد في محيط سلمى علاء حلبي
يسابق الجيش السوري الزمن في عملياته في ريف اللاذقية الشمالي المفتوح على تركيا، ضمن عملياته التي انطلقت بعيد التدخل الروسي، الذي وفر غطاءً جوياً لتحرك قوات المشاة الراجلة في منطقة شديدة الوعورة، ما ساهم باسترجاع قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، لأكثر من نصف المساحة التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة (كانت تبلغ قبل بدء العمليات نحو 18 في المئة من مساحة محافظة اللاذقية)، خصوصاً بعد انهيار أبرز معاقل الفصائل المسلحة، والتي كان آخرها بلدة سلمى.
«ما بعد سلمى» هو الشعار الذي رفعته قوات الجيش السوري بعد السيطرة على البلدة، التي شهدت ولادة «أول إمارة إسلامية» فعلية في سوريا، فتابعت قوات الجيش تقدمها وسيطرت على قريتي المارونيات وبيت ميرو ومنطقة مرج خوخة في محيط البلدة، الأمر الذي يساهم في زيادة تحصين مواقع الجيش السوري، ويمهد لخطوات متلاحقة وعمليات تقدم سريع، وفق تأكيد مصدر ميداني.
في غضون ذلك، وبالتزامن مع سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى، نشرت صفحة «صدى القوقاز»، على موقع «تويتر»، تسجيلاً مصوراً للقائد «الجهادي» المعروف مسلم الشيشاني، زعيم جماعة «أنصار الشام» ذات الغالبية الشيشانية المقاتلة في ريف اللاذقية.
وتضمن التسجيل الذي تبلغ مدته سبع دقائق نداءات استغاثة أطلقها الشيشاني باللغة الروسية. وقال «نفدت أموالنا وذخيرتنا، المقاتلون بدأوا بالانسحاب إلى المخيمات»، مضيفاً «ستندمون على خسارة هذه المنطقة المهمة.. سنُحشر في الصحراء وثم ستتم إبادتنا». واتهم الفصائل المسلحة في ريف إدلب بخذلان مقاتلي ريف اللاذقية، وتركهم لمصيرهم، متسائلا «لماذا تتركوننا وتهربون إلى المخيمات؟».
وفي ريف حلب، تابعت قوات الجيش السوري تقدمها نحو معاقل تنظيم «داعش» في الريف الشرقي، حيث وسعت من دائرة سيطرتها واقتربت بشكل كبير من معاقل التنظيم في دير حافر والباب وتادف. وأكد مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن قوات الجيش السوري، وبعد سيطرتها على قريتي عيشة والنجارة، سيطرت على قرية عين البيضا وعلى محطة ضخ المياه الرئيسية التابعة لمدينة الباب، الأمر الذي من شأنه أن يضيّق الخناق على مسلحي التنظيم الذين باتوا محشورين في الريف الشرقي لحلب.
وفي ريف حلب الجنوبي الغربي، سيطرت قوات الجيش السوري على المنطقة الخامسة في حي الراشدين، ضمن عملياتها التي انطلقت من مدينة خان طومان، حيث تتابع تقدمها نحو المنطقة الرابعة على تخوم حلب الغربية. وبهذا التقدم بدأت القوات تتقدم بشكل كبير نحو منطقة خان العسل غربي المدينة، والتي تفتح السيطرة عليها الباب نحو الانتقال من الغرب إلى الشمال وتوسيع دائرة حماية المدينة، وقطع خطوط إمداد الفصائل المسلحة إلى داخل المدينة.
ريف حلب الشمالي شهد بدوره معارك عنيفة بين الفصائل المقاتلة، التي يتزعمها فصيل «لواء السلطان مراد» المدعوم من تركيا، من جهة ومسلحو «داعش» من جهة أخرى. وذكر مصدر معارض أن الفصائل تمكنت من السيطرة على قرى عدة قرب الحدود التركية، أبرزها قرية بغيدين.
وفي الريف الشمالي أيضاً، أقدم مسلحو «داعش» و «أحرار الشام» على قصف قريتي نبل والزهراء المحاصرتين بعشرات القذائف، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى مدنيين داخل القريتين، قبل أن يتدخل سلاح الجو السوري ويستهدف المناطق التي يتم منها إطلاق الصواريخ نحو القريتين.
وفي ريف حماه، سيطرت قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، على قرية جرجيسة جنوب حماه، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «أجناد الشام» و «حركة أحرار الشام»، قبل أن تتابع القوات تقدمها نحو قريتي حر بنفسه ودير الفراديس على المحور الجنوبي للمدينة، في وقت تمكنت فيه قوات الجيش السوري من توسيع دائرة السيطرة في محيط منطقة أثرية في الريف الشمالي الشرقي لحماه والمتاخم لمناطق نفوذ «داعش»، حيث تمكنت من السيطرة على محطة ضخ النفط والكهرباء في المنطقة.
وفي ريف دير الزور شرق سوريا، أعلنت مصادر أهلية اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في قرية أبو حمام في الريف الشرقي للمحافظة، والتي كانت قد شهدت معارك عنيفة بين مسلحي «داعش» ومقاتلين من عشيرة الشعيطات قبل نحو عامين انتهت بسيطرة التنظيم على مناطق نفوذ العشيرة. وقال أهال إن المقابر الثلاث اكتشفت بعد سماح التنظيم لبعض العائلات بالعودة إلى القرية. ولم يتم بعد اكتشاف هوية أصحابها، والتي يفوق عددها الثلاثين. وكان أهال اكتشفوا في فترات سابقة نحو سبع مقابر جماعية في المناطق التي شهدت اشتباكات في ريف دير الزور، الأمر الذي يرفع عدد المقابر الجماعية المكتشفة إلى عشرة.
(السفير)