مقالات مختارة

سلمى.. سقوط أول «إمارة» في سوريا: عبد الله سليمان علي


دشّن الجيش السوري، في الآونة الأخيرة، مرحلة جديدة، بات يهدد فيها عروش «الإمارات» التي انتشرت على بقاع عدّة من الأراضي السورية، وذلك بعد سنوات من المشاغلات على خطوط تماس ترسخت طويلاً، بفعل الدعم الخارجي الكثيف لأمراء الحرب المهيمنين.

ويبدو واضحاً أن الغطاء الجوي الروسي استطاع خلال أشهر قليلة أن يقلب المعادلة، ويغير مجريات الأحداث ويزيح المعارك عن خطوط التماس القديمة، وينقلها إلى قلب مناطق سيطرة المسلحين، وهو ما أسهم يوم امس في استعادة السيطرة على بلدة سلمى الاستراتيجية في ريف اللاذقية.

وتأتي استعادة سلمى من سيطرة المجموعات المسلحة في سياق أوسع، يؤكد ما سبق. وفي جبهات القتال المتعددة، ثمة الكثير من الأمثلة على ذلك، ففي الغوطة الشرقية سُجل اختراق نوعي في مرج السلطان وبعده البلالية، جعل الجيش على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دوما، عاصمة «جيش الإسلام». وفي ريف حلب الشرقي، بات الجيش السوري على مشارف معقلين أساسيين من معاقل تنظيم «داعش»، هما دير حافر ومدينة الباب، أما في ريفها الجنوبي فبات الجيش السوري يملك مروحة واسعة من خيارات التحرك باتجاهات مختلفة، سواء نحو حدود محافظة إدلب «عاصمة القاعدة» في سوريا، أو نحو ريف حلب الغربي، وما يعنيه ذلك من قطع خطوط الإمداد القادمة من تركيا.

غير أن بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي تشكل النموذج الأفضل لإظهار المرحلة المتقدمة التي وصل إليها الجيش السوري في تهديد قلب «الإمارات» وهز عروشها، وذلك في تطور استراتيجي يمثل بداية موسم الحصاد لما تمّ زرعه خلال الأشهر الثلاثة الماضية تحت وابل الطائرات الروسية.

وسيطر الجيش السوري، أمس، على بلدة سلمى التي شهدت ولادة أول «إمارة إسلامية» على الأراضي السورية، بعدما استباح المسلحون طبيعتها الخلابة ومنتجعاتها السياحية وحوّلوها إلى معقل من معاقل التطرف والخراب.

وجاءت هذه السيطرة، التي أكدها مصدر عسكري تحدث لوكالة الأنباء السورية ـ «سانا»، بعد 96 يوماً من المعارك المستمرة في ريف اللاذقية الشمالي، تمكن الجيش خلالها من قضم العديد من التلال والقرى التي كانت تهيمن عليها «جبهة النصرة» و«الشيشانيون» و«التركستانيون» وبعض الفصائل التركمانية مثل «الفرقة الساحلية الأولى»، وبالتالي الاقتراب أكثر فأكثر من بلدة سلمى وتطويقها من ثلاث جهات.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى