تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية

     فرض الصراع السعودي – الايراني نفسه على اولويات القضايا السياسية الاميركية، جنبا الى جنب مع “التحدي الاستراتيجي” الذي مثله اعلان كوريا الشمالية عن اطلاقها تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، مطلع الاسبوع، والذي تراه مجموعة معتبرة من اقطاب السياسة الخارجية بانه ثمرة فشل السياسات الاميركية المتعاقبة للتوصل الى اتفاق نووي معها. وربما رمت كوريا الشمالية من اعلانها “كمقياس على قدرة الدفاع عن النفس،” كما قالت، الى لفت انتباه ادارة الرئيس اوباما لادراجها على اولوية ملفاتها قبل مغادرتها البيت الابيض ومواجهة المجهول، كما يقال، واحياء جهود التقارب بين شطري الجزيرة المقسمة.

       في الشق الداخلي الاميركي برز نشاط الميلشيات المسلحة، وهي التسمية الرسمية للمجموعات المتطرفة، باقدامها على “احتلال” مبنى حكومي ومحمية للحيوانات البرية تديره الحكومة الفيدرالية في ولاية اوريغون وتقاطر عدد من اعضاء الميليشيات من مناطق مختلفة “تضامنا” مع بؤرة التحرك، قابله ردود فعل “متساهلة” من قبل الحكومة وعدم ارسال فرقها الأمنية للانقضاض على التمرد. ظاهرة تنامي الميليشيات المسلحة المشبعة بالتطرف والعنصرية ليست امرا عابرا، وسبق ان تناوله المركز بالرصد والتحليل، ورؤيته المستقبلية لانتشار اوسع لهذه الظاهرة في العام الجديد.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

سوريا

       طالب معهد مبادرة السياسة الخارجية صناع القرار بأنه حان الوقت “لدعم الأسد .. كونه الخيار الاوحد المتوفر عمليا” لاستعادة التوازن والاستقرار والذي من شأنه “الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية.” واوضح ان الرئيس الاسد بما يمثله من موقع وامكانيات وتحالفات هو الطرف “الاشد اهتماما” بهزيمة داعش. واردف قائلا ان ثمن الدعم الاميركي للرئيس الاسد يمكن تعويضه عبر “تبني التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مطلب العفو العام عن المقاتلين الآخرين (ضد الدولة السورية) مثل الاكراد والتركمان ومجموعات سنية لا تنحاز لداعش – والذين لديهم الاستعداد للتخلي عن اسلحتهم.”

http://www.nationalreview.com/article/429355/supporting-assad-best-option

       استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مسألة “التنافس التركي الروسي” خارج الساحة السورية، معربا عن اعتقاده ان “حالة الوفاق السابقة بينهما كانت نوعا من زواج المصلحة .. دُفعا اليه لتضافر رؤيتيهما في النفور من سيطرة الولايات المتحدة احاديا على النظام العالمي، والذي تغاضى النظر عن الاخذ بعين الاعتبار مصالحهما.” واوضح ان تلك العلاقة الآنية “افتقدت للبعد الاستراتيجي” في علاقات الدول “مما يفسر الآلية السريعة التي اطاحت بتقاربهما عقب اسقاط الطائرة الروسية.” وحذر المركز من استمرار تدهور الهلاقات الثنائية والذي “يهدد بتفاقم التوترات بينهما التي حكمتها الصراعات التاريخية للسيطرة والنفوذ.”

http://csis.org/publication/best-enemies-russia-turkey-confrontation-beyond-syria

       اهتم معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى بما اسماه “الهجوم الكردي عبر نهر الفرات” على مواقع داعش، محذرا من امكانية “استحضاره تدخلا تركيا مباشرا” في المنطقة، بيد ان باستطاعته “عزل قوات الدولة الاسلامية وابقائها بعيدة عن العاصمة .. وما ينطوي عليه من تداعيات هامة لكاتفة القوى الاخرى المقاتلة في سوريا.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-die-is-cast-the-kurds-cross-the-euphrates

داعش

       تناولت مؤسسة هاريتاج قدرات تنظيم الدولة الاسلامية على الاستقطاب وتجنيد عناصر ومتوطوعين دون انقطاع “عبر العالم.” واصدر تقريرا خاصا بذلك شارك به “فريق خبراء متعدد الاختصاصات في قضايا مكافحة الارهاب، والتيارات الاسلامية العالمية، واخصائيي مناطق جغرافية معينة .. بغية التوصل لاستخلاصات مفصلة وتضافر جهود أممية لوقف تدفق موجات المقاتلين لمناطق تسيطر عليها الدولة الاسلامية.” واوضح التقرير انه “يتعين على الولايات المتحدة قيادة جهد دولي متعدد الاتجاهات لالحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية .. والذي يستوجب تصميما اكبر لحرمان داعش من السيطرة على مزيد من الاراضي، واعاقة جهوده للتجميد، واقتلاع ايديولوجيته المدمرة ..” وزعم ان تقاعس اميركا عن قيادة جهود دولية “سيعزز مواقع داعش ويتيح له ضم مزيد من الاراضي على امتداد الشرق الاوسط وافريقيا وجنوب شرق آسيا – وما ينطوي عليه من رفع شبح معدلات الهجمات الارهابية عبر العالم.”

http://www.heritage.org/research/reports/2016/01/combatting-the-isis-foreign-fighter-pipeline-a-global-approach

       استعرض معهد كاتو آفاق المرحلة ما بعد “هزيمة اميركا لداعش،” معتبرا ان المسألة الكردية تشكل “معضلة سياسية اكبر للساسة الاميركيين،” محذرا من انجرار الجميع وراء مستنقع تقسيم “العراق وسوريا لدويلات متعددة ..” واجاب ان الاجابة للوقت الراهن هي “بالنفي.” مذكرا ان التطورات المستقبلية قد “تضطر الولايات المتحدة لنشر قوات عسكرية في كلا البلدين استنادا الى تقييم جدي رصين، بعيد عن تمنيات تيار المحافظين الجدد، يحدد عدد القوات المطلوبة.” واضاف ان كان هناك من بين السياسيين تتوفر لديه الجرأة على ابقاء “تلك القوات منخرطة في عمليات قتالية بالغة الخطورة تمتد لنحو 20 او ثلاثين عاما – وربما اطول؛” مضيفا من يتوفر لديه عزيمة تقبل “عشرات او مئات وربما آلاف التوابيت،” نتيجة رؤيا سياسية ضيقة.

http://www.cato.org/publications/commentary/we-defeat-isis-then-what

ايران والسعودية

       اعتبر معهد هدسون ان سياسة الرئيس اوباما “تفضل الاصطفاف لجانب ايران على السعودية .. على خلفية جزها عنق الامام الشيعي.” واضاف ان “الهجمات التي طالت البعثات الديبلوماسية السعودية استنهضت مشاعر عدائية كبيرة ضد السعودية بين اقطاب السياسة الخارجية الاميركية، والصحفيين والمحللين .. مع الاقرار بأن الرياض دون شك تشكل حليفا صعب المراس في جملة قضايا.” وذكّر اطقم السياسة الخارجية بأن السعودية “هي جزء من النظام الاميركي للشرق الاوسط حظيت به منذ 70 عاما. كما ان ايران تراه ضمن تلك الدائرة ايضا.” وعليه، مضى مستنتجا، فان “حدوث هجوم ضد منشآت ديبلوماسية سعودية هو عدوان على فريقنا، ونظامنا، وعلينا ايضا ..”

http://www.hudson.org/research/12074-obama-sides-with-iran-again

       اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن اعتقاده بأن تصرفات السعودية الاخيرة كانت تهدف ارسال رسائل متعددة “لواشنطن والرياض،” مطالبا الاولى “اثبات بيتها بتقديم خيار افضل، ان ارادت انصياع الرياض لنصائحها .. بدءا باتخاذ اجراءات واضحة لمعارضة التدخل الايراني في الاقليم.” وذكّر الادارة الاميركية بتصرف السعودية ابان المحادثات التي جرت في شهر تشرين الاول الماضي والتي “اشعلت فتيل شكوك السعودية لتصريحات وزير الخارجية جون كيري التي استدارت بعكس اتجاه مطلب الولايات المتحدة بأن الرئيس الاسد ينبغي ان يرحل.” واضاف ان السعودية سجلت مواقفا متشددة آنذاك وليس الولايات المتحدة “مما اثار استياء كيري.” واوضح ان ما تتوقعه دول الخليج “دعم قوي من الولايات المتحدة للمعارضة السورية، ورفضها لقبول اي وعود غامضة من النظام بادخال اصلاحات .. والاستعداد للوقوف بوجه جهود ايران لزعزعة استقرار المنطقة.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/riyadhs-message-is-to-washington-as-well-as-tehran

المغرب

       رصد معهد كارنيغي المتغيرات التي طرأت على “المجتمع المدني في المغرب،” وادراك النشطاء السابقين “لافتقار اليسار السياسي في المغرب لقاعدة نفوذ حقيقي،” والتفت لتكثيف نشاطاته “الثقافية بعيدا عن المطالب السياسية العلنية،” وتنظيم بعض قطاعاته “عروضا فنية عامة ..” واوضح ان عدد النشطاء السابقين في حركة 20 شباط/ فبراير “غادروا الحركة بعد انحسار دورها .. (مما يعني) تراجع احتمالات اندلاع احتجاجات واسعة النطاق في المغرب.” واوضح ان الفوز الانتخابي الكبير لحزب العدالة والتنمية في المغرب، شهر تشرين2 / نوفمبر 2011، فرض نفسه على وعي القيادات الشابة لناحية “القدرة التنظيمية (الهائلة) للاسلام السياسي .. وضعف اليسار السياسي” بالمقابل. واردف ان التوجه للساحات العامة لاجتذابها عبر النشاطات الثقافية يعوض قصور “الوصول الى جماهير جديدة واشراكها، ونشر الوعي لدى شرائح جديدة من السكان .. وتحقيق التغيير التدريجي.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=62418&lang=ar&mkt_tok=3RkMMJWWfF9wsRouvKnMZKXonjHpfsX76%2BgtXaKg38431UFwdcjKPmjr1YsEScF0aPyQAgobGp5I5FEIQ7XYTLB2t60MWA%3D%3D

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى