من الصحافة اللبنانية
السفير: اية حسابات لجعجع في تبني عون.. وكيف سيتصرف “حزب الله” و”المستقبل”؟ الرئاسة “حروبُ إلغاء” مسيحية جديدة.. و”الشركاء” محرجون!
كتبت “السفير”: ان يتبنى سمير جعجع ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية لم يعد أمراً لا مستحيلاً ولا غريباً، خصوصاً أن الرجل يهوى “الانقلابات” تاريخياً برغم الأثمان التي كان يدفعها أو يقبضها في محطات تاريخية عدة.. ولعله، في ما “يفكر” به “حتى الآن”، يبدو مشدوداً أكثر إلى المستقبل.. ليس حليفه السياسي بل الآتي من الأيام والسنوات!
أن يتبنى رئيس حزب “القوات” ترشيح عون في السر أو العلن ويتراجع عنه ليس أمراً جديداً على رجل يتقن “البراغماتية”.. ويملك رؤية “إستراتيجية” أقله للواقع المسيحي. لسان حاله يفترض أن يطرح سؤالاً بديهياً: “إذا كان ميشال عون موجوداً ويريدون التخلي عني والتضحية بي، أية وظيفة إستراتيجية لـ “القوات” إذا انتفى وجود الجنرال”. إذن، لم يعد مسموحاً استمرار تقزيم الحالة المسيحية “إلا إذا كان البعض يريدنا “شرّابة خرج” أو حالة مستسلمة مطواعة أو مجرد موظفين بالسياسة عند رب عمل يحتسب مواقفنا بالدولارات أو الريالات”!
نعم، سبق لجعجع أن تبنى “القانون الأرثوذكسي” بالتكاتف والتضامن مع عون.. وعندما حان وقت القطاف، فاوض “المستقبل” على كل رموز “14 آذار” المسيحيين من روبير غانم في البقاع إلى هادي حبيش في بلاد عكار، ولمّا جاءه الجواب إيجاباً.. قرر التخلي عن القانون الانتخابي الذي يكره “المستقبل” مجرد ذكر حرفه الأول!
للمرة الأولى منذ شهور، يصبح الحديث في معظم المجالس السياسية عن تحالف عون ـ جعجع رئاسياً، ليس مجرد إشاعة. في الرابية، يتصرف “الجنرال” على قاعدة أن الترشيح صار مضموناً، وهو يعتبر أن من واجباته أن يرد زيارة “الحكيم” إليه، لكن التوقيت يعود لرئيس “القوات”، أو لما يفترض أن يعلنه قبل حصول الزيارة، باعتباره بات مطالباً بموقف ما يمهد للزيارة، ولو أن هناك من يردد في الاتجاهين أن هذا الشرط ليس ملزماً للزيارة نفسها.
حتى البطريرك الماروني بشارة الراعي بات يدرك أن جعجع غادر مربع التهديد بالخيار العوني الرئاسي نظرياً. لقد بلغته الرسالة بشكل واضح جداً غداة لقاء سعد الحريري وسليمان فرنجية: سأرشح ميشال عون إذا قررت بكركي أن تسير بخيار فرنجية.
بالنسبة لقائد “القوات”، صار خيار فرنجية مسألة حياة أو موت. ثمة تاريخ دموي بين بشري وزغرتا له تداعياته. فكرة كهذه عندما تراود جعجع تحاصره ويصبح أسيرها ولا تجعله أحياناً ينام.
هذه هي حكايته مع صدمة ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية. يستعيد الرجل شريطاً طويلاً. لا يقيم وزناً لكل ما يقال عن طبيعة علاقته المالية بالسعودية و “تيار المستقبل”. هو دفع أثماناً أكبر من أجل الطائف، فهل هكذا يُكافأ؟ ولماذا يكمل في الاتجاه نفسه بينما المنطقة تتغير كلها بدولها وحدودها ومراكز نفوذها وحتى ديموغرافية شعوبها؟
اندفع جعجع نحو الرابية. لم يكن “الجنرال” مقتنعاً بصدقه، قبل أن “يكتشف” أن الرجل يذهب إلى خيارات تتجاوز “إعلان النوايا”. صارا أمام مشروع وثيقة سياسية متقدمة تفضي إلى جبهة مسيحية متماسكة ركيزتها “التيار الحر” و “القوات”، وتكون صورة طبق الأصل عن “الثنائي الشيعي” (“حزب الله” و “أمل”)، أي أن يحافظ كل طرف على خصوصيته وهوامشه وتحالفاته، لعلهما يستطيعان في مرحلة أولى ومن ضمن تحالفهما، إقفال المناطق المسيحية في الانتخابات البلدية والنيابية على حساب العائلات التي تمثل الإقطاع السياسي، بما فيها تلك المغلفة بحزبيات تقليدية (آل الجميل وآل فرنجية) وفي مرحلة ثانية، يضع جعجع نفسه على سكة وراثة الشارع المسيحي مستفيداً من عناصر العمر و “الكاريزما” والعمل المؤسساتي والمقدرات المالية.. وبالتالي، استدراج الخارج وباقي عناصر الداخل للتعامل معه بصفته يمثل الأمر الواقع المسيحي الأقوى.. والأول!
أدرك السعوديون وسعد الحريري أن جعجع ماض في خياره بلا هوادة. لم ينتظروا لا اجتماع “بيت الوسط”، أمس الأول، ولا الاجتماع الذي سبقه قبل شهر ونيف، لكي يتبلغوا من ممثل “القوات” أن معراب تفكر بترشيح عون “لكن هذا الطرح لا يزال قيد الدرس”.
ولعل العبارة الأخيرة مرتبطة بما يراهن عليه جعجع من أن اندفاعته صوب الرابية ستجعل الحريري “يفرمل” بالمقابل اندفاعته نحو خيار انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. فرض ذلك نقاشاً متكرراً في “القوات”: إذا لم يعلن رئيس “المستقبل” رسمياً عن تبني ترشيح رئيس “المردة”.. ما هي مصلحتنا بتبني خيار ميشال عون للرئاسة.. أو بالأحرى خيار “حزب الله” مارونياً؟
هذه النقطة حُسمت في معراب: التبني لا يعني بالضرورة وصول عون إلى رئاسة
الجمهورية. نحن نكون قد أدّينا واجباتنا مع الرجل وأمام الجمهور المسيحي بما في ذلك العوني. ماذا بعد ذلك؟ هذه ليست مشكلتنا بل مشكلة “الجنرال”.
البناء: معونات لمضايا وكفريا… ودي ميستورا في طهران… وتفاؤل كيري ولافروف السعودية للائتلاف: ماطلوا بإجراءات الثقة وتمسّكوا بتشكيل الوفد لتأجيل جنيف الحوار: بري يفكك الألغام ويحفظ الثوابت… والسنيورة يصعّد ثم يتبرّأ من ريفي
كتبت “البناء”: حملة مضايا التي بدأتها السعودية لتنظيم حملة إعلامية وسياسية تستهدف حزب الله، تجمّعت غيومها لتسفر عن قوافل مساعدات دخلت مضايا وكفريا بالتوازي وبالنوعيات والكميات ذاتهما بالتناسب مع عدد السكان، وشروط التوقيت والتحقق من الطرف المعني بتفتيش المساعدات ذاتها، لكن الحملة الإعلامية مستمرّة على تصوير الأمر حصاراً لمضايا، وليس تبادلاً للمسؤولية بين طرفين متحاربين بتنظيم الإغاثة لمنطقتين محاصرتين بالتوازي، يمكن التفاهم على إدخال كميات أكبر ونوعيات أشمل من المساعدات شرط التساوي فيها، ويمكن تخفيف إجراءات وقيود الحصار شرط التوازي أيضاً، ويمكن تكثيف وتيرة الإمداد وجعل مواقيتها أقرب، لكن بتطبيقها على البلدتين المحاصرتين، وتخفي الحملة أنّ جماعة المسلحين في مضايا والتابعين لـ”أحرار الشام” و”جبهة النصرة” هي التي رفضت السماح بكميات أكبر من المعونات ونوعيات أشمل من المواد ووتيرة أسرع، للضغط على كفريا والفوعة وهي تعلم أنّ التوازي والتساوي سيحكم في المقابل حالة مضايا، ما يدلّ على حسابات في السياسة تريد للحملة أن تستمرّ، وللصور الخاصة بالمجاعة، الحقيقية منها والمزيفة، أن تبقى عنوان ما قبل انعقاد جنيف، الخاص بالحوار بين الحكومة والمعارضة، والذي تعيش جماعات الائتلاف مأزق القبول بالسقوف التي كشف عنه ما تسرّب عن تمسك وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، بكونها بعد صدور قرار مجلس الأمن 2254 لم يعد للمسودّات التي سبقته أيّ قيمة سواء في فيينا، وخصوصاً في جنيف، إلا كبيانات تعكس مساعي الحلّ السياسي، وهذا يعني قطع الطريق على أيّ محاولة لطرح مستقبل ودور الرئيس السوري في العملية السياسية في حوار جنيف المقرّر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، باعتبار الأمر الراهن هو حكومة وحدة بظلّ رئاسة الرئيس السوري بشار الأسد، تقود الحرب على الإرهاب وتترك مستقبل الرئاسة للانتخابات وصناديق الاقتراع.
المعلومات الواردة عن مناخ الائتلاف تؤكد هذا الارتباك الذي عبّرت عنه نصائح سعودية بعدم رفض القرار الدولي، والمماطلة بالتمسك بتسمية الوفد المعارض، في ظلّ تأكيدات روسية على ضمّ ممثلين للأكراد ومكوّنات معارضة أخرى، وقبول ضمني أميركي وأممي بذلك، وبالتوازي تنصح الرياض قادة الائتلاف بوضع ما يُسمّى بإجراءات الثقة في المقدّمة كشرط للذهاب إلى جنيف، وهذه هي وظيفة حملة مضايا، وسواها من مطالبات بدأت تتحدّث عن الإفراج عن معتقلين، وليس مبادلتهم بالمخطوفين والمحتجزين لدى الميليشيات التي يزعم الائتلاف أنها من ضمن مكونات المعارضة كـ”جبهة النصرة” وأخواتها.
السعي إلى تأجيل جنيف هدف سعودي يحلّ مكان السعي لنسفه، مقابل ما أكده كيري ولافروف من تمسك بعقده في موعده، وهذا ما أعاد تأكيده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من طهران بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
المناخ السعودي ذاته عكسه سلوك تيار المستقبل تجاه حواري عين التينة أمس، ففي جلسة هيئة الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله، شارك المستقبل وهو يدافع عن بيان سعودي عبر الجامعة العربية يتهم حزب الله بالإرهاب، ولكنه يشارك ليسجل موقفاً يدين موقف وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الذي رفض البيان من موقع الحرص على الوحدة الوطنية، وما أسّسه رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة هيئة الحوار الوطني مهّد لنجاح الحوار الثنائي، بين المستقبل وحزب الله، حيث كان قد جرى تنفيس الاحتقان عبر مداخلات بري التي أنصفت باسيل وتصدّت لجماح مداخلات السنيورة، حتى اضطر إلى التبرّؤ من تصريحات وزير العدل أشرف ريفي التي اتهم فيها حزب الله وأمينه العام بالمسؤولية عن جرائم قتل، قائلاً: لا أوافق على الإسفاف من فريقنا أو من سواه.
على وقع الأزمات الداخلية والعاصفة الإقليمية، انعقدت أمس الجولة الثالثة عشرة من الحوار الوطني في عين التينة، وأكد المتحاورون على ضرورة تفعيل العمل الحكومي، إلا أنهم لم يناقشوا الملف الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد، باستثناء قول الرئيس نبيه بري إن المبادرة الرئاسية إما وضعت في الثلاجة وإما نامت إثر التداعيات الإقليمية التي حصلت.
وشهدت الجلسة خروج النائب وليد جنبلاط بسبب عارض صحي وخروج النائب طلال أرسلان لأسباب خاصة، كما شهدت سجالاً بين رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة والوزير باسيل حول موقف الأخير في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وسجالاً آخر بين السنيورة وبين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حول كلام الأخير عن الرئيس سعد الحريري، إلا أنه رغم السجالات، أكد المتحاورون أهمية الاستمرار بالحوار والعمل على تذليل العقبات أمام مشاركة جميع المكونات في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
وانعقدت الجلسة بغياب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الذي مثله الوزير باسيل، وغياب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي مثله الوزير السابق يوسف سعادة. وحدد الرئيس بري 27 الجاري موعداً للجولة الرابعة عشرة.
على خط حواري ثانٍ، ووسط السجالات الحادة بين حزب الله وتيار المستقبل والتصعيد الإيراني – السعودي، عُقدت جلسة جديدة من الحوار الثنائي بين الحزب والتيار في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار “المستقبل”. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وأكد الطرفان في بيان أنه “على الرغم من التباينات في الموقف حول عدد من القضايا الخارجية، فإنهم يجدّدون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي”.
وأضاف: “أعلنّا أن البحث تناول تكثيف الاتصالات من أجل تفعيل عمل الحكومة، وجرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة وعرض للمواقف من القضايا المطروحة”.
الحريري: موقف باسيل استرضاء لإيران
الاخبار: الحكومة تعود إلى الحياة… اذا حلت عقدة التعيينات
كتبت “الاخبار”: اذا تمكّنت القوى السياسية من تفكيك “لغم” التعيينات الأمنية والعسكرية، فإن الحكومة ستعود إلى الحياة يوم الخميس المقبل. لكن حتى ليل أمس، لم تكن المشاركة العونية في الجلسة قد حُسِمت، رغم الأجواء الإيجابية التي شهدتها طاولة الحوار
بعدما بات محسوماً لدى جميع القوى السياسية أن الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى موعد غير محدّد، انطلقت مشاورات تفعيل العمل الحكومي. لكن الهزات الارتدادية لمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، لا تزال تفعل فعلها في كل واحد من فريقي الانقسام السياسي. وبعدما جمّدت مكونات تحالف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر خلافاتها الرئاسية، لا تزال قوى 14 آذار تعيش تداعيات المبادرة.
ويوم أمس، عبّرت مصادر رفيعة المستوى في فريق 14 آذار عن خشيتها من وجود توجه لدى بعض مكونات هذا الفريق لبدء حملة إعلامية وسياسية ضد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على خلفية علاقة الأخير مع الجنرال ميشال عون. وبحسب ما ذكرت المصادر لـ”الأخبار”، فإن الحريري وحلفاءه “المستقلين”، يريدون إحباط مبادرة جعجع إلى ترشيح عون للرئاسة، تماماً كما أحبط عون وجعجع اقتراح الحريري انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وفيما تؤكد مصادر القوات، حين تُسأل، متانة علاقتها بالمستقبل وباقي قوى 14 آذار، لوحظ ارتفاع وتيرة الانتقادات التي يوجهها مسؤولون في التار الأزرق إلى جعجع في مجالسهم. وفي الاجتماع الذي عُقِد في منزل الرئيس الحريري في وادي أبو جميل أول من أمس، كان واضحاً الاختلاف بين رؤية كل من المستقبل و”المسيحيين المستقلين” لطريقة التعامل مع القوات. ففيما عبّر المستقبليون عن استيائهم من التقارب بين عون وجعجع، قال الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون وممثل حزب الكتائب إنه مثلما يحقّ للحريري ترشيح فرنجية (ونحن مع فرنجية ــ قال حرب)، يحق لجعجع أيضاً ترشيح عون. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن القوات والتيار الوطني الحر يفعّلان اتصالاتهما، وخاصة تلك المتصلة بملف الرئاسة.
على صعيد آخر، انطلقت مفاوضات إعادة إحياء الحكومة العاطلة من العمل. جلسة “الحوار الوطني” أمس كانت مخصصة لهذا الأمر، إلى جانب تحولها إلى مساحة للعتب المتبادل بين فريقي النزاع السياسي. المشاركون في جلسة أمس أجمعوا على ضرورة تفعيل العمل الحكومي. ورغم تبشير غالبيتهم بإمكان انعقاد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، إلا أن خريطة الطريق إلى ذلك لم تتضح بعد. فحتى ساعة متاخرة من ليل أمس، لم تكن قد حُلّت عقدة مشاركة تكتل التغيير والإصلاح، الذي يصر على “العودة إلى القانون والدستور” في ملف التعيينات الأمنية والعسكرية.
جرى الحديث أمس عن ملامح للحل، من دون بتّ التفاصيل. والحل يستند إلى ثلاثة أسس: العودة إلى آلية اتخاذ القرارات، حصر جدول الأعمال بالقضايا الضرورية، وتفكيك “لغم” التعيينات الأمنية والعسكرية. وخلال اليومين المقبلين، ستسعى مكونات مجلس الوزراء إلى إيجاد طريقة لتفكيك هذا “اللغم” أو تجاوزه.
ورغم أن الوزير جبران باسيل قال في جلسة الحوار: “سوف نبذل ما بوسعنا لكي نصل إلى يوم الخميس (جلسة مجلس الوزراء) من دون عقبات”، إلا أن مصادر تكتل التغيير والإصلاح لم تجزم بأن وزيري التكتل سيحضران اجتماع الحكومة.
الرئيس نبيه بري قال إنه لا بدّ من تفعيل العمل الحكومي وتأمين مصالح الناس. فيما تحدّث رئيس الحكومة تمام سلام عن 500 ملف تنتظر انعقاد مجلس الوزراء، وعلى الأقل ثمة منها 140 ملفاً تتعلق بأمور الناس الحياتية، إضافة إلى 104 مراسيم تتعلّق بشؤون المواطنين، بحاجة إلى توقيع الوزراء. وقال سلام إنه “منذ أن انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان، مشيت بسياسة ألا أدفع أي قرار إلى التصويت على طاولة مجلس الوزراء، وأصررت على التوافق، وكنت أرَحّل كل ما لا نتفق عليه، لكننا للأسف وصلنا إلى تعطيل كل شيء. وفي ملفّ النفايات اضطررت إلى استعمال سياسة أخرى، أمّا وقد انتهينا من الموضوع الآن، فيجب علينا العودة إلى السياسة التي كنا نعتمدها”. وأضاف رئيس الحكومة: “معلوماتنا أن الجو الإقليمي من أسوأ ما يكون وكل الدول الرئيسية المؤثّرة تخوض هجوماً شرساً على المنطقة، بصورة مشابهة لسايكس ــ بيكو جديد. ونحن على الأقل لا نزال نتحاور، ويجب المحافظة على هذا الأمر. الجميع يحسدنا لأن هناك خلافات، ولكن هناك حوار”.
وعلّق بري بالقول: “ما يحصل اليوم هو أخطر بكثير من سايكس ــ بيكو”.
الديار: جعجع حسم امره وسيرشح العماد عون لرئاسة الجمهورية خلال 48 ساعة الحريري مستاء جدا من موقف جعجع وعناده وعدم تلبية دعوة زيارة السعودية الجبهة المسيحية الجديدة بين عون وجعجع كرّست الاكثرية المارونية داخل مجلس النواب
كتبت “الديار”: ذكرت معلومات موثوقة ان الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية سيرشح خلال 48 ساعة المقبلة او كحد اقصى خلال 3 ايام العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وسيعلن ذلك في بيان رسمي صادر عن قيادة القوات اللبنانية بأنها اعتمدت العماد ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، بعد التطورات التي حصلت في البلاد، وانها تدعمه بعدد نوابها وتدعمه شعبياً.
وتشكل الكتلة التي ستتألف من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من اكثرية النواب الموارنة، لا بل تسيطر على 90 في المئة من النواب الموارنة في مجلس النواب، ولن يكون باستطاعة احد كسر 90 في المئة من اكثرية النواب الموارنة وفرض مرشح آخر غير العماد ميشال عون، الا ان ذلك لا يعني ان العماد عون سيأتي رئيسا للجمهورية، لكن بانضمام القوات الى حملة ترشيح العماد ميشال عون اصبحت الساحة المسيحية مغلقة وتتألف من مكونين هما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اللذان يحظيان بالاكثرية المارونية المطلقة في مجلس النواب.
وكما حصل مع الرئيس نبيه بري بامتلاكه اكثرية شيعية مطلقة فجاءت به رئيسا لمجلس النواب، وكما جاءت الاكثرية المطلقة من الطائفة السنية المؤيدة للرئيس سعد الحريري جاءت به رئيسا لمجلس الوزراء فان العماد ميشال عون اصبحت حظوظه عالية مع ترشيح الدكتور سمير جعجع له. وهنالك انباء بأن الرئيس امين الجميل لن يؤيد العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية، لان اخبارا ذكرت ان الرئيس سعد الحريري يحضّر لزيارة يقوم بها النائب سامي الجميل الى السعودية، مما قد يجعل الكتائب تؤيد الوزير سليمان فرنجية. لكن سيكون من الصعب على الكتائب الخروج من محور القوات اللبنانية وتيار عون لانه في الانتخابات النيابية المقبلة اذا تحالف العماد ميشال عون والقوات اللبنانية في لوائح نيابية مشتركة من الكورة الى جزين، فان الكتائب اللبنانية لن تحصل على اي نائب في تلك المناطق، وبالتالي، سيعرّض ذلك حزب الكتائب لفقدان نوابه، لان قوة التيار الوطني الحر وقوة القوات اللبنانية شعبياً هي الاقوى وهي التي تأتي بالنواب، ويشكلون 70 في المئة من الرأي العام المسيحي، ولذلك فان اي معركة تخوضها الكتائب مثلا في كسروان ستكون خاسرة وينتصر فيها العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وفي المتن ايضاً سيحصل الامر ذاته وفي المتن الجنوبي ايضا، وفي بقية المناطق المسيحية سيكون الوضع ذاته خاصة في جزين وفي زحلة. لذلك من المستبعد ان تخرج الكتائب اللبنانية عن التحالف الماروني المسيحي الكبير الذي سيشكله تحالف عون – جعجع في معركة رئاسة الجمهورية، لا بل فان الكتائب ستنضم الى هذا التحالف الا اذا قررت الانتحار نيابياً.
النهار: احتواء التوتّرات في يوم الحوار الطويل تفعيل العمل الحكومي… كلمة السر البديلة
كتبت “النهار”: اذا كانت جولة الحوار الـ 22 بين “تيار المستقبل ” و”حزب الله ” اتسمت بأهمية احتوائها عاصفة التهجم التي أثارها كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في حق الرئيس سعد الحريري لمصلحة اعادة تثبيت استمرار الحوار وضروراته الوطنية، فان الدلالة الأبرز خرجت بها الجولة الـ13 للحوار الوطني التي بدت كأنها تثبت نظرية وضع الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة وتنصرف في المقابل الى تزخيم محاولة تفعيل العمل الحكومي في الوقت الضائع المرشح لان يطول بلا أي أفق زمني.
ذلك ان المفارقة التي ميزت اليوم الحواري الطويل بجولتيه النهارية والمسائية في عين التينة برزت في نبرة العودة الى التهدئة أولاً ومن ثم التركيز على أهمية تفعيل العمل الحكومي ثانياً بما بدا تمهيداً لانجاح جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل وجعلها توطئة لتوسيع التفاهم السياسي حول هذا التفعيل، الامر الذي يرجح معه ان تشكل الجلسة نقطة عودة الى التفاهم مع الفريق العوني في شأن بعض الأمور ومنها تعيينات داخل المجلس العسكري تشمل مواقع شاغرة بما لا يمس بالمواقع القيادية الممدّد لها. والواقع ان مجريات الجولة الـ13 للحوار الوطني أبرزت من بدايتها “تحييد” الاستحقاق الرئاسي عن النقاشات وتجنيد الجولة لتفعيل العمل الحكومي، الأمر الذي لفت أكثر المشاركين في الحوار إليه بقولهم إن جميع الأفرقاء أكدوا مشاركتهم في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. واذ علمت “النهار” ان “التيار الوطني الحر” التزم داخل الجلسة الحوارية أمس اتجاهاً ايجابياً حيال انعقاد مجلس الوزراء، الا انه تحدث عن عقبات يؤمل في تذليلها من اليوم الى الخميس. وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان نتائج الجلسة الـ13 للحوار النيابي أفضت الى فتح الطريق أمام معاودة مجلس الوزراء جلساته إبتداء من الخميس. ولفتت الى ان هناك حواراً جانبياً يدور حول موضوع التعيينات في المجلس العسكري بما يلبي بعض مطالب “التيار الوطني الحر”. وتوقعت أن تشهد الجلسة إقرار عدد كبير من بنود جدول ألاعمال الذي يضم الى 140 بنداً 104 مراسيم عادية.
ومع ذلك لم تخل الجولة من ملامح حرارة على خلفية موضوع تهجم النائب رعد على الرئيس الحريري والذي أثاره الرئيس فؤاد السنيورة. أما الملف الآخر الذي لم يقل حماوة فيتصل بالموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ونأى فيه لبنان بنفسه عن الاجماع العربي على التنديد بايران.
وعلمت “النهار” من مصادر شاركت في جلسة الحوار النيابي انها شهدت مناقشة للملفيّن المثيريّن للجدل وهما: موقف النائب رعد من الرئيس الحريري وموقف الوزير باسيل في جامعة الدول العربية. وتولى طرح الملفيّن الرئيس فؤاد السنيورة. في ما يتعلّق بالملف الأول، كان جواب النائب رعد ان ما قاله كان رداً على ما صدر من “المستقبل” في حق الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. وتلا رعد نصاً أحضره لهذه الغاية تردّد أنه يعود الى تصريح لوزير العدل أشرف ريفي. واعتبرت المصادر رد رعد أنه يعني موقف الحزب من الحوار مع “المستقبل” خارج هذا السجال الطارئ. أما في ما يتعلّق بموقف الوزير باسيل في القاهرة، فقالت المصادر إن المجتمعين تبلغوا أن وزير الخارجية حصل على تغطية من الرئيس تمّام سلام. وعليه كانت الجلسة هادئة مما سمح للرئيس نبيه بري بالقول إنه حتى لو كانت الانتخابات الرئاسية ستتم غداً فيجب على الحوار أن ينصرف الى دعم العمل الحكومي. وتمنى نائب رئيس المجلس فريد مكاري أن يخلو جدول أعمال الجلسة المقبلة للحوار من بند تفعيل العمل الحكومي للانصراف الى شؤون أخرى.وهنا شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على عدم الاستسلام لتعطيل العمل الحكومي.
ومساء انعقدت جلسة الحوار الـ22 بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار “المستقبل”. كما حضر الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: “جرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة وعرض للمواقف من القضايا المطروحة. وأكد المجتمعون انه على رغم التباينات في الموقف حول عدد من القضايا الخارجية فأنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي. وتناول البحث أيضاً تكثيف الاتصالات من أجل تفعيل عمل الحكومة”.
المستقبل: حوارا عين التينة: تفعيل حكومي وتبريد سياسي الحريري يأبى “استرضاء إيران” على حساب لبنان والعرب
كتبت “المستقبل”: تصويباً لبوصلة الموقف الوطني المنسجم مع واقع الانتماء العربي وأصالة الوفاء اللبناني، أعاد الرئيس سعد الحريري تظهير “رأي غالبية اللبنانيين” غداة قرار وزراء الخارجية العرب المتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة تدخل إيران وعدوانها على بعثتها الديبلوماسية في طهران، فأعرب عن الأسف لامتناع وزير الخارجية اللبناني عن التصويت لصالح هذا القرار واضعاً “الامتناع” في خانة الموقف المرفوض والمنبوذ وطنياً باعتباره يهدف إلى “استرضاء إيران والإساءة لتاريخ لبنان مع أشقائه العرب”. كذلك على طاولة الحوار الوطني شكّل الامتناع اللبناني الرسمي عن الانضواء تحت راية الإجماع العربي محور نقاش وتوضيح بين المتحاورين سعى خلاله الوزير جبران باسيل إلى تبرير الموقف وتوضيح مبررات اتخاذه بذريعة الحرص على “الوحدة الوطنية”.
اللواء: سلام يُدافع عن صلاحياته.. والعودة إلى التعيينات في المجلس العسكري الحريري يرفض استرضاء إيران عبر باسيل.. ويلتقي فرنجية في باريس؟
كتبت “اللواء”: تنفست عين التينة، ومعها أركان هيئة الحوار الوطني، الصعداء، ما ان انعقدت الجلسة 13 للحوار، والتي مهدت لجلسة المساء بين تيّار “المستقبل” و”حزب الله”.
وأكّد مصدر مطلع ان أهم ما في الجلستين غسيل القلوب، على خلفية اندلاع الأزمة الراهنة بين الرياض وطهران، وتقييم الموقف اللبناني الذي ورط وزير الخارجية جبران باسيل البلد فيه، عندما امتنع عن التصويت لصالح القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية دعماً للمملكة العربية السعودية في وجه التدخلات الإيرانية واستنكاراً لاحراق سفارتها وقنصليتها في طهران ومشهد.
الجمهورية: الحوار يَسحب فتيل التوتر… والحراك الرئاسي يتجدَّد
كتبت “الجمهورية”: لم يعلُ أمس غير صوت الحوار بشقّيه الوطني والثنائي ليتمخّض عتاباً متبادلاً خفّف من التشنّج وفتحَ الباب، على حدّ ما أُعلِن، أمام توجّه جدّي لتفعيل الحكومة سيكون أمام الامتحان بانعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الخميس. وفيما غاب الاستحقاق الرئاسي عن طاولة المتحاورين حضَر همساً في كواليس بعضهم في ضوء لقاء جديد قيل إنّه انعقدَ أو سينعقد في باريس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الموجودين هناك، وكذلك في ضوء ما يتردد عن أنّ “القوات اللبنانية” اقتربَت من خيار تبنّي ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون. وإذ ركّز المتحاورون نهاراً على التفعيل الحكومي، فإنّ العتاب المتبادل بين ممثلي “حزب الله” وتيار “المستقبل” على خلفية التصعيد الدائر بين الرياض وطهران والذي انعكس تصعيداً سياسياً عنيفاً بينهما، انتهى بامتصاص التوتر بينهما، ما أسّس لجلسة هادئة للحوار الثنائي المسائي انتهت بتأكيد الطرفين “الحِرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أيّ تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي”.